وصفت كريستينه نوستلنغر، واسم عائلتها قبل الزواج دراكسلر،[17] نفسها بأنها «طفل متوحش وغاضب»، ولكنها تخفف من حدة الوصف في مذكراتها: «كنت أوقح من الآخرين في مثل سني واحتججت بعنف عندما لم يعجبني أمر ما، وكان ذلك سبب واحد بسيط: نحن [المقصود هي وأختها الكبرى إليزابيث] كنا الطفلتان الوحيدتان في محيط واسع اللتان لم تتعرضا لأي صفعات أو عقوبات في المنزل. لذلك كان من السهل أن تغضب وتتوحش».[18]
ولدت لعائلة من الطبقة العاملة، فوالدها فالتر غوث (توفي في 1975) كان يعمل في صناعة الساعات، وكانت والدتها ميخائيلا ميكايلا معلمة في روضة أطفال. كان والداها اشتراكيين وعانى كلاهما تحت حكم النازية. والدتها تمكنت بصعوبة من الحصول على تقاعد مبكر بداعي المرض لألا تتورط وتضطر إلى تلقين الأطفال الموكلين إليها بأغاني وأفكار النازية.[19] كانت علاقة كريستينه مع والدتها صعبة،[20] وبالمقابل كان والدها بالنسبة لها «الواحد الأحد»[21]، وعنه قالت: «حب أبي حاضر في كل ما أفعله».[22]
ابتداء من العام 1970 نشرت نوستلنغر مجموعة متنوعة من الكتب للأطفال والشباب، ونشرت أيضًا أشعارًا باللهجة المحكية وكتبا للطهي. إضافة إلى ذلك، عملت لعدة سنوات في صحيفتي كورير وتيغلش أليس، وأسبوعية «كل الأسبوع» حيث كتبت أعمدة وتعليقات قصيرة، جمعت لاحقا ونشرت في كتاب، كما قدمت نصوصا مكتوبة لدار الإذاعة النمساوية وقدمت برامج إذاعية.[26]
ملصق فني لنوستلنغر مع اقتباس من خطابها في ذكرى تحرير معسكر أوشفتس عام 2015: "من لا يعلم، يكون مجبرا على أن يؤمن، وأن يصدق أكبر الاكاذيب وأوقح التحويرات"
في مايو 2015 ألقت نوستلنغر خطابا في ذكرى تحرير معسكر اعتقال ماوتهاوزن السبعين، خطابا في قاعة الاجتماعات التاريخية في البرلمان النمساوي خطابا نددت فيه بالعنصرية وكراهية الأجانب.
قبر كريستين نوستلينغر في مقبرة حي هيرنالز (الحي السابع عشر) في فييناغلاف قصة "الكلب والمعلم"
في سنواتها الأخيرة عاشت نوستلينغر متنقلة بين شقتها في حي فيينا العشرين ومزرعة في قرية ألتميلون في شمال النمسا السفلى.
في يونيو 2018، أعلنت نوستلنغر أنها لن تكتب كتب الأطفال بعد الآن بسبب تقدمها في السن ولأنها لم تعد تفهم «أطفال اليوم» الذين يجلسون على هواتفهم الذكية لفترة طويلة ويقرؤون الفنتازيا.[27] عملت حتى قبل وفاتها بفترة وجيزة على قصائد باللهجة الفييناوية[28] نُشرت في عام 2019.[29]
بأعمالها التي تجاوزت ال140 كتابا[30] تعد نوستينغر واحدة من أكثر كتاب الأطفال الناطقين بالإلمانية شهرة وتأثيرا. تُرجمت أعمالها إلى لغات عدة وحصلت على جوائز دولية مهمة (ميدالية هانز كريستيان أندرسن، جائزة أسترد ليندغرن التذكارية).[31]
بدأ عملها الأدبي مع كتاب الأطفال «فريدريكه الحمراء» (بالألمانية: Die Feuerrote Friedrike) الذي نُشر عام 1970،والذي رسمت صوره بنفسها في الأصل، وظهرت في 1997 منه طبعة برسومات من ابنتها الكبرى، باربرا فالدشوتز. كان هذا الكتاب في الأصل كتابًا مصورًا، وأضيف إليه نص القصة لاحقًا.[32]
كذلك تعمل ابنتها الثانية، كريستيانه نوستلنغر في تصوير كتب الأطفال.
