وفي أعقاب الكساد شهد العقد أيضًا تراجعًا سريعًا للديمقراطية الليبرالية، فظهرت الأنظمة الاستبدادية في عدة بلدان في أوروبا وأمريكا الجنوبية، مثل إيطالياوإسبانيا، وكذلك الرايخ الثالث في ألمانيا، حيث انتخب أدولف هتلر مستشارا لألمانيا الذي فرض قوانين نورمبرغ، وهي سلسلة من القوانين فرضت التميز ضد اليهود والأقليات العرقية الأخرى. وأيضا غزت القوى التوسعية العظمى الدول الضعيفة مثل إثيوبياوالصينوبولندا، وساعدت آخر تلك الهجمات إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية في 1 سبتمبر 1939، أي قبل أشهر من نهاية العقد بالرغم من نداءات عصبة الأمم لفرض السلام في جميع أنحاء العالم. ساعدت الحرب العالمية الثانية في إنهاء الكساد الكبير عندما أنفقت الحكومات الأموال على المجهود الحربي. شهد العقد أيضا انتشار التقنيات الجديدة، خاصة في مجالات الطيران العابر للقارات، والإذاعة، والسينما.
حرب تشاكو (15 يونيو 1932 - 10 يونيو 1935) - بين بوليفياوباراغواي على منطقة غران تشاكو المتنازع عليها، إنتهت الحرب بانتصار باراغواي عام 1935. وقد تم التوصل إلى اتفاق يقسم الإقليم في عام 1938، مما أدى إلى إنهاء الخلاف وتحقيق السلام بين البلدين رسمياً.
الحرب الأهلية الصينية (1927-1949) - بين القوات الموالية لحزب كومينتانغ بقيادة حكومة جمهورية الصين، والقوات الموالية للحزب الشيوعي الصيني المتمرد للسيطرة على الصين. فتمكن الشيوعيون من توحيد اراضي الصين أوائل ثلاثينات وأعلنوا قيام جمهورية الصين السوفيتية التي لم تدم طويلًا وانهارت بعد هجمات الكومينتانغ، مما اضطرهم إلى التراجع الجماعي المعروف باسم المسيرة الطويلة. حاول الكومينتانغ والشيوعيون التخلص من خلافاتهم بعد عام 1937 لمحاربة الاحتلال الياباني للصين، لكن الاشتباكات المتقطعة استمرت خلال الفترة المتبقية من الثلاثينيات.
حرب كاستيلاماري (1929 - 10 سبتمبر 1931) - هي حرب عصابات بين عائلة ماسيريا وعائلة مارانزانو، في بلدة كاستيلاماري ديل غولفو في صقلية، وقد أسفرت هذه الحرب عن مقتل العشرات من أفراد العصابات.
وصل الحزب النازي بقيادة أدولف هتلر إلى السلطة في ألمانيا سنة 1933، فشكل نظام فاشيا جديدا رافضا معاهدة فرساي، واضطهد اليهود والأقليات الأخرى وأبعدهم من المجتمع الألماني، وكان للنظام الجديد أطماع توسعية لزيادة رقعة الأرض الألمانية، وكان أيضا معارضا لانتشار الشيوعية.
أدى اغتيال السفير الألماني إرنست فوم رات بباريس بين 9 و 10 نوفمبر 1938 من قبل هيرشل غرينزبان اليهودي البولندي إلى اندلاع موجات عنف كبيرة قام بها شباب هتلروالغيستابووالشوتزشتافل ضد يهود ألمانيا والنمسا ومناطق سوديتنلاند. وأطلق على هذه الأحداث «ليلة البلور». وقتل في هذه الاحداث 91 يهوديًا، وتم اعتقال ما بين 25,000 و 30,000 آخرين وإرسالهم إلى معسكرات الاعتقال النازية. كما تم تدمير 267 معبدًا يهوديًا، ونهبت الآلاف من المنازل والشركات. وكان ذلك مثابة ذريعة لمصادرة الأسلحة النارية من اليهود الألمان.
