محمد على باشا هوه حاكم مصر رقم 450 |
---|
| ||||
---|---|---|---|---|
(بالتركى عثمانى: محمد علی پاشا) | ||||
| ||||
معلومات شخصيه | ||||
اسم الولاده | (بالعربى: محمد علي المسعود بن إبراهيم آغا القوللي) | |||
الميلاد | 4 مارس 1769 [1][2] | |||
الوفاة | 2 اغسطس 1849 (80 سنة)[4] | |||
مكان الدفن | مسجد محمد على | |||
مواطنه | امبراطوريه عثمانيه | |||
مشكله صحيه | ديمينشا | |||
ابناء | طوسون باشا ، واسماعيل كامل باشا ، وابراهيم باشا | |||
عيله | عيلة محمد على | |||
معلومات تانيه | ||||
المهنه | سياسى ، وصحفى [5] | |||
اللغه الام | عثمانلى | |||
اللغات المحكيه او المكتوبه | عربى [6][7]، وعثمانلى [8] | |||
مجال العمل | سياسه [9] | |||
بداية فترة العمل | 1784[10] | |||
التوقيع | ||||
| ||||
تعديل مصدري - تعديل |
محمد على باشا - محمد على ابراهيم أغا - اتلقب بـ عزيز مصر - و اتعرف فى مصر كمان باسم محمد على باشا القوللى (كاڤالا، 4 مارس 1769 -القاهره، 2 اغسطس 1849) والى مصر و مؤسس العيلة العلويه اللى حكمت مصر و السودان حوالى 150 سنة من 1805 لحد سنة 1953. محمد على باشا حكم من 17 مايو 1805 ل1 سبتمبر 1848 و بيعتبر مؤسس مصر الحديثه و بغض النظر عن مظالمه و جرايمه و اخفاقاته كان سبب نهضتها و دخولها العصر الحديث. قال عنه المؤرخ عبد الرحمن الجبرتى: " فلو وفقه الله لشىء من العدالة على ما فيه من العزم والرياسة والشهامة والتدبير والمطاولة لكان اعجوبة زمانه وفريد اوانه ".
محمد على باشا اتولد سنة 1769 فى مدينة كاڤالا ( كاڤالا) Kavala فى مقدونيا اللى كانت وقتها ضمن أراضى الامبراطورية العثمانيه ، و كان بغض النظر عن اصله اللى فى الأغلب كان البانى بيعتبر نفسه عثمانى. بعد فشل مشاريعه العسكريه و عزله اتوفى فى اسكندريه فى 2 اغسطس 1849 ، و اندفن فى الجامع المعروف باسمه فوق جبل المقطم فى قلعة القاهره.
محمد على اتولد فى سنة 1769 فى قريه اسمها كاڤالا ( Kavala ) فى مقدونيا على بعد 320 كم غرب استانبول، كاڤالا كانت فى الوقت ده من أملاك الاتراك العثمانيين فى البلقان. بس بيتقال ان ابوه و امه اصلهم من البانيا، ابوه اللى كان اسمه ابراهيم آغا كان بيشتغل غفير طرق و خلف 17 ابن كلهم ماتو ماعادا محمد على. ام محمد على مش معروف اسمها أوهى مين. فى سنة 1773 اتيتم محمد على و هو عنده اربع سنين بعد مامات ابوه و حصلته امه ، فأخده عمه طوسون آغا عشان يربيه و كان متسلم قرية كاڤالا لكن هو كمان مات بعدها بشويه بعد ما قتله السلطان العثمانى فبقى محمد على وحيد من تانى فأخده صاحب لأبوه اسمه جربتجى فى راوسطا و عيشه فى بيته مع ولاده. محمد على عاش فى مذلة اليتم و عانى كتير فى طفولته و صباه و بيتقال انه بعد مااتولى حكم مصر كان بيحكى للمقربين ليه عن المعاناه اللى شافها و هو طفل و يقول: " أتولد لأبويا سبعتاشر ولد ماعاشى منهم غيرى انا ، و عشان كده ابويا كان بيحبنى قوى و بيخاف عليا ، لكن اتوفى فبقيت عيل يتيم واتبدل عزى بذلى ، و كنت باسمعهم يقولو الجمله دى اللى عمرى مانستها طول حياتى : " ياترى مصير الواد التعيس ده حايكون ايه بعد مامات ابوه و امه ! ". فكنت بأتغافل عن الكلام ده و بيجينى احساس غريب بيحركنى عشان اقوم من تحت المذله دى ، فكنت بأجهد نفسى فى أى شغلانه بأقدر أعملها و بهمه غريبه لدرجة انى ساعات كان بيعدى عليا يومين و انا بأسعى من غير مااكل ولا أنام غير حبه. و من الحاجات اللى قاسيتها انى كنت مره مسافر فى مركب فزادت الريح و كسرت المركب و اكمنى كنت صغير سابونى و ركبو مركبه كانت وايانا وراحو بيها على جزيره ففضلت انا اجاهد فى المايه و الموج عمال يحدف فيا و يخبطنى فى الصخر لغاية ايدايا ما اتكسرو و هم رفياعين ، و فضلت اكافح لغاية ماربنا رادلى انى اوصل الجزيره بسلامه والجزيره دى دلوقتى جزء من مملكتى. "
بيتحكى ان محمدعلى فى صباه كان بيزور فى كاڤالا تاجر فرنساوى كبير اسمه مسيو ليون.التاجرالفرنساوى ده كان لما شاف محمد على حس بالشفقه عليه لمالاحظ انه فطين و نبيه فبقى يساعده و يعطف عليه لغاية ما محمد على بقى بيحبه و بيتقال ان بعد محمد على مااتولى حكم مصر بعت للمسيو ليون فى سنة 1820 دعوه عشان يستضيفه فى مصر و قبل المسيو ليون الدعوه لكن اتوفى قبل مايروح مصر فزعل عليه محمد على و بعت لأخته هديه قيمتها عشرتلاف فرنك.
اتربى محمد على فى بيت صاحب ابوه جربتجى فى راوسطا ، و زى ولاد المنطقه اتعلم من صغره اللعب بالسيف و الجريد و بين مهاره ، فلما كبر انضم للجهاديه اللى كان جربتجى الراجل اللى رباه بيشرف عليها ، و لما بين قدراته فى تحصيل الضرايب رقاه جربتجى لرتبة بلوك باشى و جوزه من واحده قريبته اسمها " أمينه هانم نوصرتلى " كانت متطلقه و عندها فلوس و أملاك ، فساب محمد على الجهاديه و دخل فى التجاره و اهتم بالذات بتجارة الدخان و دى كانت تجاره رايجه فى المنطقه اياميها و نجح فيها و اشتهر. حب محمد على للتجاره كان اكتسبه من مسيو ليون التاجر الفرنساوى اللى كان بيشفق عليه فى طفولته و بطبيعة الحال ده كان من اسباب اهتمامه بالتجاره بعد ماحكم مصر.
فضل محمد على شغال فى التجاره لغاية لما الباب العالى فى سنة 1801 قرر تخريج الفرنساويه من مصر. الفرنساويه كانو غزو مصر سنة 1798 بقيادة نابوليون بونابرت فى الحمله المعروفه باسم الحمله الفرنساويه اللى غلبو فيها المماليك المصرليه و احتلو مصر و قعدو فيها تلت سنين و فضل السلطان العثمانى يبعت عسكر عشان يحاربهم و يخرجهم من مصر بمساعدة الانجليز من وقت للتانى. فى سنة 1801 بعت العثمانيين على مصر حمله كبيره تحت قوماندية حسين قبطان باشا بمشاركة الانجليز.
محمد على كان من ضمن المرتزقه الألبان اللى انضمو للقوات البحريه بعد مااتجند فى راوسطا كمعاون لعلى آغا على راس 300 مرتزق ألبانى ( ارناؤوط ). على آغا كان ابن جربتجى الراجل اللى ربى محمد على. لما وصلت المراكب ابو قير اتغلبت من الفرنساويه فرجع على آغا على بلده وساب عساكره تحت قوماندية محمد على اللى فى الغضون دى كان ااترقا لرتبة بيكباشى. العثمانليه بمعاونةالاسطول الانجليزى قدرو يغلبو الفرنساويه و اتعملت اتفاقيه انسحب الفرنساويه بموجبها من مصر فى سبتمبر 1801.العسكر العثمانى كان من ضمنه جماعات من الأرناؤوط و الانكشاريه و الغليونجيه و دول قعدو لحماية مصر السفلى و مدن فى الصعيد ، و الانجليز اللى كانو تحت قوماندية الجنرال هتشنسون نزلو فى اسكندريه عشان يساعدو فى تعيين والى عثمانى و محاربة المماليك المصرليه اللى كانو عمالين يقاومو عشان استقلال مصر.
