مناورة فالسالفا[1] (بالإنجليزية: Valsalva maneuver) هي عملية محاولة الزفير عند إغلاق المجرى التنفسي عن طريق إغلاق الفم والضغط على الأنف لإغلاقه ومحاولة إخراج الهواء كما في حالة نفخ البالون. تُستخدم مناورة فالسالفا إما في الفحص الطبي لاختبار وظيفة القلب والتحكم العصبي اللاإرادي في القلب، أو لمعادلة الضغط الخارجي الواقع على الأذنين والجيوب الأنفية عندما يزداد الضغط المحيط كما في الغوص والعلاج بالأكسجين تحت الضغط العالي، أو السفر الجوي.[2]
يتم تنفيذ مناورة فالسالفا بإخراج زفير قوي مع اغلاق كل ممرات الهواء[4]، فيتم إغلاق الفم وإغلاق الأنف مع إخراج هواء قوى من الرئة إلى داخل الفم كما لو كنت تنفخ بالوناً، إلا أنه لا يُسمح للهواء بالخروج من أيًا من الفم أو الأنف، فيتجه الهواء إلى قناة استاكيوس (النفير) ومنها إلى الأذن الوسطى.
هناك أيضا نسخة معدلة من مناورة فالسالفا يتم فيها نفخ الهواء الداخلى تجاه مزمار الحنجرة وهي في حالة الإغلاق، بدون إمرار الهواء في قناة استاكيوس (النفير)، وبها نحصل على استجابات القلب والأوعية الدموية كما هو موضح بالمقالة أدناه.
في الكشف السريري عادة ما يتم إجراء مناورة فالسالفا إما مع إغلاق مزمار الحنجرة، أو مع وجود جهاز قياس الضغط الخارجي، وذلك لمنع أو تقليل الضغط على أنابيب النفير.
إن إجهاد النفخ بقوة ضد مقاومة ما، كما هو الحال في نفخ البالونات بالفم، له نفس تأثير مناورة فالسالفا، ويسبب انخفاض ضغط الدم الذي يمكن أن يؤدي إلى الدوخة وحتى الإغماء.
نظراً لأن مناورة فالسالفا تعتمد على قوة ضغط الرئة ودفع ذلك الضغط إلى جوف الفم، فهناك بعض الأخطار المحتملة جراء هذا الضغط مثل خطر انفصال الشبكية.[5]
* يُعيق ازدياد الضغط داخل الصدر عودة الدم المنتظمة إلى القلب فينخفض نتاج القلب ويقلّ حجم النفضة. يمكن رؤية ذلك على التخطيط المقابل في الفترة من 5 إلى حوالي 14 ثانية.
* الانخفاض في حجم النفضة يسبب انقباض الأوعية الدموية مع بعض الارتفاع في الضغط (التخطيط المقابل: 15-20 ثانية).
* يمكن ملاحظة هذا التعويض مع عودة الضغط إلى قرب المعدل الطبيعي أو أعلى منه، ولكن يبقى نتاج القلب وتدفق الدم إلى الجسم منخفضان.
* خلال هذا الوقت يزيد معدل النبض (تسرع دقات القلب التعويضية).
تحرير الضغط
يتم تحرير الضغط عن الصدر، مما يسمح للشرايين الرئويةوشريان الأبهر بإعادة التوسّع مما يسبب مزيداً من الانخفاض الطفيف الأوّلي في حجمِ النَّفضة (التخطيط المقابل: 20-23 ثانية) وذلك بسبب انخفاض الدم العائد إلى الأذين الأيسر وزيادة حجم الأبهر، على التوالي. وعندئذ يستطيع الدم الوريدي أن يدخل إلى الصدر والقلب مرة أخرى، ويبدأ نتاج القلب في التزايد.
* بدخول الدم إلى القلب ثانيةً، يُعاد امتلاء القلب مرة أخرى فتزداد كمية الدم الراجع إلى القلب أكثر فأكثر، وتحدث زيادة سريعة وملحوظة في النتاج القلبي كما يُرى في التخطيط المقابل عند الثانية 24 وما بعدها).
