لقاح الرنا

تلقيح الرنا
معلومات عامة
صنف فرعي من
البداية
2020 عدل القيمة على Wikidata
الاستعمال
المكتشف أو المخترع
الأثر الجانبي
مكان الصنع
لديه جزء أو أجزاء

لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال (بالإنجليزية: mRNA (messenger RNA) vaccine)‏ ويُشار إليه اختصارًا باسم لقاح الرنا (بالإنجليزية: RNA vaccine)‏؛ نوع جديد من اللقاحات التي تعتمد في تكوينها على المادة الوراثية التي يُعاد برمجتها لإنتاج مستضدات مسببة للأمراض (مثل طفرات البروتين الفيروسي أو مستضدات السرطان)، والتي تحفز بعد ذلك استجابة مناعية تكيفية ضد العامل الممرض.[2] عادة ما يُحتفظ بجزيء الرنا المرسال في وسيلة توصيل الدواء، مثل الجسيمات النانوية الدهنية، لحماية خيوط الرنا المرسال والمساعدة على امتصاصها في الخلايا البشرية.[3][4]

تمتاز لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال بسرعة الإنتاج وقلة التكلفة مقارنة بغيرها من تقنيات صنع الأدوية واللقحات،[5][6] كذلك تشير البيانات الأولية لدراسة هذه اللقحات بأنها تحفز المناعة الخلوية وكذلك المناعة الخلطية أسرع من غيرها.[7]

لم ينل هذا النوع من اللقاحات الموافقة على استخدامه علاجًا للبشر حتى الآن، وقبل عام 2020، كان الرنا المرسال يُعتبر فقط مرشحًا نظريًا أو تجريبيًا للاستخدام لدى البشر.[2][8][8] اعتبارًا من نوفمبر 2020، كان هناك لقاحان جديدان من الرنا المرسال ينتظران ترخيص الاستخدام الطارئ بصفتهما لقاحات مخصصة لمكافحة مرض فيروس كورونا، أحدهما لقاح توزيناميران الذي يصنع من قبل شركتي بيونتيك الألمانية وفايزر الأمريكية.[2][8]

لمحة تاريخية

[عدل]

الأبحاث المبكرة

[عدل]

نُشر أول تعداء ناجح لرنا مرسال معبأ داخل جسيم شحمي نانوي في خلية في عام 1989. حُقن الرنا المرسال «العاري» (أو غير المحمي) بعد عام في عضلة الفئران. مثلت هذه الدراسات أول دليل على قدرة الرنا المرسال المنسوخ في المختبر على توصيل المعلومات الجينية لإنتاج البروتينات داخل أنسجة الخلايا الحية وأدت إلى طرح مفهوم لقاحات الرنا المرسال.[9][10]

تبين أن الرنا المرسال المغلف بالجسيمات الشحمية قادر على تحفيز الخلايا التائية في الفئران، وذلك عام 1993. في العام التالي طُور الرنا المرسال ذاتي التضخيم من خلال تضمين كل من جين المستضد الفيروسي وجين الترميز المستنسخ. استُخدمت هذه الطريقة في الفئران لإحداث استجابة مناعية خلطية وخلوية ضد العوامل الممرضة الفيروسية. في العام التالي، تبين أن الرنا المرسال المرمز لمستضد الورم يحدث استجابة مناعية مماثلة ضد الخلايا السرطانية في الفئران.[11][12]

التطوير

[عدل]

بدأت أول تجربة سريرية بشرية باستخدام الخلايا المتغصنة خارج الجسم الحي والتي جرى تعداؤها باستخدام الرنا المرسال المرمز لمستضدات الورم (لقاح الرنا المرسال العلاجي للسرطان) في عام 2001. بعد أربع سنوات، أُبلغ عن نجاح استخدام النيوكليوزيدات المعدلة وسيلةً لنقل الرنا المرسال داخل الخلايا دون تحفيز جهاز المناعة للدفاع عن الجسم. أُبلغ عن نتائج التجارب السريرية للقاح الرنا المرسال المحقون مباشرة في الجسم ضد الخلايا السرطانية في عام 2008.[13][14]

