منظمة كاونتر غوريلا

شعار مكتب التعاون الدفاعي الأمريكي في تركيا
شعار مكتب التعاون الدفاعي الأمريكي في تركيا - (ODC-T) [1]

منظمة كاونتر غوريلا (بالتركية: Kontrgerilla)‏ هي الفرع التركي من منظمة غلاديو السرية والتي تعد جيشا سريا أنشأ بهدف تكوين طابور خامس و فرق عسكرية غير نظامية ذي توجهات مناوئة للشيوعية يتم تفعيله في حال حصول غزو سوفييتي بدعم أمريكي ناتج عن سياسة مبدأ ترومان. توسعت أنشطة هذه المنظمة فيما بعد لتقوم بتحييد أي أنشطة شيوعية أو يسارية في تركيا.

بدأت هذه المنظمة أعمالها كجزء من القوات المسلحة التركية منضوية تحت مجموعة الانتشار التكتيكي (بالتركية: Seferberlik Taktik Kurulu - STK)‏. تم تغيير مسمى هذه الوحدة سنة 1967 لتصبح دائرة الحرب غير التقليدية (بالتركية: Özel Harp Dairesi - ÖHD)‏ قبل أن تصبح هذه الوحدة قيادة القوات الخاصة التركية(بالتركية: Özel Kuvvetler Komutanlığı-ÖKK)‏ سنة 1994.

هناك اعتقاد منتشر في تركيا بمسئولية منظمة كاونتر غوريلا عن العديد من اعمال العنف التي لم يتم الكشف عن فاعليها، كما يعتقد أن لهذه المنظمة تأثير كبير على مجريات تاريخ تركيا خلال فترة الحرب الباردة، خصوصا دورها في هندسة إنقلابات 1960 و1971 و1980 في تركيا. يعترف الجيش التركي بأن القوات الخاصة التركية لديها تعليمات وخطط عملياتية لإفشال أي محاولة غزو لتركيا، غير أنه يرفض الربط بمنظمة غلاديو، خصوصا مشاركة هذه الوحدة في العمليات العسكرية السرية.[2][3]

عقب تفكك الاتحاد السوفيتي، توجهت المنظمة لمجابهة حزب العمال الكردستاني واتهمت بالمشاركة في أحداث من قبل فضيحة سوسورلوك خاصةً وأن الحزب يعتبر تهديدا كبيرا من قبل الدولة العميقة في تركيا[4][5] من أعضاء المنظمة المعروفين محمد علي أغجا الذي كان منضويا تحتها في أواخر السبعينيات من القرن العشرين.[6]

ظهرت المنظمة للعلن سنة 1971 عقب شهادة ناجين من أحداث فيلا زيفرباي، قبل أن يصرح رئيس الوزراء بولنت أجاويد بتاريخ 26 سبتمبر 1973 بوجود المنظمة. تمت مناقشة المنظمة فيالبرلمان التركي ما لايقل عن 27 مرة منذ سنة 1990 غير أن هذه النقاشات لم تؤد إلى أي تحقيقات ذات نتيجة تذكر.[7] كما أن نواب الحزب الحاكم في كافة الحكومات المتعاقبة دائما ما صوتوا برفض التحقيق في أنشظة المنظمة.[8]

خلفية تاريخية

[عدل]

تعتبر الأناضول منطقة ذات أهمية استراتيجية بالغة الأهمية أدت إلى العديد من التجاذبات السياسية بين الدول العظمى. بعد إنتهاء مؤتمر يالطا ومؤتمر بوتسدام سنة 1945 قام الزعيم السوفييتي إيوسيف ستالين بإرسال سفن حربية و قوات عسكرية للمنطقة بهدف محاولة السيطرة على مضائق الدردنيل. أرسل الإتحاد السوفييتي برقيتين ديبلوماسيتين حول اتفاقية مونترو تنصان في فحواهما على عدم إرتياح الإتحاد السوفييتي لنصوص المعاهدة. رفضت أنقرة البرقيتين، وأعربت الحكومة الأمريكية عن عدم إرتياحها من التحركات السوفيتية، قبل أن تصرح بالقول أن أي هجوم أو تهديد بالهجوم على المضائق يشكل تهديدا للسلم الدولي وسيتم الرد عليه بشكل واضح من طرف مجلس الأمن الدولي بالأمم المتحدة.[9]

تطور التعاون العسكري الأمريكي التركي

[عدل]

بعد إعلان الحكومة البريطانية عدم قدرتها على تقديم الدعم المالي لتركيا في 21 فبراير 1947، توجهت الحكومة التركية نحو الولايات المتحدة التي قامت بدورها بالإعلان عن مبدأ ترومان، والتعهد بدعم الشعوب التي تقاوم إخضاعها عبر أنشطة الأقليات المسلحة و الضغوط الخارجية[10] تم تقديم دعم مالي تبلغ قيمته 100 مليون دولار أمريكي لتركيا عقب مصادقة الكونجرس على مبدأ ترومان، وزيدت قيمة الدعم لتصبح 233 مليون دولار بحلول سنة 1950 بعد أن قامت تركيا بإرسال فرقة من 5000 جندي للمساهمة في الحرب الكورية إلى جانب قوات الأمم المتحدة.[11] تم إنشاء المهمة العسكرية الخاصة لدعم تركيا في أنقرة شهر أغسطس 1947 تحت إدارة السفير الأمريكي لدى أنقرة. كما قام وفد رفيع المستوى من الجيش التركي بزيارة الولايات المتحدة في 5 أكتوبر 1947 للبدء في إنشاء إطار عمل للتعاون العسكري بين البلدين.[12][13] قامت وكالة الأمن القومي الأمريكية بإصدار التوجيه 4-A في ديسمبر 1947 الذي يسمح لوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية بإنشاء و إدارة البرامج السرية بشكل يضمن عدم حدوث أي نقاش من الكونغرس أو المواطنين الأمريكيين يتعلق بأساليب الحرب النفسية في الخارج. تم إستبدال هذا التوجيه بعدة عدة أشهر بالتوجيه 10/2 الذي أنشأ مكتب تنسيق السياسات والذي يعرف أيضا باسم مكتب المشاريع الخاصة. يعد هذا المكتب الذراع العملياتي لوكالة الإستخبارات المركزية ويتضمن إطار أعماله الدعاية والدعاية المضادة والحرب الإقتصادية والأعمال المباشرة كعمليات التخريب والتخريب المضاد والتفجيرات والإخلاء ومجابهة الدول المحاربة بما في ذلك دعم حركات التمرد والحركات المسلحة وحركات التحرير ودعم المنظمات التي تناهض الشيوعية في العالم الحر. حسب تصريحات العميل الإستخباراتي ويليام كورسون لم تكن هناك أي عوائق أو موانع للعمل. كانت الأوامر أن نقوم بأي شىء لتفيذ المهام.[14]

