وضعية فيليدور هي نهاية لعب مشهورة لقلعة وبيدق ضد قلعة يتم فيها إيضاح طريقة حصول على التعادل في تلك الوضعية، وتعرف كذلك بدفاع الصف الثالث، بسبب أهمية وجود القلعة في الصف الثالث والتي تمنع تقدم الملك، تمت دراسة هذه الوضعية بواسطة فرانسوا فيليدور سنة 1777، العديد من نهايات اللعب قلعة وبيدق ضد قلعة تتحول إما لوضعية فيليدور أو وضعية لوسينا، إن تم اللعب بدقة يحاول اللاعب المدافع الوصول إلى وضعية فيليدور في حين أن الجانب الآخر يحاول الوصول لوضعية لوسينا الفائزة، جيسس دي لا فيلا «وضعية فيليدور هي ربما الوضعية الأكثر أهمية في دراسة نهايات الشطرنج».[1]
الشكل المقابل يظهر وضعية فيليدور، وأهم خصائص هذه الوضعية (من وجهة نظر المدافع) هي:
يرغب الأسود في وضع ملكه في المربع e3 والتهديد بتنفيذ كش مات لإجبار ملك الخصم على الابتعاد عن مربع الترقية في e1، غير أن قلعة الأبيض في الصف الثالث تمنع ذلك، وإن قام الأسود بكش بالقلعة في h1 فما على الأبيض سوى تجنبه بالصعود إلى e2 وإبقاء ملكه أمام البيدق فإن أعاد الأسود الكش يعيد النزول إلى e1 وهكذا، فإن عرض الأسود تبديل القلاع فعلى الأبيض قبول ذلك لأن نهاية اللعب الناتجة ملك وبيدق ضد ملك هي تعادل لأن الأبيض يسيطر على المربعات المفتاحية.
الفرصة الوحيدة أمام الأسود الآن للفوز هي تحريك البيدق إلى e3، في هذه الحالة على المدافع القيام بكش للملك الأسود من الخلف (الصف الثامن) وهذه استمرارية ممكنة:
في حالة 1...e3 وتحريك البيدق مباشرة حينها 2. Ra8 تعادل مضمون لأن الملك الأسود لا يستطيع تجنب الكش دون فقدان البيدق في e3، بحيث إن حاول التقدم للصف الثامن نحو للقلعة فما على الأبيض سوى مهاجمة البيدق بالقلعة وأخذه فإن حرسه بالقلعة فما عليه سوى تقديم الملك نحوه وأخذه بعد تبادل القلاع، فإن عاد الملك الأسود لحمايته عادت القلعة لتنفيذ الكش.
لا يوجد الكثير للأسود كي يفعله فإن بقي يتحرك بين المربعات (Ra2-Rb2-Ra2) فكذلك يفعل الأبيض (Rc3-Rh3-Rc3)، وبعد e3 فإن الأسود ينوي تحريك ملك إلى f3 والتهديد وبكش مات حينها النقلة:
تمنع ذلك ولا يمكن للملك الاحتماء أسفل بيدقه، لكن يجب الانتباه أن 4.Rb4+ خطأ فادح يسمح للأسود بتحريك ملكه إلى f3 والظفر بالتومبو اللازم للتهديد بالكش وإبعاد الملك عن مربع الترقية وتقديم بيدقه وترقيته.
لا يمكن للأسود تجنب الكش من دون التخلي عن بيدقه.
الأسود مجبور على لعب Kd4 أو Kf4 للإبقاء على بيدقه وهو بذلك لا يقوم بأي يتقدم ونتنهي المباراة بالتعادل، وعلى قلعة المدافع أن تكون في الصف السابع أو الثامن لاستخدام هذا الدفاع.
يمكن استخدام دفاع فيليدور كذلك ضد البيادق الأقل تقدما (شكل2) حيث يمكن لقلعة المدافع حراسة الصف الرابع بدل الصف الثالث وعلى الملك المدافع أن يكون على الأقل في الصف الثاني وحين يتقدم البيدق للصف الذي تحرسه القلعة، على القلعة التحرك إلى الصف الثامن والقيام بكش من هناك خلف ملك الخصم (بافتراض أن قلعة الخصم لا توجد هناك).[2][3]
اعتقد فيليدور أن الطريقة الوحيدة للتعادل هي إبقاء القلعة المدافعة في الصف الثالث حتى يتحرك البيدق إلى ذلك الصف وبعدها تتم مهاجمة القلعة من الخلف، في 1897 أظهر ماكس كارستيد (1868–1945) أن ذلك القول ليس صحيحا بالكامل وقام جوهان بيرغر (1845–1933) بدراسة الأمر بالتفصيل، حيث توجد طرق أخرى للتعادل لكنها أكثر تعقيدا.[4]
درس فيليدور العديد من نهايات اللعب، ومن إحدى النهايات التي درسها في 1777 وتسمى كذلك وضعية فيليدور وتتعلق بملكة ضد قلعة (أنظر الشكل المقابل
إن كانت النقلة للأسود في هذه الوضعية فإنه يخسر وضعيته سريعا بواسطة شوكة من الملكة (أو تتم إماتته) كمثـال:
أما إن كانت النقلة للأبيض في الوضعية المقابلة، فإنه يرغب في أن يكون بها وتكون النقلة للأسود ويمكن أن يتم ذلكبواسطة التثليث:
والآن النقلة للأسود وهو في نفس الوضعية السابقة (وضعية زوغزوان) [5][6]، قال جون نان أنه بوجود القطع في مركز الرقعة على الملكة جر القلعة نحو وضعية فيليدور وذكر مختلف المراحل اللوصول إلى ذلك وهي دفاعات الصف الرابع والثالث والثاني، وأنه سهل في العادة إجبار القلعة السوداء نحو وضعية فيليدور وأخذها بعد نقلات عديدة إن كانت الحركة لها.[7]