غزو سوريا سنة 1299 هو غزو المغول لسوريا بقيادة " غازان " سنة 1299-1300م / 699هـ بعد معركة وادى الخزندار و انسحاب الجيش المصرى على مصر.
فى سنة 1299 عدى المغول نهر الفرات بقيادة غازان فخرج السلطان الناصر محمد بن قلاوون من القاهره بعسكر مصر لنجدة سوريا و اشتبك بالجيش المغولى فى معركه اسمها " وادى الخزندار " او " معركة حمص التالت " إكمنها كانت فى سوريا جنب حمص. رغم ان المغول اتكبدوا خساير ضخمه لكن قدروا فى الاخر انهم يحسموا المعركه لصالحهم و اضطر الناصر محمد إنه ينسحب على مصر فإجتاح المغول سوريا.
دخل المغول حمص و نهبوها و راحو على دمشق و فى 26 ديسمبر 1299 لما عرف الدمشقيه إن المغول فى السكه صابهم رعب كبير و ابتدوا يهربوا من المدينه و هما مفزوعين و ساب التجار دكاكينهم و فلوسهم و جريوا مع اللى بيجروا و هرب المساجين من السجون و اتزحمت ابواب دمشق و ماتت ناس كتيرة من التدافع و الوقوع تحت الرجلين و انتشر اللى هربوا فوق الجبال و فى القرى و هربت أعداد كبيرة على مصر.
اللى ما قدروش يهربوا احتموا جوه الجامع الأموى و قرروا انهم يبعتوا حد يستعطف غازان و يطلب منه الامان فخرج قاضى القضاه بدر الدين بن جماعه و الفقيه احمد بن تيميه مع جماعه من أعيان دمشق و راحوا لغازان و قابلوه يوم الاتنين 28 ديسمبر فجاب غازان ترجمان عشان يترجم له كلامهم فقالوله انهم جم عشان يطلبوا منه الامان فقالهم انه بعت الامان لدمشق و مشاهم من عنده فرجعوا على دمشق.
يوم الخميس 31 ديسمبر وصل اربع مندوبين من غازان و معاهم فرمانه و بعدها بيومين وصل اسماعيل التترى و راح على الجامع و اتلم الدمشقيين و قرا لهم الفرمان فإبتدوا يلموا الحصنه و البغال و الفلوس اللى طلبها غازان عشان يعتقهم.
بره دمشق نهب المغول القرى و المزارع و دخل غازان دمشق يوم 4 يناير 1300. استسلمت دمشق للمغول لكن قلعة دمشق ما استسلمتش و احتمى فيها واليها سنجر المنصورى ( أرجواش ) مع عدد من الامرا و رفضوا التسليم فراح اسماعيل التترى للقضاه و الأعيان و هددهم بإن المغول حايضطروا ينهبوا دمشق و يقتلوا الناس اللى فضلت فيها لو القلعه ما استسلمتش فراحوا على القلعه و طلبوا من الامير سنجر انه يسلم القلعه للمغول و فضلوا رايحين جايين لغاية ماشتمهم و هذأهم فمشيوا و إبتدى قلق الناس و خوفهم يزيد.
فى خطبة الجمعه يوم 8 يناير خطب السوريين لغازان على منبر دمشق بإسم و ألقاب " السلطان الأعظم سلطان الاسلام والمسلمين مظفر الدنيا والدين محمود غازان " ، و اتقرا فرمان تعيين الامير قبجق والى للمغول على دمشق و حلب و حماه و حمص و القرى التابعه ليهم و فرح السوريين و رشوا عليه دلااهم و دنانير. و تانى يوم ابتدى المغول و الأرمن ينهبوا الصالحيه اللى جنب دمشق و حرقوا الجوامع و المدارس و المبانى و قتلوا و اسروا و سبوا رجاله و ستات وصل عددهم لـ 9900 ، و الناس اللى قدرت تهرب راحت على دمشق متبهدله و حالتها وحشه.