بعد إنضمام تركيا إلى حلف شمال الأطلسي في 18 فبراير 1952[15] قامت تركيا بتوقيع إتفاقية مواقع عسكرية في 23 يونيو 1954 مهدت الطريق لتواجد عسكري أمريكي كبير، وصل تعداده إلى 1200 فرد بحلول سنة 1959[16][17] كما أضحت المهمة العسكرية الخاصة لدعم تركيا أكبر هذه المهمات في الإدارة الأوروبية للقوات المسلحة الأمريكية، وأكبر مجموعة دعم عسكري في العالم بحلول سنة 1951.[18] تم تغيير إسم المهمة ليصبح وكالة الدعم العسكري الأمريكي لتركيا سنة 1958، قبل أن يعاد تسميتها إلى مكتب التعاون العسكري - تركيا يوم 1 مايو 1994.[19][20]

وحدة الإنتشار التكتيكي (1952-1965)

[عدل]
تنظيم القيادة حسب ما ورد في هذه الوثيقة Field Manual 31-15: Operations Against Irregular Forces نسخة محفوظة 2009-07-21 على موقع واي باك مشين.. .

بعد موافقة المجلس الأعلى للدفاع الوطني التركي (بالتركية: Milli Savunma Yüksek Kurulu)‏ قام العميد دانيش كارابالين بإنشاء وحدة الإنتشار التكتيكي (بالتركية: Milli Savunma Yüksek Kurulu)‏ في 27 سبتمبر 1952.[2][21] كان كارابيلين واحدا من مجموعة تضم ستة عشر جنديا (من ضمنهم تورغوت سونلاب وأحمد يلديز وآلب أرسلان توركيش وفكرت أطيشداغي) أرسلت للتدريب في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1948 على أساليب الحروب الغير تقليدية. أصبحت هذه المجموعة نواة دائرة الحرب الغير تقليدية (ÖHD).[22] كما ذكرت بعض المصادر أن التدريب شمل محاولات تجنيد من طرف وكالة الإستخبارات المركزية.[23] من ضمن الجنرالات الذين قادو هذه الدائرة الجنرال عدنان دوغو و الجنرال آيدين إلتير ودوغان بايزيد و فوزي توركيري.[22] قام كارابيلين بتعيين إسماعيل تانصو كذراع أيمن له، وتم إعادة هيكلة الدائرة لتصبح على هيئة خلايا. تم ملء الرتب بضباط الإحتياط وإجبارهم على أداء قسم خاص و أدلجتهم و تدريبهم قبل السماح لهم بالعودة للحياة المدنية. لم يتم إعطاء أي تمويل أو أسلحة أو تعليمات لأعضاء الخلايا.[22] وتركزت عمليات الإستقطاب في شرق تركيا على إعتبار أنها المنطقة الأكثر عرضة للغزو من الإتحاد السوفييتي.[24]

من ضمن الكتب التي تم إستخدامها لتدريب وتعليم الضباط

  • حرب العصابات: النظرية و التطبيق للمؤلف ديفيد غالولا: ترجم للتركية بناءً على أوامر رئيس دائرة الحرب الغير تقليدية الجنرال جهاد أيكول[25]
  • دليل الجيش الأمريكي الميداني بعد ترجمته للتركية (نسخة أصلية | نسخة مؤرشفة) [26][27]
  • مقدمة لحرب العصابات (بالتركية: Gerillaya Giriş)‏ للكونوليل شاهيد فورال (1972).[25]

قام الجنرالات فيما بعد بتأسيس منظمة المقاومة التركية لمجابهة القبارصة اليونانيين.[28] كانت هذه المنظمة تعمل تحت إشراف رئيس الأركان التركي، و لها تواجد في مبنى ثكنة أمريكية في أنقرة.[29] يضيف إسماعيل تانسو أن مقر القيادة الأمريكية كان مقابل حديقة غولهان، بينما كان مقر منظمة المقاومة التركية يقع في فيلا قريبة من معهد كيزيلاي.[30] كما أضاف أنه عادة ما كان يلتقي بجنود من الوحدة J3، أحيانا عدة مرات في إجتماعات تتوزع بين المقرين. ويذكر أن من ضمن المشاركين في هذه اللقاءات الكولونيل لاتينت، الكابتن بيرجر، والميجور هيل.[28]

قام توركيس في ستينيات القرن العشرين بإنشاء جمعيات "مدنية" لمجابهة الشيوعية(بالتركية: Komünizm ile Mücadele Dernekleri)‏[23][31] كما قام بتمويل حزب الحركة القومية اليميني. شكلت هذه الجمعيات نواة التشكيلات القومية المتطرفة التي إستخدمتها منظمة كاونتر غوريلا فيما بعد أثناء الأحداث الطارئة في تركيا.[17]

كما قامت وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية بتوظيف شخصيات من اليمين المتطرف مثل القومي التركي ذي التوجهات النازية روزي نزار[17] كي يقوم بتدريب تنظيم الذئاب الرمادية (بالتركية: Ülkücüler)‏[32] التنظيم الشبابي لحزب الحركة القومية. ينحدر نزار من العرقية الأوزبكية وولد بالقرب من طشقند وكان جنديا في الجيش الأحمر قبل أن ينشق وينضم للجيش النازي في الحرب العالمية الثانية ليحارب في الجبهة الشرقية بهدف إنشاء تركستان.[33] بعد هزيمة ألمانيا النازية، قامت الهيئات الإستخباراتية الأمريكية بإستخدام بعض جواسيس ألمانيا و اليابان، من ضمنهم نزار الذي أصبح فيما بعد رئيس وحدة الإستخبارات الأمريكية في تركيا.[34]

أصبحت هذه الوحدة دائرة الحرب غير التقليدية سنة 1967.[21][35][36]

دائرة الحرب غير التقليدية (1965 - 1992)

[عدل]

