كتاب القراءات أو كتاب التلاوات أو كتاب الفصول (باللاتينية. lectionárius أيضا Lectionarium، «كتاب القراءة») هو كتاب شعائري يحتوي على قراءات الكتاب المقدس لتلاوتها في العبادات خلال مجرى السنة الكنسية. في الأصل كانت التلاوة مباشرة من الكتاب المقدس؛ فقط من القرن الخامس جمعت هذه المقطوعات التي رتبت حسب سنة الكنيسة في كتب مصممة خصيصًا. في اليونانية، يمكن تحديد أكثر من 2400 مخطوطة باسم «قراءات» (ἐκλογάδιον إيكوغاديون).[1]
انتقلت قراءات الكتاب المقدس من الكنيس إلى الكنيسة وبداية كانت قراءة نص الكتاب المقدس متواصلة كما هي مدونة ( lectio continua)، ومنذ الخامس وعلى نحو متزايد صارت عبارة عن تلاوة انتقائية لمقاطع مختارة (lectio selecta) ومناغمتها مع مجرى السنة الكنيسة. من أجل تثبيت هذه خيارات المقطوعات وتسهيل إيجاد لمقاطع المختارةفي نص الكتاب المقدس الكامل، وضعت فهارس مقطوعات وفقًا لترتيب أعياد السنة الكنسية وأضيفت إلى نص الكتاب المقدس الكامل الذي قُرأت منها التلاوة. وسميت هذه القوائم «مراسيم» capitularia أو كتاب مفصل Liber comitis ، فكلمة comitis كومنتيس صيغة صفة لكلمة فاصلة. ولاحقًا تغيرت دلالة الصيغة والكلمة إلى كومِس Comes(أي مرافق). إن جعل فهرس مواضع المقطوعات كتابًا مستقلًا وتدوين مقطوعة النص المراد قراءته لكل موضع، أدى إلى نشوء كتاب القراءات منذ القرن السابع، ثم حل محل نص الكتاب المقدس الكامل بشكل متزايد كمستند للقراءة.
أقدم توثيق عن كتاب خاص بالقراءات هو إشارة ترد عند جناديوس من ماسيليا Gennadius Massiliensis إلى عمل أنتج بناءً على طلب الأسقف فينيريوس Venerius من مرسيليا، الذي توفي عام 452 م، على الرغم من وجود إشارات من القرن الثالث الميلادي للقراء الليتورجيين كمهمة خاصة في منطومة رجال الدين.[2]
يحتوي كتاب قراءات كامل Lectionarium على قراءات رسائلية («مجموعة من الرسائل») وقراءات انجيلية (، وتسمى أيضا «كتاب قراءات» بالمعنى الضيق، أي جمع المقطوعات الإنجيلية)، وكلا النوعين يمكن أن توجد ككتب منفصلة، وفي الأدبيات يشار إليها أحيانًا على أنها كتاب القراءات كذلك. منذ القرن الثامن غالبًا ما تم الجمع بين كتاب القراءات وكتب ليتورجية أخرى، خاصةً مع كتاب سكرامنتاريوم Sacramentarium وبعد ذلك مع غرادوال graduale ، وجعلها كتاب قداس Missale، مما أدى إلى تراجع كتاب القراءات إلى حد كبير في أواخر العصور الوسطى. يعد كتاب مقطوعات هنري الثاني (Pericopes of Henry II) أحد أشهر كتب المقطوعات، ومُضمن في سجل ذاكرة العالم منذ عام 2003.
يحوي باللغة الألمانية قراءات القداس (العنوان: الاحتفال بالقداس الإلهي - كتاب القداس Die Feier der Heiligen Messe – Lektionar) باللغة الألمانية الخاص بالكنيسة الرومية الكاثوليكية على مقطوعات من العهد القديم وجميع مقطوعات العهد الجديد (بما في ذلك الأنجيليات)، وكذلك «الترتيل البينية» للاحتفال القداس الإلهي في الطقس الرومي. لم تعد هذه النصوص تُطبع في «كتاب القداس» اليوم، والذي يحتوي على صلوات الكاهن. اندمجت في كتاب القراءات كتب القراءات الإنجيلية السابق المستقلة مع مقطوعات الإنجيل والرسائليات مع مقطوعات القراءة من الكتاب المقدس خارج الأناجيل.
يتكون كتاب قراءات القداس من عدة مجموعات فرعية لأيام الأحد وأيام الأعياد في سنوات القراءة الثلاث A و B و C ، لأيام العمل، وللأوقات المحددة وللمناسبات المختلفة. يتم أخذ ترتيب القراءة في أيام الأحد والأعياد لثلاث سنوات قراءة في الاعتبار من خلال ثلاثة مجموعات. ينقسم الكتاب في أيام الأسبوع والأيام التذكارية للقديسين إلى مجموعتين، كل منهما لمدة 17 أسبوعًا؛ وترد نصوص القراءة لأيام الأسبوع، والتي يتم توفيرها في سلسلتين متتاليتين للقراءة لمدة عام واحد، في كلا المجموعتين لليوم المعني من الأسبوع (السنة الأولى / السنة الثانية). مقتطف من كتاب القداس للأغراض الاحتفالية هو كتاب الإنجيليات الحالي مع قراءات من الأناجيل الأربعة للعهد الجديد.[3]
مع بدء عام القراءة في المجيء الأول لعام 2018، سيتم تدريجياً تقديم كب قراءات جددة بنص الترجمة القياسية المنقحة بحلول عام 2022.[4]
بالإضافة إلى ذلك، هناك كتاب قراءات لصلوات الساعات وللتهجد أو قراءات التهجد، والتي تنقسم قراءاتها إلى سلسلتين للقراءة (الأول والثاني). في كتاب الساعات الروماني للمنطقة الناطقة بالألمانية، يتكون هذا من إجمالي ستة عشر كراسة.
يتم نشر كتاب القراءات حسب ترتيب نصوص العبادة والأغاني من قبل الكنيسة الإنجيلية اللوثرية المتحدة في ألمانيا (VELKD) واتحاد الكنائس الإنجيلية (UEK). وهو يحتوي على النصوص من جميع القراءات ونصوص العظة لجميع أيام الأحد وأيام العيد وأيام تذكارية من السنة الكنيسة. من المجيء الأول 2018 حل كتاب القراءات ترتيب مقطوعات منقح محل كتب القراءات المختلفة السابقة للكنائس الإنجيلية الإقليمية في ألمانيا والنمسا.[5]
في الكنائس الكاثوليكية القديمة، يتم استخدام قراءات القداس الصادة عن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، هناك «نصوص خاصة» لأيام الأحد الفردية وأيام العيد، والتي يتم دمجها في مجموعة.[6]