جبل عامل | |
---|---|
تقسيم إداري | |
البلد | لبنان |
تعديل مصدري - تعديل |
جبل عامل أو جبل الجليل أو جبل الخيل أو بلاد بشارة أو بلاد المتاولة أو البشارتين هي المنطقة التي يطلق عليها اليوم اسم لبنان الجنوبي أو جنوب لبنان وقد ضمّت إلى لبنان بعد إنشاء دولة لبنان الكبير سنة 1920م[1] وأصبحت جزءاً منه.
يطلق اسم جبل عامل على معظم الأراضي الواقعة في جنوبي لبنان وعلى قسم قليل من الأراضي الواقعة على الحدود في شمالي فلسطين المحتلة. وتُرجع معظم المصادر تلك التسمية إلى قبيلة بني عاملة السبأية التي هاجرت من اليمن بعد انهيار سد مأرب، ونزلت هذه الجبال. وهو يشتمل على قرى وبلدان كثيرة بالإضافة إلى القلاع والحصون والمساجد والمشاهد والمزارات والمدارس الدينية التي تنبو عن الحصر. واليوم يقع جبل عامل في جنوبي الجمهورية اللبنانية، على شاطئ البحر المتوسط، ممتداً قليلاً داخل حدود فلسطين الشمالية المعروفة اليوم.
اختلف المؤرخون والبلدانيون (الجغرافيون) في مسألة تحديد جبل عامل، وذهبوا في ذلك مذاهب عدّة:
وعليه تكون مدينة صيدا تابعة لجبل عامل، ومن المحققين من يلحق الجيه لجبل عامل وهذا ضعيف.
قدر بعض المؤرخين مساحة جبل عامل بثلاثة آلاف كيلومتر مربع[9] ويرتفع هذا الرقم إلى ثلاثة آلاف ومئتي كيلومتر مربع على اعتبار أن طول الجبل يبلغ ثمانين كيلومترا وعرضه أربعون.[10] وهذه المساحة تشكل حوالي ثلث مساحة لبنان البالغة 10452 كلم مربع.
جبل عامل أو جبل الجليل أو جبل الخليل أو بلاد بشارة أو بلاد المتاولة، تلك هي الأسماء المتعددة التي عرف بها قديماً جبل عامل من لبنان الجنوبي[11]، ويكاد المؤرخون يجمعون على سبب تسميته نسبة إلى قبيلة عاملة بن سبأ، وفيما يلي بعض أقوال المؤرخين وعلماء البلدان:
ويعود نسب البعض منهم إلى قبيلة قريش العربية التي ينتسب لها الرسول الأكرم محمد بن عبد الله. كما تعرف المنطقة التي تشمل إقليم التفاح وإقليم الشومر، وصور وصيدا والنبطية وبلاد الشقيف ببلاد بشارة نسبة إلى أحد زعمائها.
اكتسب جبل عامل أهمية عند الشيعة الإمامية وقد ذكر الحر العاملي في مقدمة كتابه (أمل الآمل) جملة من فضائل جبل عامل بنظر الشيعة ومنها:
امتاز جبل عامل بأمور عدة منها:
تختلف الأقوال حول مرجعية وأصل التشيّع في جبل عامل ويرى البعض من المؤرخين أن التشيّع انتشر بشكل واسع في جبل عامل في القرن الرابع الهجري، حيث شهد العراق وإيران والشام وشمال إفريقيا ومصر مدّاً شيعياً، وذلك في عهد البويهيين والحمدانيين والأدارسة والفاطميين. وكان جبل عامل واقعاً في حكم الفاطميين، وظل تابعاً لهم حتّى سقط كغيره من البلاد الإسلاميّة في المنطقة تحت سيطرة الصليبيين مدة من الزمن وخضع لهم.[31]
وفيما يلي بعض أقوال المؤرخين والباحثين بخصوص أصل التشيّع في جبل عامل:
إلاّ أن بعض المؤرخين يشكّكون بذلك لعدم توفر المصادر لهذا القول.
