صنف فرعي من | |
---|---|
الاسم الأصل | |
يدرسه |
الكارست[1] أو القَرَاس[2] أو الكَرْث[3] (بالسلوفينية: Kras) هي ظاهرة جيومورفولوجية تحدث في المناطق الجيرية الرطبة، وهو بنية ناتجة عن التآكل الكيميائي والهيدروغرافي للصخور الكربونية، وخاصة التكوينات الجيرية.[4][5] البنى الكارستية تشمل نحو خمس مساحة اليابسة من الأرض.
وأشهر المناطق الجيرية في العالم إقليم كارست Karst في يوغسلافيا السابقة، وشاع تعبير الكارست وأطلق على جميع المناطق المتأثرة بفعل الإذابة النشطة في العالم.
تعتبر دراسة الكارست ذات أهمية قصوى في جيولوجيا النفط لأنها تمثل 50٪ من احتياطيات الهيدروكربون في العالم التي تستضيفها أنظمة الكارستات المسامية.[6]
يتوقف تكوين أشكال الكارست على مجموعة من العوامل التالية:
لكي يتكون الكارست لابد من توافر عدة شروط، إيجازا هذه الشروط ما يلي:
أولاً: وجود طبقات صخرية قابلة للتحلل والذوبان على سطح الأرض أو بالقرب منه. وتعتبرالصخور الجيرية أكثر قابلية للذوبان من صخر الدورلومايت الأكثر صلابة، أو الطباشير.
ثانياً: أن تكون هذه الصخور القابلة للذوبان سميكة متماسكة كثيرة الشقوق والمفاصل، وأن تكون الطبقات التي تـألف منها رقيقة.
ثالثاً: ان يكون منسوب المياه السطحية الجوفية ادنى من الجيري بالقدر الذي يسمح للمياه المتسربة باختراق الطبقات الجيرية ويساعد هذا على وجود اودية نهرية على مستوى اقل من مستوى الأرض المحيطة المعروفة لعمليات التحلل الكميائى
رابعا: سقوط كميات كبيرة من الأمطار، ولهذا نجد أن ظاهرات الكارست، يندر تكونها في الأقاليم الجافة، بإستثناءمناطق من هذه الأقاليم هي التي شهدت في البلاستوسين عصراً مطيراً، تكونت إبانه معظم ظاهرات الكارست. في عملية «الكارستية» الصخور الكربونية والتي شكلتها اذابة وفقا للتفاعلات الكيميائية التالية:
في عملية «التقرن»، تتشكل صخور الكربونات بالتذاوب طبقًا للتفاعلات الكيميائية التالية:
حل ثاني أكسيد الكربون:
CO2 + H2O ↔ H2CO3
التفكك مائي للحمض الكربونيك:
-H2CO3 + H2O → H3O+ + HCO3
تاثير حامض كربونات («الجير»):
H3O+ + CaCO3 ↔ Ca2+ + HCO3- + H2O
موازنة المعادلة:
-CO2 + H2O + CaCO3 ↔ Ca2+ + 2 HCO3
العديد من المصطلحات المتعلقة بالكارست مشتقة من اللغات السلافية الجنوبية، حيث تدخل المفردات العلمية من خلال البحث المبكر في كارست ديناريك ألباين غرب البلقان.
