على مر العديد من السنين، وجدت العديد من الملاحظات أن هضم كربوهيدرات قصيرة السلسلة معينة وتشمل: اللاكتوز، والفركتوز، والسوربيتول، والفركتانز، والجلاكتوز قليل السكر، تتسبب في أعراض مشابهة لمتلازمة القولون العصبي.[10][11][12][13][14][15][16][17][18][19]قالب:Overcite
وقد أظهرت هذه الدراسات أن الحد من تلك الكربوهيدرات قصيرة السلسلة في الوجبات الغذائية مرتبط بتحسن في أعراض القولون العصبي لدى الأشخاص المصابين به.[8][9][10][11][12][13][14][15][16][17][18][19]قالب:Overcite
وتسلك تلك الكربوهيدرات قصيرة السلسلة (اللاكتوز، والفركتوز، والسوربيتول، والفركتانز، والجلاكتوز قليل السكر) نفس النهج في الأمعاء.
أولًا: نظرًا لأنهم جزيئات صغيرة وقليلة الامتصاص أو لا يتم امتصاصهم نهائيًا، فهم يقوموا بسحب الماء إلى الأمعاء بواسطة الخاصية الأسموزية.[15][20]
ثانيًا: تتخمر تلك الجزيئات بواسطة بكترياالقولون، ولذلك فنتيجة لضعف امتصاصهم في الأمعاء الدقيقة؛ تدخل تلك الجزيئات الأمعاء الغليظة وتُنتج غازات (الهيدروجين، ثاني أكسيد الكربون، والميثان).[5] وتؤدي هذه الأفعال المزدوجة لتلك الكربوهيدرات إلى تمدد حجم محتويات الأمعاء، والتي تتسبب في تمدد جدار الأمعاء وتهييج الأعصاب في الأمعاء. ويتسبب هذا التمدد في الإحساس بالألم وعدم الراحة واللذان يتم اختبارهما بواسطة مرضى متلازمة القولون العصبي.[3][5][7]
تم نشر مفهوم الفودماب لأول مرة عام 2005 كجزء من ورقة بحثية.[1] كانت تهدف هذه الورقة إلى أن التقليل الإجمالي من التناول الغذائي لكل الكربوهيدرات قصيرة السلسلة الغير قابلة للهضم أو بطيئة الامتصاص، سيقوم بتقليل تمدد جدار الأمعاء، والذي يهدف إلى تقليل تهيج الجهاز العصبي للأمعاء، والذي بدوره سيوفر أفضل فرصة لتقليل ظهور أعراض متلازمة القلولون العصبي لدى المرضى المصابين بها (انظر أسفل).
في ذلك الوقت، لم يكن هناك مفهوم جامع للكربوهيدرات قصيرة السلسلة الغير قابلة للهضم أو بطيئة الامتصاص؛ ولذلك فقد تم إنشاء مصطلح (الفودماب) لتحسين فهم وتسهيل التواصل مع تلك الفكرة.[1]
تم تطوير الحمية قليلة الفودماب بواسطة فريق بحث في جامعة موناش في ميلبورني بأستراليا.[21] واستخدم فريق موناش بحثهم الأول للتحري حول ما إذا كانت الحمية قليلة الفودماب قد قامت بتحسين التحكم في الأعراض لدى مرضى متلازمة القولون العصبي أم لا، ولتأسيس الآلية التي تُظهر بها هذه الحمية تأثيرها.[3][5][22]
كما أنشأت أيضًا جامعة موناش برنامج تحليل غذاء صارم لقياس محتويات الفودماب من بين اختيارات واسعة للأطعمة الأسترالية والعالمية.[23][24][25]
وقد أدت بيانات مكونات الفودماب التي تم تأسيسها بواسطة جامعة موناش إلى تحديث البيانات السابقة المعتمدة على مطبوعات قديمة، وتخمينات -أحيانًا تكون خاطئة- كانت معتمدة على معلومات ضئيلة.[26]
ونتيجة لبرنامج البحث والتحليل الغذائي للفودماب؛ توجد الآن قاعدة بيانات شاملة ودقيقة لوصف محتويات الفودماب من الطعام.[23][24][25] كما يفهم العلماء الآن الآلية التي تعمل بها هذه الحمية.[20][22] وهناك دليل سليم يشير إلى أن الحمية قليلة الفودماب تحسن من أعراض حوالي ثلاثة من أصل أربعة أشخاص مصابين بمتلازمة القولون العصبي، والاضطرابات المعدية المعوية الوظيفية الأخرى (مثل: الانتفاخ البسيط).[3][5][7][8][9][27][28][29][30]
يعتبر المسبب الأساسي للعديد من الاضطرابات المعدية المعوية الوظيفية هو انتفاخ تجويف الأمعاء. ويؤدي هذا الانتفاخ إلى الشعور بالألم، والإحساس بالوخم، وانتفاخ البطن، واضطرابات الحركة. وتسعى الطرق العلاجية لتقليل العوامل التي تؤدي إلى الانتفاخ، خاصة انتفاخ نهاية الأمعاء الدقيقة، وبداية الأمعاء الغليظة. وتعتبر الأطعمة التي تسبب الانتفاخ، هي تلك الأطعمة فقيرة الامتصاص في الأمعاء الدقيقة القريبة، النشطة أسموزيًا، والتي تتخمر بواسطة بكتريا الأمعاء مع إنتاج غاز الهيدروجين (مقابلًا لغاز الميثان). وتظهر جزيئات الفودماب الصغيرة هذه الخواص.[4]
يعتبر سوء امتصاص معظم كربوهيدرات الفودماب أمر شائع لدى كل الناس. وتمر أي فودماب لم يتم امتصاصها في الأمعاء الدقيقة إلى الأمعاء الغليظة حيث تقوم البكتريا بتخميرها؛ مما ينتج عن ذلك إنتاج الغاز الذي يتسبب في حدوث انتفاح وامتلاء البطن بالغازات.