هذا فيما خص أصل التشيّع في جبل عامل، أما فيما خص استمرار التشيّع فيه فيوجد نصوص تاريخية من القرن الثالث والرابع والخامس الهجري تؤكّد هذا المعنى، أما بعد القرن الخامس فلا داع لوجود نصوص تاريخية حيث أن كثرة العلماء والمؤلفين والسياسيين المنتسبين إلى جبل عامل من أهل القرن السادس وما بعده كفيلة برفع اللبس، ومن هذه النصوص:
مضى على جبل عامل أعصار كانت فيها رحلة طلاب العلوم إليه فقد هاجر إليه ناصر بن إبراهيم البويهي وقرأ في عيناتا على الشيخ ظهير الدين العاملي العيناثي. وقصده المولى عبد الله التستري من أعاظم علماء إيران للاستجازة من الشيخ نعمة اللهً بن خاتون وولده الشيخ أحمد بن نعمة اللهً وحضر أحمد بن فهد الحلي صاحب عدة الداعي إلى جزين واستجاز من الشيخ علي ولد الشهيد وصحب الشيخ علي بن هلال الجزائري السيد حسين الكركي إلى كرك نوح وقرأ عليه واستفاد منه في تلك الصحبة.[39]
و ممن هاجر إلى جبل عامل وتوطنه من بني هاشم من قبيلة قريش أبو مسلم وإبراهيم ابنا محمد شبانة بن تمام بن علي بن تمام بن عمار الحسيني القرشي.[40]
وكانت عيناثا وميس وجزين ومشغرى وجبع وكرك نوح وغيرها غاصة بالمدارس وطلاب العلم وتخرج منها الألوف من أعاظم العلماء الشيعة.
وكان جبل عامل في أكثر الإعصار هدف الكوارث والمحن والعداوات الشديدة من مجاوريه من حكام دمشق وأمراء بلاد صفد (فلسطين) وجبل لبنان وغيرهم.[41]
و كانت العداوة الدينية من اعظم البلايا على أهل جبل عامل، فيها استحلت دماؤهم وقتلت علماؤهم ظلماً وعدواناً كما جرى للشهيد الأول محمد بن مكي العاملي الجزيني مفخرة عصره بل جميع العصور الذي قتل في دمشق للتشيع في دولة بيدمر وسلطنة برقوق بعدما حبس سنة كاملة في قلعتها ثم قتل بالسيف ثم رجم ثم أحرق سنة 786 هـ.
و كذلك جرى للشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي الجبعي أول من صنف من الامامية المتأخرى ن في دراية الحديث. فلقد قبض عليه في مكة المكرمة وهو في الطواف بوشاية قاضي صيدا وقتل في طريق القسطنطينية في سلطنة السلطان سليمان العثماني سنة 965 هـ وهذا نموذج مما كان يعامل به إجلاء علماء الشيعة في تلك العصور المظلمة.[42]
وكان أيضا" من أهم علماء جبل عامل السيد حسن الصدر الكاظمي.
و من أشهر المحققين كان المحقق الحلي جعفر ابن سعيد، والمحقق الشيخ علي بن عبد العالي العاملي الكركي.[43]
كان مفتي بلاد بشارة[44] من قبل الحاكم هو السيد محمد الأمين وكان أبوه السيد علي محمد الأمين من قبله مفتياً أيضاً كما كان أبوه السيد محمد الأمين الأول[45] مفتياً أيضا قبل ابنه المذكور. وكان ذلك (بفرمانات) من الولاة والحكام العثمانيين لكل واحد منهم.
وبعد الحرب العالمية الأولى عين من الشيعة في جبل عامل مفتون في صور ومرجعيون ثم في صيدا كما عين منهم في بعلبك والهرمل وكان للشيخ الحانيني المتوفي سنة 1035 منصب الإفتاء في إمارة فخر الدين المعني وكان السيد علي إبراهيم معاصر السيد علي محمد الأمين مفتياً في قضاء صيدا.
