وهو الشيخ محمد صديق بن حسن بن علي بن لطف الله القِنَّوجِي البخاري الحسيني نزيل بهوبال [1] (صديق حسن خان) ولد يوم الأحد 11 جمادى الأولى عام 1248هـ/1832م، ببلدة «بانس بريلي»، ولما بلغ السادسة من عمره توفي والده فأصبح يتيماً فقيراً في رعاية والدتهِ، ثم رحل مع أمه إلى قنوج موطن آبائهِ.[2][3][4]
فعني بهِ أخوهُ أحمد حيث أشرف على تعليمهِ وتثقيفهِ ثم أخذ يطلب العلم وهو في مقتبل العمر، فقرأ على أساتذة بلدة «فرخ آباد» و«كانفور»، ثم سافر قاصداً «بهوبال»، بغية طلب الرزق. فلقي الحفاوة من الوزير جمال الدين الصديقي الدهلوي الذي ولاه الإشراف على تعليم أسباطهِ، ثم ساءت العلاقة وفسدت بينه وبين الوزير، فأخرجه من بهوبال ثم صلح الأمر بينهما، حيث أدرك الوزير قدرهُ فٱستقدمهُ إلى بهوبال وولاه تحرير (الوقائع) وزوجه بٱبنتهِ.
ولما سافر إلى الحج التقى بعدد من علماءاليمن فأخذ عنهم، وعندما رجع إلى بهوبال ولي منصب نظارة المعارف ثم نظارة ديوان الإنشاء ومنح لقب «خان».
ولما كان يتردد على ملكة بهوبال بحكم منصبهِ، وكانت أيماً، وقع في قلبها، فتزوجت بهِ، وأسندت إليه مهام واسعة، وأقطعتهُ أملاكاً شاسعة، وحاز على لقب «نواب»، ومنح حق التعظيم في أرجاء الهند.
ثم أخذت المؤامرات تحاك ضده من جانب الحكومةالبريطانية واتهمته بالتحريض ضدها، والحض على الجهاد من خلال رسائلهِ وكتبهِ، وروجت الأشاعة عنهُ بأنه فرض الحجاب الشرعي على ملكة بهوبال فٱنتزعت منه ألقاب الإمارة، وتنكرت لهُ الوجوه إلا زوجتهُ ملكة بهوبال التي بقيت على حسن الود وكامل الإخلاص والوفاء.
وهو في خضم محنتهِ في أمر الولاية ومؤامرات الحكومة ضده أصابه مرض الاستسقاء، واشتد عليه حتى توفي ليلة 29 جمادى الآخرة عام 1307 هـ/1890م، ولهُ من العمر تسع وخمسون عاماً.