و بعد ما المغول خلصوا من الصالحيه راحوا على " المزه " و " داريا " و نهبوهم و قتلوا ناس فيهم ، فراح ابن تيميه لغازان فى تل رلاهط عشان يشتكى لكن غازان ما إهتمش و بعته للوزرا سعد الدين و رشيد الدين فقالوله إن المطلوب هو " الفلوس " فمشى.
فضل المغول ياخدوا فلوس من السوريين و يطالبوا بفلوس أكتر ، و بدأوا يركبوا منجنيق فى الجامع الأموى عشان يضربوا بيه قلعة دمشق فلما شافهم الامير سنجر من القلعه بعت مجموعه من أتباعه هجموا على الجامع فجاءه و كسروا الحاجات اللازمه للمنجنيق قبل المغول ما يركبوه لكن المغول ركبوا منجنيق تانى و حرسوه ، و حولوا الجامع الأموى لكباريه بيسكروا و بيزنوا فيه لدرجة ان ساعات مااتعملتش فيه صلاة العشا ، و نهب المغول المنطقه اللى حوالين الجامع فبعت الامير سنجر واحد عشان يقتل المنجنيقى فدخل الجامع على سهوه بسكينه و هرب على القلعه و بدأ الامير سنجر يهدم المبانى اللى حوالين القلعة عشان المغول ما يستخبوش فيها و هو بيقاومهم و اتحرقت مبانى و مدارس كتيره.
اتدهورت الحاله فى دمشق و بقوا الناس مزنوقين ما بين غلا اسعار الأكل ومطالبة المغول بفلوس أكتر ، و عين المغول ناس مختصين فى جمع الضرايب من التجار فى الأسواق و اللى ما كانش بيدفع كان بيتعذب و بيتنكل بيه و اتنهبت الممتلكات و اتقتلت اعداد كبيره من السوريين فى أحياء دمشق و يتقال ان عدد القتلى وصل لحوالى 100.000. و اتملت خزاين غازان بالفلوس و ده كان غير الهدوم و الاسلحه و الحصنه و البغال و الغلال و غير الحاجات اللى نهبها عسكر المغول. و امر غازان السوريين بتسليمه الحصنه و الجمال فسلموه حوالى عشرين الف حيوان. وبعد غازان ما لقى ان السوريين ماعادش حيلتهم حاجه يدفعوهاله ساب جقمق نايبه على دمشق و عين امرا تانيين كنواب ليه ف حلب و حماه و حمص و صفد و طرابلس و الساحل و عين قطلوشاه مشرف على سوريا و الشام ، و بعد ما اطمن ان سوريا خلاص بقت تحت حكم المغول ساب سوريا و مشى فى 5 فبراير 1300.
بعد ما مشى غازان استمر المغول فى نهب البيوت و السوريين و حرقوا مبانى و مدارس كتيره من ضمنها المدرسه العادليه و نهبوا الأغوار. و فضلت عمليات النهب شغاله لغاية ما قطلوشاه ما مشى من سوريا فى 25 مارس 1300 و ساب قبجق يديرها.
اتملت القاهره و مدينة مصر باللاجئين السوريين لدرجة ان ماعدش فيه بيوت ممكن تستوعب اعدادهم فعاشت اعداد منهم فى القرافه و حوالين جامع ابن طولون و نواحى الحسينيه.
فضل الحال على كده لغاية الناصر محمد بن قلاوون ما قدر ينظم جيش مصر و يعيد تسليحه من تانى و ابتدى امرا و عسكر مصر يتدفقوا على سوريا و السوريين بيدعوا و مستنيين وصول الجيش المصرى. و فعلاً ظهر جيش مصر فجاءه فى سوريا تحت قيادة الناصر محمد فى 20 ابريل 1303 و اصطدم بجيش المغول اللى كان بيقوده قطولشاه فى معركه تاريخيه كبيره اتسمت " معركة مرج الصفر " انهزم فيها المغول اللى اتخضوا لما عرفوا ان الجيش اللى بيحاربوه هو جيش مصر ، و بهزيمة المغول اتحررت سوريا.