خلال سبعينيات القرن العشرين أدار دائرة الحرب غير التقليدية الجنرال كمال ياماك. مما ورد في مذكراته أن الولايات المتحدة قدمت دعما سنويا يبلغ مليون دولار جزء منه على شكل ذخائر و الباقي على شكل دعم مادي. إستمر هذا الدعم إلى غاية سنة 1973 عندما قرر كمال ياماك إبلاغ الأمريكيين أن الذخائر لا تناسب إحتياجات الدائرة. رد الأمريكيون عليه بالقول أنهم من يدفع قيمة الذخائر لذا يحق لهم تحديد ما يقدمونه. غادر الجنرال كمال الإجتماع وأبلغ القائد الأعلى للجيش التركي سميح سنجر بفحواه وإعتراضه على التعامل الأمريكي، ثم ألغت الإتفاقية في وقت لاحق.[22][37] لم يعلم رئيس الوزراء بولند أجاويد بوجود هذه الشبكة حتى طلب منه الجنرال كمال ياماك توفير مصدر آخر للتمويل؛ كما أن باقي أعضاء الحكومة لم يكن لديهم أي علم بهذا النوع من الأنشطة. إقترح أجاويد على كمال طلب التمويل من الأوروبيين. تواصل كمال مع قادة عسكريين من بريطانيا وفرنسا. كما أبلغ القائد الأعلى للجيش التركي أجاويد أن الأمريكيين قد مولو هذه الوحدة والمخابرات الوطنية التركية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

قيادة القوات الخاصة التركية (منذ 1992)

[عدل]

في بداية عقد التسعينات من القرن العشرين إتسمت العلاقات الأمريكية التركية بالتوتر نتيجة لمواقف الطرفين المتباينة من قضية الإنفصاليين الأكراد في تركيا. وفي سعي لتقليل التأثير الأمريكي على القوات المسلحة التركية،[38] قام رئيس الأركان التركي دوغان غوريش[39] بإعادة هيكلة دائرة الحرب غير التقليدية وتسميتها قيادة القوات الخاصة التركية (بالتركية: Özel Kuvvetler Komutanlığı - ÖKK)‏ سنة 1992.[40]

تسمى القوات النظامية في قيادة القوات الخاصة بقوات "القبعات العنابية" (بالتركية: Bordo Bereliler)‏ نسبة للون القبعات التي تعتمرها، و تتضمن مهامها حماية القائد الأعلى للقوات المسلحة التركية و رئيس الدولة في رحلاتهم الخارجية.[40] بينما تسمى القوات المدنية غير النظامية المنضوية تحت هذه القيادة بالقوات البيضاء (بالتركية: Beyaz Kuvvetler)‏.[41]

أنشأ البرلمان التركي لجنة تحقيق لبحث العديد من جرائم القتل والإغتيالات التي يعتقد أنها نفذت من طرف منظمة كاونتر غوريلا سنة 1993. أحصى التقرير 1797 حالة قتل؛ منها 316 في سنة 1992 و 314 في سنة 1993. أبلغ الجنرال غوريش رئيس البرلمان حسان الدين جندوروك بضرورة إيقاف التحقيق لكي لا يتم الكشف عن تورط الجيش في هذه الحوادث.[42] كما أصدر المدعي العام في محكمة أمن الدولة التركية نصرت ديميريل أوامره لقوة الشرطة بعدم التعاون مع لجنة التحقيق البرلمانية في محاولة الكشف عن مرتكبي هذه الجرائم.[29][38][43][44]

تحافظ الولايات المتحدة الأمريكية على وثائق متينة مع القوات المسلحة التركية عبر مكتب التعاون الدفاعي الأمريكي في تركيا(ODC-T)، التي يعتبر رئيسه نقطة التواصل الرئيسية مع القائد الأعلى للقوات المسلحة التركية فيما يخص كافة القوات والأنشطة العسكرية الأمريكية في تركيا.[45] يرأس هذا المكتب اللواء الأمريكي إيريك روسبورغ[46]، كما أن هذا المنصب دائما ما يشغله جنرال من سلاح الجو الأمريكي منذ سنة 1993.[47] ويوجد مقره الرئيسي في جادة عصمت إينونو في أنقرة.[19]

عمليات مرتبطة بالتنظيم

[عدل]

مجزرة إسطنبول

[عدل]

قام أعضاء وحدة الإنتشار التكتيكي بالإشتراك في تنظيم مجزرة إسطنبول سنة 1955 والتي كان من أهدافها التأكيد على سياسة التتريك و مجابهة الأنشطة الشيوعية في تركيا[48]

الإنقلابات العسكرية سنة 1971 و 1980

[عدل]

عقب إنقلاب سنة 1960 تم الكشف عن محاولة إنقلابية ثانية من عناصر منظمة الإستخبارات الوطنية التركية (MİT). قام العميل ماهر كايناك بإطلاع رئيس الأركان العامة التركية الجنرال ممدوح تاغماش وقائد الجيش الأول المتمركز في إسطنبول فايق تورون الذي كان من ضمن الفوج الذي حارب في كوريا وعرف عنه عداؤه الشديد للتوجهات الشيوعية على تفاصيل المحاولة الإنقلابية التي كان من ضمنها تحرك قادة على مستوى عال في الجيش من ضمنهم القائد العام للجيش والقائد العام للقوات الجوية للقيام بإنقلاب عسكري يوم 9 مارس 1971 بدعم من بعض المفكرين الداعمين للإتحاد السوفييتي و عدد من الصحف التركية.

أرسل مكتب وكالة الإستخبارات الأمريكية في تركيا برقية لوزارة الدفاع الأمريكية بتاريخ 10 مارس 1971 تفيد بأن القيادة العامة للجيش قد أجرت إجتماعا يومها وقررت القيام بإنقلاب مضاد.[49][50] وهكذا فقد تم الإنقلاب العسكري التركي يوم 12 مارس 1971 ليوقف الإنقلاب العسكري التركي المدعوم سوفييتيا.

فور بدء العملية الإنقلابية، تم إعتقال العديد من النخبة المتعلمة والمدنيين و الضباط ذوي الرتب الدنيا ذوي التوجهات الشيوعية والتحقيق معهم في مبنى يزعم أنه تابع للمخابرات التركية. إدعى الكولونيل طلعت تورهان، أحد منظمي الإنقلاب الفاشل، أن من قام بالتحقيق معه هو قائد جهاز الإستخبارات التركية أيوب أوزالكوس. أدى هذا الأمر إلى سعي طلعت تورهان الدائم للكشف عن تنظيم كاونتر غوريلا بعد أن أفرج عنه.[51] كما تزعم بعض المصادر أن المجموعتين الإنقلابيتين وجهان لنفس المنظمة.[52]

شاركت المنظمة في العديد من الأعمال التي تعتبر إرهاب دولة خلال فترة السبعينيات من القرن العشرين، الأمر الذي مهد لقيام إنقلاب آخر سنة 1980. عند حدوث الإنقلاب، رحب به المواطنون رغبة منهم في توقف الإضطرابات التي شاعت في تركيا. كما طالب بوقوعه العديد من أعضاء البرلمان التركي الذي كان جزء مهم منهم أعضاء في منظمة كاونتر غوريلا في وقت سابق.[53]