لا يعاني معظم الأفراد من أعراض ذات أهمية، ولكن قد يعاني بعض الأفراد من أعراض متلازمة القولون العصبي. ووجد أن الحد من تناول الفودماب من قِبل المجموعة الأخيرة يؤدي إلى تحسين الأعراض.
قد يؤدي كل من عدم تحمّل اللاكتوزوسوء امتصاص الفركتوز إلى إظهار أعراض متلازمة القولون العصبي بنفس الآلية، ولكن –على العكس من باقي أنواع الفودماب- فإن سوء الامتصاص يوجد في عدد قليل من الأشخاص.
ولذلك فإن العديد من المستفيدين بحمية قليلة الفودماب ليسوا بحاجة إلى الحد من الفركتوز واللاكتوز. ويتاح التعرف على هاتين الحالتين من خلال اختبار التنفس لغازي الهيدروجين والميثان، مما يقلل من ضرورة الالتزام الغذائي لو ممكن.[4]
تعتبر البقولياتوالفاصوليا هي المصادر الغذائية الرئيسية للجلاكتانز، على الرغم من أن (الفاصوليا الخضراء، والعدس المعلب، واللوبياء الشعاعية، والتوفو، والتيمبي) تحتوي على كميات منخفضة نسبيا.[21][32]
وقد تقلل المكملات الغذائية من مكملات الإنزيم ألفا غالاكتوزيداز من الأعراض،[33] إذا تم تجنب العلامات التجارية التي تحتوي على فودماب أخرى.
تشير الأدلة الناتجة عن التجارب العشوائية إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض الفودماب قد يساعد في علاج متلازمة القولون العصبي لدى البالغين والأطفال.[35] كما تدعم المراجعة المنهجية الشاملة وتحليل ميتا فعالية هذا النظام الغذائي في علاج الأعراض المعدية المعوية الوظيفية لمتلازمة القولون العصبي على الرغم من أن الأدلة أقل جودة بالنسبة للإمساك.
لا يوجد سوى القليل من الأدلة على الفعالية في علاج الأعراض الوظيفية لداء الأمعاء الالتهابي من الدراسات الصغيرة التي هي عرضة للتحيز.[36][37][38]
ومن الشائع مع الأنظمة الغذائية الأخرى المحددة، فقد يكون النظام الغذائي منحفض الفودماب غير عملي للمتابعة،[38] والمخاطرة بفرض عبء مالي لا مبرر له، وتفاقم سوء التغذية.[39]
^ ابجدهOng، DK؛ Mitchell، SB؛ Barrett، JS؛ Shepherd، SJ؛ Irving، PM؛ Biesiekierski، JR؛ Smith، S؛ Gibson، PR؛ Muir، JG (2010). "Manipulation of dietary short chain carbohydrates alters the pattern of gas production and genesis of symptoms in irritable bowel syndrome. Journal of gastroenterology and hepatology". J Gastroenterol Hepatol. ج. 25 ع. 8: 1366–1373. DOI:10.1111/j.1440-1746.2010.06370.x. PMID:20659225.
^ ابجStaudacher، HM؛ Whelan، K؛ Irving، PM؛ Lomer، MC (2011). "Comparison of symptom response following advice for a diet low in fermentable carbohydrates (FODMAPs) versus standard dietary advice in patients with irritable bowel syndrome". J Hum Nutr Diet. ج. 24 ع. 5: 487–495. DOI:10.1111/j.1365-277X.2011.01162.x. PMID:21615553.
^ ابجMcIntosh، K؛ Reed، DE؛ Schneider، T؛ Dang، F؛ Keshteli، AH؛ De Palma، G (2016). "FODMAPs alter symptoms and the metabolome of patients with IBS: a randomised controlled trial". Gut: gutjnl-2015-311339. DOI:10.1136/gutjnl-2015-311339. PMID:26976734.
^"Low FODMAP foods"(PDF). IBS Group. مؤرشف من الأصل(PDF) في 2015-12-14. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-16.
^Staudacher HM، Irving PM، Lomer MC، Whelan K (أبريل 2014). "Mechanisms and efficacy of dietary FODMAP restriction in IBS". Nat Rev Gastroenterol Hepatol (Review). ج. 11 ع. 4: 256–66. DOI:10.1038/nrgastro.2013.259. PMID:24445613. An emerging body of research now demonstrates the efficacy of fermentable carbohydrate restriction in IBS; however, limitations still exist with this approach owing to a limited number of randomized trials, in part due to the fundamental difficulty of placebo control in dietary trials. Evidence also indicates that the diet can influence the gut microbiota and nutrient intake. Fermentable carbohydrate restriction in people with IBS is promising, but the effects on gastrointestinal health require further investigation.
^Charlebois A، Rosenfeld G، Bressler B (2015). "The Impact of Dietary Interventions on the Symptoms of Inflammatory Bowel Disease: A Systematic Review". Crit Rev Food Sci Nutr. ج. 56: 1370–8. DOI:10.1080/10408398.2012.760515. PMID:25569442.
^Hou et al. (p. 1598) write: "At a practical level, adherence to defined diets may result in an unnecessary financial burden or reduction in overall caloric intake in patients who are already at risk for protein-calorie malnutrition".