كارل هاينريش أولريكس | |
---|---|
Karl Heinrich Ulrichs | |
نقش خشبي لكارل هاينريش أولريكس
| |
معلومات شخصية | |
الميلاد | 28 أغسطس 1825 آوريش، مملكة هانوفر |
الوفاة | 14 يوليو 1895 (69 سنة) لاكويلا، مملكة إيطاليا |
الإقامة | آوريش غوتينغن (1844–1845) |
الجنسية | ألماني |
الحياة العملية | |
المدرسة الأم | جامعة غوتينغن جامعة هومبولت في برلين |
المهنة | رجل قانون، وكاتب[1][2]، وصحفي، وناشط حقوق المثليين |
اللغات | اللاتينية، والألمانية، والألمانية |
مجال العمل | كاتب، وعلم الجنس |
التيار | الحركات الاجتماعية للمثليين |
تعديل مصدري - تعديل |
كارل هاينريش أولريكس (بالألمانية: Karl Heinrich Ulrichs) (28 أغسطس 1825 - 14 يوليو 1895) هو كاتب ألماني يُنظر إليه اليوم كرائد لحركة حقوق المثليين الحديثة في أوروبا.
ولد أولريكس في آوريش بسكسونيا السفلى والتي كانت آنذاك جزءاً من مملكة هانوفر. أشار أولريكس بأنه عندما كان طفلاً صغيراً كان يرتدي ملابس الفتيات ويفضل اللعب معهن، كما وأراد أن يكون فتاةً بنفسه.[3] تعود تجربته المثلية الأولى لعام 1839 عندما كان في الرابعة عشر من عمره، وكان ذلك في سياق علاقته القصيرة مع مدرب ركوب الخيل الخاص به. تخرج أولريكس عن اختصاصي القانون واللاهوت من جامعة غوتينغن عام 1846. كما درس التاريخ من 1846 حتى 1848 في جامعة برلين، وكتب أطروحة باللاتينية حول صلح وستفاليا.
من عام 1849 حتى 1857 عمل أولريكس كمستشار قانوني رسمي لمحكمة هيلدسهايم في مملكة هانوفر. وتمت إقالته عندما أصبحت مثليته علنية.
أقدم أولريكس عام 1862 على خطوة بالغة الأهمية عبر إخبار عائلته وأصدقاء له بمثليته، وبدأ الكتابة تحت الاسم المستعار «نوما نيومانتيوس». جُمعت مقالاته الخمسة الأولى كدراسات بعنوان «أحجية الحب بين الذكور» حيث يشرح فيها أن الحب من نفس الجنس طبيعي وبيولوجي، وجامعاً عبارة لاتينية تعني «نفس أنثوية حُبست في جسم ذكر». أتى أولريكس في تلك المقالات بمصطلحات عدة لوصف توجهات جنسية مختلفة ومن ضمنها «أوراني» للرجل الذي يرغب الرجال، و«ديونينغ» لمن يرغب النساء. هذه المصطلحات تشير إلى فقرة من مؤلف لأفلاطون بعنوان «الندوة» والذي يناقش ويرمز فيه لنوعين من الحب من قبل أفروديت المولدة من ذكر (أورانوس)، وأفروديت المولودة من أنثى (ديوني). كما أتى أولريكس بكلمات مقابلة للأنثى مشتقة من لفظي «أورانوس وديوني»، ومفردات أخرى للإشارة لمزدوجي التوجه الجنسي وأخرى للأشخاص ثنائي الجنس.[4]
سرعان ما بدأ أولريكس بالنشر تحت اسمه الحقيقي (ما قد يجعله الطلوع للخارج" العلني الأول في المجتمع الحديث)، وكتب بياناً من الدعم القانوني والأخلاقي لرجل جرى اعتقاله بتهمة ارتكابه لجرائم مثلية. أصبح أولريكس بتاريخ 29 أغسطس عام 1867 المثلي الأول الذي يتحدث علناً دفاعاً عن المثلية عندما ترافع في مؤتمر الحقوقيين الألمان في ميونيخ على قرار يدعو لإلغاء القوانين المناهضة للمثلية الجنسية. وقد تم إسكاته. نحت كارل ماريا كيرتبيني كلمة "مثلي الجنس"، وبدأ معها منذ سبعينات القرن التاسع عشر مناقشة موضوع التوجه الجنسي (كما يُطلق عليه الآن) على نطاقٍ واسع.
