| ||||
---|---|---|---|---|
فتره زمنيه | ||||
تعديل |
عصور الظلام أو القرون المظلمه - بالإنجليزى : Dark Ages - مصطلح بيشير لفترات فى التاريخ الأوروبى انتشر فيها الجهل و الخرافات زى فترة مابين سنة 500 و سنة 1000 [1] ، و دى فتره اتميزت بإنتشار الجهالات الفكريه و التقوقع ع الذات و توارى الحياه المدنيه و التولورانسيه فى طيات التعصب و الهوس الدينى و الحروب و الصراعات.
عصور الظلام ( القرون المظلمه ) هيا الجزء الاولانى من العصور الوسطى ( القرون الوسطى ) اللى امتدت من سقوط الامبراطوريه الرومانيه الغربيه سنة 476 على إيد الچرمان لغاية سقوط الامبراطوريه الرومانيه الشرقيه سنة 1453 على إيد الأتراك .[2] و طبع التحديد التاريخى ده تقريبى مش قطعى [3] ، لإن دى فتره طويله من الزمن مش سهل معرفة إمتى بالظبط إبتدت و إنتهت. المؤرخ إدوارد جيبون (1737-1794) سمى الفترة دى " ألف سنه من الهمجيه و الدين " [4]
مفهوم عصور الظلام صاغه الباحث الايطالى (فرانشيسكو بيتراركا) فى 1330 ، و كان بيقصد بيه انتقاد شامل لطابع الأدب اللاتينى فى الفتره دى.[5]
فى فترة عصور الظلام انحدر مستوى التفكير فى اوروبا، و أخد الإيمان بالغيبيات مكان التفكير العلمى و المنطقى السليم، و بقت الثقافه وقف على رجال الدين و ديولهم، هما اللى يحددوا إزاى الناس تفكر و تعيش و فى إيه يفكروا و عشان إيه يعيشوا، و لحد بأى لغه يكتبوا، و اللى كان يخرج عن الخط اللى رسموه رجال الدين و أتباعهم كان بيتهم بالكفر و الهرطقه و تتسؤ سمعته و تتعمله محاكمات و يتعذب.
إنحدرت الثقافه و انتشر التخلف و بقت الناس بدل ما تفكر فى تحسين معيشتها و فهم الدنيا اللى عايشين فيها بتفكر فى مواضيع عقيمه و غيبيات عبثيه زى قيمة أرقام معينه و أثرها على الناس، و عدد الملايكه، و مكان الروح فى الجسم و حاجات عبثيه كتيره زى كده بتعبر عن إنحدار فكرى و ركود ذهنى.
إنعدم التفكير المنطقى و اختفت التولورانسيه من المجتمعات و حل محلها التعصب الدينى و القهر الفكرى و بقى اللى بيفكر و يقول رأى عدو لازم يتشتم و يتذل و يتعاقب.
و زى ما الناس بقوا عبيد لأفكار رجال الدين و ديولهم بقى الفقرا منهم كمان عبيد و ميليشيات للإقطاعيين و النبلا و مصدر للضرايب و المكوس، و وقود للحروب و الصراعات الإثنيه.
حرم رجال الدين و توابعهم إستخدام اللغات المحليه فى الكتابه لإنهم ربطوا بين المسيحيه و اللغه اللاتينيه. و بقت الكتابه باللغات المحليه من المحرمات اللى لازم تتحارب و اللى يحاول إستخدام لغته المحليه اللى بيتكلم بيها بدل اللاتينى فى الكتابه كان بيعتبر مارق كافر معتدى على الدين.
مع الإنحطاط ده عم الفقر على الناس، و اتقفلت المدارس اللى بتعلم العلم و التعامل مع الحياه، واتفتحت صوامع تعلم الدين و جغرافيا العالم الآخر، و انعدمت القرايه و ندرت الكتب، و إنشغل الناس فى مناقشة الغيبيات و الطقوس اللى الواحد لازم يتبعها فى حياته عشان يبقى ناجح فى مماته.
بيقول المفكر سلامه موسى اللى معناه : إذا كت عايز تلخص لنفسك معنى الإنحطاط فى القرون المظلمه، و إزاى الذهن البشرى هجر الفلسفه اليونانيه و الهندسه الاقليديه و النزعه الصناعيه فى روما للدين و الغيبيات فى صوامع رجال الدين، فاعرف إن المعنى بينحصر فى إن الثقافه بقت بتخدم شئون العالم الأخر بدل ما تخدم الإنسان على كوكب الأرض .[6]
بدل ما الناس ما تفكر فى العلم و المعرفه بقت بتفكر فى السحر و طرد العفاريت، العدو الاولانى للإنسان اللى مالهاش شغلانه إلا وزه على فعل الشر و أذيته هو و اللى حواليه. و انتشر إتهام الناس، و الستات بالذات، بالسحر، و كات اللى " يتثبت عليها " إنها سحاره بيتقبض عليها و تتحرق. رجال الدين تفننوا فى " تجارب التعرف على الساحرات ". و طبع الضحايا كان منهم كتير مجرد ناس قالوا حاجه مش على هوى رجال الدين و اتباعهم أو فكروا فى حاجه تخدم المجتمع فكان لازم يتحاكموا و يتبهدلوا و يتذلوا و يتقتلوا عشان الوضع يفضل زى ما هو و يبقوا عبره لغيرهم من " الكفار ". الناس بقت بتشوف الحاجات من منظور غيبى بتبرره العقيده زى ما بيفسرها لهم رجال الدين و أتباعهم مش بالعقل و التفكير المنطقى المنظم.