* عادة ما يرتفع حجمِ النَّفضة فوق المعدل الطبيعي قبل أن يعود إلى مستواه الطبيعي.
* مع عودة ضغط الدم، يبدأ معدل النبض في الرجوع إلى المعدل الطبيعي.
إن انحراف الاستجابة عن هذا النمط يدل إما على أداء غير طبيعي للقلب أو تحكم عصبي لا إرادي غير طبيعي من القلب.
عند حدوث زيادة سريعة في الضغط المحيط كما هو الحال في الغوص أو نزول الطائرات[7]، فإن هذا الضغط المتزايد يعمل على إغلاق أنابيب النفير، مما يمنع معادلة الضغط عبر طبلة الأذن، مع شعور بألم شديد في الأذن.[8][9][10] لتجنب هذا الوضع المؤلم، فإن الغواصينوعمال القيسونات وطاقم الطائرة يعملون على فتح قناة استاكيوس عن طريق البلع، وذلك للسماح للأذن الوسطى بمعادلة الضغط على جانب طبلة الأذن الداخلى.
إذا فشل تكرار البلع في معادلة الضغط على الأذن، فيمكن استخدام مناورة فالسالفا.
إذا سمح الوقت أثناء تزايد الضغط، فإن محاولة فتح أنابيب النفير عن طريق الابتلاع مرات قليلة، أو التثاؤب هو الأكثر أمانا. إن فعالية «التثاؤب» في معادلة الضغط الواقع على الأذن يمكن أن تتحسن مع الممارسة والتدريب؛ وإن بعض الناس قادرون على تحقيق إفراج الضغط وفتح أنابيب النفير عن طريق تحريك الفك إلى الأمام أو إلى الأمام وإلأسفل، وليس لأسفل على التوالي كما هو الحال في التثاؤب المعروف، والبعض يمكنه القيام بذلك دون تحريك الفك على الإطلاق. ويمكن في كثير من الأحيان للطبيب أن يسمع بوضوح افتتاح أنابيب النفير، وبالتالي معرفة أن المناورة كانت ناجحة.
خلافا للاعتقاد الشائع فإن الفك حال إغلاقه لايضغط على أنابيب النفير ليغلقها، بل إنها تظل على حالها كما هي. والسبب في ذلك أن أنابيب النفير لا تقع قريبة بما فيه الكفاية من الفك السفلي ليتم غلاقه مع حركة الفك.
كثيرا ما يتواصي الناس بمضغ العلكة أثناء صعود أو هبوط الطائرات[15]، لأن مضغ العلكة يزيد من معدل إفراز اللعاب، وبلع هذا اللعاب الزائد يفتح أنابيب النفير، وليس حركة المضغ في ذاتها.
ولكن الدراسات الحديثة لا تدعم هذا الرأي[17]، ففى الدراسة التي أجراها «هاجينز» Hagins وآخرون فقد وُجد خلال تجربة محاكاة أقصى قوة رفع أنه على الرغم من أن الضغط داخل البطن يزداد بشكل ملحوظ مع مناورة فالسالفا مقارنة بأنماط تنفس أخرى، إلا أن ذلك لا يترافق مع زيادة في قوة الجذع.
بل على النقيض، فإن نمط تنفس فالسالفا يفرض آثارًا سلبيةً على الحركة الدموية لنظام القلب والأوعية الدموية، مثل زيادة ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب، وخطر النزف الدماغي.[18]
في الغوص، غالبا ما يتم استخدام مناورة فالسالفا أثناء النزول إلى الأعماق أو عند تغيير العمق نزولا وهبوطا[20][21][22]، وأحيانا أثناء الصعود من عمق الماء أو الغوص على أعماق أقل من 10 متر مع تغيير العمق ياستمرار مثل الغوص على الشعاب المرجانية.[23] أما إذا كان الغواص يتحرك على عمق ثابت، فإن الضغط يظل أيضًا ثابتًا لا يتغير، وبالتالى لا يحتاج الغواص لعمل أي مناورة.