تنقل أولريكس خلال ستينات القرن التاسع عشر عبر ألمانيا، فكان دائماً يعمل على الكتابة والنشر، ودائماً ما يقع في ورطة مع القانون — وكان ذلك نتيجةً لآرائه وليس بفعل أي جرائم جنسية. صادرت وحظرت الشرطة في ساكسونيا عام 1864 كتبه. وحصل الشيء ذاته في برلين بعد ذلك، وحُظرت أعماله في جميع أنحاء بروسيا. وقد تم العثور على بعض هذه الأوراق في الأراشيف البروسية التي نشرت عام 2004، وبالإضافة لهذه الأوراق فقد تم إعادة نشر عدة أعمال أكثر أهمية لأولريكس بالألمانية كما وترجمت لأكثر من لغة.
كان أولريكس محباً لمسقط رأسه في هانوفر، فعندما قامت بروسيا بضم هانوفر عام 1866 تعرض للسجن لفترة قصيرة لمعارضته الحكم البروسي. ومن ثم ترك هانوفر عام 1867 وانتقل ليعيش في ميونخ، وهناك راسل رابطة الحقوقيين الألمان بدافع إصلاح القوانين الألمانية ضد المثلية الجنسية. عاش لاحقاً في فورتسبورغ وشتوتغارت.
نشر أولريكس عام 1879 الكتاب الثاني عشر والأخير من أبحاثه حول «أحجية الحب بين الذكور». وقد ذهب إلى منفى رغبه لنفسه طواعيةً في نابولي وهو بحالة صحية يُرثى لها وقد شعر بتحقيقه لكل ما استطاع القيام به في ألمانيا. سافر على مدى عدة سنوات عبر أرجاء إيطاليا قبل أن يستقر في لاكويلا حيث تحسنت صحته.
استمر أولريكس بالكتابة بغزارة ونشر أعماله (بالألمانية واللاتينية) على نفقته الخاصة. تلقى دبلوم تشريفي من جامعة نابولي عام 1895. وقد توفي بعد ذلك بفترة وجيزة في لاكويلا. عاش أولريكس في لاكويلا كضيف على مالك أرض محلي اسمه ماركيز نيكولو بيرسيتشيتي والذي ألقى التأبين في جنازته.
كان أولريكس قد كتب في أواخر حياته: «حتى يوم مماتي سأفكر في الماضي بفخر على أنني وجدت الشجاعة لألقى وجهاً لوجه في معركة ضد الهاجس الذي كان يحقن السم فيّ وفي الرجال ممن هم على طبيعتي لوقت سحيق. الكثيرون كان قد سيقوا للانتحار لأن كامل سعادتهم في الحياة كانت مبغوضة.»
سخر أولريكس نفسه أثناء الفترة التي عاشها في إيطاليا بين عام 1889 حتى عام 1895 للإسهام بالاستخدام العالمي للغة اللاتينية مع نشر المراجعة الأدبية باسم (Alaudae) والتي كانت توزع على نطاق واسع وعرفها العديد من الشعراء الأوربيين ممن كتبوا باللاتينية في عصره.[5]
نشرت عام 1870 لأولريكس عمل حمل عنوان «نداء لتحرير طبيعة الأوراني من قانون العقوبات» وهو جدير بالملاحظة لأوجه تشابهه مع خطاب حركة حقوق المثليين الحديثة حيث جاء في هذا العمل المنشور:[6]
الأوراني هو أيضاً شخص. وعليه لهُ أيضاً حقوقٌ راسخة. إن توجهه الجنسي هو حق أرسته الطبيعة. ليس للمشرعون أي حق بالاعتراض على الطبيعة: وليس لهم الحق باضطهاد الطبيعة في منحى عملها: ولا الحق بتعذيب المخلوقات الحية ممن خاضعة لتلك الرغبات التي منحتها الطبيعة لهم.