تتعامل كريستين نوستلينغر في كتبها بشكل أساسي مع احتياجات الأطفال وتتناول مسائل السلطة والتحرر. تظهر في أعمالها الكثير من الشخصيات الخارجة، السلبية والإيجابية، فتُظهر على سبيل المثال في قصة "الطفل الزائر (بالألمانية: Das Austauschkind) مشكلة الوحدة، أو البحث عن الهوية كما في قصة غريتشن ساكماير (بالألمانية: Gretchen Sackmeier)، أو أزمة المعنى كما في إيلزه ياندا 14 عاما. عرضت نوستلنغر مرارا، بروح "أدب الأطفال والشباب الواقعي" الذي ظهر في السبعينيات، المشاكل الزوجية بين الوالدين، التي استوحتها من تاريخ عائلتها، وهو موضوع كان جديدا ومثيرة للجدل في أدب الأطفال والشباب في ذلك الزمن. تميز الجوانب السياسية والاجتماعية النقدية أعمال نوستلنغر بشدة، فقد لعبت طفولتها أثناء الحرب العالمية الثانية دورا مهما في صقل شخصيتها وتركت بصمة واضحة في أعمالها، كما نرى في قصة "طيري يا خنفساء!" (بالألمانية: Maikäfer flieg!)، و"أسبوعان في مايو"، أما في قصة "لا نبالي بملك الخيار" (بالألمانية: Wir pfeifen auf den Gurkenkönig) وشبح ليزا ريدل الحامي (بالألمانية: Lisa Riedl Schutzgespenst) فترسم صورة بشعة للفاشية (العائلية) اليومية. ومن أكثر قضاياهم إلحاحاً مقاومة الغطرسة والقمع والظلم بأي شكل من الأشكال. في سنواتها الأخيرة تخلّت عن الزخم التعليمي الثوري في قصصها لصالح نغمة أكثر تصالحا، إذ تعد تتوقع أن يكون للأدب تأثير تربوي.[33]
بالإضافة إلى أعمالها الألمانية الفصحى، نشرت أيضًا بعض الأعمال باللفييناوية المحكية، مثل باللهجة، مثل الديوان الشعري «عن الأطفال المشحّرين» الذي صدر عام 1974 وأعيد إصداره عام 1994 بعنوان «عن الناس المشحّرين»، ولها كذلك قراءات لأعمال شعراء عامية نمساويين مثل قراءتها لأشعار كريستينه بوستا التي صدرت في عام 2009.[34] بتشوب نصوصها عموما (الروايات والمقالات وأعمدة الصحف والشعر) بلغة فيينا اليومية، بالإضافة إلى اختراعها الكلمات واللغة المستحدثة بصورة مبهجة قادت في البداية إلى انتقادها وعدم فهمها، ولكن هذا الأسلوب بات يحظى اليوم باعتراف بخصوصيته، وفي هذا السياق بالذات كان لعملها تأثير استقطابي وتكويني على تطوير أدب الأطفال والشباب باللغة الألمانية.
في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، نشرت نوستلنغر أيضًا ثلاثة في فن الطهي: «الطبخ بملعقتين خرقاوتين» (بالألمانية: Mit zwei linken Kochlöffeln)، و«دخل كلب إلى المطبخ» (بالألمانية: Ein Hund kam in die Küche)، وألفباء المطابخ (بالألمانية: Das Küchen-ABC)
توفيت نوستلنغر في 13 يوليو 2018 ودفنت في مقبرة هيرنالز (حي فيينا السابع عشر)، ويقع قبرها في المجموعة 13، رقم 6) في فيينا. بناءً على طلبها نشر وفاتها بعد الدفن.[35]
حكايات فرانس / حكايات فرانس والخيل / حكايات جديدة لفرانس مع كرة القدم، ترجمة فيولا الراهب، هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث «كلمة»، 2011، ISBN 9789948018025
^[[5]، صفحة. 59, في كتب جوجلZur Darstellung der Erziehungsproblematik unter besonderer Berücksichtigung des Generationenkonflikts in ausgesuchten Texten Christine Nöstlingers]. GRIN Verlag. 2008. ص. 59 ff. ISBN:978-3-640-13017-7. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من قيمة |مسار= (مساعدة)
^"الأميركية باترسون تفوز بجائزة ليندغرين الأدبية بالسويد". الجزيرة. "وبدأ منح جائزة أستريد ليندغرين التي تمنح لإحياء ذكرى هذه الكاتبة السويدية صاحبة العديد من الشخصيات الشهيرة، عام 2003 وفازت بها وقتذاك المؤلفة النمساوية كريستين نوستلينجر مناصفة مع المؤلف والرسام الأميركي موريس سينداك". 1 يونيو 2006. مؤرشف من الأصل في 2020-10-29. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-24.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: آخرون (link)