أثناء النزول إلى الأعماق يزداد الضغط المحيط وتبعا لذلك يزداد الضغط على الأذن. غالبا ما تُستخدم مناورة فالسالفا لمعادلة الضغط في الأذن الوسطى إلى الضغط المحيط على عمق الماء الذي فيه الغواص أثناء النزول.
هناك مناورة تكميلية للتمييز بين الاضطرابات وهي مناورة القبضة، حيث يتم إحكام قبضة اليد حتى الإجهاد، أو الضغط على عنصر مثل منشفة مطوية. وتلك المناورة تزيد الحمولة التِلوِّية على القلب (بالإنجليزية: حمولة تلوية) عن طريق الضغط على الشرايين وزيادة مجموع المقاومة الطرفية.
تُقلل مناورة فالسالفا (في مرحلة التوتر) من عملية الامتلاء في الجانب الأيمن للقلب ثم الجانب الأيسر، وينخفض حجم النفضة (أو حجم الضربة) كما ينخفض ضغط الدم بينما يزيد معدل ضربات القلب.
و إن صارهذا الإتصال فإنه يسمح بتدفق المواد الغذائية، والدخان أو السوائل من الفم إلى الجيب الفكي ومنها إلى داخل الأنف، وكذلك تنتقل البكتيرياوالفطريات والفيروسات أيضاً فتُحدث التهاباً حاداُ أو مزمناً في الجيب الأنفي الفكي (بالإنجليزية: maxillary sinusitis) تبعا لمدة بقاء هذا الإتصال بغير علاج.
يتم استخدام مناورة فالسالفا للمساعدة في التشخيص السريري للمشاكل أو الإصابات في أعصاب العمود الفقري العنقي.[33]
عند إجراء مناورة فالسالفا، يزيد الضغط قليلا داخل النخاع مما يؤدى إلى شعور باعتلال الأعصاب أو بألم جذري أو أن يتفاقم هذا الشعور، مما قد يشير إلى اصطدامٍ واقعٍ على العصبِ عن طريق القرص الفقري أو جزء آخر من التشريح.
حدوث صداع وألم عند أداء مناورة فالسالفا هو أيضا أحد الأعراض الرئيسية كما في تشوه آرنولد خياري.[34][35]
يتم استخدام مناورة فالسالفا لمساعدة تشخيص نقص المصرَّة الفعلى (بالإنجليزية: intrinsic sphincteric deficiency ISD) في اختبارات الديناميكية البولية.[36][37]
إن «ضغط تسرب فالسالفا» هو الضغط الحويصلي الأدنى لتسرب البول. وعلى الرغم من عدم إتفاق الآراء بشأن قيمة العتبة لذلك الضغط الأدنى، إلا أنه يمكن اعتبار أي قيم أكبر من ضغط 60 سنتيمتر ماء (> 60 سم H2O) إشارة إلى فرط الحركة في عنق المثانة وأداء وظيفى طبيعى للعضلة العاصرة.[38]
كذلك في فحص دوالي الخصية، إذا كانت دوالي الخصية أصغر من أن يشعر بها الطبيب عند مس الخصية، يطلب الطبيب من المريض بعمل مناورة فالسالفا بأن يقوم برفع الضغط في البطن (كما نفعل عندما نريد أن نتغوط). تقوم مناورة فالسالفا بتقليل الإرجاع الوريدي للأوعية الدموية، وهكذا تكبر دوالي الخصية وبالتالي يمكن للطبيب تحسس الكتلة في الخصية.[41][42][43]
بعض بزَّات الفضاء تحتوي على جهاز يسمى جهاز فالسالفا[44][45] (بالإنجليزية: Valsalva device) لتمكين الشخص من سد أنفه داخل البدلة لأداء مناورة فالسالفا بدون الحاجة لاستخدام أصابع اليد.