بعد نجاح الإنقلاب، إتخذت الإدارة العسكرية العديد من الخطوات لتثبيت الحكم العسكري في البلاد. تم إصدار دستور جديد، وإنشاء مجلس أعلى للتعليم كي تتم السيطرة على المثقفين الأتراك، وإطلاق يد جهاز الأمن الوطني التركي لتتم السيطرة على السياسيين.[54]

عندما أتم آلب أرسلان توركيش دوره في تمهيد الطريق لإنقلاب 1980، تم سجنه من طرف قادة الإنقلاب، ووصل الأمر إلى أن قرر الجنرال جمال مدان أوغلو إعدامه عن طريق فرقة إطلاق النار قبل أن يتدخل صديقه روزي نزار الذي شغل منصب رئيس مكتب الإستخبارات المركزية الأمريكية في إسطنبول ليوقف الإعدام.[55]

مركز إعتقال فيلا زيفرباي

[عدل]

تم إستخدام فيلا زيفرباي في جادة بغداد بمنطقة إيرينكوي بإسطنبول كمقر للتحقيق مع الشيوعيين الأتراك. تبلورت فكرة هذا المعتقل السري وعمليات التحقيق لدى الجنرال ممدوح أونلوتورك الذي عمل تحت إمرة الجنرال تورغوت سون آلب الذي كان بدوره يعمل تحت إمرة قائد الجيش الأول فايق تورون. خدم الجنرالان سون آلب و تورون في الحرب الكورية خلال خمسينيات القرن العشرين، وخدما في قسم العمليات التركي (بالتركية: Harekât Dairesi)‏. إستخدم المحققون تقنيات تحقيق مستنبطة من الطرق التي تم بها التعامل مع أسرى الحرب الكوريين والصينيين.[56] حيث كان من المعتاد ربط المعتقلين وعصب أعينهم.

من ضمن المعتقلين الذين تم إستنطاقهم وتعذيبهم في فيلا زيفرباي مفكرون من مثل إلهان سلجوق -أحد منظمي المحاولة الإنقلابية الفاشلة- و أوغور مومشو. كما أفاد العديد ممن اقتيدوا الى هذه الفيلا بأن المحققين عرفو عن أنفسهم بأنهم أعضاء في منظمة كاونتر غوريلا، وأنهم فوق القانون، ولديهم تصريح بالقتل.[4][57][58][59] كما أن إلهان سلجوق، الذي كتب إعترافا تحت التعذيب، قد قام بتوثيق تعذيبه في وثيقة إعترافه حيث شفّر جملة "أنا تحت التعذيب" بإستخدام الحرف الأول من كل جملة في إفادته. بينما صرح مرات بيلغي الذي اعتقل أيضا في فيلا زيفرباي أن من قام بتعذيبه هو ولي كوشوك الذي أسس فيما بعد وكالة إستخبارات الدرك التركي (JITEM) وحزب الله التركي لمجابهة حزب العمال الكردستاني[60] رد كوشوك على هذه المزاعم بالقول أنه لا يمكن أن يكون الشخص المعني لأنه كان منتدبا إلى منطقة شيرناق، ولكونه متهما بالتواطؤ مع إلهان سلجوق، أحد ضحايا التعذيب في فيلا زيفرباي.[61]

أحد المعتقلين البارزين في فيلا زيفرباي هو المخرج يلمز غوناي. حاول أحد أصدقائه العاملين في جهاز الإستخبارات التركي أن يجنبه الإعتقال بزعم أنه جاسوس لكن الخدعة لم تنجح. ذكر أحد المحققين في الفيلا أن غوناي عومل معاملة حسنة نظير تعاونه في التحقيقات.[62]

غير أن الجنرال كمال ياماك نفى مشاركة دائرة الحرب غير التقليدية في هذه الأحداث، ورفض تأكيد أي علاقة لمنظمة كاونتر غوريلا.[63]

تكمن أهمية أحداث فيلا زيفرباي في أمرين:

  • الكشف عن إستخدام الإسم الحركي كاونتر غوريلا لأي شخص لم يكن عضوا في المنظمة.
  • الكشف عن تعاون منظمة كاونتر غوريلا و جهاز الإستخبارات التركي.

عملية كيزيلداري

[عدل]

قامت القوات الخاصة التركية في 30 مارس 1972 بإقتحام قرية كيزيلداري في منطقة توقات وأسفرت العملية عن مقتل 10 أشخاص قامو بإختطاف 3 أجانب إلى القرية. تم إختطاف الرهائن في محاولة لوقف إعدام ثلاث قادة طلابيين هم دينيز كيشميز وحسين إينان و يوسف أصلان. كما قتل في العملية الرهائن الثلاثة (بريطانيان وكندي)[64] على الرغم من نفي الجنرال ياماك لضلوع دائرة الحرب التقليدية في الهجوم، إلا أن متين كابلان (قاتل محترف) صرح بمسئولية أن حزب الحرية والتضامن عن الحادث.[65] كما أضاف أن الجنرال ممدوح أولوتورك الذي شارك في أحداث فيلا زيفرباي تحدث معه عن هذه العملية. كما أضاف أن هدف العملية كان التخلص من المساجين الشيوعيين في سجن مالتيبي. حسب ماذكر فإن الأمريكيين نصحوا الأتراك بتسهيل هروب السجناء وإختطاف الضباط الأجانب، الأمر الذي شكل ذريعة للهجوم عليهم بغرض تصفيتهم.[66][67]

مجزرة ميدان تقسيم

[عدل]

أقام اتحاد نقابات الحِرف الثورية في تركيا (DİSK) تجمعا جماهيريا حاشدا شارك فيه نصف مليون شخص بتاريخ 1 مايو 1977 في ميدان تقسيم بإسطنبول. أطلقت النيران على المشاركين في التجمع وأدت الأحداث اللاحقة إلى مقتل 36 شخصا حسب الإحصاءات الرسمية. لم يتم القبض على أي مطلقي النار.[68] أبلغ رئيس الوزراء التركي بولند أجاويد و رئيس حزب الشعب الجمهوري اليساري الرئيس التركي فخري كورتورك بإشتباههما بضلوع منظمة كاونتر غوريلا في الأحداث.[69] حسب ما ذكره أجاويد فقد إستمر إطلاق النار لعشرين دقيقة بينما لم يتدخل الآلاف من رجال الشرطة الموجودين في الميدان في مشهد أعد للأذهان مجزرة إيزيزا بالأرجنتين سنة 1973. علاوة على ذلك، نجا بولند أجاويد بصعوبة من محاولة إغتيال بعد عشرين يوما من إعلانه الإشتباه بضلوع منظمة سرية في مجزرة ميدان تقسيم.[68]