تأسست بيونتيك في عام 2008 وموديرنا في عام 2010 لتطوير التقنيات الحيوية المعتمدة على الرنا المرسال. أطلقت وكالة داربا الأمريكية للأبحاث آنذاك برنامج أبحاث التكنولوجيا الحيوية المسمى أديبت لتطوير التقنيات الناشئة للجيش الأمريكي. أدركت الوكالة إمكانات تكنولوجيا الأحماض النووية في التصدي للأوبئة وبدأت في الاستثمار في هذا المجال. كان يُنظر إلى منح داربّا على أنها صوت للثقة وشجع الصوت بدوره الوكالات الحكومية الأخرى والمستثمرين من القطاع الخاص على الاستثمار في تقنية الرنا المرسال. أعطت داربا في ذلك الوقت منحة قدرها 25 مليون دولار لموديرنا.[15][16]

بدأت أولى التجارب السريرية البشرية باستخدام لقاح الرنا المرسال ضد عامل معدي (داء الكلب) في عام 2013. على مدى السنوات القليلة التالية، بدأت التجارب السريرية للقاحات الرنا المرسال ضد عدد من الفيروسات الأخرى. أجريت دراسات حول لقاحات الرنا المرسال للاستخدام البشري ضد العوامل المعدية مثل الأنفلونزا وفيروس زيكا والفيروس المضخم للخلايا وفيروس شيكونغونيا.[17][18]

التسارع

[عدل]

أدى وباء كوفيد-19، وتسلسل فيروس سارس-كوف 2 المسبب في بداية عام 2020 إلى التطوير السريع لأول لقاحات الرنا المرسال المعتمدة. حصلت بيونتيك وموديرنا في ديسمبر من نفس العام على الموافقة على إنتاج لقاحات كوفيد-19 المعتمدة على الحمض النووي الريبي. في 2 ديسمبر، أي بعد سبعة أيام من تجربتها النهائية التي امتدت ثمانية أسابيع، أصبحت الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة أول منظم عالمي للأدوية في التاريخ يوافق على لقاح الرنا المرسال، ومنحت تصريحًا طارئًا للقاح كوفيد-19 (BNT162b2) من شركة فايزر بيونتيك للاستخدام واسع النطاق. في 11 ديسمبر، منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تصريح استخدام طارئ للقاح كوفيد-19 من فايزر بيونتيك وبعد أسبوع من ذلك أصدرت موافقة مماثلة على لقاح كوفيد-19 من موديرنا.[19]

انظر أيضًا

[عدل]