اتعين محمد خسرو باشا والى على مصر بمساعدة حسين قبطان باشا ان خسرو كان فى الاصل من مماليكه. و بعد تعيينه راح على القاهره و خلص على اللى كانو مواليين للفرنساويه و كان معاه اوامر سريه بالقضاء على المماليك المصرليه بأى طريقه ، فبعت تجريده على الصعيد عشان تقضى على المصرليه الموجودين هناك فلما حس المصرليه بالخطر اتصلو بالفرنساويه و استنجدو بيهم لكن الاتصالات ماجابتش نتيجه لكن تجريدة خسروباشا هى كمان ماحققتش حاجه و رجعت من الصعيد ، و استمر خسرو باشا يحارب المصرليه فى مناطق مختلفه و يشن حملات عليهم. فى حمله من دول امر محمد على ، اللى فى الغضون دى كان ااترقا لرتبة سرششمه و بقى قومندان على 4000 مرتزق ألبانى ، بانه يروح يساعد الحمله لكن الحمله اتغلبت قبل مايوصل محمد على بعساكره فاتحجج قومندان الحمله بان تأخر محمد على فى الوصول كان سبب هزيمته و بعت بلاغ لخسرو باشا. خسرو باشا اللى ماكانش بيحب محمد على صدق الموضوع و امر فى السر بقتله و كتبله انه لازم يروح يقابله فى نص الليل لمناقشة شوية حاجات ، لكن محمد على مابلعش الطعم و فهم انه ناوى يقتله فماراحش و اتصل فى السر بالمماليك المصرليه واتحالف معاهم ضد خسرو باشا و قدرو انهم يطلعو خسرو باشا من القاهره فهرب على دمياط وعينو مكانه طاهر باشا، لكن طاهر باشا اتقتل و احتل محمد على قلعة القاهره فراح احمد باشا والى الشرطه منصب نفسه والى لكن قدر المصرليه انهم يطردوه من القاهره و راحو على دمياط و حاربو خسرو باشا واسروه و رجعو بيه على القاهره و سجنوه فى القلعه.
لما السلطان العثمانلى فى استانبول عرف باللى حصل فى مصر بعت والى اسمه على باشا الجزائرلى و بعد وصوله القاهره ابتدا يكيد للمماليك المصرليه و محمد على. المماليك المصرليه كان ليهم زعيمين الامير محمد الألفى و الامير عثمان البرديسى و الاتنين كانو واقعين فى بعض و بيتنافسو على السلطه. الألفى كان راح انجلترا عشان يطلب من الانجليز انهم يقفو فى صفه ضد البرديسى ، و لما رجع مصر انتهز محمد على الفرصه و قوم غريمه البرديسى عليه فعمل للالفى مكيده لكن فلت منها و هرب عالصعيد فافتكر البرديسى ان الجو فىه فى القاهره و هو مش دريان ام محمد على بيكيد له و بيدبر له مصيبه هو كمان. فى 1804 محمد على بمكره حرك الألبان على البرديسى و اتفق معاهم انهم يتمردو و يطالبو بماهياتهم المتأخره فثارو و هددو البرديسى اذا مادفعلهمش مرتباتهم المتأخره ، فراح البرديسى عشان يقدر يدفع المرتبات عامل ضرايب جامده على سكان القاهره و بقى يحصلها بقسوه و عنف فثار عليه اهل القاهره و خرجت مظاهرات بتنادى: " ايش تاخد من تفليسى يا برديسى " و اضطر يهرب من القاهره اللى عمره مارجعها تانى.
بعد ماهرب الاميرين مافضلش من رجالة السلطه فى القاهره غير محمد على اللى راح لامم العلما والمشايخ حواليه و اتفاوضو سوا على اطلاق سراح خسرو باشا و ترجيعه لمنصبه فوافق محمد على و رجعه لمنصبه لكن ماأقعدش فى المنصب غير يوم واحد اتبعت بعده على رشيد و من هناك على الاستانه و كل ده كان بمكرو تدبير محمد على اللى بعد ما خلص من خسروباشا هوكمان اتظاهربانمصر محتاجه والى عثمانى و اقترح تنصيب خورشيد باشا اللى كان فى اسكندريه فوافق العلما و المشايخ و على انمحمد على يكون نايبه بصفة قائمقام و بعتو للباب العالى فى الاستانه يبلغوه و يطلبو الموافقه فوافق السلطان العثمانى.