قامت كلا من ألمانيا وإيطاليا بمتابعة الأعمال التوسعية الإقليمية. فطالبت ألمانيا بضم دولة النمسا الاتحادية وغيرها من المناطق الناطقة بالألمانية في أوروبا. فتمكنت من منطقة سار بين 1935 و 1936، وأعادت تسليح راينلاند. وقد عارضت إيطاليا مبدئيًا أهداف ألمانيا نحو النمسا، لكنهما حلا خلافاتهما في أعقاب العزلة الدبلوماسية لإيطاليا جراء الحرب الإيطالية الإثيوبية الثانية سنة 1936، وأصبحت ألمانيا الحليف الوحيد المتبقي لإيطاليا. قامت ألمانيا وإيطاليا بتحسين العلاقات بينهما وذلك بتشكيل حلف مناهضة الكومنترن سنة 1936. فألحقت ألمانيا النمسا بعد عملية عسكرية سلمية سميت آنشلوس. ثم ضمت سودتينلاند في أعقاب مفاوضات معاهدة ميونخ 1938. نجح الغزو الإيطالي لألبانيا سنة 1939 من تحويل مملكة ألبانيا إلى محمية إيطالية. وألحق عرش ألبانيا إلى فيكتور عمانويل الثالث ملك إيطاليا.[3] استلمت ألمانيا إقليم ميميل من ليتوانيا، واحتلت ماتبقى من تشيكوسلوفاكيا، وبالآخر غزا هتلر الجمهورية البولندية، وكانت آخر هذه الأحداث التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية.
في عام 1939، رفضت العديد من بلدان القارة الأمريكية وعلى رأسها كندا وكوبا والولايات المتحدة، منح اللجوء لمئات من اللاجئين اليهود الألمان على متن السفينة «سانت لويس» الذين فروا من اضطهاد النظام النازي، لتعود السفينة إلى ألمانيا، وقرر بعض اللاجئين الانتحار بدلاً من العودة إلى ألمانيا النازية.
الولايات المتحدة
تم انتخاب فرانكلين روزفلت رئيسًا للولايات المتحدة في نوفمبر عام 1932. وأطلق روزفلت مجموعة من البرامج الاقتصادية أسماها «الصفقة الجديدة»، وجاءت تلك البرامج استجابة للكساد الكبير وركزت على إغاثة العاطلين والفقراء، وإنعاش الاقتصاد إلى مستوياته الطبيعية، وإصلاح النظام المالي لمنع حدوث الكساد مرة أخرى.
أجبر الديكتاتور العسكري ميغيل بريمو دي ريفيرارئيس وزراء إسبانيا على الاستقالة سنة 1930 بسبب الأزمة المالية في إسبانيا (جزء من الكساد الكبير). وحاول الملك ألفونسو الثالث عشر الذي كان داعما لتلك الديكتاتورية العودة إلى النظام السابق تدريجيا واستعادة مكانته. ولكن محاولته فشلت فشلا ذريعا، حيث كان متهما بدعمه للدكتاتورية. ودعت جميع القوى السياسية إلى إنشاء جمهورية بدلًا من الملكية. ففازت الأحزاب الجمهورية والاشتراكية بنسب كبير جدًا في الانتخابات المحلية لسنة 1931، في حين أن الملكيين كانوا في حالة مزرية. وأدى ذلك إلى اندلاع أعمال شغب في الشوارع نادت بإزالة الملكية. فأعلن الجيش الإسباني عن عدم رغبته في الدفاع عن الملك، فهرب خارج البلاد وبهروبه سقطت حقبة عودة البوربون التي بدأت سنة 1874، وظهرت الجمهورية الإسبانية الثانية.
قدم إيمون دي فاليرا دستورًا جديدًا لدولة أيرلندا الحرة سنة 1937، وبذلك خرجت الدولة الوليدة من نظام الدومينيون البريطاني. ثم جرى إجراء استفتاء عام في الدولة الحرة في ديسمبر 1937 بشأن ماإذا كانت تريد أن تبقى ملكية دستورية في عهد الملك جورج السادس أو أن تصبح جمهورية ونتج عن هذا الاستفتاء تصويت المواطنين لصالح الجمهورية، وبذلك انتهى ماتبقى من السيادة البريطانية على ايرلندا.
أمر جوزيف ستالين بتنفيذ عملية «التطهير الكبير» لـ «البلشفيّين القدامى» في الحزب الشيوعي السوفيتي من سنة 1936 حتى 1938، مما أسفر عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص. وسبب التطهير هو عدم الثقة والاختلافات السياسية، فضلا عن الانخفاض الهائل في مستوى إنتاج الحبوب، حيث انخفض الإنتاج في سنة 1934 بمقدار 16 مليون رطلا مقارنة بانتاج 1930. وأدى ذلك إلى تجويع ملايين الروس.
أقامت فرنسا معرض باريس الدولي وسط التوترات السياسية المتنامية في أوروبا. وواجهت أجنحة الدول المتنافسة وهي ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي بعضها البعض. وتعرضت ألمانيا لإدانة دولية في ذلك الوقت بسبب قيام سلاح الجو الألمانيبقصف بلدة جيرنيكا الباسكية في إسبانيا أثناء الحرب الأهلية الإسبانية. وقام الفنان الإسباني بابلو بيكاسو برسم لوحة غرنيكا في المعرض العالمي لتصوير عملية القصف، كانت عبارة عن تصوير سريالي لرعب القصف.