قام نائب المدعي العام التركي دوغان أوز بالتحقيق في العلاقة بين حزب الحركة القومية التركي و دائرة الحرب غير التقليدية وإرتباطهما بأحداث العنف خلال سبعينيات القرن العشرين. أشار تقرير أوز إلى وجود شبكة من المدنيين و العسكريين وراء هذه الأحداث، علاوة على ضلوع الإستخبارات التركية في التنسيق. تم إغتيال أوز يوم 24 مارس 1978 وألقي القبض على إبراهيم شيفتيشي العضو في تنظيم الذئاب الرمادية الذي إعترف بتنفيذ عملية الإغتيال قبل أن يلغي المجلس العسكري الحاكم محاكمته.[69]

مجزرة 16 مارس

[عدل]

قتل سبعة طلبة و جرح واحد وأربعون طالبا في كلية الصيدلة بجامعة إسطنبول يوم 16 مارس 1978 عندما تم الهجوم عليهم من طرف مسلحين ينتمون لتنظيم الذئاب الرمادية. تم إلغاء الدعوى القضائية بحجة التقادم سنة 2008.[70][71]

مجزرة بهشة ليفير

[عدل]

قام مجموعة من اليمينيين الأتراك بقيادة عبد الله جاتلي بإغتيال سبع طلاب ذوي ميول يسارية في 9 أكتوبر 1978. تمت إدانة عبد الله جاتلي في هذه الحادثة غيابيا.[72]

مجزرة كهرمان مرش

[عدل]

تم إغتيال العديد من أفراد الطائفة العلوية في حي كهرمان مرش يومي 23 و 24 ديسمبر 1978 قبل أن تعلن الأحكام العرفية. ولم يتم التوصل للجناة.

لقراءة المزيد

[عدل]
  • كمال ياماك (2006). Gölgede Kalan İzler ve Gölgeleşen Bizler (بالتركية). تركيا: Dogan Kitap. ISBN:978-975-293-415-3.
  • طلعت تورهان (1992). Özel Savaş Terör ve Kontrgerilla. تركيا: Tümzamanlar. ISBN:978-975-7350-21-7.
  • أجاويد كليتش (2008). Özel Harp Dairesi. Türkiye'nin Gizli Tarihi (بالتركية). Merkez Kitapçılık ve Yayıncılık. Vol. 1. ISBN:978-605-4069-01-9.
  • كمال ياماك. Ülkücü Komanda Kampları (بالتركية). Kaynak Yayınları.

روابط خارجية

[عدل]
  • دوغان أوز: تقرير كاونتر غوريلا I, II (تم إغتيال دوغان أوز في 24 مارس 1978)

