الامبرياليه ( l`imperialisme) او الكولونياليه (le colonialisme ) بتتعرف بشكل شايع فى العاده على انه ايديولوجيه او عقيده معينه بفرض نوع من السياده بدرجات مختلفه من دوله على اقاليم بره حدودها الوطنيه .1
التفكير فى الامبرياليه فى اوروبا بعد مرحلة العصور الوسطى
بعد فترة العصور الوسطى اللى مرت بيها اوروبا و بعديها دخلت اوروباعصر النهضه و مرحلة الثوره الصناعيه و اتطورت فلما اوروبا وصلت لمرحله معينه من التحضر و التطور بعد الثوره الصناعيه بدا التفكير فى اوروبا لنقل حضارتها و التطور اللى وصلو ليه لبقية الدول و البلاد اللى ماكانش ليها نفس الفرصه فى التطور على اساس مبدا هام مترسخ فى الوجدان الاوروبى و واثر فى الثقافه الاوروبيه عموما وهوا متاخد عن الكتاب المقدس اساسا و هوا اللى جه فى الكتاب المقدس ( مجانا اخذتم مجانا اعطو ) - انجيل متى ( 10 :8 ) و مش كده ان اوروربا و بالزات بعد التطور اللى حصل فيها كانت امم كتير فى اوروبا حابه انها تنقل فكرها و تطورها الانسانى لكتير من الاقاليم فى العالم لحد بره حدودها زى فرنسا مثلا واللى شافت انها اتطورت فى مجالات كتير وبالزات الثقافه و القانون و لان فرنسا وقتها شافت انها وصلت لدرجات كبيره من التطور فى الفكر الانسانى و القانونى وخصوصا فى مجال الحكم والسياسه زى الديموقراطيه و نظم الحكم و الاداره زى نظرية العقد الاجتماعى اللى عملها جان جاك روسو و غيرها من المبادئ القانونيه المهمه و اللى خدت بيها كتير من الدول بعد كده - وزى ما هوا معروف ان فيه نظامين فى العالم بتاخد بيهم الدول فى مجال القوانين و هما النظام الانجلو امريكى ( اللى بيكون فيه محلفين ) و النظام الرومانى ( و اللى كان و مازال لفرنسا دور مهم ومؤثر فيه ) , و وجود دول او مناطق و اقاليم فى العالم وقتها كانت فى حاجه - على الاقل من وجهة النظر الاوروبيه وقتها -لاعاده بناء لكياناتها او اعادة تاهيلها ايديولوجيا اما لانها دول او امناطق من الاساس ماكانش ليها الفرصه فى التحضر بدرجه كبيره على المستوى الانسانى او لانها مناطق مرت بحضارات كبيره تاريخيا الا انها اتدمرت حضاريا و اتمحت هويتها الاساسيه نتيجة احتلال استيطانى حصل ليها وخليها تبقى بتخضع لادارة نظم حكم اقل كتير فى سلم التطور الانسانى عماكانت هيا اصلا عليه زى ماحصل مع حضارات كتير من الشرق الاوسط زى الحضاره الفرعونيه و الحضاره الفينيقيه و الحضاره الساسانيه .
ايديولوجية الامبرياليه مختلفه عن الاحتلال ,على غير مفهوم الامبرياليه و اللى بيكون اساسا لتطوير المكان فالاحتلال مش شرط يكون مرتبط بمبدا اخلافى او مفهوم ايديولوجى معين انما فى الغلب بيكون عمل عسكرى بحت بهدف سبب معين غالبا بيكون .
ياما مجرد فرض سيطره على مكان معين لتوسيع نفوذ دوله او حاكم او امبراطور زى ماكان بيحصل فى كتير من الامبراطوريات القديمه .
يااما للاستحواذ على اقليم او دوله معينه بسبب اهمية الدوله او الاقليم من الناحيه الاستراتيجيه او او مميوات معينه موجوده فى الدوله او الاقليم زى انها تكون يتتميز بانتاج خام او معدن معين او عندها ثروه طبيعيه من اى نوع ممكن تكون خصوبة ارضها و انتاجها الزراعى زى ماحصل مع مصر فى اوقات كتيره من تاريخها زى احتلال الرومان ليها و بعديهم الاجريج ( اليونايين ) و بعدين العرب وبعديهم و الاتراك و غيرهم - و ان كان نوزج مصر موجود فيه الاحتمالين و هما الاهميه الاستراتيجيه حسب الموقع و بالزات بالنسبه لقارات العالم القديم غير التروات الطبيعيه فى مصر و بالزات الثروه الزراعيه .
