الآلامان او الآليمان (بالإنجليزي: Alamanni)[1] هو الشعب اللى اتكون من اتحاد مجموعه من القبايل الجرمانيه فى منطقت الراين العليا اللى هى دلوقتى تبقى فى جنوب غرب المانيا. اسم الآلامان ظهر لأول مره فى التاريخ فى وثيقه رومانيه قديمه من سنت 213 ميلادى بتسجل ان الآلامان احتلوا المنطقه المعروفه تاريخى باسم اجرى ديكوماتس (بالإنجليزي: Agri Decumates) و هى المنطقه اللى بين انهار الراين و الماين و الدانوب. الآلامان كمان منطقت الالزاس و شمال سويسرا فى سنت 260 و عاشوا هناك اكتر من 200 سنه , و ده كان السبب فى انتشار اللغه الالمانيه فى المنطقه دى , و كان السبب برضو فى توحيد اللهجات الالمانيه المختلفه عشان تكوّن اللغه الالمانيه العليا القديمه (بالالماني: altes Hochdeutsch). لكن الآلامان مافضلوش دوله مستقله طول تاريخهم , علشان القبايل الفرانكيه بقيادت كلوفيس هزمت الآلامان سنت 496 و استولت على اراضيهم , و رغم ده فضلت كلمت "آلامان" بتستخدم بصيغ مختلفه للإشاره للشعب الجرمانى اللى عايش جوا اقليم الدوله الفرانكيه . كلمت "آلامان" كملت فى عدد من لغات العالم - زى الفرنساوى و الاسبانى و العربي- و بتسخدم لغايت انهارده للإشاره للشعب الالماني.
ادوارد جيبون نقل عن المؤرخ البيزنطى اجاثياس (القرن الساتت الميلادي) ان كلمة "آلامان" بالالمانى القديم معناها حرفى "كل الشعوب" فى اشاره علشان الآلامان هما شعب نتج من توحيد عدد من القبايل الجرمانيه المختلفه.[2] و حسب ولفريد سترابو الراهب فى كنيسة سانت جال فى القرن التاسع الميلادى , كلمة "آلامان" كانت دايم بتسخدم لوصف الشعب اللى عاش فى جبال سويسرا و الغابه السودا فى جنوب المانيا , بس الشعب ده بينه و بين نفسو كانو بيسموا نفسهم سيوبى Suebi [3](بالالمانى بتاع دلوقتى "شفابن" Schwaben) و هو الاسم اللى لسه بيستخدم لغايت انهارده بعض سكان الاقاليم الجنوبيه فى المانيا.
اول مره اتذكرت فيها كلمت "آلامان" كانت فى كتابات القنصل و المؤرخ كاسيوس ديو فى وصفه لحملت الامبراطور الرومانى كاراكالا على قبايل وسط اوروبا سنت 213 ميلادى .[4] الآلامان وقتها كانو عايشين فى حوض نهر الماين , و كتابات كاسيوس بتوصفهم كشعب مسالم الرومان ضحكوا عليهم , و بدل ما يساعدوهم احتلوا بلادهم و غيروا اسامى الاماكن و معالمها و اعدموا المحاربين بتوعهم , و ده كان سبب غضب شعبى عند الآلامان اللى اتوحدوا للانتقام من الجيش الرومانى فى حرب عصابات طويله سببت ازعاج كبير للرومان , و حجزت للآلامان مكان مستديم على لستت اعداء روما التاريخيين .