التمييز الإحصائي هو نظرية في عدم المساواة بين المجموعات الديموجرافية على أساس الصور النمطية عنها والتي لا تنشأ من التحيز العرقي أو الجنسي، وإنما تنشأ عن منظور عقلاني إذ يستخدم صناع القرار السمات العامة للمجموعة التي ينتمي إليها الفرد لتقييم سمات الفرد بدلا من قياس سمات الفرد مباشرة.[1] فعلى سبيل المثال: إذا أدرك صاحب العمل أن المجموعة أفضل من المجموعة ب في مهارات العمل في المتوسط، فإنه في حال تعذر التحقق من مهارات العمل عند الأفراد بسبب عدم وجود طريقة للتقييم أو في حال التكلفة العالية لذلك، فإن صاحب العمل يمكن أن يختار عامل من المجموعة بدلا من المجموعة، على الرغم من أن العامل من المجموعة قد يكون يمتلك مهارات عمل أفضل.
تم تقديم مصطلح التمييز الإحصائي لأول مرة بواسطة الاقتصاديين إدموند فلبس وكينيث أرو في مقالات أكاديمية نشرت عام 1972 و1973.[2][3][4] تفترض النظرية أنه عند غياب المعلومات المباشرة عن سمة معينة، فإن صانع القرار يمكن أن يلجأ في قراره لاستخدام التقديرات الإحصائية بدلا من القيمة الحقيقية المباشرة والتي لا يعلمها. فعلى سبيل المثال، التمييز في سوق العمل قد يحدث لأن صاحب العمل لا يعلم على وجه التحديد مهارات العمال، فيلجأ للاعتماد على السمات الظاهرة في قراره في التشغيل، مثل انتماء العامل لمجموعة عرقية أو دينية أو اجتماعية أو جنسانية معينة مما يعتقد صاحب العمل، بشكل موضوعي أو غير موضوعي، أن لهذا الانتماء ارتباط مع مهارات العامل.
قد يؤدي التمييز الإحصائي إلي حلقة مفرغة تقوي نفسها مع الوقت، طالما أن الفرد الذي يتم التمييز ضده سوف تقل فرصته من المشارك في السوق، وسوف يفقد الفرصة في المحافظة أو الارتقاء بمهاراته مقارنة بالفرد الذي ينتمي للمجموعة التي يتم التمييز لصالحها.[5]
يختلف التمييز الإحصائي عن أنواع التمييز القائمة على الكراهية أو الانحياز التفضيلي مثل التمييز العرقي والتمييز الديني والتمييز الجنساني، في أن قرار التمييز هنا هو قرار عقلاني، أي أن هدفه هو تعظيم الفائدة وتفادي الخسارة، وليس نابعا من الإحجاف أو الظلم.[3][6]
تتشارك كل الأمثلة السابقة في أن صانع القرار:
يمكن تقسيم مصادر التمييز الإحصائي إلى مصدرين:
يحدث عندما يكون التمييز عبارة عن استجابة مباشرة للصورة النمطية التي يعتقد بها صانع القرار. مثال لذلك هو الأجور الأقل المقدمة للمرأة مقارنة بالرجل في نفس الوظيفة اعتمادا على الصورة النمطية بأن النساء أقل إنتاجية في المتوسط من الرجال.
يمكن شرح هذا النوع من خلال الآتي: يعاق الشخص المميز ضده مع الوقت عن امتلاك السمات المتطلبة للعمل بسبب تمييز اللحظة الأولى، فمثلا في حالة حصول النساء على أجور أقل فإن فرصتهم في الحصول على المهارة والتعليم اللازمين للمنافسة تقل، وبالتالي تتناقص قدراتهم الإنتاجية بشكل متزايد وفي حلقة مفرغة.[6]