النظر الغيبى بيقتضى الإيمان بالسحر و العفاريت و التنجيم و الطقوس العقيمه. و الإستبداد بالستات و قهر الناس و تذهيلهم و تجميد أذهانهم و منعهم من التفكير و محاربة العلم و التطور من سمات عصور الظلام. ذهول الناس و بعدهم عن التفكير الحر المنطقى ما كانش كله بيتم عن طريق الحجر المباشر على الأفكار عن طريق رجال الدين و ديولهم لكن كان فى العاده عمليه تلقائيه نابعه من الإنسان ذاته وده لإن فى الفتره دى أذهان الناس نفسها انحطت و بقى الجمود الفكرى ده مزاجهم الثقافى العام.
إنسان عصور الظلام ذاهل و أحادى التفكير، و متعصب دينى، معتدى على اللى يخالفه فى الرأى، و بيحتقر الستات، و بيؤمن بالغيبيات، و بيكره التطور و العلم، وبيفسر ظواهر الحياه تفسير خرافى.
عصور الظلام ما انتهتش سنة 1000 و العصور الوسطى ما غربتش مع شمس أخر يوم فى سنة 1453. التواريخ دى مجرد حد عرفى مش حد جزمى. عصور الظلام و العصور الوسطى انزاحت شويه شويه عن اوروبا. بعد القرن الحداشر بوادر التغيير و النهضه ابتدت تهل على اوروبا. ابتدت تظهر كتابات فيها فكر بس فكر فى حدود الدين. فى الفتره دى ظهر أبيلار (1079 - 1142 ) و ده كان رجل دين بيكتب فى مواضيع دينيه بس دعا للشك و خلاه أساس للإيمان الصح. و برغم كده اصطدم مع بابا الكاتوليك و اتحرمت كتبه. و ظهر توماس الاكوينى (1225 - 1274 ) و حاول يوفق بين العقل و الدين بطريقه تلفيقيه لكن كتب بجراءه و بين قيمة العقل. الإتنين بينوا الرغبه فى دراسة الكتب القديمه التانيه اللى مالهاش علاقه بالدين، و أفكارهم بتعتبر بذرة الحركه البشريه، اللى وصلت لذروتها فى عصر النهضه الأوروبيه ( الرينيسانس )، و اللى خلاصتها إن الإنسان لازم يطلع على المعارف الإنسانيه و ما يقتصرش تفكيره على إجترار الدين و الغيبيات. و ابتدت الناس تقرا مواضيع من عصور الإغريق و الرومان مالهاش دعوه بالدين، ودى كانت ثوره و تمرد على الأوضاع الثقافيه المترديه اللى إجتاحت اوروبا فى عصور الظلام، و بقى من حق المثقفين انهم يقروا اللى عايزينه و ينقدوه كمان. و المصلح الدينى مارتين لوثر كان من ثمار الحركه البشريه دي، و كان بذره لنهضه تانيه هى نهضة الحريه الدينيه اللى هى نفسها كات نتيجه لحرية الذهن. و من الحريات دى نشأت حركات تانيه بتتعلق بالحقوق السياسيه و الإقتصاديه.
حوالى سنة 1000 ابتدت المدن فى اوروبا تتكون و تجذب سكان الأرياف اللى كانو فى عصور الظلام عبيد للنبلا و الإقطاعيين و ميليشيات لفرقهم العسكريه اللى بيحاربوا بيها بعضهم . و ابتدا يظهر الصناع و التجار بعد ما أختفوا. بيقول المفكر سلامه موسى اللى معناه : لو عايزين نوضح الفرق بين القرون الوسطى و بين النهضه ممكن نقول ان النهضه هى انتقال الناس من الريف ، مكان الجمود و حكم النبلا، للمدن، مكان التجاره و الصناعه و التجمع السكانى، و مكان الرأى فوق العقيده، و لحد مكان الإكتشاف و الإختراع .[7]
خرجت اوروبا من الحصار الذهنى فى العصور الوسطى للعالم الرحب، و انطلقت مراكبها من موانيها تكتشف العالم، و بقى لاوروبا و جدان بالتاريخ و الجغرافيا بعد ما كان وجدانها فى عصور الظلام محصور فى كتب الدين اللاتينيه و جغرافيا العالم الأخر.
اللغات المحليه اللى كان بيتكلم بيها الناس فى عيشتهم اليوميه حلت محل اللغه اللاتينيه فى الكتابه و بقت المعرفه متاحه للكل و بتتقرى و تتكتب و تتفهم بسهوله.
إجتازت اوروبا الفتره القاحله من تاريخها و دخلت فى عصور الرينيسانس و التنوير و الحريه و الصناعه و الإكتشافات و الإختراعات المبهره، و سادت حضارتها الدنيا، و وقعت قدام ثقافتها كل ثقافه عارضتها و فضلت حبيسة عصرها المظلم الخاص بيها، بتعانى الجهل و القهر ، و الإستبداد بالمرأه ، و الإعتداء على أصحاب الأراء ، و الإيمان بالخرافات و الغيبيات ، و الصراعات الدينيه و الإثنيه.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة=
(مساعدة)، الوسيط غير المعروف |الاولانى=
تم تجاهله (مساعدة)، الوسيط غير المعروف |جورنال=
تم تجاهله (مساعدة)، ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |مؤلفين مشاركين=
(مساعدة)