السديم الانبعاثي أو السديم الاشعاعي Emission Nebula هو سديم يلمع نتيجة اتحاد الإلكترونات بالبروتونات لتشكيل ذرات الهيدروجين، يحدث ذلك عندما يقترب الإلكترون من البروتون فيحدث تولد للطاقة تظهر على شكل ضوء أحمر، وحيث أن هذه العملية تحدث لغالبية الذرات داخل السديم في الوقت نفسه فإنه يظهر باللون الأحمر.[1][2][3] وينشأ هذا السديم نتيجة انبعاث الأشعة فوق البنفسجية من نجم ما ساخن على سحابة من غاز الهيدروجين، وتحدث نتيجة لذلك عملية تأين للذرات (انتزاع الالكترونات من الذرات)، ومن الممكن أن تبدأ الإلكترونات الحرة بعد ذلك في عملية الاتحاد بأنوية الهيدروجين (البروتونات) وتشع عندئذ أشعة ضوئية حمراء. ومن أشهر تلك السدم سديم البحيرة وسديم أوميجا وسديم تريفيد وسديم الجبار.
مصدر الطاقة التي تعمل على تحفيز السديم على الإشعاع هو عادة فوتونات عالية الطاقة صادرة من أحد النجوم القريبة أو عدة نجوم قريبة. وتكون تلك الفوتونات من الأشعة فوق البنفسجية غير مرئية للعين، ولكن ترصدها تلسكوبات مخصوصة، أحسن تلك التلسكوبات تكون على متن أقمار صناعية حتى تتفادى امتصاص الغلاف الجوي للأرض الذي يحجب جزءا من الأشعة فوق البنفسجية.
يحث تحفيز الذرات في غاز السديم بطريقتين:
تكون النجوم المتسببة في اضاءة السحابة الإشعاعية غالبا نجوما ساخنة شابة من نوع التصنيف الطيفي O أو B أو A حيث حي الوحيدة التي لها طاقة اشعاعية عالية. وغالبا ما تكون السحابة الهيدروجينية هي بقايا مولد تلك النجوم منها. وتسمى السدم الإشعاعية أيضا منطقة هيدروجين II ، فهي مناطق يكون فيها الهيدروجين متأينا.
كذلك ينتمي السدم الإشعاعية من حيث المبدأ إلى السدم الكوكبية والتي يكون فيها قزم أبيض ساخن جدا. وتكون السحابة عبارة عن ما ألقاه النجم الأصلي من غلافة الغازي في الفضاء قبل أي يصبح قزما أبيضا.
يعتمد لون السحابة الغازية (السديم) على تكوينها الكيميائي وعلى طاقة الضوء الصادرة منها. ونظرا لوجود الهيدروجين بكثرة في الوسط بين النجمي وطاقة تأينه المنخفضة فإننا نجد الكثير من السدم يضيء في خط طيف H-alpha الذي تبلغ طول موجته 656,3 نانومتر المميز لها ولونه أحمر. فإذا كان في المنطقة طاقة كبيرة ناتجة من نجوم شديدة السطوع، فمن الممكن أن تتأين ذرات عناصر كيميائية أخرى في الوسط بين النجمي فتظهر السحابة بألوان أخرى مثل الأخضر والأزرق.
وعن طريق قياس طيف السديم يمكن للفلكيين تعيين العناصر الكيميائية المكونة له. ومعظم تلك السدم المضيئة تتكون من الهيدروجين بنسبة 90% . ويوجد معه الهيليوم وبعض من النتروجين والكربون والأكسجين (وهي عناصر خفيفة تبلغ كتلها الذرية بين 4 إلى 20).
من الأمثلة الجميلة للسدم الإشعاعية سديم البحيرة M 8 وسديم الجبار M 42.
وتحتوي السدم الإشعاعية غالبا عل أماكن مظلمة حيث تكثر فيها سحب كثيفة من الغبار وتسمى «سحب مظلمة»، وهي تمتص الضوء الساقط عليها ولا تسمح بمروره خلالها. وتختلط مناطق السديم المختلفة من مناطق مضيئة وأخرى مظلمة وتعطيها احيانا أشكالا خيالية، تجعلنا نعطيها أسماء مستوحاة من هيئتها مثل سديم القمع NGC 2264 الموجود في كوكبة وحيد القرن.
يمكننا رصد السدم الإشعاعية والسدم المظلمة وتسمى احيانا سدم متداخلة. من أمثلتها نجد سديم أوميجا M 17 وسديم تريفيد M 20.