كان المسرح التشريحي عبارة عن مؤسسة تُستخدم في تعليم التشريح في جامعات أوائل العصر الحديث.[1]
وكان المسرح عادة عبارة عن غرفة على شكل مدرجي، تقف في منتصفها طاولة تتم عليها عمليات التشريح لجثث الإنسان أو الحيوان. وحول هذه الطاولة توجد طبقات عديدة دائرية أو بيضية الشكل أو ثمانية الزوايا مع أسياج، حيث يمكن للطلاب أو الملاحظين الآخرين الوقوف والحصول على رؤية جدية للتشريح تقريبًا من أعلى دون وجود إعاقة من المشاهدين الموجودين في الصفوف الأمامية. وكان من الشائع عرض الهياكل العظمية في بعض الأماكن في المسرح؛ في جامعة ليدن، تبين رسومات القرن السابع عشر أن الملاحظين الأحياء كانوا بالفعل بصحبة عدد كبير من الهياكل العظمية البشرية والحيوانية، بعضها عليه لافتات مثل Memento mori، أو، «تذكر أنك ستموت».
وتم بناء أو مسرح تشريحي في جامعة بادوا عام 1594 ولا يزال قائمًا حتى الآن. ومن الأمثلة الأولى الأخرى Theatrum Anatomicum (المسرح التشريحي) الخاص بجامعة ليدن، الذي تم بناؤه عام 1596 وأعيد إنشاؤه في عام 1988، والمسرح التشريحي في أرشيناسيو في بولونيا (الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1563 ويعود تاريخ المسرح التشريحي إلى 1637).
يقع المسرح التشريحي الذي تم استكماله في عام 1663 من قِبل أستاذ الطب والمهندس المعماري أولاوس رودبيك لصالح جامعة أوبسالا في القبة التي وضعها رودبيك أعلى مبنى غوستافيانوم، في المبنى الرئيسي للجامعة. وقضى رودبيك وقتًا في ليدن، وتأثر كل من المسرح التشريحي والحديقة النباتية اللتين أسسهما في أوبسالا عام 1655 بتجاربه هناك.
وقام توماس جيفرسون ببناء مسرح تشريحي لصالح جامعة فيرجينيا. وتم استكماله في عام 1827 ولكنه تهدم عام 1938 لإتاحة مساحة لإنشاء مكتبة جديدة.