[5] العلاقه العدائيه مع روما كانت سبب فى ان المؤرخين الرومان بيسمّوا الآلامان barbari يعنى الهمج او البربريين , لكن الكشوف الاثريه بتوضح ان الآلامان ماكانوش همج و لا حاجه , و كانو شعب زى اغلب الشعوب اللى خضعت للامبراطوريه , بيعيشوا فى بيوت الديزاين بتاعها رومانى و بيلبسوا لبس على الستايل الرومانى , خصوصاً فى الستات اللى كانو بيفضلوا لبس التونيك tunic الرومانى عن الموضات المحليه. كلمت "آلامان" كمان جت فى كتابات اميانوس مرسلينوس لوصف الشعوب الجرمانيه اللى كانت عايشه فى ولايت جرمانيا العليا ضمن الامبراطوريه قرب خط الدفاع الحصين المعروف بإسم ليميس جرمانيكوس Limes Germanicus فى وقت تراجان . البقايا الاثريه لخط دفاع ليميس جرمانيكوس موجوده إنهارده فى مكان ولايت جرمانيا السفلى (هولندا و بلجيكا و شمال غرب المانيا دلوقتي) و ده بيرجح ان الرومان نجحوا بدرجه كبيره فى زق القبايل الجرمانيه فى اتجاه الشمال , لكن فى القرن التالت الميلادى الآلامان بدأوا الغزو الجرمانى للامبراطوريه الرومانيه و نجحوا فى عبور الماين و دخلوا الغابه السودا و وصلو عند الـليميس جرمانيكوس اللى كان مهجور وقتها و سكنوا فى نفس الحصون اللى تراجان بناها لمنعهم من دخول الامبراطوريه.[6]
اكتر حاجه ميزت تاريخ الآلامان كانت صراعهم الطويل مع الرومان خلال القرنين التالت و الرابع , الصراع ده ابتدا بالغزو الجرمانى لمنطقت الغال و شمال ايطاليا سنت 268 ميلادى , فى الوقت اللى كان الرومان هجروا كل النقط الحصينه بتاعتهم ع الخطوط الدفاعيه و حركوها فى اتجاه الشرق لمواجهت القوط الشرقيين . الغزو الجرمانى لمنطقت الغال كان مدمر , بعض المصادر القديمه بتتكلم عن جيش الآلامان الموحد و هجماتهم المتوحشه فى وقت الامبراطورين فاليريان و جالينوس بين سنين 253 - 260 ميلادى , المصادر دى بتتكلم عن غزو مدمر لمدن الغال و بتتكلم بشكل تفصيلى عن غزوهم لمدينت كليرمونت و تخريب الهيكل المقدس بتاع الغاليين المعروف بإسم "فاسو جالاتي" Vasso Galatae و قتل اعداد كبيره من المسيحيين هناك .[7] سنت 268 الامبراطور جالينوس قدر يوقف زحف الآلامان على شمال ايطاليا و بعدين راح يكمل حروبه مع القوط الشرقيين لكنه مات و ساب الحكم لخليفته الامبراطور كلاوديوس التانى اللى قدر يهزم القوط فى معركة نايسس فى خريف نفس السنه , و بعد ما خلص من القوط انطلق للشمال عشان المواجهه المتأجله مع الآلامان فى شمال نهر بو , و قدر يهزمهم فى معركة بحيرة بيناكوس فى نوفمبر من نفس السنه , و ده زق الآلامان تانى جوا المانيا و عطّلهم من الهجوم على الامبراطوريه لفتره طويله بعد كده. اشهر معارك الرومان مع الآلامان كانت معركة ارجنتوراتوم (اللى هى ستراسبورج دلوقتي) سنت 357 اللى هزمهم فيها الامبراطور يوليان و اسر الملك بتاعهم.
بس فى سنت 366 الآلامان استغلوا تجمد نهر الراين فى فصل الشتا و عدّوا النهر بأعداد كبيره بهدف غزو الغال , لكن الامبراطور فالنتنيان اتحرك لمواجهتهم و هزمهم مره تانيه . و فى سنت 406 عدّوا نهر الراين مره اخيره و قدروا يحققوا انتصار كاسح اودام انساح تام للجيش الرومانى و استقروا هناك بشكل دايم فى اقيلم الالزاس و سهول و جبال سويسرا .