بعد مااتعين احمد خورشيد باشا والى على مصر لقى ان محمد على مستأثر بالنفوذ بسبب العسكر الألبان اللى تحت ايديه فخاف على نفسه و جاب عساكر مغاربه بيتسمو الدلاتيه عشان يبقو معاه لو استدعت الامور ، و فهم محمد على قصد خورشيد باشا فراح مخلى الدلاتيه دول يعاملو سكان القاهره معامله وحشه و يقتلو و ينهبو بالاعتماد على نفوذ خورشيد باشا و بكده كره اهل القاهره فيهم و بالذات العلما و المشايخ.
فى اوائل مايو 1805 وصل لمحمد على قرار بتعيينه والى على جده فى شبه الجزيره العربيه ففرح خورشيد باشا بقرب خلاصه منه و لبسه هدوم المنصب " الفروه و القارووق " ، وخرج محمد على على انه رايح على جده لكن فى قرارة نفسه ماكانش عايز يسيب مصر ، و انتهز فرصة تمرد العسكر ومطالبتهم بالعلوفه فقالهم: " اهو الباشا عندكو طالبوه بيها " و روح هو على بيته فى الأزبكيه و قعد يرمى دهب على الناس و هو فى السكه عشان يحبب الناس فيه و يكرهم فى خورشيد باشا. ماحدش عارف ايه بالظبط اللى حصل مابين محمد على والمشايخ فى التلت تيام اللى بعد كده ، لكن اللى حصل بعدها هو ان المشايخ بزعامة السيد عمر مكرم نقيب الاشراف راحوله على بيته و هما بيهتفو بنفس واحد: " مش عاوزين خورشيد باشا والى علينا " ، فطلعلهم محمد على و سألهم: " امال عايزين مين ؟ " ، فردو عليه: " مش عايزين حد غيرك انت ". فعمل محمد على نفسه انه مش عايز المنصب و قعد يشكر فى خورشيد باشا و يهديهم لكن فضلو يلحو عليه لغاية مافى الاخر وافق ، فراحو ملبسينه الكرك و القفطان و بعتو لخورشيد باشا يطالبوه بالنزول من القلعه ، و لما ماقبلش خورشيد باشا طلبهم حاصروه فى القلعه و كتبو للباب العالى باللى حصل و فضلو على الحال ده لغاية مافى 9 يوليه 1805 وصل فرمان من السلطان العثمانى بعزل خورشيد باشا و تنصيب محمد على مكانه والى على مصر ، فخرج خورشيد باشا من القلعه و مشى من مصر و هو مقهور ومتغاظ من محمد على.
المماليك المصرليه كانو هما كمان متغاظين من محمد على بعد ماشافو مكره و ألاعيبه و ازاى استخدمهم لخدمة اهدافه الشخصيه فثارو عليه بزعامة الامير الألفى اللى طوالى اول ماسمع ان محمد على اتعين والى اتصل بالانجليز و طلب منهم المساعده فى خلعه لكن القنصل الفرنساوى عرف وعرقل الاتصال فدخل الألفى فى مفاوضات للمصالحه ترضى الطرفين لكن مااتوصلوش لاتفاق فاتصل الألفى بالانجليز تانى عن طريق سفيرهم ، و فعلا اتدخلت انجلترا و قدرت تقنع السلطان العثمانى بعزل محمد على فبعت واحد اسمه موسى باشا عشان يحل محله لكن المشايخ و سفير فرنسا فى الاستانه وضحو للسلطان مقاصد المماليك المصرليه فغير رأيه و ثبت محمدعلى فى منصبه لكن امره بانه مايتعرضش للمصرليه ان فيه عفو سنة عنهم صدر. لكن المقادير ساعدت محمد على ان البرديسى ومن بعده الألفى اتوفو بعد شويه و اتزعم المصرليه شاهين بيك اللى ماكانش فى قوتهم فضعفت شوكة المصرليه واتقوى مركز محمد على.
انجلترا من جهتها شافت ان التطورات دى ضد مصالحها و نفوذها فبعتت حمله عسكريه على مصر بقيادةالجنرال فريزر لترجيع السلطه للمماليك المصرليه ، لكن فى الغضون دى المصرليه كانو اتبعترو و اتشتتو فى نواحى مصر فقعدت الحمله فتره على ساحل مصر و بعدين اتفقت مع محمد على على صلح و مشيت من مصر من غير ماتحقق حاجه. محمد على باشا عمل كمان صلح مع شاهين بك زعيم المصرليه و بكده بقت مصر فى قبضة ايده فابتدا يفرق مناصب و مراكز حكومته على قرايبه اللى بيثق فيهم. فى اخر يوليه 1808 اتنصب محمود التانى سلطان على عرش الاستانه بعد وفاة السلطان مصطفى الرابع.