تمكن مكتب التشفير البولندي في سنة 1932 من كسر الشيفرة الألمانية وتغلب على التعقيدات الهيكلية والتشغيلية القوية لآلة إنجما المتطورة ومعها لوحة التحكم، وهو جهاز التشفير الألماني الرئيسي خلال الحرب العالمية الثانية.
وقعت مصر على معاهدتها مع بريطانيا سنة 1936، وذلك بسحب جميع القوات البريطانية من مصر بحلول 1949 باستثناء قناة السويس.
تلقى رئيس وزراء جنوب افريقيا هرتزوغ -الذي فاز حزبه الوطني في انتخابات 1929 بمفرده بعد انفصاله عن حزب العمل- الكثير من اللوم بسبب التأثير الاقتصادي المدمر للكساد.
كندا والبلدان الأخرى القابعة تحت حكم الإمبراطورية البريطانية يوقعون على قانون وستمنستر في عام 1931، الذي منح برلمانات هذه الدول استقلالًا كاملًا عن برلمان الإمبراطورية البريطانية.
معرض نيويورك الدولي 1939 حيث ازاحت الولايات المتحدة الأمريكية الستار عن الأجنحة التي تعرض الفن والثقافة والتكنولوجيا من جميع أنحاء العالم.
عادت نيوفاوندلاند طوعًا إلى الحكم الاستعماري البريطاني في 1934 بسبب أزمتها الاقتصادية خلال فترة الكساد الكبير بإنشاء لجنة حكومية، وهي هيئة غير منتخبة.[6]
أثارت أميليا إيرهارت اهتمامًا عالميا كبيرًا في ثلاثينيات القرن ال 20 كونها أول امرأة قامت برحلات جوية كبيرة. واختفت سنة 1937 أثناء طيرانها لأسباب غير معروفة مما دفعت بجهود بحث لكنها فشلت في ايجادها.
أصدر الحاكم العام للهند قانون حكومة الهند 1935، حيث فصلت عنها بورما البريطانية لتصبح ملكية بريطانية منفصلة، بالإضافة إلى زيادة الاستقلال السياسي لحكومات ومقاطعات الهند البريطانية.
بدأ شيوعيو ماو تسي تونغ الصينيون بانسحاب ضخم أمام القوات القومية المتقدمة، فبدوا بمسيرة أطلق عليها المسيرة الطويلة التي بدأت في أكتوبر 1934 وانتهت في أكتوبر 1936 وأدت إلى انهيار جمهورية الصين السوفيتية.
ألقى محمد علي جناح زعيم رابطة مسلمي الهند المستعمرة خطاب يوم النجاة في 2 ديسمبر 1939، دعى فيه المسلمين إلى البدء بالعصيان المدني ضد الحكومة الاستعمارية البريطانية يوم 12 ديسمبر. وطالب جناح أيضا بإصلاح وحل التوترات والعنف بين المسلمين والهندوس في الهند. لم يدعم المؤتمر الوطني الهندي الذي يهيمن عليه الهندوس مطالب جناح والذي كان حليفا معه يوما ما. واعتبرت تلك المطالب جزءًا من أجندة جناح لدعم إنشاء دولة إسلامية مستقلة عن الإمبراطورية البريطانية وتسمى باكستان.
قصعة الغبار أو الثلاثينيات القذرة: وهي فترة من العواصف الترابية الشديدة سببها الجفاف الشديد مما ادت بأضرار ضخمة للبراري الأمريكية والكندية ومزارعها فتعرضت السهول العظمى الجنوبية للدمار من 1930 إلى 1936 (في بعض المناطق حتى عام 1940)، وقدرت الأراضي المتضررة بحوالي 100,000,000 acres (400,000 كم2). مما أثر في نقص الغذاء والأمراض والوفيات بسبب استنشاق الرمل. فازدادت الهجرة الجماعية نحو المدن.
انفجار في مدرسة نيو لندن في مدينة نيو لندن في ولاية تكساس، يقتل عن ما يزيد عن 300 طالب ومعلمة سنة 1937.
انفجار المنطاد هيندنبورغ الألماني في السماء فوق بحيرة هورست في نيوجيرسي بالولايات المتحدة يوم 6 مايو 1937. مما أسفر عن مقتل 36 شخصًا. وأدي هذا الحادث إلى إجراء تحقيق في الانفجار وتسببت الكارثة في انعدام ثقة الأفراد في استخدام المناطيد الهوائية التي تضخ بالهيدروجين، وتضررت بشكل خطير سمعة شركة زيبلين.
