معالجة الغاز الطبيعي

منشأة لمعالجة الغاز الطبيعي.

معالجة الغاز الطبيعي هي مجموعة من العمليات الإنتاجية يتم فيها تنقية الغاز الطبيعي الخام بعد استخراجه من آبار الغاز ودفعه للسطح بواسطة الزيوت. بعد معالجته يكوّن غاز الميثان جلّ محتوى الغاز الطبيعي والذي تصبح خصائصه عند ذلك مختلفة إلى حد كبير عن خصائص الغاز الخام. يستخدم الغاز الطبيعي المعالج كوقود للاستهلاك السكاني والتجاري والصناعي.

بالإضافة إلى الميثان (CH4)، وهو أخف الهيدروكربونات وأقصرها، يحتوي الغاز الطبيعي الخام على كميات مختلفة من المركبات التالية:

قبل نقله يجب أن ينقى الغاز الطبيعي الخام ليوافق المعايير المحددة من قبل شركات النقل والتوزيع عبر خطوط الأنابيب. وتختلف تلك المعايير بين خطوط النقل بناء على مواصفات الأنابيب المستخدمة والأسوق المستهدفة. بشكل عام، تحدد المعايير مواصفات الغاز من الجوانب التالية:

  • أن يحقق قيمة حرارية معينة. ففي الولايات المتحدة مثلا، ينبغي أن تكون تلك القيمة بحدود 41 ± 5% ميغا جول لكل متر مكعب من الغاز عند 1 ضغط جوي و 0 درجة مئوية.
  • أن تكون درجة حرارته عند التسليم أعلى من درجة ندى الهيدركربون لذلك الغاز، والتي تتكثف بعدها بعض الهيدركربونات في الغاز تحت الضغط الكائن في خطوط النقل مما قد يؤذي أنابيب النقل.
  • أن تكون خالية من الدقائق الصلبة وحبيبات الماء السائل لتفادي التعرية والتآكل والأضرار الأخرى التي قد تسببها للأنابيب.
  • أن تكون مجففة من الماء بشكل كافي لتفادي تشكل مركبات الميثان المائية سواء في منشأة المعالجة أو في خطوط النقل.[2][3]
  • أن تكون نسبة كبريتيد الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون والمركبتانات والنيتروجين وبخار الماء ضئيلة جدا.
  • أن تكون نسبة الزئبق تحت النسبة الممكن قياسها (تقريبا 0.001 جزء حجمي لكل مليار جزء من الغاز) وذلك لتجنب الإضرار بالمعدات في منشأة المعالجة وفي خطوط النقل بسبب ما يحدثة الزئبق من التغام وهشاشة للألمنيوم والمعادن الأخرى.[1][4][5]

منشأة معالجة الغاز الطبيعي

[عدل]

تتعدد طرق ترتيب وحدات المعالجة المختلفة المستخدمة في معالجة الغاز الطبيعي الخام. ويعطي المخطط البياني المرفق في الأسفل التوزيع العام المستخدم عادة في عمليات معالجة الغاز المستخرج من آبار مستقلة. ويبين المخطط كيف تتم معالجة الغاز حتى يصل إلى الأنابيب المخصصة لإيصال إلى سوق الاستهلاك.[6][7][8][9][10] كما يوضح المخطط كيفية الحصول على المنتجات الثانوية التالية من عملية المعالجة:

  • الغاز الطبيعي المتكثف.
  • الكبريت
  • الإيثان
  • الغاز الطبيعي المسال (المتكون من البروبان والبنتان والهيدركربونات الأثقل والتي يشار إليها عادة بصيغة C5+).

عادة ما يجمع الغاز الطبيعي الخام من عدة آبار متجاورة حيث يتم تخليصه من الماء السائل الحر ومن متكثف الغاز الطبيعي. الماء المستخلص يتم التخلص منه كمياه عادمة، أما متكثف الغاز فيرسل إلى محطات تنقية النفط. بعد ذلك، يساق الغاز بواسطة الأنابيب إلى منشأة معالجة الغاز حيث تبدأ المعالجة عادة بإزالة الغازات الحامضية (كبريتيد الهيدورجين وثاني أكسيد الكربون). ومع أن هنالك العديد من العمليات الصناعية المتوفرة لهذه الغاية إلا أن المعالجة الأمينية هي الأكثر استخداما. لكن في السنوات العشر الأخيرة ظهرت عملية تستخدم الأغشية النافذة المصنوعة من المبلمرات تلاقي قبولا في المنشآت حيث تستخدم لإزالة الماء وثاني أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين من الغاز.

ترسل الغازات الحامضية المستخلصة من الغاز إلى وحدة معالجة الكبريت التي تحول كبريتيد الهيدروجين الموجود في الغاز الحامضي إلى عنصر الكبريت. يمكن تحقيق ذلك بطرق مختلفة أكثرها شيوعا هو وحدة كلاوس. الغازات الناتجة من وحدة كلاوس عادة تسمى «الغازات المتخلفة» وتخضع لعمليات معالجة إضافية في وحدة معالجة الغازات المتخلفة لاستخلاص ما تسرب من المواد المحتوية على الكبريت وإعادتها إلى وحدة كلاوس. وكغيرها، فإن عملية معالجة الغازات المتخلفة يمكن أن تتم باستخدام طرق مختلفة منها المعالجة الأمينية. أما الغاز العادم الناتج من منشأة معالجة الغازات المتخلفة فيتم حرقه ويطلق إلى الهواء حيث يكون محتويا على الماء وثاني أكسيد الكربون.