المراجع

[عدل]
  1. ^ "DFAS Logo/Seal". Defense Finance and Accounting Service. 16 أكتوبر 2008. مؤرشف من الأصل في 2010-08-20. اطلع عليه بتاريخ 2008-10-16.
  2. ^ ا ب ""Kontrgerilla", "Gladio", "Derin Devlet" gibi kavramlar hakkında" (Press release) (بالتركية). القوات المسلحة التركية. 16 Jan 2006. BA-01/06. Archived from the original on 2008-03-08.
  3. ^ Directorate General of Press and Information (3 Dec 1990). "Ayın Tarihi" (Press release) (بالتركية). Office of the Prime Minister. Archived from the original on 2008-12-05. Retrieved 2008-10-21. ...Doğan Beyazıt, Özel Harp Dairesi'nin kontrgerilla olmadığını vurgulayarak, Özel Harp'in, düşman işgali altında kalan bölgede 'gerilla, yeraltı ve kurtarma-kaçırma' çalışmaları olduğunu söyledi.
  4. ^ ا ب Lucy Komisar, Turkey's terrorists: a CIA legacy lives on, ذا بروغريسف, April 1997.
  5. ^ Aytaç, Önder; Uslu, Emre (25 Aug 2008). "Soner Yalçın'dan 'Ergenekon'u anlamsızlaştırma kılavuzu'". تراف (بالتركية). Archived from the original on 2008-09-12. Retrieved 2008-12-11. Evet, Gladio yapılanması Sovyetler Birliği yıkılıncaya kadar etkinliğini korudu. Ancak tehdit ortadan kalkınca yapı da merkezden, yanı Amerika'dan dağıtıldı. Avrupa ülkelerinde Sovyet tehdidinin kalkmasıyla birlikte, yönetimdeki askerlerin ağırlığı ortadan kalmaya başlayıp sivillerin hâkimiyeti güçlenince, bu yapı da re-organize edildi. Bizde ise aynı dönemde, hem sivil asker dengesinde bir değişme olmadığından, hem de terörün ülke güvenliğini yoğun bir şekilde tehdit etmesi hâlâ söz konusu olduğundan, bu yapı ortaya çıkarılamadı ve yapı yerelleştirilerek dönüşüme tabi tutuldu.
  6. ^ "TÜRKEI: Wie Olivenöl und Wasser". Der Spiegel (بالألمانية) (29). 16 Jul 2007. Archived from the original on 2023-01-17. Retrieved 2017-01-08.
  7. ^ Insel, Ahmet (7 Dec 2008). "Özel Harp Dairesi'nden Jitem'e". Radikal 2. Radikal (بالتركية). Archived from the original on 2021-01-28. Retrieved 2008-12-27. 1990'larda Özel Harp Dairesi ve kontgerilla tartışmalarının 27 kez TBMM gündemine geldiğini tespit eden Kılıç, hiçbirinde Meclis araştırması kararının çıkmamış olmasına işaret ediyor.
  8. ^ Uğur, Fatih (26 Feb 2007). "Kontrgerilla mı Ergenekon mu, Çeteler mi?". Aksiyon (بالتركية). Feza Gazetecilik A.Ş. 638. Archived from the original on 2008-04-24. Retrieved 2009-01-03.
  9. ^ Ro'i, Yaacov (1974). From Encroachment to Involvement: A Documentary Study of Soviet Policy in the Middle East, 1945-1973. Transaction Publishers. ص. 34–37. ISBN:978-0-470-73150-5. مؤرشف من الأصل في 2023-01-17. اطلع عليه بتاريخ 2008-12-23.
  10. ^ Merrill، Dennis (2006). "The Truman Doctrine: Containing Communism and Modernity". Presidential Studies Quarterly. ج. 36 ع. 1: 27–37. DOI:10.1111/j.1741-5705.2006.00284.x.
  11. ^ Karpat، Kemal H (2004). Studies on Turkish Politics and Society. Netherlands: Brill. ص. 39. ISBN:978-90-04-13322-8. مؤرشف من الأصل في 2022-07-10.
  12. ^ Basri, Aysu (16 Feb 2008). "Özel Harp Dairesi". Magazin. Kıbrıs Gazetesi (بالتركية). Archived from the original on 2009-08-10. Retrieved 2008-12-22. 5 Ekim 1947'de Genel Kurmay Başkanı Orgeneral Salih Omurtak başkanlığındaki heyet de Amerika'ya gitti. Bu bir ilkti.
    Bu ziyaretten sonra çok önemli bir uygulama başladı; Türk subaylarının Amerika'ya gönderilip, komünistlere karşı gerilla eğitimi alması...
  13. ^ Directorate General of Press and Information (5 أكتوبر 1947). "Ekim 1947". Ayın Tarihi. Office of the Prime Minister. مؤرشف من الأصل في 2008-12-05. اطلع عليه بتاريخ 2008-12-22. Genel Kurmay Başkanı Orgeneral Salih Omurtak'm Başkanlığında Korgeneral Zekî Doğan, Tuğgeneral Saim Önban, Tümgeneral Fevzi Uçaner, Tümamiral Necati Özdeniz. Tuğgeneral Rüştü Erdel-zin, Albay Hüseyin Ataman. Albay Tevfik Samurkaş, Albay Seyfi Turagay, Yarbay Seyfi Kurtbek, Binbaşı Tacettin Berin, Binbaşı Emin Dırvana. Binbaşı Cahit Tokgöz'den müteşekkil olan Türk Genel Kurmay Heyeti bugün saat 9.50 de özel bir uçakla Amerika'ya hareket etmiştir.
  14. ^ Simpson، Christopher (1994). Science of Coercion: Communication Research and Psychological Warfare, 1945-1960. New York: دار نشر جامعة أكسفورد. ص. 39–45. ISBN:978-0-19-510292-5. مؤرشف من الأصل في 2023-01-17.
  15. ^ "Greece and Turkey accede to NATO - 18 February 1952". NATO Media Library. 22 سبتمبر 2007. مؤرشف من الأصل في 2023-02-23. اطلع عليه بتاريخ 2008-10-17.
  16. ^ Leiser، Gary (نوفمبر 1987) [January 1986]. "HQ TUSLOG, a brief history". Office of History, TUSLOG HQ, القوات الجوية للولايات المتحدة في أوروبا. مؤرشف من الأصل في 2023-01-17.
  17. ^ ا ب ج Fernandes, Desmond؛ Ozden, Iskender (Spring 2001). "United States and NATO Inspired 'Psychological Warefare Operations' Against The 'Kurdish Communist Threat' in Turkey" (PDF). Variant. ج. 12. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2023-01-17.
  18. ^ Robey, Richard؛ Vordermark, Jeffrey (Winter 2003–2004). "Security assistance mission in the Republic of Turkey". Defense Institute of Security Assistance Management Journal. ج. 26 ع. 2. مؤرشف من الأصل في 2023-01-17. اطلع عليه بتاريخ 2008-09-20. (original PDF نسخة محفوظة December 22, 2016, على موقع واي باك مشين.. 3.1MB)
  19. ^ ا ب Esendemir, Kutlu (18 Jul 2003). "Türkiye'de gizli bir Amerikan karargahı: ODC". Yeni Harman (بالتركية). Archived from the original on 2011-07-14.
  20. ^ Defunct ODC Turkey Web site (2002)
  21. ^ ا ب "'Gladyo'dan Ergenekon'a yolculuk". Politika. Radikal (بالتركية). 12 Aug 2008. Archived from the original on 2021-03-23. Retrieved 2008-09-22.
  22. ^ ا ب ج د Mercan, Faruk (9 Jan 2006). "İlk Özel Harpçi Orgeneral". Aksiyon (بالتركية). Feza Gazetecilik A.Ş. 579. Archived from the original on 2007-06-08. Retrieved 2008-10-15.
  23. ^ ا ب "The name of the war against the people: the contra-guerrilla". Ozgur Politika. 11 فبراير 1997. مؤرشف من الأصل في 1998-02-14. They are trained by the USA, but not because the USA wants to be of help. In the training camps and schools, the CIA contacts them and tries to enlist them as CIA agents.