وجهاز فالسلفا هو «جهاز إسفنجي يسمى فالسالفا» يُستخدم عند الحاجة إلى إعادة تكييف الضغط على الأذن.[46][47] وإحدى استخدامات الجهاز هو تحقيق تعادل الضغط على الأذن خلال عملية رفع الضغط داخل بزّة الفضاء.[48]
يُعتبر تضخم العقد الليمفاوية تحت الترقوة مؤشر تشخيصي للسرطان. يكون معدل الانتشار الورم الخبيث في وجود تضخم العقد اللمفاوية فوق الترقوة في حدود 54% إلى 85٪.[49]
إذا كانت العقد الليمفاوية مدفونة ويصعب جسّها باليد، يُطلب من المريض أداء مناورة فالسالفا حتى يتم دفع قبة الرئة صعودا وجلب العقد اللمفاوية العميقة قريباً حتى يمكن جسّها بسهولة.[50]
قد يحدث نزف أمام الشبكية (بالإنجليزية: preretinal hemorrhage) للأشخاص الذين لديهم تاريخ من زيادة عابرة في الضغط داخل الصدر. ويمكن أن تترافق مع رفع الأحمال الثقيلة، أوالسعال القوي، أو بذل جهد زائد في المرحاض، أو القيء.
قد يسبب النزيف فقدان البصر إذا كان يعوق المحور البصري، والمرضى قد يروا في مجالهم البصري أشياءً سابحة أمامهم، ولكنها عادة لا تسبب إعاقات بصرية دائمة ويتم استعادة البصر تماما.
^MD، Edmond Kay,. "Prevention of Middle Ear Barotrauma". staff.washington.edu. مؤرشف من الأصل في 2018-03-08. اطلع عليه بتاريخ 2017-04-26.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
^Nagappan، R؛ Arora، S؛ Winter، C (2002). "Potential dangers of the Valsalva maneuver and adenosine in paroxysmal supraventricular tachycardia--beware pre-excitation". Critical care and resuscitation. ج. 4 ع. 2: 107–11. PMID:16573413.[مصدر طبي غير موثوق به؟]
^Zuber، M.؛ Cuculi، F.؛ Oechslin، E.؛ Erne، P.؛ Jenni، R. (2008). "Is transesophageal echocardiography still necessary to exclude patent foramen ovale?". Scandinavian Cardiovascular Journal. ج. 42 ع. 3: 222–5. DOI:10.1080/14017430801932832. PMID:18569955.[مصدر طبي غير موثوق به؟]
^Johnson، RH؛ Smith، AC؛ Spalding، JM (1969). "Blood pressure response to standing and to Valsalva's manoeuvre: Independence of the two mechanisms in neurological diseases including cervical cord lesions". Clinical Science. ج. 36 ع. 1: 77–86. PMID:5783806.
^"Valsalva Headaches". www.conquerchiari.org. مؤرشف من الأصل في 2020-03-30. اطلع عليه بتاريخ 2017-04-26.
^Bump، Richard C.؛ Mattiasson، Anders؛ Bø، Kari؛ Brubaker، Linda P.؛ Delancey، John O.L.؛ Klarskov، Peter؛ Shull، Bob L.؛ Smith، Anthony R.B. (1996). "The standardization of terminology of female pelvic organ prolapse and pelvic floor dysfunction". المجلة الأمريكية لأمراض النساء والولادة. ج. 175 ع. 1: 10–7. DOI:10.1016/S0002-9378(96)70243-0. PMID:8694033.
^Ikeda T، Oomura M، Sato C، Anan C، Yamada K، Kamimoto K (2016). "Cerebral infarction due to cardiac myxoma developed with the loss of consciousness immediately after defecation-a case report". RINSHO SHINKEIGAKU (CLINICAL NEUROLOGY). ج. 56 ع. 5: 328–333. DOI:10.5692/clinicalneurol.cn-000856. PMID:27151226.