إعصار نيو إنجلاند 1938 الذي كان إعصارًا من الدرجة الخامسة قبل أن ينخفض عند وصوله اليابسة إلى الدرجة الثالثة. وتسبب الإعصار بخسائر في الممتلكات قدرت بنحو 306 مليون دولار (4.72 مليار دولار في عام 2010)، مما أسفر عن مقتل ما بين 682 و 800 شخص، وتضرر أو دمر أكثر من 57000 منزل.
فيضان النهر الأصفر 1938 على مدينة هوايوانكو بالصين، مما أدى إلى غمر 54,000 كـم2 (21,000 ميل2) من الأراضي، وأودى بحياة 500,000 شخص.
اغتيل الرئيس الفرنسي بول دومير عام 1932 على يد بول جورجولوف، وهو مهاجر روسي مختلا عقليًا.
اغتيال المرشح الرئاسي الأمريكي هيوي لونغ عام 1935.
اغتيال إنغلبرت دولفوس، مستشار النمسا والشخصية الرائدة في الفاشية النمساوية، في عام 1934 من قبل النازيين النمساويين. ودخول ألمانيا وإيطاليا في صراع حول مسألة استقلال النمسا على الرغم من التشابه الأيديولوجي للنظام الفاشي الإيطالي والنازية الألمانية.
اغتيال ألكساندر الأول ملك يوغوسلافيا في عام 1934 خلال زيارة إلى مارسيليا في فرنسا. من قبل فلادو تشيرنوزميسكي وهو عضو في المنظمة الثورية المقدونية. كانت هذه المنظمة الثورية تسعى لاستقلال فاردار مقدونيا من يوغسلافيا.[8]
تميز العقد بأكمله وعلى نطاق واسع بالبطالة والفقر، على الرغم من أن الانكماش (أي انخفاض الأسعار) كان محدودًا في الأعوام 1930-1932 و1938-1939. فانخفضت الأسعار بنسبة 7.02٪ سنة 1930، ثم 10.06٪ سنة 1931، ثم 9.79٪ سنة 1932، ثم 1.41٪ سنة 1938، ثم 0.71٪ سنة 1939.[9]
أنشأت حكومة الولايات المتحدة في محاولة منها للحد من البطالة هيئات للعمل مثل سلك الخدمة المدنية (CCC) الذي كان عبارة عن برنامج إغاثة في العمل العام تم تفعيله من 1933 إلى 1942 للحفاظ على المتنزهات الوطنية وبناء الطرق. من بين مشاريع هيئات العمل الحكومية الرئيسية بناء سد هوفر سنوات 1931 و 1936.
أنتج أب أيوركس أول كارتون صوتي ملون سنة 1930 عن الضفدع (Flip the Frog) بعنوان:"Fiddlesticks".
أصدرت وارنر براذرز سنة 1930 أول فيلم موسيقي ملون بالكامل، وأسمه Song of the Flame. وقد أصدرت وارنر براذرز في سنة 1930 فقط عشرة أفلام صوتية وملونة بالكامل بتقنية التصوير بالألوان (Technicolor) وعشرات من الأفلام القصيرة والمقاطع بتسلسلات ملونة.
سجل هاوارد هيوز سنة 1935 رقما قياسيا عالميا للسرعة الجوية لطائرته H-1 Racer وهي 352 ميل في الساعة (566 كم/س). ثم تمكن من تحقيق طموحه على نفس الطائرة حيث زودها بأجنحة أطول من تسجيل رقمًا قياسيًا جديدًا في السرعة عبر القارات وذلك بالطيران بدون توقف من لوس أنجلوس إلى نيوارك في 7 ساعات و28 دقيقة و25 ثانية (كاسرا رقمه السابق في 9 ساعات و27 دقيقة). وكان متوسط السرعة الأرضية له خلال الرحلة 322 ميل في الساعة (518 كم/س).[11]
^Bix, Herbert P. (1992). "The Showa Emperor's 'Monologue' and the Problem of War Responsibility". Journal of Japanese Studies. ج. 18 ع. 2: 295–363. JSTOR:132824.
^Hunt, Lynn. "The Making of the West: Peoples and Cultures" Vol. C since 1740.Bedford/St. Martin's, 2009.
^"The first central committee of IMRO. Memoirs of d-r Hristo Tatarchev", Materials for the Macedonian liberation movement, book IX (series of the Macedonian scientific institute of IMRO, led by Bulgarian academician prof. Lyubomir Miletich), Sofia, 1928, p:102, поредица "Материяли за историята на македонското освободително движение" на Македонския научен институт на ВМРО, воден от българския академик проф. Любомир Милетич, книга IX, София, 1928.