بالرغم من ان الامبرياليه مختلفه عن الاحتلال الا ان فيه و جود شوية اوجه للشبه بين الاتنين .زى .
ان الاحتلال -غالبا - مابيمحيش هوية و ثقافة الاقاليم اللى بيستعمرها فى الغالب بتفضل الاقاليم تحت الاحتلال بتستعمل لغاتها و بتفضل فيها ثقافاتها الخاصه و المحليه - زى ماكانت اللغه المصريه القديمه بيتكلمها المصريين ايام العصر البطلمى زى ماهوا موجود على حجر رشيد اللى مكتوب بالغات الهيروجليفيه والديموطيقيه مع اللغه اليونانيه اللى هيا لغةالمحتل و ده بعكس الامبرياليه طبعا اللى ساعات بيتمنع فيها اساسا استعمال اللغه الاصليه واحيانا بتبقى جريمه , بعكس الاستعمار اللى بيعتبر ان الاقليم المستعمر جزء من الدوله فغالبا بتكون لغة الدوله هيا اللغه اللى بيتم استعمالها فى كل الاقاليم المستعمره
كان الاستعمار مرتبط غالبا بنقل حاجتين اساسيين هما .
اللغه و كان استعمال اللغه من الاساسيات المهمه فى المسعمرات و بتمون لغة الدول الام هيا اللغه الرسميه و اللى كان ساعات بيكون استعمال اللغه المحليه ممنوع و فى بعض الاقاليم اللى اتعرضت للاستعمار كانت ساعات بتوصل ان يكون استعمال اللغه المحليه جريمه بيتعاقب عليها اللى بيتكلم بيها .
الثقافه و هيا من الحاجات المهمه اللى كانت الدول المستعمره بتحرص جدا عليها بانها تنقل ثقافتها لكل الاقاليم بتاعتها زى ماحصل من فرنسا مع اقاليم كتير فى افريقيا .
ان البلد المستعمره مابتتسماش دوله انما بتتسمى اقليم او منطقه او اى اسم تانى بس بشرط مايكونش ليه اى مدلول سيادى زى ماكانت فرنسا اللى كانت بتسمى المناطق المستعمره ليها و اللى كانت معظمها فى غرب وجنوب غرب افريقيا ( Region ) و اللى معناها منطقه و طبعا مابيكونش للاقليم او المستعمره علم رسمى ( انما ممكن يكون ليها رايه او شعار فى الغالب بتكون ليها ارتباط او مدلول ثقافى اكتر منها تعبير عن السياده و الخصوصيه ) .
بيكون استعمال لغة الدوله المستعمره مش بهدف نشر لغة الدوله وثقافتها بقدر ماهوا تطبيق عملى لاعتبار الاقليم جزء من الدوله .
الامبرياليه فى الغالب بتاخد شكل معين لانه بينقل لغته و ثقافته لمستعمراته ففى الغالب بتكون الاستعمار على شكل او نمط قريب من بعضه و بتكون الاختلافات فى اسلوب نقل او ثقافته و لغته من انه بيكون عن طريق التقرب من سكان اهالى المستعمرات عشان يتعمل حوار او عن طريق فرض اللغه و الثقافه و لحد عن طريق فرض اللغه و الثقافه فبرضه بتختلف حسب درجة القسوه و الوحشيه فى فرض اللغه و الثقافه على سكان المستعمرات اللى ممكن توصل لعقوبات على اللى يمارس تقاليد او عادات ثقافيه محليه او عقوبات بدنيه زى قطع اللسان مثلا على اللى يتكلم اللغه المحليه .
انما الاحتلال و بما انه بيكون لاسباب مختلفه فبتختلف طبيعة الاحتلال بحسب الهدف اللى بسببه احتلت الدوله اقليم او منطقه معينه مثلا زى .