الأوراني هو أيضاً مواطن. وله أيضاً حقوقٌ مدنية ووفقاً لهذه الحقوق فعلى الدولةِ واجبات محددة لتحققها. ليس للدولة الحق بالتصرف على نزوتها أو بهدف الحب المحض للاضطهاد. الدولة ليست مخولة كما كانت في الماضي لمعاملة الأورانيين خارج نطاق القانون.
وبغية التأكيد؛ للمشرعون الحق بإصدار قوانين لإحتواء تعابير محددة من الرغبة الأورانية، مثلما يُوّكل المشرعون لسنّ سلوك جميع المواطنين. وعليه، يمكنهم أن يحظروا الأورانيون من:
(أ) إغراء القاصرين الذكور
(ب) خرق الحقوق المدنية (بالقوة، التهديد، التعرض للأشخاص الغير واعين...الخ.)
(ج) خدش الحياء العام
يقع حظر التعبير عن الرغبة الجنسية بين بالغين بالتراضي على انفراد خارج المجال القانوني. كل الأسس للاضطهاد القانوني مفقودة في هذه الحالة. المشرعون ممنوعون من فعل هذا بحكم حقوق الإنسان و مبدأ الحالة الدستورية. المشرعون ممنوعون بحكم قوانين العدالة والتي تحظر تطبيق أي معيار مزدوج. طالما يحترم الأوراني القواعد العامة (أ) و(ب) و(ج) المذكورة أعلاه، لا يمكن للمشرع أن يمنعه من إتباع قانون الطبيعة المُنصف والذي هو خاضعٌ له.
ضمن هذه القواعد العامة الحب الأوراني في أي واقعةٍ ليس بالجريمة الفعليّة. كل الإشارات على أنه كذلك مفقودة. وهو ليس حتى بالمخزي أو المنحط أو الآثم، فقط لأنه ببساطة يحقق قانون الطبيعة. ويُعتبر أحد الجرائم الكثيرة المفترضة التي شوهت كتب القوانين الأوروبية لتجلب عار الشعب المتحضر. وبالتالي يظهر أن تجريمه، هو بالأمر غير العادل المرتكب بصورة رسمية.
فقط لأن الأورانيون ليسوا محظوظين كفايةً ليكونوا أقلية صغيرة لا ضرر يمكن أن يُفعل بحقوقهم الراسخة وبحقوقهم المدنية. كما وجب على قانون الحرية في الحالة الدستورية أن يعتبرَ أقلياته.
ومهما فعل المشرعون في الماضي، لا يعرف قانون الحرية حدوداً.
أضحى أولريكس فيما بعد شبيهاً بالشخصية الرمزية في أوروبا خلال فترة أواخر ثمانينات القرن العشرين بعد ما كان منسياً للعديد من السنوات. توجد الآن شوارع باسمه في مدن ميونخ وبريمن وهانوفر وبرلين.[7] كما يحتفل بعيد ميلاده كل عام بإقامة حفل وقراءة للأشعار في ساحة كارل هاينريش أولريكس بميونخ. واسترجعت مدينة لاكويلا قبره حيث تستضيف المدينة زيارة سنوية إلى هناك. كان دعاة حقوق المثليين اللاحقون واعون بفضل أورليكس. فقد أشار ماغنوس هيرشفلد لأولريكس بدقة في مؤلفه «مثلية الرجال والنساء» (1914).
تقدم رابطة القانون العالمية للمثليات والمثليين في ذكراه جائزة كارل هاينريش أولريكس للمساهمات المتميزة لتعزيز المساواة الجنسية.[8]
{{استشهاد ويب}}
: |url=
بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title=
غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: |url=
بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title=
غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)