محمد على كان راجل امى مابيعرفش لا يقرا و لايكتب و ماكانش بيتكلم بالمصرى لكن كان مكار و امير من امرا الدهاء الكبار و قضى السنين الاولانيه من ولايته فى تقوية مركزه و ازاحة اى حد ممكن يمثل تهديد لسلطته ، و بالغدر و الخيانه وصل لأهدافه فى تثبيت رجليه. اول ضحايا محمد على باشا كان عمر مكرم اللى غدر بيه محمد على مع انه هو اللى لعب دور كبير فى تنصيبه و روج لولايته على مصر. عمر مكرم اللى كان معروف بنصرة العدل و محبوب من سنةة الشعب شاف ان محمد على خرج عن الخط و استأثر بالسلطه و ماوفاش بالعهد و بقى بيعمل مظالم على الناس ، و قال المشايخ بزعامته: " احنا بايعناه على العدل مش على الظلم و الجور ". ففى صيف 1808 جه الفيضان منخفض فعم مصر الغلا و القحط و عانى المصريين فى الظروف دى من الضرايب و المكوس و الأتاوات اللى محمد على كان فارضها عليهم فمالقوش حد يشتكوله غير عمر مكرم و المشايخ و لما اشتكو لمحمد على قالهم يروحو هما و القسسه يصلو صلاة استسقا فى الجوامع و الكنايس و بعد كده فى 1809 راح مزود الضرايب والمكوس و فارض ضرايب جديده على الناس لكن مافرضهاش على المشايخ عشان يكونو فى صفه فهاج المصريين بكل طبقاتهم و بعت عمر مكرم و المشايخ عريضه بتطالب بشيل الظلم عن كاهل الشعب. محمد على اللى ماكانش عايز حد ينافسه و كان عارف ان عمر مكرم ليه شعبيه كبيره و الناس بتحبه قدر بمكره انه يقلب المشايخ على بعض و عن طريق مشايخ منافسين لعمر مكرم لبسه تهم بالكدب و عزله و نفاه على دمياط ، و حزنت الناس على عمر مكرم و عيطت على فراقه. و بعد ما غدر محمد على بعمر مكرم و خلص منه جه دور المماليك المصرليه اللى كان اتصالح مع زعيمهم شاهين بيك.
العثمانيين شافو ان موضوع الوهابيين بقى بيهدد نفوذهم فى شبه جزيرة العرب فطلب السلطان محمود التانى مساعدة محمد على فى اخضاعهم. الوهابيه حركه دينيه اسسها محمد عبد الوهاب (1695-1719) و كانت فى الوقت ده تحت قيادة سعود بن عبد العزيز و مسيطره على شبه الجزيره العربيه. فى 1802 سعود كان بعت للسلطان العثمانى سليم التالت يبلغه انه فتح بلاد الحجاز و انه هدم قباب القبور و الجوامع و طلب منه انه مايبعتش المحمل تانى لانه مش من الدين ، و طرد كل الاتراك اللى كانو فى مكه. و فى 1804 استولى الوهابيين على المدينه المنوره و استمر زحفهم فى اليمن جنوب و على الشام شمال و منعو المسلمين اللى مش على مذهبهم من الحج ، و على سنة 1811 كان نفوذهم زاد فى كل شبه الجزيره العربيه. فى الظروف دى طلب السلطان العثمانى من محمد على انه يساعده ، و فى الأغلب كان عايز بالمره يبدد قوة محمد على و يشتت جيشه فى مغامرات عسكريه بره مصر ، لكن محمد على اللى كان بيعتبر نفسه عثمانى قبل أى حاجه تانيه لبى طلب السلطان و جمع القوات اللازمه للحمله و هو فى الأغلب عارف هدف السلطان العثمانى ، لكن كان عارف كمان انه لو سيطر على شبه جزيرة العرب و بقت هى كمان مع مصر فى ايده حايبقى سيطر على البحر الاحمر و منطقه استراتيجيه فى قلب الشرق الوسطانى غير طبعا ان الحجاز اللى فيه الحرمين الشريفين بيدى بريستيج دينى للى بيحكمه. عدد قوات الحمله كان 4000 عسكرى تحت قوماندية ابنه طوسون باشا و طلب محمدعلى من الباب العالى بعت اخشاب للسويس عشان يبنى بيها المراكب اللى حاتنقل العسكر و الاسلحه على الحجاز عبر البحر الاحمر فبعتله السلطان اخشاب صنع منها محمد على 18 مركب.