  24. ^ Yilmaz, Turan (10 Nov 2008). "Özel Harpçi Kürt Laz, Çerkez vardı". حريت (صحيفة) (بالتركية). Archived from the original on 2023-01-17. Retrieved 2008-11-10. Türkiye açısından işgale en açık bölgeler Doğu ve Güneydoğu olduğu için en çok da oralardan insanlar var.
  25. ^ ا ب "Susurluk'ta bütün yollar, devlete uğrayarak CIA'ya çıkar". Kurtuluş Yolu (بالتركية). 4 (39). 19 Sep 2008. Archived from the original on 2009-05-19. Retrieved 2008-11-04.
  26. ^ "Gladyo-Ergenekon yol kardeşliği". Türkiye. Radikal (بالتركية). 13 Aug 2008. Archived from the original on 2020-06-29. Retrieved 2008-10-15.
  27. ^ Turhan, Talat (11 Oct 1976). "12 Mart Hukuku'nun Ardındaki ABD mi?". Politika Gazetesi (بالتركية). Archived from the original on 2012-02-11. Retrieved 2008-11-04.
  28. ^ ا ب Doğan, İbrahim (12 May 2008). "Türkeş TMT'yi benden öğrendi, boynuma sarıldı". Aksiyon (بالتركية). 701. Archived from the original on 2008-06-16. Retrieved 2008-09-22.
  29. ^ ا ب Çelik، Serdar (فبراير–مارس 1994). "Turkey's Killing Machine: The Contra-Guerrilla Force". Kurdistan Report. ج. 17. مؤرشف من الأصل في 2023-01-17. اطلع عليه بتاريخ 2008-09-20. quoting نسخة محفوظة 2011-05-12 على موقع واي باك مشين. بولنت أجاويد from "a newspaper interview". ملليت (بالتركية). 28 Nov 1990. Özel Harp Dairesinin nerede bulunduğunu sordum 'Amerikan Askerî Yardım Heyetiyle aynı binada' yanıtını aldım.
  30. ^ Picture of the JUSMMAT building, some newspaper headlines, and other information: Fethullahçı Gladyo على يوتيوب باللغة التركية
  31. ^ İnsel, Ahmet. "Rutininde İç Düşman Olan Devlet," Birikim, March 2000, Vol. 131, cited in pp.56-58 of the Human Rights Foundation of Turkey's 1998 Report نسخة محفوظة October 3, 2008, على موقع واي باك مشين.
  32. ^ Gezer، Şenol (17 أبريل 2006). "Oral Çelik: 'Ülkücüleri Naziler eğitti'". Bugün. مؤرشف من الأصل في 2006-04-17.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: مسار غير صالح (link)
  33. ^ Herman, Edward؛ Brodhead, Frank (مايو 1986). The Rise and Fall of the Bulgarian Connection. New York: Sheridan Square. ص. 63. ISBN:978-0-940380-06-6. مؤرشف من الأصل في 2023-01-17.
  34. ^ Akbas, Tutkun (15 Jan 2008). "Türkeş'i CIA kurtardı". Sabah (بالتركية). Archived from the original on 2011-05-22. Retrieved 2008-12-29.) See also . على يوتيوب
  35. ^ Harun, Abdullah (27 Jul 2008). "Kontrgerilla, Ergenekon mu?". Kontrgerilla.com (بالتركية). Archived from the original on 2023-01-17. Retrieved 2012-12-07. Kontrgerilla, Ergenekon mu? Ya da, Ergenekon davasında kontrgerilla mı yargılanıyor?
  36. ^ Harun, Abdullah (13 Aug 2001). "Özel Harp Dairesi (ÖHD) ile ilgili haberler". Kontrgerilla.com (بالتركية). Retrieved 2012-12-07. Özel Harp Dairesi (ÖHD) ve Türkiye'deki terörle bağlantısına dair haberler
  37. ^ Acan، Necdet (3 يناير 2006). "NATO Gladio istedi reddettik". حريت (صحيفة). مؤرشف من الأصل في 2023-01-17. اطلع عليه بتاريخ 2008-08-15.
  38. ^ ا ب Dilipak, Abrurrahman (13 Oct 2008). "Washington'dan Ankara'ya yol gider!". Vakit (بالتركية). Archived from the original on 2009-08-10. Retrieved 2008-10-13.
  39. ^ Ender Okusluk; Kursad Ciftci (8 Apr 2001). "Bitlis'in ölümü kaza". Gündem. يني شفق (بالتركية). Archived from the original on 2009-08-10. Retrieved 2008-10-13. Özel Kuvvet Komutanlığı'nı görevlendirdim. Birliğin daha önce Özel Harp olan ismini değiştirdim.
  40. ^ ا ب "Terörle mücadeleye özel kuvvet". Radikal (بالتركية). 8 Aug 2006. Archived from the original on 2006-08-27. Retrieved 2008-09-22. For a quote in English see Uslu، Emrullah (10 يوليو 2008). "Tackling the PKK: New Directions for Turkey's Special Forces". Terrorism Monitor. Jamestown Foundation. ج. VI ع. 14: 9–11. مؤرشف من الأصل في 2023-01-17.
  41. ^ "Özel Harp'teki siviller: Beyaz Kuvvetler". Sabah (بالتركية). 11 Oct 2007. Archived from the original on 2023-01-17. Retrieved 2008-11-12. Özel Harp Dairesi askerlerinin Bordo Bereliler olarak anılmasından hareketle onlar da Beyaz Kuvvetler diye anıldılar.
  42. ^ Kurtay, Serpil (20 Mar 2002). "Maşalar kötü de paşalar temiz mi? -2". Dosya. Evrensel (بالتركية). Archived from the original on 2009-08-11. Retrieved 2009-01-02.
  43. ^ Erbektaş, Barış (8 Nov 1997). "Kontrgerilla soruşturmasını Doğan Güreş engelledi". Politika. Evrensel (بالتركية). Archived from the original on 2004-09-28. Retrieved 2009-01-02.
  44. ^ Kilic, Ecevit (11 Oct 2007). "Çatlı ve Ağca Özel Harp Dairesi'ne bağlı çalıştı". Sabah (بالتركية). Archived from the original on 2023-01-17. Retrieved 2008-11-16. Özel Harp Dairesi'nin 1994'te isim değiştirip Özel Kuvvetler Komutanlığı adını aldığını belirten Metin Kaplan, bu dönemde kurum içinde milli bilincin güçlendiğini söylüyor. Kaplan, 'Bu değişimle birlikte Amerika ve CIA ile bağlar iyice zayıfladı, belki de koptu' diyor.
  45. ^ Ambassador James W. Spain (29 مارس 1980). "32 U.S.T. 3323; 1980 U.S.T. LEXIS 39, U.S. Treaties on LEXIS (TURKEY: Cooperation on Defense and Economy)" (PDF) (ط. Implementing Agreement on United States Organizations and Activities Outside the Installations, Annex Number 5 to Supplementary Agreement Number 3 on Installations). Ankara: U.S. Embassy, Turkey. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2008-12-17. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  46. ^ "Major General Eric J. Rosborg". Biographies. USAF. مؤرشف من الأصل في 2008-07-09. اطلع عليه بتاريخ 2008-10-13.
  47. ^ Bartley، Michael (23 يوليو 2007). "7 Years on Turkish Soil: between 1978 and 1997". merhabaturkey.com. مؤرشف من الأصل في 2023-01-17. اطلع عليه بتاريخ 2008-10-15. Since the beginning of the military mission in the late 1940s, every Chief, JUSMMAT had been a US Army Major General. The reason…in the Turkish Armed Forces, the Turkish Army was by far the most senior and most populated service. Also, the Chief of the Turkish General Staff was always a Turkish Army 4-star general. It was thus felt that the US needed a US Army general officer to liaise with the Chief, TGS. Nonetheless, in 1993, the US Army decided not to nominate an Army general as Chief, ODC-T, and the Air Force eagerly picked up the billet.
