جورج قرم | ||
---|---|---|
مناصب | ||
وزير المالية | ||
4 ديسمبر 1998 – 26 أكتوبر 2000 | ||
مجلس الوزراء | حكومة سليم الحص الرابعة | |
معلومات شخصية | ||
الميلاد | 15 يونيو 1940 الإسكندرية |
|
الوفاة | 14 أغسطس 2024 (84 سنة)
[1] بيروت[2] |
|
مواطنة | لبنان | |
أقرباء | داود قرم (جد) شارل قرم (عم) |
|
الحياة العملية | ||
المدرسة الأم | معهد الدراسات السياسية بباريس مدرسة العائلة المقدسة جامعة باريس (1896-1968). كلية الحقوق والاقتصاد (الشهادة:دكتوراة في الحقوق) (–1969) |
|
المهنة | اقتصادي، ومؤرخ، وأستاذ جامعي، وسياسي، ومصرفي | |
اللغة الأم | العربية | |
اللغات | الفرنسية، والعربية | |
موظف في | جامعة القديس يوسف، وكريدي ليونيه، والجامعة الأميركية في بيروت | |
التيار | قومية عربية | |
الجوائز | ||
المواقع | ||
الموقع | الموقع الرسمي (الفرنسية و العربية) | |
تعديل مصدري - تعديل |
جورج قرم (1359- 1446 هـ / 1940- 2024 م)، وزير مالية، وخبير اقتصادي لبناني، ومفكِّر ومؤرِّخ وروائي. مختص بشؤون الشرق الأوسط ودول حوض البحر المتوسط، ومستشار لدى مؤسسات مالية ومصرفية دَولية ومحلية خاصَّة وعامَّة. وعضو المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.[3] وهو أستاذ جامعي، وتولى وزارة المالية في لبنان عام 1998 في حكومة الدكتور سليم الحص، فاعتمد برنامجًا للإصلاح المالي، ودفع متأخرات الدولة للقطاع الخاص، ونجح في إعادة التوازن إلى ميزان المدفوعات وتخفيض مستوى الفوائد، ووضع قانون الضريبة على القيمة المضافة. وُصف بأنه أحد أنقى السياسيين الذين عرفهم لبنان.[4]
ولد جورج بن جورج بن داود قرم في الإسكندرية بمصر،[5] يوم السبت 9 جُمادى الأولى 1359هـ الموافق 15 يونيو 1940م، لأسرة تنحدر من غسطا في قضاء كسروان، في جبل لبنان. وهو حفيد رائد فن الرسم في لبنان داود قرم، الذي يُعَد أولَ رسام لبناني وعربي ذهب إلى أوربا لدراسة فنِّ الرسم الحديث، فقد درسه واشتَهَر به في روما، ودُعي لإنجاز لوحات (بورتريه) لشخصيات شهيرة، منها بابا الفاتيكان، وملك بلجيكا، والخديوي عباس حلمي الثاني.
ووالده جورج داود قرم كان رسَّامًا أيضًا، وعازفًا ماهرًا على البيانو. وهو من مؤسِّسي المتحف الوطني، والكونسرفاتوار اللبناني الذي لا يزال يمنح جائزة باسمه إلى اليوم لأفضل عازف بيانو. ووالدته ماري بخيت، تنتمي إلى أسرة لبنانية سورية الأصل، كانت قد استقرَّت في مصر منذ عقود. وعمَّه شارل قرم صاحب «المجلة الفينيقية» وديوان «الجبل الملهِم».
أحبَّ قرم الموسيقا من صغره، ورغب في دراستها، لكنَّ والده منعه من تحقيق حلمه، ثم وافق على مضَض شرط أن يدرسَها سنة واحدة يقيم فيها عند عمَّته في مارسيليا. لكنَّ جورج بعد نجاحه في امتحان القَبول، انتقل إلى كونسرفاتوار باريس، فغضب الأب وقطع عنه المصروف. وعاند الابن مدَّة، واشتغل في مِهَن شتَّى ليوفر مصروفه، لكنه استسلم في النهاية.
درس المرحلة الثانوية في مدرسة العائلة المقدسة للآباء اليسوعيين بالقاهرة من 1948 إلى 1957. أرسله أبوه إلى سويسرا ليدرس الهندسة، ولكن الابن غيَّر وِجهتَه سرًّا وذهب إلى باريس ليدرسَ القانون والعلوم السياسية والاقتصادية. فدرس في جامعة باريس، وتخرَّج في معهد العلوم السياسية فرع الاقتصاد، بتخصُّص «المالية العامة والقطاع العام» عام 1961. وحصل على إجازة في الاقتصاد السياسي عام 1961، وفي القانون المدني والتجاري عام 1962، ثم على دبلوم الدراسات العليا في القانون الدستوري عام 1966.
ثم نال شهادة دكتوراه دولة في القانون الدستوري بتفوُّق، مع تهنئة اللجنة الفاحصة والتوصية بنشر الأطروحة عام 1969، وموضوعها «تعدُّد الأديان وأنظمة الحُكم». نُشرت في باريس وبيروت وسراييفو باللغات الفرنسية والعربية والصربوكرواتية.
عمل أستاذًا محاضرًا في الجامعة اليسوعية ببيروت من 1973 إلى 1982، درَّس القانون الدستوري، والفكر السياسي العربي المعاصر، والظاهرة القومية في العالم الثالث. وفي الجامعة اللبنانية ببيروت من 1977 إلى 1985، وكان مشرفًا على دبلوم الدراسات العليا في سوسيولوجيا التنمية، مع تدريس هذه المادَّة.