فى الوقت ده علاقة محمد على بالمماليك المصرليه كانت كويسه و ماعادوش بيمثلو تهديد حقيقى ليه و اكتفو بمكاسبهم الاجتماعيه و الماديه وعاشو فى الصعيد و القاهره و نواحى مصر و اعدادهم ماكنتش كبيره لدرجة انهم كانو ممكن يمثلو تهديد فعلى لمحمد على بالمرتزقه بتوعه. بعد وفاة البرديسى و الألفى محمد على اتصالح مع شاهين بيك اللى بقى زعيم المصرليه و اداه ارض فى منطقه مابين الجيزه و بنى سويف و الفيوم فعاش فيها فى سلام بعيد عن المنازعات. لكن رغم كده محمد على ارتكب ضدهم جريمه فظيعه فى الوقعه المعروفه باسم مدبحة القلعه.
ففى فبراير 1811 خرج قواد الحمله من القاهره و عسكرو فى قبة العزب فى الصحرا و هناك استنو الامر بالتحرك. محمد على حدد يوم الجمعه 1 مارس 1811 يوم لتوديع طوسون باشا و عمل وليمه للاحتفال بخروجه للحجاز على راس الحمله لمحاربة الوهابيين و عزم اعيان البلد اللى كان من ضمهم امرا المماليك المصرليه اللى اتطلب منهم المجى باللبس الرسمى. اتلم الاعيان و الامرا فى القلعه و راح شاهين بيك برجالته و استقبلهم محمد على بترحاب و قدم لهم قهوه و غيرها و قعد يكلمهم و يضحك معاهم ، و لما جه وقت الوليمه امر بخروج موكب و خلى الامرا المصرليه يمشو فى اخره و لما قربو من باب العزب فى حته ضيقه مابين الباب و الحوش العالى امر بقفل أبواب القلعه و امر مرتزقته الألبان ( الارناؤوط ) بمهاجمة الامرا المصرليه فجاءه فلما هجمو عليهم اتذعر الامرا وعرفو ان محمد على وضبلهم مكيده فحاولو يهربو عن طريق تسلق الجدران لكن المشاه اللى كانو وراهم فتحو النار عليهم من بنادقهم فحاول الامرانهم يهربو من طرق و مسالك تانيه لكن كان صعب عليهم بسبب ضيق المكان على الحصنه اللى كانو راكبينها ففيهم نزلو من على الحصنه وجريو على رجليهم و هما شاهرين سيوفهم لكن مرتزقة محمد على الألبان قعدو ينشنو عليهم بالبنادق من الشبابيك ومن فوق الأسطح فحاولو يلجأو للمبانى لكن ماكانش بفايده و اتقتل شاهين بيك قدام ديوان صلاح الدين و قطعو راسه و ودوها لمحمد على. قطع الألبان رووس امرا مصر و سرقو هدومهم و قبضو على الامرا اللى كانو جوه القلعه و مامشيوش فى الموكب و قطعو روسهم. عدد المصرليه اللى اتعزمو على الوليمه كان 400 مانجيش منهم غير اتنين هماأحمد بيك اللى غاب بسبب سفره لبوش و امين بيك اللى وصل القلعه متأخر فلما شاف الموكب ماشى لناحية باب العزب وقف بره الباب عشان يستنى خروج الموكب لكن لما الابواب اتقفلت فجاءه و سمع ضرب الرصاص عرف ان محمد على غدر بالمصرليه فاتدور بحصانه و جرى على الصحرا فى اتجاه الشام. و بيتقال انه نط بحصانه من فوق سور القلعه فى جهة الميدان فاتقتل الحصان ونجى هو و هرب. بعد المدبحه الرهيبه نادى محمد على فى القاهره ان شاهين بيك زعيم المصرليه اتقتل فحصل اضطراب و ذعر فى نواحى القاهره و خرج العسكر و نهبو بيوت الامرا و سبو ستاتهم و جواريهم و اتبعتهم عامةالناس و نهبو البيوت و