جزء من سلسلة مقالات حول |
علم النفس |
---|
بوابة علم النفس |
في علم النفس، الكفاءة الذاتية (أو النجاعة الذاتية)، هي إيمان الفرد بقدرته على التصرف بالطرق الضرورية للوصول إلى أهداف محددة.[1] اقترح هذا المفهوم في الأصل من قِبَل عالم النفس ألبرت باندورا.[2]
تؤثر الكفاءة الذاتية على كل مجالات النشاط البشري. من خلال تحديد المعتقدات التي يحملها الشخص فيما يتعلق بقدرته على التأثير في المواقف، تؤثر الكفاءة الذاتية بقوة على المهارات التي يتمتع بها الشخص فعليًا لمواجهة التحديات بكفاءة والخيارات التي من المرجح أن يتخذها الشخص. يكون هذا التأثير واضحًا ومقنعًا بشكل خاص في مجالات مثل الصحة،[3] والتعليم،[4]، والزراعة،[5] حيث تلعب سلوكيات الاستثمار دورًا محوريًا.
إن الشعور القوي بالكفاءة الذاتية يعزز الإنجاز البشري والرفاهية الشخصية. ينظر الشخص ذو الكفاءة الذاتية العالية إلى التحديات على أنها أشياء من المفترض أن يتقنها وليس تهديدات يجب تجنبها. هؤلاء الأشخاص قادرون على التعافي من الفشل بشكل أسرع ويعزون الفشل إلى قلة الجهد. وهم يتعاملون مع المواقف التهديدية معتقدين أنهم قادرون على السيطرة عليها. ترتبط هذه السمات بانخفاض مستويات التوتر وانخفاض التعرض للاكتئاب.[6]
في المقابل، فإن الأشخاص الذين لديهم إحساس منخفض بالكفاءة الذاتية ينظرون إلى المهام الصعبة على أنها تهديدات شخصية ويخجلون منها. وتقودهم المهام الصعبة إلى النظر إلى المهارات التي يفتقرون إليها بدلاً من المهارات التي يمتلكونها. ومن السهل عليهم أن يفقدوا الثقة في قدراتهم بعد الفشل. يمكن ربط انخفاض الكفاءة الذاتية بمستويات أعلى من التوتر والاكتئاب.[6]
عرف عالم النفس ألبرت باندورا النجاعة الذاتية بأنها مدى إيمان الشخص بقدرته على النجاح في مواقف معينة أو إنجاز مهمة ما. وبالتالي حس الشخص بنجاعته الذاتية يلعب دور رئيسي في كيفية إنجاز الأهداف، المهام، والتحديات. النظرية العقلية الاجتماعية تركز على دور التعلم بالمشاهدة والخبرة الإجمتاعية في كيفية تطور الشخصية. الفكرة الرئيسية لهذه النظرية أن أفعال وردة أفعال الشخص بما يشمل سلوكه الاجتماعي وتفكيره في أغلب المواقف، مرتبط بما شاهده ورآه الشخص في تصرفات الأخرين. بما أن النجاعة الذاتية ناتجه من خبرات خارجية وكيفية تقييم الشخص لنفسه ومدى أهميتها في نتائج عدة أحداث، فهي جانب مهم من النظرية العقلية الاجتماعية. النجاعة الذاتية تمثل كيفية إدراك الشخص لنفسه بناء على عوامل اجتماعية خارجية. طبقا لباندورا، الأشخاص ذو نجاعة ذاتية عالية (أي ينظرون بأنهم قادرون على الإنجاز بنجاح) ينظرون إلى المهام الصعبة بأنها شيء يتعلم بمرور الزمن وينجز وليس شيء ليتجنب.
وفقا لباندورا، فإن الطريقة الأكثر فعالية لبناء الكفاءة الذاتية هي الانخراط في تجارب الإتقان.[6] يمكن تعريف تجارب الإتقان بأنها نجاحات شخصية.[7] خاصة في التغلب على الأهداف الصعبة وسط الشدائد، مما يساهم في تنمية الثقة وتعزيز المثابرة.[6]
مصدر آخر للكفاءة الذاتية هو من خلال التجارب غير المباشرة للنماذج الاجتماعية. إن رؤية شخص ما، تعتبره مشابهًا لنفسك، ينجح في شيء صعب، يمكن أن يحفزك على الاعتقاد بأن لديك المهارات اللازمة لتحقيق هدف مماثل. ومع ذلك، فإن عكس العبارة السابقة صحيح أيضًا. إن رؤية شخص ما يفشل في مهمة ما يمكن أن يؤدي إلى الشك في مهاراته وقدراته الشخصية. فكلما زاد التشابه المفترض، كلما كان نجاح النماذج وإخفاقاتها أكثر إقناعا.[6]
المصدر ثالث للكفاءة الذاتية يكمن في تعزيز الاعتقاد بأن الفرد لديه القدرة على النجاح. الأفراد الذين يقتنعون بشكل إيجابي بأن لديهم القدرة على إكمال مهمة معينة يظهرون جهدًا أكبر وأكثر استدامة لإكمال المهمة. هذه العقلية الإيجابية تقلل من تأثير الشك الذاتي لدى الشخص. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن أولئك الذين يقومون بالتشجيع، يضعون الشخص في موقف من المرجح أن يحقق فيه النجاح. وإذا تم وضعهم في موقف سابق لأوانه دون أي أمل في أي نجاح، فقد يؤدي ذلك إلى تقويض الكفاءة الذاتية.[6]
يمكن أن تؤثر الحالة العاطفية والفسيولوجية للشخص أيضًا على اعتقاد الفرد بشأن قدرته على الأداء في موقف معين. عند الحكم على قدراتهم الخاصة، غالبًا ما يأخذ الأشخاص المعلومات من أجسادهم، وتؤثر كيفية تفسيرهم لهذه المعلومات على كفاءتهم الذاتية. على سبيل المثال، في الأنشطة التي تتطلب القوة البدنية، قد يعتبر الشخص التعب أو الألم مؤشرًا على عدم القدرة أو الجهد.