تسود الأشكال الكارستية في أكثر من 15% من سطح الأرض، لعل أشهرها إقليم الكارست Karst غرب يوغوسلافيا السابقة، اقليم الكوسفى جنوب شرق الهضبة الوسطى بفرنسا، هضبة كنتاكى في الولايات المتحدة، شبه جزيرة يوكاتان بأمريكا الوسطى، ومنطقة البنين بانجلترا
كما تنتشر بعض الظاهرات الكارستية المتبقية عن ظروف المناخ الرطب الذي حدث خلال الفترات المطيرة بعصر البلايستوسين (العصر الحديث الأقرب)، وتتبعثر هذه الأشكال في النطاقات الصحراوية الحالية مثل سهل الاحساء ومنطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية، وأجزاء من الصحراء الغربية المصرية وأهمها هضبة مارمريكا الميوسينية، وبتكوينات الحجر الجيرى الايوسينى فيما بين منخفض الداخلة ووادى النيل. وفي المغرب توجد هذه الظاهرة في جبال الاطلس الكبير بمنطقة إدا وتنان عمالة أكادير إدا وتنان ترجع للعصر الجوراسي [7]
تحتوي الصين على أكبر تشكيلات صخرية كربونية في العالم، تتمركز منطقة كارست جنوب الصين في مقاطعة قويتشوو التي تغطي مساحة 600,000 كيلومتر مربع بما فيها شرق مقاطعة يوننان، معظم قويتشو، مع امتداد رئيسي في أجزاء من تشونغتشينغ، سيتشوان، هونان، هوبي وقوانغدونغ. ومع هضبة مرتفعة (بمعدل ارتفاع 2000-2200) في الشمال الغربي وسهل منخفض منبسط (بمعدل ارتفاع 100-120) في الجنوب الشرقي وتتميز الطوبوغرافيا الشاملة بمنحدر ضخم ينحدر من الشمال الغربي إلي الجنوب الشرقي كارست جنوب الصين
وجيولوجياً، يقع إقليم كارست جنوب الصين على الحافة الجنوبية الغربية من نهر اليانغتسي، وفي الفترة الممتدة من الكمبري إلى العصر الترياسي كان هذا الإقليم يتميز ببيئة أوقيوناسية بارتفاع أقل مما هو عليه الآن. وترسبت طبقات من الكربون بسُمك من آلاف الأمتار خاصة في فترة أواخر الدهر القديم (العصر الديفوني، الكربوني والبرمي). وبسبب تحركات الأرض ارتفع هذا الإقليم كأرض منذ أواخر العصر الترياسي وبدأت تطور تشكيلاتها الأرضية الكارستية. ومرفوعاً بتشكل جبال الهيمالايا منذ أواخر العصر الثلثي، مرَّ هذا الإقليم بارتفاع انحدار سريع أسفر عن طبوغرافيا انحداره الحالية.
وأدى التحول الجيولوجي المعقد على مدى طويل الي نشوء تشكيلات أرضية كارستية متنوعة واستثنائية في هذا الإقليم، بما فيها معظم التشكيلات الأرضية الكارستية النموذجية في العالم ببرج الكارت (فنغلين)، قمة الكارست (غابة الأحجار)قمة البركان الكارستية (فنغ كونغ) بالإضافة إلي بعض الظواهر الكارستية غير العادية مثل تيان كنغ (تجويف كارست عملاق) ودي فنغ (صدع كارست عميق) وبجانب ذلك فهناك العديد من أنظمة الكهوف المُذهِلة تحت الأرض ورواسب الكهوف الغنية.
تضم متنزه فونك نها - كه بانغ القومي حيث تشتهر منطقة نها فونك- كه بانغ بالكهوف حيث تضم حوالي 300 من الكهوف والمغاور ويصل إجمالي طولها نحو 70 كيلومترا
الظواهر التضاريسية الكارستية تُشكّل حوالي نصف مساحة كرواتيا[8]، ويظهر ذلك بصورة جليّة؛ خاصةً في جبال الألب الديناريّة والمناطق الساحليّة والجزر المواجهة لها. أيضاً هناك العديد من الكهوف في كرواتيا، و49 من هذه الكهوف أعمق من 250 متر (820.21 قدم)، و14 أخرى أعمق من 500 متر (1640.42 قدم)، وثلاثة أعمق من 1000 متر (3280.84 قدم).أما أطول كهف في كرواتيا فهو كهف كيتا جاساسينا، هو في نفس الوقت أطول كهف في جبال الألب الدينارية بطول 20656 متر (67.769 قدم)[9][10]
خط الساحل الكرواتي الرئيسي على البحر الأدرياتيكي مُسنن أكثر من ساحل في البحر الأبيض المتوسط. ويتميز غالبية الساحل بوجود التضاريس الكارستية، تكونت من طبقة كربونات الأدرياتيكي. التضاريس الكارستية بدأت تكونها بشكل واضح بعد مرحلة التكوين النهائية لجبال الألب الدينارية خلال حقبتي الأوليجوسين والميوسين، عندما تعرضت صخور الكربونات للتأثيرات الجوية مثل الأمطار، وهذه الطبقة ممتدة حتى 120 متر (390 قدم) تحت مستوى سطح البحر الحالي، وقد تعرضت خلال العصر الجليدي الأخير لأقصى انخفاض مستوى سطح البحر. يقدر أنه تتصل بعض هذه التكوينات الكارستية في وقت مبكر إلى قطرات من مستوى سطح البحر، ما يبرهن ذلك قديماً أزمة ملوحة البحر الميوسيني، وهو البحر المتوسط حالياً.