بعد التخلص من الغازات الحامضية يرسل الغاز الطبيعي إلى وحدة التجفيف للتخلص من بخار الماء الموجود في الغاز. وتتم عملية التخلص من الماء إما بالامتصاص في مادة ثلاثي الغلايكول[3] «TEG» أو الامتزاز بالضغط المتأرجح[11] وهي عملية تعتمد على مواد ممتزة صلبة. في كلا العمليتين تجفف المادة المستخدمة للتخلص من الماء ويعاد استخدامها من جديد. وقد يلجأ إلى عمليات أخرى للتجفيف مثل استخدام الأغشية النافذة، والتي تسبب انخفاض أكبر في الضغط، أو التجفيف عند سرعات فوق صوتية، مثل عملية.«Twister Supersonic Separator»

بعد ذلك يزال الزئبق باستخدام عمليات امتزازية (كما يبين الرسم البياني بالأسفل) باستخدام مواد مثل الكربون المنشط أو مناخل جزيئية.

الخطوة التالية يتم فيها إزالة النيتروجين باستخدام إحدى الطرق الثلاثة الموضحة في الشكل البياني وهي:

بعد ذلك، تكون عملية استخلاص الغاز الطبيعي والتي تتم في أغلب منشآت معالجة الغاز الكبيرة الحديثة بواسطة التقطير على درجات حرارة فائقة البرودة يتم فيها تخفيف الضغط الغاز باستخدام موسعات التربو قبل تقطيرها في برج تقطير إزالة الميثان.[14][15] بعض المنشآت تستخدم الامتصاص بواسطة الزيت المفتقر بدلا من عملية التوسع الفائقة البرودة. و لكن هذه التقنية تعد قديمة و ليست بكفاءة التقنيات الأحدث.

الغاز الناتج بعد عملية استخلاص الغاز الطبيعي هو المنتج النهائي من الغاز الجاهز للتسويق للاستهلاك النهائي. في الغالب يكون هذا الغاز هو الميثان و يقد يحتوي أيضا على الإيثان. وجود الإيثان في منتج الغاز النهائي يعتمد على طريقة تصميم المصنع حيث يمكن أن يصمم لاسترجاع الإيثان أو إبقائه اعتماداً على حالة السوق و كمية الطلب على الإيثان الذي يعتبر مادة أولية للصناعات البتروكيماوية.

يمرر الغاز الطبيعي المستخلص من خلال منظومة تقطير تحتوي على ثلاثة أبراج تقطير بالتوالي: برج لاستخلاص الإيثان، حيث ينبعث غاز الإيثان من أعلى البرج ويرسل السائل المتجمع في أسفل البرج إلى برج استخلاص البروبان، حيث يأخذ البروبان من أعلى البرج ويرسل المتبقي إلى برج استخلاص البيوتان. الغاز المنبعث من هذا البرج عبارة عن مزيج من البيوتان والأيزوبيوتان، وما يخرج من أسفل البرج فخليط من البنتان وهيدروكربونات أخرى أثقل. يكوّن البروبان والبيوتان والبنتان والهيدروكربونات الأثقل، بعد تحليتها في وحدة ميركس لتحويل عناصر الميركبتان الضارة إلى ثنائيات الكبريت، بالإضافة إلى الإيثان الناتج الثانوي من الغاز الطبيعي.

وصلات خارجية

[عدل]

المراجع

[عدل]
  1. ^ ا ب Mercury Removal from Natural Gas and Liquids UOP website page نسخة محفوظة 01 يناير 2011 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  2. ^ Dehydration of Natural Gas by Prof. Jon Steiner Gudmundsson, Norwegian University of Science and Technology نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ ا ب Glycol Dehydration(includes a flow diagram) نسخة محفوظة 12 سبتمبر 2009 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ Desulfurization of and Mercury Removal From Natural Gas نسخة محفوظة 8 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين. by Bourke, M.J. and Mazzoni, A.F., Laurance Reid Gas Conditioning Conference, Norman, Oklahoma, March 1989."نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2008-03-03. اطلع عليه بتاريخ 2009-01-07.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  5. ^ Using Gas Geochemistry to Assess Mercury Risk, OilTracers, 2006 نسخة محفوظة 28 أغسطس 2015 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  6. ^ Natural Gas Processing: The Crucial Link Between Natural Gas Production and Its Transportation to Market نسخة محفوظة 23 مايو 2011 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ Example Gas Plant نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2010 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  8. ^ From Purification to Liquefaction Gas Processing نسخة محفوظة 30 سبتمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ Feed-Gas Treatment Design for the Pearl GTL Project نسخة محفوظة 9 يناير 2023 على موقع واي باك مشين. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2020-02-01. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-27.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  10. ^ Benefits of integrating NGL extraction and LNG liquefaction نسخة محفوظة 25 مارس 2009 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ Molecular Sieves نسخة محفوظة 1 يناير 2011 على موقع واي باك مشين.(includes a flow diagram of a PSA unit) "نسخة مؤرشفة" (PDF). مؤرشف من الأصل في 2011-01-01. اطلع عليه بتاريخ 2009-01-07.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  12. ^ Gas Processes 2002, Hydrocarbon Processing, pages 84-86, May 2002 (schematic flow diagrams and descriptions of the Nitrogen Rejection and Nitrogen Removal processes)
  13. ^ Market-Driven Evolution of Gas Processing Technologies for NGLs Advanced Extraction Technology Inc. website page نسخة محفوظة 09 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ Cryogenic Turbo-Expander Process Advanced Extraction Technology Inc. website page نسخة محفوظة 21 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ Gas Processes 2002, Hydrocarbon Processing, pages 83-84, May 2002 (schematic flow diagrams and descriptions of the NGL-Pro and NGL Recovery processes)