لو كان الاحتلال بسبب ثروات معينه فى اقليم او ثروه طبيعيه معينه فبيكون التركيز اساسا على طريقة ادارة الثروه الطبيعيه او السيطره عليها - انما موضوع نقل اللغه و الثقافه بيكون مالوش اولويه و ساعات مابيكونش فى الحسبان اساسا - و ده مايمنعش دخول بعض او كتير من مصطلحات الدوله المحتله و عاداتها للدول اللى واقعه تحت احتلالها .
انما لو كان الاحتلال لاسباب عسكريه و استراتيجيه اساسا فبيكون الاهتمام على السيطره العسكريه و الاقليم و تامينه الهدف الااساسى اللى ليه الاولويه .
و من الاختلافات الجوهريه اللى بين الامبرياليه و الاحتلال ان الاحتلال بيكون معروف فيه طبيعة العلاقه بين الدولتين بمعنى ان فيه دوله محتله دوله فمابيكونش فيه فمابيتمش اعتبار ان لااقليم المحتل جزء من الدوله الام .
الاشكاليه مابين الامبرياليه بالمفهوم الحديث كتفكير مجرد و مابين تطبيقها
اكيد كان فيه فروق جوهريه بين الامبرياليه اللى بدا تفكير مجرد فى نقل تطور و بين المشاكل الكتير اللى حصلت من جيوش الاستعمار , و الاشكاليه بدات اساسا وبشكل جوهرى من ان ( اللى فكرو الفكره مش هما اللى نفذوها ) .
الاشكاليات اللى واجهت تنفيذ الامبرياليه كتفكير مجرد وبين تنفيذها
لان وسايل المفكر و اللى هيا الكلمه سواء مقريه او مسموعه بتختلف تماما عن وسايل العسكرى اللى هيا الات حرب اساسا فطبيعى ان تداخل الاسلوبين لازم يتسبب فى نتايج ضد بعضها و المثل بيكون واضح جدا فى حالة الاستعمار الفرنساوى و اللى بدا مع نابوليون و اللى كان عايز ينقل الافكار و المبادئ اللى قامت عليها الثوره الفرنساويه و هيا الحريه ( la liberte ), الاخاء ( la fratilite )و المساواه ( l`egalite) .
فبيبان جدا الفرق بين التفكير المجرد فى الامبرياليه و ازاى ينضم اقاليم كبيره فى العالم لدوله وصلت لمرحله من التطور و التقدم اللى مبنى اساسا على التطور الانسانى و بين ازاى اتنفذ بوضوح فى حالة نابوليون لما حاول ينشر الثقافه الفرنساويه فى مناطق اما ماجتلهاش الفرصه للتطور على المستوى الانسانى طول تاريخها - زى كتير من المناطق فى افريقيا او مناطق وصلت لدرجات كبيره من التطور على المستوى الانسانى الا انها تم استعمارها او احتلالها بصور مستمره فبقت من الاماكن اللى محتاجه من تانى اعادة تطوير او تاهيل على المستوى الانسانى زى مصر و لبنان و سوريا - حضارة فينقيا .
فحملات نابوليون زى ماماحدش بينكر دورها فى تطوير كتير جدا من الدول اللى دخلتها برضه ماحدش ممكن ينكر انها اتسببت فى موت كتير من الناس .
بمعنى ان التفكير فى نقل تطور معين سواء فى اساليب معينه فى الحياه ( الثقافه ) او تطور تكنولوجى كانو مفكرين او معنيين و مهمومين بالفكر الانسانى ( سواء سياسيين او علما فى الاجتماع او لحد فلاسفه ) , انما عند لما اتنفذت الفكره بالجيوش و بالسلاح حصل تشويه كبير للصوره فى عقول سكان الاقاليم التانيه اللى لسه ماكانش ليها تجارب لسه مع الاستعمار ومع الوقت وصلت الصوره مشوهه لكتير من المستعمرين نفسهم و بدات مرحله من الفعل و رد الفعل السلبى .
1 Selon Margaret Kohn dans L'encyclopédie de philosophie de Stanford [archive], 2006, « Le colonialisme est une pratique de domination qui met en jeu la domination d'un peuple par un autre ».