المركز في الشطرنج هو مربع يمكن أن تشغله قطعـة بأمـان بحيث لا يمكـن أن تهاجمها بيادق الخصـم وكذلك لا يمكن للخصم أخـذ تلك القطعـة دون التعرض لخسـارة فـي العتـاد أو منح خصمه أفضلية إستراتيجية، عـادة تكون القطعـة محمية ببيدق لكـن يمكـن في بعض الأحيـان أن تحميهـا قطعـة أخرى.
يمكن أن تشغل الملكة أو القلعة أو الفيل المركـز لكـن يعـد الحصان أفضل قطعـة لفعل ذلك نتيجـة لطبيعة حركته، وتختلف قيمة المركز باختلاف الصف الموجود فيه، ويعتبـر الحصـان الذي يشغل مركزا في الصف السادس أو السابع بقيمـة قلعة.
أشهـر الفتحـات التي تظهـر فيهـا المراكز هـي: الدفاع الصقلي وغـامبت الملكة.
للمراكز أهمية إستراتيجية تتجلـى فـي:
تختلف أنواع المراكز حسب القطعة التي تشغل المركز والقطعة التي تدعمهـا وهيكلة البيادق حولهـا:
أناند ضد كـاسباروف 1995 [2]
|
بوتفنيك ضد بـاتوف 1930 [3]
|
كاربوف ضد كاسباروف 1985 [4]
|
الوضعية المبينة في الشكـل المقـابل من مباراة إسحـاق بوليسلافسكي ضد جورجي ليسيتسين 1956 [5]، لم تظهـر هذه الوضعية عشوائيـا ولم يحصل بوليسلافسكي على المركز في d5 هبـاء، بـل قاتل من أجله وخطط له جيّـدا حيث كانت تحرسه قطعتـان (حصان وفيل) فقـام بتبديلهمـا والتضحية ببيدق في سبيل ذلك المركز.[6]
تحليل الوضعية المبينة في الشكل بأحـد محركات الشطرنج يظهـر تعادلا في الوضعية رغم أن بوليسلافسكي أقل ببيدق من خصمه، لكن في الواقع يملك بوليسلافسكي أفضلية ضمنية وحظوظـا أكثر للفوز خـاصة إن لم يفكر الخصم في تبديل الحصان بالقلعة في الوقت المناسب، لأن الهجوم الذي سيتم شنه على جهة الملك الأسود ستكون له عواقب وخيمة إن ترك الحصان في مركزه يسبب ضغطـا، كمـا وأنه في العديد من التفرعات في هذه الوضعية يقوم محرك الشطرنج بتبديل الحصان بالقلعة وهـذا يثبت صحة أن الحصان في هذه المراكز بقيمة قلعة أو أكثر.
فـي المباراة الـ16 من بطولة العالم للشطرنج 1985 بين كاربوف وكـاسباروف، لعب كاسباروف الدفاع الصقلي تفرع بولسن تفرع غامبت غاري (تفرع درسه هو)، وفي هذه المباراة الاستراتيجية البحتة تمكن كـاسباروف من تبوء مركز دائم (عجز كاربوف عن تبديل الحصان بأحد قطعه الصغيرة) بالحصـان في d3 سبب ظغطـا كبيرا لكـاربوف، حيث منعه من تحريك قلعتيه إلى e1 وc1 والمساهمة في حراسة هذين العمودين المفتوحين.
وعـن هذا الحصـان صرح كاسباروف قائلا:«حصاني في d3 أفضل من قلعة كاربوف في f1 أو d1، حصاني يسيطر على 8 مربعات ويسبب ضغطـا كبيرا أخبرني ماذا تفعل قلعتي كاربوف في أمكنتهـا إنهـا بلا فائدة» [7]
في نهاية المباراة اضطر كاربوف لأخـذ الحصـان بالملكة وتعرض لخسـارة كبيرة.