| ||||
---|---|---|---|---|
جنب من | دين | |||
تعديل |
التعصب الدينى هو تعصب شخص او جماعه لدين معين او لحد لمذهب فى دين معين ، ممكن يتسمى كمان تطرف دينى او الهوس بأفكار دينيه متطرفه بتسيطر على الشخص او الجماعه اللى بتعانى منه. المتعصب الدينى عادة بيعتقد ان الدين او المذهب اللى هو بيؤمن بيه هو اللى صح و الأديان او المذاهب التانيه غلط و انه هو و اتباع الدين او المذهب اللى بيتبعه هما بس اللى صح و الباقيين بيتبعوا ديانات غلط. التعصب ممكن يوصل لدرجات عاليه من التطرف لدرجة ان المتعصب بيبقى مش بس بيعتقد انه هو اللى صح لكن كمان بيكره اتباع الأديان او المذاهب التانيه و بتسيطر عليه مشاعر عدوانيه ممكن تخليه يعتدى عليهم بالكلمه او بالفعل. التعصب و الهوس الدينى ممكن يوصلوا لأعمال اجراميه ان المتعصب ممكن يتخيل ان من حقه محاربة اتباع الديانات او المذاهب التانيه مش بس بالأعتداء اللفظى لكن كمان بالإعتداء البدنى او على اماكن عبادتهم.
التعصب الدينى موجود فى كل الديانات لكن بالذات فى الديانات الابراهيميه و بالذات فى المسيحيه و الاسلام و خد أشكال عنيفه جداً عبر التاريخ و فى العصر الحديث بقى موجود بالذات بشكل عدوانى فى الاخير. فى العصور الوسطى قامت الحروب الصليبيه اللى لعب فيها التعصب الدينى دور كبير ، المسيحيين هاجموا المجتمعات اليهوديه فى اوروبا و عملوا مدابح فظيعه بإسم المسيحيه زى ما حصل فى مدابح اليهود فى الراين و فى مدبحة يورك. وقت الحروب دى انتشر التعصب بطريقه مريعه و المسيحيين سموا المسلمين كفار و المسلمين سموا المسيحيين كفار و اتعملت فظايع بإسم الدينين. بعد ظهور البروتيستانتيه انتشر التعصب المذهبى بين المسيحيين الكاتوليك و المسيحيين البروتيستانت و قامت حروب دمويه واستمرت فى العصر الحديث زى ما حصل فى الحرب الاهليه فى ايرلندا. التعصب المذهبى بين المسيحيين ما ظهرش بعد المذهب البروتستانتى و لا بعد نشوب الحروب الصليبيه ، فقبل كده بقرون سادت حاله من التعصب الدينى المذهبى ما بين اتباع الكنايس البيزنطيه و الكاتوليكيه من جهه و اتباع الكنيسه المصريه المونوفيزييه من جهه تانيه و ارتكب المسيحيين البيزنطيين مدابح رهيبه ضد المسيحيين فى مصر. ده كان فى العصور القديمه قبل ما تطور البشريه و تشع عصور التنوير و تظهر مبادىء حقوق الانسان ، لكن مع نهايات القرن العشرين انتشر التعصب الدينى فى المجتمعات الاسلاميه و سادت افكار متطرفه و استجدت صراعات مذهبيه ما بين السنه و الشيعه فى شرق المنطقه العربيه و حصلت اعتداءات على المسيحيين عن طريق افراد و جماعات متعصبه. الصراع السنى الشيعى و التعصب المذهبى اللى نتج عنه ماهواش هو التانى حاجه جديده ، فحتى قبل سقوط بغداد فى ايد المغول سنة 1258 كان فيه صراع داير ما بين السنيين و الشيعه فى المنطقه دى ، و فى العصر الفاطمى كانت فيه حالة من التعصب سايده مابين اتباع الخلافه العباسيه السنيه فى بغداد و اتباع الخلافه الفاطميه الشيعيه فى مصر.
فى المجتمعات الغربيه ظهرت كمان احزاب و جماعات يمينيه متطرفه اختلطت فى مفاهيمها الافكار العنصريه و الدينيه و السياسيه و بقت بتستغل تطرف الإسلامويين و اعمالهم الإرهابيه للترويج لأفكارها و تحقيق مكاسب سياسيه.