الدكاكين فى نواحى القاهره. واتنادى فى القاهره بتسليم اى مصرلى يتلاقى لكخيا بك فبقى يتقبض عليهم ويتسلمو ليه و هو يقتلهم. اللى كانو عارفين بالمدبحه الاجراميه كان نايبه الكتخدا محمد لاظوغلى باشا ، و حسن باشا قومندان الفرقه الألبانيه ، و صالح قوش قومندان المرتزقه الأرناؤوط الالبان اللى نفذو المدبحه ، و ابراهيم أغا الحارس المسئول عن فتح و قفل باب العزب اللى كلمة السر بتاعته لقفل الباب كانت رصاصه يطلقها صلاح قوش فى الهوا ، لكن لا مرات محمد على " أمينه نوصرتلى " ولا ولاده طوسون و ابراهيم كانو عارفين بالمؤامره اللى دبرها مع لاظوغلى باشا. محمد على اتخلص من جثث الامرا المقتولين بحفر حفره كبيره رماهم فيها و ردمها. مراته أمينه نوصرتلى جاتلها صدمه من المدبحه اللى عملها جوزها و امتنعت عنه من يوميها لحد يوم مماتها. محمد على نفسه ماكانش بيجيب سيرة مدبحته لكن رغم كده و رغم استبشاع و اشمئزاز مراته نفسها منها كتاب مصر فى فترة حكم أولاده و احفاده اتكفلو بتلميع المدبحه وصاحبها و تبريرها بدوافع مفهومه لكن مشى على خطاهم لأسباب مش مفهومه كتير من كتبة مابعد العصر الملكى. لكن مؤرخ كبير زى عبد الرحمن الرافعى لخص رأيه فى مدبحة القلعه بكاڤالا : " مذبحة القلعة كانت نقطة سيئه فى تاريخ محمد على ".
تانى يوم بعد المدبحه نزل محمد على من القلعه و معاه ابنه طوسون و لفو فى القاهره و قعدو يهدو الناس و امر محمد على بوقف عمليات النهب والسلب بعد ماشاف ان القاهره حاتتخرب ، لكن استمر فى تحريضه ضد المصرليه و طلب من الناس انهم يقبضو على اى مصرالى يلاقوه فى اى حته فى مصر ، و فوض محمد اغا كتخدا اللى كان عارف انه بيكره المصرليه بمهمة قتلهم فى نواحى مصر فمااترحمش حد ولا لحد الفقرا و العواجيز اللى مالهمش فى حاجه ، فبقو يتقتلو فى نواحى مصر و رووسهم تتبعت من قبلى و بحرى على القاهره و تتعلق على باب زويله و باب القلعه. محمد على وزع بيوت المصرليه اللى اتقتلو و ستتاهم على خواصه و قرايبه و ادا بيت شاهين بيك لقريبه حسين اغا.
بمدبحة القلعه و تخلصه من الامرا المصرليه و من قبلهم من عمر مكرم و الزعامات الشعبيه خلى الجو لمحمد على و بقى مسيطر بالكامل على مصر من غير مايخاف من تهديدات من حد. بالنسبة لعامة المصريين محمد على كان عارف يتعامل معاهم ازاى ، لخصه تهديده لعمر مكرم بكاڤالا: " و ان حصل من الرعيه امر ما فليس عندى الا السيف و الانتقام ". خلى الجو لمحمد على و ابتدى يوضب مهماته التانيه و خاصة حملته على الوهابيين فى الحجاز بوصفه عثمانى مخلص للباب العالى.
ابتدا محمد على باشا يجهز لخروج حملته العسكريه ضد الوهابيين فى الحجاز ، فبعت لغالب شريف مكه يفهمه انه حايبعت حمله عسكريه عشان ينقذه من الوهابيين و فتح طريق الحرمين اللى بيوصل مابين مكه و المدينه و طلب منه انه يمهد الطريق لوصول العسكر. سعود زعيم الوهابيين لما عرف بموضوع الحمله لم 15.000 محارب واستعد لمواجهتها.