الحكم الآلامانى استمر من سنت 406 لغايت سنت 496 , و الآلامان حكموا كل المنطقه من اول ستراسبورج فى فرنسا لغايت اوجسبورج فى المانيا , بعدها هجمت عليهم القبايل الفرانكيه بقيادت الملك كلوفيس و هزموهم و احتلوا مملكتهم و عاش الآلامان تحت حكم الملوك الفرانكيين . و بعد معاهدت فردان سنت 843 اللى اتقسم فيها ميراث المملكه الفرانكيه , ارض الآلامان اتحولت لولايه ضمن المملكه الشرقيه تحت حكم الملك لويس الجرمانى , و بكده كانت نواه لتكوين الامبراطوريه الرومانيه المقدسه بعد كده . الاقليم فضل محتفظ بإسمه "آلامانيا" لغايت سنت 1268.[8]
اللهجه الالمانيه المنتشره فى المناطق اللى حكمها الآلامان سابق بيسموها الالمانى الآلامانى Alemannic German و هى ضمن مجموعت اللهجات الالمانيه العليا (بالالماني: Hochdeutsche Dialekte) , و اللهجه الآلامانيه ليها تأثير كبير على اللغه الالمانى اللى الالمان عموم بيتكلموها انهارده , يعنى زى التحول فى الحروف الساكنه بين الالمانى المعاصر و الانجليزى المعاصر (مثلاً: سفينه بالالمانى schiff بالانجليزى ship) اخد الارجح فى آلامانيا فى حدود القرن الخامس الميلادى , قبل كده كان الآلامان بيتكلموا نفس اللهجه اللى بيتكلمها سكان غرب الراين. كلمت "آلاماني" بحلول القرن التامن الميلادى كانت بتستخدم للإشاره للغه الآلامانيه اكتر من الشعب الآلامانى اللى كان وقتها بقى خلاص جزء من الشعب الفرانكى بعد شارل مارتل ما ضم آلامانيا للمملكه الفرانكيه. اللهجات الآلامانيه انهارده بيتكلم بيها عدد كبير جداً من سكان اوروبا , من ضمنهم سكان مقاطعات بادن-فورتمبورج و بافاريا فى المانيا , و مقاطعات فورارلبرج فى النمسا , بالإضافه لسويسرا و مقاطعت الزاس فى فرنسا .
الآلامان سيطروا على اراضى كتير و كان لازم يكون فيه نظام مستقر لحكم الاراضى دى , و رغم ان مفيش مصادر تاريخيه كفايه تحكى عن طبيعت التنظيم السياسى فى آلامانيا , الا ان كتابات الرومان عنهم بتوضح ان ارض الآلامان كانت متقسمه مقاطعات , كل مقاطعه اسمها pagi , و كل اتنين pagi بيعملوا مملكه regna,[9] و الممالك السبعه لارض الآلامان بيحكمها ملك واحد اسمه الملك الاكبر (باللاتيني:reges excelsiores ante alios) . كمان كان فيه تنظيم للمجتمع فى شكل طبقات او رتب شبه الرتب العسكريه , اكبرها هو الملك الاكبر و اقلها هو المحارب (باللاتيني: armati).[10]
الآلامان كانو وثنيين لغايت القرن السادس و بدأوا يتحولوا للمسيحيه فى القرن السابع و بحلول القرن التامن كان اغلب الشعب الآلامان مسيحى . بعض المصادر بترجح ان بعض النخبه من الآلامان اتحولوا للمسيحيه فى نهايت القرن الخامس الميلادى و ده كان سبب مهم لانتشار المسيحيه بالسرعه دي.[11] فى اواسط القرن السادس المؤرخ البيزنطى اجاثياس حكى عن ان الفرانكيين و الآلامان اللى كانو بيحاربوا ضد الامبراطوريه البيزنطيه كانا شبه بعض فى كل حاجه ما عدا الديانه , و اتكلم بالتحديد عن ان الآلامان كانو بيقدسوا الاشجار و الانهار و الجبال و حاجات تانيه من الطبيعه , و انهم بيقدموا قرابين للطبيعه عن طرق دبح الحصنه او المواشى ضمن صلاه طقوسيه معينه . اجاثياس اتكلم برضو عن همجيت الآلامان فى تعاملهم مع الكنايس فى البلاد اللى بيدخلوها , فى مقابل ان الفرانكيين كانو بيحترموا الاديان و مش بيقربوا من الكنايس , و كان بيتمنى ان الآلامان يتعدوا من الفرانكيين و يبقوا متحضرين زيهم , و هو ده اللى حصل بعدها بفتره فعلاً.[12]