هي أكثر الظاهرات الكارستية انتشارا حيث تكاد لاتخلو منها اى منطقة جيرية في المناطق الرطبة في العالم، وتختلف هذه الحفر فيما بينها من حيث المساحة والعمق والشكل، وهي تنشأ نتيجة تسرب المياه من خلال الفواصل وإذابتها لمكونات الصخر، ويتوقف شكل الحفرة الغائرة على المميزات التركيبية للصخر ومدى وفرة المياه.[11]
يمكن تمييز بالوعات الإذابة وفقاً لأسلوب تشكيلها، من بين أنماطها:
الحزوزالكارستية وهي عبارة عن اخاديد طولية ضيقة متقاطعة تتبع نظم الفواصل في الصخور الجيرية وتكثر في السطوح الجيرية الخالية من النباتات والتي لاتغطيها تربة سيمكة وباتساع هذه الأخاديد يتحول السطح الصخرى إلى كتل بارزة ذات قمم حادة. تظهر الأسطح الجيرية مقطعة ومرصعة بالثقوب والخطوط والحزوز الغائرة، نتيجة عدم انتظام فعل الإذابة على سطح الأرض، وتعرف هذه الظاهرة باسماء محلية مختلفة منها: البوجاز Bogaz في سيبيريا ويوغسلافيا، والليبيه Lapies في فرنسا، والكارن Karren في ألمانيا.
يعتبر وجود الأودية من أهم مميزات الأقاليم الجيرية الرطبة، وتتكون هذه الأودية نتيجة تدفق وجريان المياه السطحية مكونة العديد من الأشكال الجيومورفولوجية أهمها ما يلى:
يعتبر وجود الأودية الجافة صفة من صفات الأقاليم الطباشيرية والجيرية الرطبة وفي المناطق الأودية الجافة على ظهور الكويستات مكونة لنم يذكرنا بنمط النظم النهرية العادية. ويظهر كثير منها مميزات مماثلة للاودية التي تجرى بها الأنهار مثل منعطفات المنحوتة. كما نجد قيعانها مفروشة دائما بالرواسب النهرية. ومع هذا فهناك من الأودية الطباشيرية ما يحيد عن هذه الخصائص، فالأودية التي تقطع الحافات الصخرية، قد نحرتها إلى عمق غير عادى، وتتسم جوانبها بشده الانحدار، وحينما تشاهدها من الجو تراها متتبعة لمسالك غريبة شاذة، كثيرة التعرج. وومثالها وادى الديفلز دايك قرب برايتون بجنوب إنجلترا
تعتبر الكهوف من الأشكال الأرضية الفريدة التي تميز مناطق الكارست وهي عبارة عن ممرا
ت أو أنفاق ودهاليز طبيعية عظيمة الإتساع تمتد تحت سطح الأرض في الصخور الجيرية عظيمة السمك وقد تمتد هذه الكهوف في جوف الصخور الجيرية على شكل فجوات أو فتحات عظمى ذات امتداد افقى أو رأسى، تختلف الكهوف فيما بينها من حيث اعماقها بالنسبة لسطح الأرض
فبعضها يتكون على اعماق بعيدة جدا من سطح الأرض قد تمتد تحت سطح الأرض لمسافات كبيرة جداً، تصل أطولها لأكثر من 563 كيلومتر (كهف ماموث Mammoth بولاية كنتاكى الأمريكية)
، وهي ذات امتداد أفقى ورأسى يتفق إلى حد كبير مع نظم الفواصل الصخرية، وقد تمتد هذه الكهوف لأعماق كبيرة تصل لحوالى 1500 متر (أعمق الكهوف في العالم وهو كهف Huautle في المكسيك).
قد تتألف الكهوف من حجرة واحدة أو عدد محدود من الحجرات، تتكون هذه الحجرات عادة عند مواضع التقاء نظم الفواصل الرأسية والأفقية، وقد تتعدد طوابق الكهف نتيجة توالى انخفاض مستوى الماء الجوفى، وكثيراً ما تجرى الأنهار الجوفية على قيعانها مكونة العديد من الأشكال الجيومورفولوجية الفريدة مثل الشلالات الجوفية، والمنعطفات النهرية الجوفية، والأشكال
المرتبطة بقاع هذه الأنهار.
ويوجد العديد من الظواهر الجيومورفولوجية بالكهوف الكارستية منها:
تبدو الجسور الطبيعية على شكل جسور من الأحجار الجيرية تقاوم عمليات الإذابة النشطة أسفلها، ويرتبط تكوين الجسور الطبيعية بالحالات الآتية:
تعتبر تلال وأبراج الكارست من الأشكال الأرضية المتبقية عن نشاط فعل الإذابة، وتبرز هذه التلال في المواضع التي تتميز بصلابتها النسبية
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة=
(مساعدة)