التعصب الدينى زى التعصب العنصرى بيخلق جو من الكراهيه بين البشر ساعات بتوصل لنتايج كارثيه و حصول جرايم بشعه ضد الغير زى فى حالات الإرهاب و الإعتداء على الناس المنتمين لدين او عنصر او افكار مخالفه للمتعصب. التعصب الدينى مش شرط انه يتجسد على شكل اعتداءات جسمانيه ففى الاغلب بياخد شكل اعتداء كلامى ضد اصحاب الديانات و المذاهب التانيه و لحد كمان ضد نفس الناس اللى بينتموا لنفس الدين و المذهب لكن ليهم وجهات نظر و تفسيرات مخالفه لأفكار المتعصب اللى بيعانى فى الغالب من احادية التفكير. فى الاعتداءات الكلاميه بيوضح المتعصب انه هو اللى صح و المخالفين لدينه او مذهبه او افكاره غلط و بيستخدم عبارات دينيه و نصوص من كتابه المقدس ، و ممكن يستخدم احداث تاريخيه قديمه بطريقه سطحيه وساذجه زى مثلاً حروب الصليبيين اللى خلصت من قرون فيسمى الغرب الحديث " الغرب الصليبى " او إن المسلمين اضطهدوا المسيحيين و دفعوهم جزيه وده لشحن المتلقى بمشاعر الكراهيه ، و ساعات بيتجه للتهكم و السخريه او لحد الوعيد و التهديد. المتعصب بطبيعة الحال بيبنى أطروحته على اساس حاجه بيؤمن بيها او مصدقها لكن مش فى مقدوره انه يثبتها فبيستعين بكل الكليشيهات و الحيل لغاية ما بينتهى بالتهديد و الوعيد بالعقاب فى الاخره او لحد فى الدنيا عن طريق المتعصب نفسه لإرهاب المتلقى من مغبة رفضه افكاره. تجسيد تالت من اشكال التعصب الدينى هو الاعتداء الصامت بمعنى ان المتعصب ما بيتعاملش مع اصحاب الديانات او المذاهب التانيه لا بالفعل و لا بالقول و بيعتبرهم مش موجودين و لا بشر عايشين حواليه و ده شكل موجود فى العنصريه كمان. وقت الحروب الصليبيه كان بيحصل ان ملك او امير صليبى يعمل اتفاق مع الملك المسلم لكن الكنيسه كانت بتخلصه من اتفاقه بحجة ان المسلم كافر ماتنفعش تتعمل معاه اتفاقات و ان اتفاقه لاغى من الاصل.
التعصب حاجه بيكتسبها الشخص المتعصب من المجتمع اللى عايش فيه. المجتمعات المقفوله عادة هى المجتمعات اللى ممكن يسود فيها التعصب على عكس المجتمعات المفتوحه اللى الاشخاص بيفكروا فيها بحريه و بيعتبروا نفسهم جزء من العالم مش العالم كله. المجتمعات الاوروبيه قبل الحروب الصليبيه كانت مجتمعات منغلقه و متخلفه و بيعمها التفكير الغيبى و كان بيسيطر عليها القساوسه و الإقطاعيين فكان سهل نشر الافكار الدينيه المتطرفه و مشاعر الكراهيه بين الناس لإستخدامهم فى حروب ضد المسلمين. بيتعلم الطفل التعصب الدينى من امه او ابوه او الاتنين فى البيت و هو صغير ، او بره البيت بعد ما بيكبر عن طريق الاختلاط بأشخاص متعصبين او بالسيطره على تفكيره عن طريق رجال دين بيروجوا لأفكارهم المتطرفه و المعاديه للغير و ممكن يدخلوا فى عقله ان من حقه ، و ساعات من واجبه ، الاعتداء على اتباع الاديان و المذاهب التانيه. مع التطور التكنولوجى بقى فى امكان رجال الدين دول انهم يوصلوا افكارهم العدوانيه للمتعصب المتلقى وهو فى بيته ، و المتعصبيين الدينيين بقى فى امكانهم عن طريق الانترنت نشر افكارهم و التحريض على أتباع الديانات و المذاهب التانيه.
على المستوى الفردى ، الشخص المتعصب اللى بتتملكه احاسيس بالكراهيه ضد اتباع الأديان و المذاهب و الفلسفات التانيه ما بيسألش نفسه ايه اللى هو شخصياً ممكن يستفيده من خروج شخص من دين او مذهب تانى و الانضمام لدينه او لمذهبه. بطبيعة الحال بتلعب الامراض النفسيه المرتبطه بالكبت و العدوانيه و غيرها أدوار فى تكوين مزاج الشخص المتعصب اللى ما بيدركش لاعقلانية الافكار اللى مسيطره عليه. فى 22 يوليه 2011 ارتكب نرويجى متعصب مجزره رهيبه ضد اطفال و شبان نرويجيين بسبب كرهه للمسلمين و الاشتراكيين.
مفكريين تنويريين اوروبيين حاربوا التعصب و من اشهرهم " فولتير " ( 1694 1778 ) و قدرت اوروبا انها تتطور و تخرج من ظلمات الغيبيات و تأسس الدوله السيكولاريه اللى فصلت الدين عن الدوله و بقى المواطنين رعايا للدوله المدنيه الحاكمه بغض النظر عن دياناتهم او مذاهبهم فخفت حدة التعصب الدينى بدرجه كبيره. فى العصر الحديث استمرت الصراعات الدينيه و المذهبيه فى منطقة الشرق الاوسط و انتشر فيها المتعصبين الدينيين و الوعاظ المتعصبين ، و من وقت للتانى بقت بتحصل اعتداءات على اتباع الديانات و المذاهب التانيه و لحد على دور عبادتهم ب ان المنطقه بقت اكتر منطقه مرتبطه فى اذهان الناس فى العالم بالتعصب الدينى.