المراجع

[عدل]
  1. ^ وصلة مرجع: https://science.sciencemag.org/content/370/6520/1022. مُعرِّف الغرض الرَّقميُّ (DOI): 10.1126/SCIENCE.370.6520.1022.
  2. ^ ا ب ج Garade، Damien (10 نوفمبر 2020). "The story of mRNA: How a once-dismissed idea became a leading technology in the Covid vaccine race". Stat. مؤرشف من الأصل في 2020-11-26. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-16.
  3. ^ Verbeke، Rein؛ Lentacker، Ine؛ De Smedt، Stefaan C.؛ Dewitte، Heleen (أكتوبر 2019). "Three decades of messenger RNA vaccine development". Nano Today. ج. 28: 100766. DOI:10.1016/j.nantod.2019.100766.
  4. ^ Roberts، Joanna (1 يونيو 2020). "Five things you need to know about: mRNA vaccines". Horizon. مؤرشف من الأصل في 2020-11-21. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-16.
  5. ^ PHG Foundation (2019). "RNA vaccines: an introduction". جامعة كامبريدج. مؤرشف من الأصل في 2020-11-20. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-18.
  6. ^ Pardi، Norbert؛ Hogan، Michael J.؛ Porter، Frederick W.؛ Weissman، Drew (أبريل 2018). "mRNA vaccines — a new era in vaccinology". Nature Reviews Drug Discovery. ج. 17 ع. 4: 261–279. DOI:10.1038/nrd.2017.243. PMC:5906799. PMID:29326426.
  7. ^ Kramps، Thomas؛ Elders، Knut (2017). "Introduction to RNA Vaccines". RNA Vaccines: Methods and Protocols. DOI:10.1007/978-1-4939-6481-9_1. ISBN:978-1-4939-6479-6. مؤرشف من الأصل في 2020-10-31. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-18.
  8. ^ ا ب ج Jaffe-Hoffman، Maayan (17 نوفمبر 2020). "Could mRNA COVID-19 vaccines be dangerous in the long-term?". جيروزاليم بوست. مؤرشف من الأصل في 2020-11-22. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-17.
  9. ^ Xu S، Yang K، Li R، Zhang L (سبتمبر 2020). "mRNA Vaccine Era-Mechanisms, Drug Platform and Clinical Prospection". International Journal of Molecular Sciences. ج. 21 ع. 18: 6582. DOI:10.3390/ijms21186582. PMC:7554980. PMID:32916818. Initiation of cationic lipid-mediated mrna transfection; Concept proposal of mRNA-based drugs.
  10. ^ Malone RW، Felgner PL [بالألمانية]، Verma IM (أغسطس 1989). "Cationic liposome-mediated RNA transfection". Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America. ج. 86 ع. 16: 6077–81. Bibcode:1989PNAS...86.6077M. DOI:10.1073/pnas.86.16.6077. PMC:297778. PMID:2762315.
  11. ^ Verbeke R، Lentacker I، De Smedt SC، Dewitte H (أكتوبر 2019). "Three decades of messenger RNA vaccine development". Nano Today. ج. 28: 100766. DOI:10.1016/j.nantod.2019.100766. hdl:1854/LU-8628303. مؤرشف من الأصل في 2021-10-09.
  12. ^ Wolff JA، Malone RW، Williams P، Chong W، Acsadi G، Jani A، Felgner PL [بالألمانية] (مارس 1990). "Direct gene transfer into mouse muscle in vivo". Science. ج. 247 ع. 4949 Pt 1: 1465–8. Bibcode:1990Sci...247.1465W. DOI:10.1126/science.1690918. PMID:1690918.
  13. ^ Sahin, Ugur; Karikó, Katalin; Türeci, Özlem (Oct 2014). "mRNA-based therapeutics — developing a new class of drugs". Nature Reviews Drug Discovery (بالإنجليزية). 13 (10): 759–780. DOI:10.1038/nrd4278. ISSN:1474-1784. Archived from the original on 2021-10-20.
  14. ^ Heiser, Axel; Coleman, Doris; Dannull, Jens; Yancey, Donna; Maurice, Margaret A.; Lallas, Costas D.; Dahm, Philipp; Niedzwiecki, Donna; Gilboa, Eli; Vieweg, Johannes (1 Feb 2002). "Autologous dendritic cells transfected with prostate-specific antigen RNA stimulate CTL responses against metastatic prostate tumors". The Journal of Clinical Investigation (بالإنجليزية). 109 (3): 409–417. DOI:10.1172/JCI14364. ISSN:0021-9738. PMC:150859. PMID:11828001. Archived from the original on 2021-10-14.
  15. ^ Blakney, Anna K.; Ip, Shell; Geall, Andrew J. (Feb 2021). "An Update on Self-Amplifying mRNA Vaccine Development". Vaccines (بالإنجليزية). 9 (2): 97. DOI:10.3390/vaccines9020097. PMC:7911542. Archived from the original on 2021-10-06.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  16. ^ Weide, Benjamin; Carralot, Jean-Philippe; Reese, Anne; Scheel, Birgit; Eigentler, Thomas Kurt; Hoerr, Ingmar; Rammensee, Hans-Georg; Garbe, Claus; Pascolo, Steve (Feb 2008). "Results of the First Phase I/II Clinical Vaccination Trial With Direct Injection of mRNA". Journal of Immunotherapy (بالإنجليزية الأمريكية). 31 (2): 180–188. DOI:10.1097/CJI.0b013e31815ce501. ISSN:1524-9557. Archived from the original on 2021-07-27.
  17. ^ "BioNTech's founders: scientist couple in global spotlight". France 24 (بالإنجليزية). 13 Nov 2020. Archived from the original on 2021-07-05. Retrieved 2021-07-31.
  18. ^ Garade D (10 نوفمبر 2020). "The story of mRNA: How a once-dismissed idea became a leading technology in the Covid vaccine race". Stat. مؤرشف من الأصل في 2021-10-26. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-16.
  19. ^ "DARPA Awards Moderna Therapeutics A Grant For Up To $25 Million To Develop Messenger RNA Therapeutics". 2 أكتوبر 2013. مؤرشف من الأصل في 2021-09-04. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-31.

وصلات خارجية

[عدل]