المؤلف | |
---|---|
اللغة | |
العنوان الأصلي |
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير |
الموضوع |
الناشر |
دار الكتب العلمية - لبنان |
---|
عدد الأجزاء |
8 |
---|
يعتبر تفسير فتح القدير للشوكاني (1173 - 1250هـ) أصلاً من أصول التفسير، ومرجعاً من مراجعه، لأنه جمع بين التفسير بالرواية والتفسير بالدراية، حيث أجاد فيه مؤلفه في باب الرواية، وتوسع في باب الدراية. شرع في تأليفه في شهر ربيع الآخر من سنة 1223هـ.
كانت للشوكاني طريقته الخاصة في التفسيره، ذكرها في مقدمة كتابه [1] وهي :
اعتمد الشوكاني في تفسيره على عدد من المصادر المختلفة ومنها:
مما يؤخذ على الشوكاني –كرجل من أهل الحديث – أنه يذكر كثيراً من الروايات الموضوعة والضعيفة، ويمر عليها من دون أن ينبه عليها. فمثلاً نجده عند تفسيره لقوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله) ... الآية، وقوله: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) ....الآية، يذكر من الروايات ما هو مذكور على ألسنة الشيعة، ولا ينبه على أنها موضوعة.[2]
كما يلاحظ عليه ذمه للتقليد والمقلدين حتى أنه لا يمر عن آية تنعي على المشركين تقليدهم آباءهم إلا ويطبقها على مقلدي أئمة المذاهب الفقهية، ويرميهم بأنهم تاركون لكتاب الله وسنة نبيه. - ومع هذا فهو يوافق الجمهور في مسألة حياة الشهداء وأنها حياة حقيقية لا مجازية، وذلك عند تفسيره قول القرآن: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون).[3]
الشوكاني سلفي العقيدة، فكل ما ورد في القرآن من ألفاظ توهم التشبيه إقرارها وإمرارها وتفسيرها قراءتها مع تنزيه الله عما لا يجوز . فعند تفسيره لقول القرآن: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) ...الآية، يقول ما نصه: «قد اختلف العلماء في معنى هذا على أربعة عشر قولاً، وأحقها وأولاها بالصواب مذهب السلف الصالح: أنه استوى سبحانه عليه بلا كيف، بل على الوجه الذي يليق به مع تنزهه عما لا يجوز عليه» [4]..
نجده في تفسيره هذا يرد عليهم، ويعارضهم معارضة شديدة في كثير من المواقف. ومما يلاحظ على المؤلف أنه أعطى لنفسه حرية واسعة خولت له أن يسخر من عقول العامة، ويهزأ من تعاليم المعتزلة، وأن يندد ببعض مواقف أهل السنة، وعلى الجملة فإن تفسير الشوكاني هذا له قيمته ومكانته العلمية.