ولكن مرجع القضاء والفتوى الحقيقي في جميع أدوار جبل عامل هم العلماء المجتهدون العدول سواء في ذلك زمن قضاته الشيعة والمفتين الرسميين في العهد الإقطاعي وفي زمن امتياز لبنان القديم وفي عهد قضاة الأتراك الأحناف وفي عهد الاحتلال الفرنسي فجميع القضاة والمفتين المعينين من قبل الحكام ليس لهم من القضاء إلا الشيخ حسين مغنية., حيث أن المرجعية في النجف (ألإمام النائيني) كانت ترجع الشيعة في جبل عامل وعموم الشام إليه فيما يتعلق بالإفتاء والقضاء، أما الباقون فلم يكونوا مجتهدين عدولاً لأن الشيعة الإمامية الجعفرية تعتقد حسبما رسمه لها أئمة أهل البيت عليهم السلام أن منصبي الفتوى والقضاء مختصان بالفقهاء المجتهدين الثقات العدول القادرين على استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة الأربعة الكتاب والسنًة والإجماع ودليل العقل.
وبعد زوال حكم العشـائر عن البلاد سنة 1282 هجرية شكل في جبل عامل ثلاثة أقضية وعين لها ثلاثة قائمقامين أحدها في مرجعيون ومركزه قرية كفركلا ثم نقل منها إلى جديدة مرجعيون في عصرنا وثانيها في مدينة صيدا وثالثها في مدينة صور ومديريتان إحداهما في تبنين والأخرى في النبطية وبعد الاحتلال الفرنسي جعلت صيدا متصرفية ثم أبدل اسم المتصرف باسم محافظ وزيد في عدد المديريات فأضيف إلى مديرتي النبطية وتبنين مديريات علما الشعب وعدلون وبنت جبيل وجعلت محاكم نظامية في صيدا وصور ومرجعيون مؤلفة من رئيس وثلاثة أعضاء وكاتبين ومحكمة صلح في النبطية مؤلفة من حاكم وكاتب ثم الغيت المديريات كلها في الجمهورية اللبنانية وأبدل اسم القائمقام بالمحافظ ثم أعيد اسم القائمقام لصور ومرجعيون وخص اسم المحافظ بمتصرف صيدا وألغيت المحاكم من صور ومرجعيون وجعل مكانها حكام صلح وأبقيت محكمة صيدا فقط واليها مرجع المحاكم الصلحية وأنشئت محكمة صلح تقيم في تبنين ستة أشهر ومثلها في بنت جبيل وأصبح حكم جبل عامل مؤلفاً من محافظة في صيدا وقائمقامين في صور ومرجعيون وجزين ومحكمة بداية (واستئناف لأحكام حكام الصلح) في صيدا وخمسة حكام صلح في جزين والنبطية وصور ومرجعيون وما بين تبنين وبنت جبيل.
لا يوجد في جبل عامل بلدة أو قرية كبيرة أو صغيرة إلا وفيها مسجد أو مسجدان أو أكثر وإنما غرضنا أن نذكر المساجد المعظمة فيها المتميزة بإتقانها وأحكامها وسعتها:[46]
و مجموع مساجد جبل عامل بين صغير وكبير تزيد عن أربعمائة.
تكثر المزارات والمشاهد في جبل عامل ومن أشهرها:[47]
...(مشهد النبى يونس) في بلدة كفرا، وقد أثبت الباحث في الحضارات التاريخية موسى سلمان أن النبي يونس ولد في بلدة كفرا ومات فيها، ولم يذهب إلى بلدة نينوى العراقية أبداً لأن نينوى ليست متشابهة للمنطقة الجغرافية التي عاش فيها النبي يونس،
وهي كثيرة نذكر أسمائها مع بعض ما تيسر من تفاصيل:
توالى على هذه الطائفة العدد الكبير من العلماء وكان لتهجيرهم على أيدي العثمانيين بالغ الأثر في نشر دعوة التشيع في الهند وإيران وباكستان وغيرها من الدول. نبل العامليون، نبوغهم وفضلهم على العلم قديماً وحديثاً.. النظريات المستحدثة التي كانت موضع إعجاب الباحثين.. الأدب السامي.. الثقافة العامة.. المخترعات الميكانيكية في هذا العصر كلها مقاييس جعلت لجبل عامل أهمية كبيرة في التاريخ.
نذكر جملة من الشخصيات العاملية التي كان لها تميز على من يشاركها في هذا العصر وفي العصور الغابرة [48]