وعمل أيضًا في الجامعة الأمريكية ببيروت من 1981 إلى 1982، درَّس فيها التاريخ الاقتصادي، والأسواق المالية. ودُعي إلى عدد من الجامعات والمعاهد الأوربية والأمريكية والعربية لإلقاء محاضرات عن الشرق الأوسط والعالم العربي، أو المشاركة في ندَوات فكرية وتخصصية (أكاديمية). وكان عضوًا في لجان منح شهادات دكتوراه في جامعات فرنسية مختلفة.
وبعد تركه الوِزارة عاد للتدريس في الجامعة اليسوعية عام 2001، في معهد العلوم السياسية لطلاب مرحلة (الماجستير)، درَّس فيها إدارة الدولة المالية، والتعاون الاقتصادي الدَّولي والنزاعات في منطقة الشرق الأوسط، والفكر السياسي العربي.
عُيِّن وزيرًا للمالية في حكومة الرئيس سليم الحص من 1998 إلى 2000، واعتمد برنامجًا للإصلاح المالي، ودفع متأخِّرات الدولة للقطاع الخاص، ونجح في تخفيض مستوى الفوائد وإعادة التوازن إلى ميزان المدفوعات، ووضع قانون الضريبة على القيمة المضافة وتهيئة الدوائر الضريبية في تطبيقها.
تحوَّل جورج قرم من ابن عائلة أرستقراطية إلى مثقف عَلماني ونقدي. وهذا التحوُّل لم يحدث بين ليلة وضُحاها، بل بعد محطَّات ومنعطفات أثَّرت في صوغ أفكاره ومعتقداته. فقد ولد صاحب «النزاعات والهُويَّات في الشرق الأوسط» في الإسكندرية، وتعلَّم في مدارس الآباء اليسوعيين. كان في الثانية عشرة حين اندلعت ثورة يوليو، وتأثَّر بخطاب جمال عبد الناصر في تأميم قناة السويس، والعدوان الثلاثي على مصر. وكانت صدمة كبيرة له أن يرى طائرات فرنسا، بلد الحرية والأنوار بحسب ما تعلَّمه في المدرسة، تقصف أحياء القاهرة. تضعضعت صورة فرنسا في ذهنه، بل كلُّ ما تعلَّمه عنها انهار في لحظة واحدة. ودفعته التجرِبة الناصرية إلى الانكباب على التراث العربي، فأُعجب بأحمد أمين، وطه حسين، وعلي عبد الرازق، وأحمد فارس الشدياق. وصار التلميذ المهيَّأ لمصير فرانكفوني ابنًا للنهضة العربية في مصادرها التنويرية.[6]
اعترف قرم أن معايشته للتجرِبة الناصرية هي مُلهِمته لوضع كتابه الشهير «انفجار المشرق العربي». وقد فتح له امتزاجُ التنوير النهضوي العربي مع التحصيل الفرنسي، آفاقاً فكرية واسعة ومتنوِّعة. وكان لشخصين أثرٌ مباشر في انفتاحه على العروبة، هما الأب يواكيم مبارك الذي صار صديقًا له، وعبد المالك تمام، رئيس البنك الوطني الجزائري في الستينيات، حين كان قرم مديراً لمكتبهم في بيروت. وقد كان محظوظًا لأنه درس في باريس أواخر الخمسينيات، وكانت الجامعة حينئذ موحَّدة يتعايش فيها اليمين واليسار، حيث اكتشف أهمية الماركسية من محاضرات أستاذ معروف بانتمائه القوي إلى اليمين. وعلى الرغم من يسارية جورج قرم، لم ينتسب إلى أيِّ حزب في تلك الحِقبة، وعدَّ نفسَه عروبيًّا بالمعنى الحضاري للكلمة، وكان يرى أن الأحزاب العقائدية تعمل وَفقَ شعارات تسطيحية للواقع.
عمله خبيرًا ماليًّا ووزيرًا وأستاذًا جامعيًّا، لم يشغله عن الانخراط في قضايا الفكر والكتابة فيها وفي قضايا السياسة والثقافة الراهنة. وكان معارضًا لإعمار وسط بيروت بالطريقة التي اتبعتها شركة «سوليدير». وكان ضمن كوكبة من الأسماء النزيهة التي أعدَّت دراسةً شهيرة بعنوان «إعمار بيروت والفرصة الضائعة» عام 1992.
ما تناوله قرم في أطروحة الدكتوراه عن الأديان عاد ليتصدَّر الواجهة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001. ولم يتأخَّر عن الانضمام إلى مُعارضي مقولة هنتنغتون عن صراع الحضارات، وأصدر كتابه «شرق وغرب: الشرخ الأسطوري». ثم تناول الموضوع من زاوية أُخرى في كتابه الأخير «المسألة الدينية في القرن الحادي والعشرين».
صدر له العديد من الدراسات والمقالات في دوريات متخصِّصة عربية ودولية عن الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية العربية، باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.
تزوَّج هالة زمريا عام 1976، وهي ابنة ليون زمريا، الشخصية السياسية الحلبية المشهورة، الذي تبوَّأ مناصب وزارية متتالية، ولا سيَّما وِزارة العدل والمالية، قبل عهد البعث في سوريا، وقد توفي في لبنان لاجئًا سياسيًّا. له ثلاثة أولاد: ثريا، وعليا، ومنير.
توفي جورج قرم في بيروت، يوم الأربعاء 10 صفر 1446هـ الموافق 14 أغسطس (آب) 2024م، عن عمر ناهز أربعة وثمانين عامًا.[7][8]
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في: |publication-date=
(help)
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في: |تاريخ=
(مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في: |تاريخ=
(مساعدة)