    For many years, senior Air Force leaders resented the fact that a US Army General was always Chief, despite the fact that almost all US military personnel in Turkey were القوات الجوية الأمريكية, and almost all the installations were US Air Force as well.
  48. ^ Berkan, Ismet (6 Sep 2005). "6-7 Eylül'ün anlamı". Radikal (بالتركية). Archived from the original on 2009-01-30. Retrieved 2008-12-09. Hem azınlık dükkânlarını yağmalatırlar hem de 'Bu işi komünistler yaptı' diyerek bir taşla iki kuş vurmaya kalkışırlar.
  49. ^ Sertoğlu, Sedat (18 Feb 2008). "Amerikan gizli belgelerindeki muhtıra-1". Akşam (بالتركية). Archived from the original on 2016-02-16. Retrieved 2008-12-28.
  50. ^ "441. Intelligence Information Cable (Meeting of Command Council of the Armed Forces)" (PDF). Foreign Relations, 1969-1976. وزارة الخارجية (الولايات المتحدة). ج. XXIX: 1083. 10 مارس 1970. TDCS 314/02595–71. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2023-01-17. (originally from the National Archives, Nixon Presidential Materials, NSC Files, Box 632, Country Files—Middle East, Turkey, Vol. II, 1 Jan 1970-31 Dec 1971.)
  51. ^ Özgentürk, Nebil (9 Mar 1997). "Sakalı yoktu dinletemedi". Sabah (بالتركية). Archived from the original on 2023-01-17. Retrieved 2008-12-28.
  52. ^ Korkmaz, Tamer (27 Jul 2008). "Kim, kimin nesi oluyor?". يني شفق (بالتركية). Archived from the original on 2023-01-17. Retrieved 2008-12-28. İlhan Selçuk'un içinde yer aldığı 9 Mart Cuntası ile 12 Mart darbesini yapanların 'Gizli İktidar'ın sol ve sağ eli olduklarını...
  53. ^ Korkmaz، Tamer (22 فبراير 2008). "CIA, nasıl oluyor da bu kadar detaylı biliyordu?". يني شفق. مؤرشف من الأصل في 2023-01-17. اطلع عليه بتاريخ 2008-12-28.
  54. ^ Berktay, Halil (1 Oct 2008). "12 Eylül: Yakın tarihin en ağır yıkımı". تراف (بالتركية). Archived from the original on 2008-10-08. Retrieved 2009-01-01.
  55. ^ Akbas, Tutkun (15 Jan 2008). "Türkeş'i CIA kurtardı". Sabah (بالتركية). Archived from the original on 2011-05-22. Retrieved 2008-12-29.
  56. ^ Kilic, Ecevit (21 Sep 2008). "Kore kahramanları Ziverbey işkencelerinde". Sabah (بالتركية). Archived from the original on 2023-01-17. Retrieved 2008-12-25.
  57. ^ Kamp، Kristina (1 فبراير 2008). "Gladio, Turkish Counter-Guerrilla and Ergenekon, a devilish trio". Today's Zaman. مؤرشف من الأصل في 2009-08-10. اطلع عليه بتاريخ 2008-10-22. They blindfolded me and bound my arms and feet. Then they told me that I was 'in the hands of the Counter-Guerrilla unit operating under the high command of the army outside the Constitution and the law.' They told me that they 'considered me their prisoner of war' and that I was 'sentenced to death'
  58. ^ Ganser، Daniele (Winter–Spring 2005). "Terrorism in Western Europe: An Approach to NATO's Secret Stay-Behind Armies" (PDF). Whitehead Journal of Diplomacy and International Relations. ج. VI ع. 1: 74. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2008-12-17.
  59. ^ İlhan Selçuk, Ziverbey Köşkü (quoted in Mercan, 2006). His interrogators reputedly said: "İlhan Selçuk, Genelkurmay Başkanlığına bağlı kontrgerilla örgütünün karşısında bulunuyorsun. Sen bizim tutsağımızsın. Burada anayasa babayasa yoktur. Örgüt seni ölüme mahkum etmiştir. Sana istediğimizi yapmaya yetkiliyiz. Buraya getirilmen örgüt kararıyladır. Seni Marksist, Leninist, Komünist biliyoruz. Eğer konuşur ve böyle olduğunu itiraf edersen hakkında hayırlı olur."
  60. ^ Usul, Safile (8 Sep 2008). "Veli Küçük bana işkence yaptı". GÜNCEL. Gazeteport (بالتركية). Archived from the original on 2008-12-31. Retrieved 2008-12-05.
  61. ^ "Veli Küçük: Benim bölgemde faili meçhul olmaz". حريت (صحيفة) (بالتركية). وكالة الأناضول. 15 Dec 2008. Archived from the original on 2023-01-17. Retrieved 2008-12-15. Sene 1972. Ben Şırnak Jandarma Komutanı'yım. O zaman Şırnak'ta yol yok, elektrik yok, su yok, radyo dahi yok ve ben Ziverbey'e gelip sorguya katılıyorum. Yazar İlhan Selçuk benim suç ortağım. O da oradaydı. Onu da mı ben sorguladım?
  62. ^ "Necati, Yılmaz Güney'in MİT'teki köstebeğiydi". Sabah (بالتركية). 20 Jul 2007. Archived from the original on 2009-08-10. Retrieved 2008-12-18.
  63. ^ Mercan, Faruk (9 Jan 2006). "İlk Özel Harpçi Orgeneral". Aksiyon (بالتركية). 579. Archived from the original on 2007-06-08. Retrieved 2008-09-21. Ziverbey Köşkü, Özel Harp Dairesi'nin yeri değildi ve sorgucular daire mensubu değildi. Biz Kontrgerillayız demeleri, kendilerine bir maske olarak kullandıkları bilinçsiz ifadeler.
  64. ^ Özcan, Emine (30 Mar 2006). "Kızıldere Katliamı Dosyasını Açın". Bianet (بالتركية). Archived from the original on 2009-08-10. Retrieved 2008-07-07.
  65. ^ Acan, Necdet (2 Jan 2006). "CHP'li Özel Harpçiler". حريت (صحيفة) (بالتركية). Archived from the original on 2021-03-14. Retrieved 2008-08-15.
  66. ^ Kılıç, Ecevit (11 Oct 2007). "Çatlı ve Ağca Özel Harp Dairesi'ne bağlı çalıştı". Sabah (بالتركية). Archived from the original on 2023-01-17. Retrieved 2008-11-16.
  67. ^ Atar, Ersan; Sik, Barsin (23 May 2000). "Eymur'un acik adresi elcilikte". ملليت (بالتركية). Archived from the original on 2022-10-07. Retrieved 2008-12-12.
  68. ^ ا ب Altintas، E Baris (4 يناير 2009). "A beginner's guide to Ergenekon, trial of the century". Today's Zaman. مؤرشف من الأصل في 2009-08-10. اطلع عليه بتاريخ 2009-01-03.
  69. ^ ا ب Ganser, Daniele. NATO's Secret Armies. Operation Gladio and Terrorism in Western Europe, Franck Cass, London, 2005, p.237
  70. ^ "16 Mart katliamı davası düştü". Türkiye. Radikal. وكالة الأناضول. 15 ديسمبر 2008. مؤرشف من الأصل في 2016-05-31. اطلع عليه بتاريخ 2008-12-15.
  71. ^ Alci, Nagehan (15 Dec 2008). "Asıl gladio 16 Mart'ta Ergenekon'da değil". Akşam (بالتركية). Archived from the original on 2008-12-02. Retrieved 2008-12-15.
  72. ^ Komisar، Lucy (6 أبريل 1997). "The Last Cold Warriors". Albion Monitor. مؤرشف من الأصل في 2005-11-11. اطلع عليه بتاريخ 2008-12-22.