خرجت مراكب الحمله تحت قوماندية طوسون باشا من السويس و فرغت العسكر و الاسلحه فى ينبع على الساحل الشرقى للبحرالاحمر ، و بعد الاستيلاء على ينبع راحت الحمله على صفر اللى كان فيها معسكر الوهابيين و شن طوسون هجوم فاتقهقر سعود ورجالته لكن رجعو و هاجمو قوات طوسون اللى اضطرت من قوه الهجوم انها تسيب معداتها ومؤنتها و ترتد على ينبع. لما سمع محمد على باللى حصل بعت مدد لابنه طوسون فقاد طوسون القوتين و اقتحم المدينه واستسلمتله الحاميه الوهابيه فقبض على قائدها و بعته للأتراك فى الاستانه فأعدموه طوالى ، و ساب الوهابيين مكه و دخلها طوسون و فرح محمدعلى بأخبار الانتصارات اللى حققها ابنه. فى صيف 1812 هجم الوهابيين على عسكر طوسون فى شرق مكه فى عزالحر واستولو على مكه وبعدين راحو على المدينه و بقت كل المنطقه مابين مكه والمدينه فى ايدهم. لما عرف محمد على بالأخبار دى خرج من مصر على راس جيش ضخم وصلبيه جده فى 28 اغسطس 1813 و استقبله غالب شريف مكه ، و بعد ماحج خلع غالب من منصبه بعد ماحس انه شخص مايعتمدش عليه و بعته هو و عيلته على القاهره ومنها وداهم على سالونيكى اللى اتوفى فيها غالب بعد اربع سنين. سعود زعيم الوهابيين اتوفى فى درعيه فى 17 ابريل 1814 و بوفاته قلت سطوة الوهابيين. اتولى زعامة الوهابيين عبد الله ابن سعود و حصلت بينه و بين محمد على مناوشات عسكريه ماجابتش نتيجه. و فى 10 يناير 1815 قامت معركه كبيره بين محمد على والوهابيين اللى كان بيقودهم فيصل اخو عبد الله وانتهت المعركه بانتصار محمد على و اتقدم طوسون على نجد لكن اتوقف قبل مايوصل درعيه. محمد على رجع مصر بعد مافتح طريق الحرمين لكن ماقدرش يقضى على الوهابيين بالكامل.
فى مصر ابتدا محمد على يخطط لتدخيل النظم الفرنساويه فى العسكريه. محمد على كان شاف الجيش الفرنساوى فى مصر ايام الحمله الفرنساويه و كان معجب بنظامه اللى عمله نابوليون بونابارت. فى الايام دى عسكر مصر كانو لسه على النمط التقليدى القديم مابيعرفوش تنظيمات الخطوط و المربعات و غيرها اللى كان بيستخدمها نابوليون فى معاركه و كانو بيخوضو المعارك بفرق او وجاقات كل فرقه منها تحت قومندان بيهجم بيها من غير تنظيم محدد. محمد على كان مدرك انه مش ممكن حيقدر يتوسع و يواجه الجيوش التركيه و الاوروبيه الحديثه بنظام جيوش العصور الوسطى. اتباحث محمد على مع الكولونيل سيف المعروف بـ سليمان الفرنساوى و طلب منه انه يدرب عسكر مصر على النظم و التحركات العسكريه الحديثه. فى يوليه 1816 امر محمد على بتدريب عسكر مصر على النظم العسكريه الحديثه ، لكن الموضوع ده ما عجبش عسكر الأرناؤوط الألبان اللى اعتبروه بدعه فاتمردو و اتجمهرو عند قلعة القاهره و طالبو محمد على ان ما يدخلش النظم ده ، و ده لان بطبيعة الحال تطبيق النظام ده عليهم كان معناه نهاية نفوذهم و مكانتهم ، فأخد محمد على الموضوع بالعقل و ما ضغطش عليهم و قالهم خلاص طالما انهم مش عايزين مش حايفرضه عليهم ، و استكفى محمد على بتدريب العساكر المصريين على النظم دى لوحدهم و هو طبع فاهم ان المرتزقه الألبان ماعادوش ينفعوه خاصة بعد مااتأمرو عليه و انقذه منهم نايبه لاظوغلى باشا. محمد على انشأ مدرسه حربيه فى الخانكاه جنب المطريه يتعلم فيها العسكر اللغات و التنظيمات الحربيه ، و انشأ مدرسه للطوبجيه ، و حول سراية مراد بك فى الجيزه لمدرسة فرسان ، و فتح فى القاهره ورش لسكب المدافع و تصنيع احتياجات العسكر. كل ده كان تحت اشراف الكولونيل سليمان بك الفرنساوى. سليمان عمل جيش من العسكر النظامى قوامه 25.000 عسكرى استخدمهم بعد كده فى حروب الموره و الشام و غيرها
فى الغضون دى رجع طوسون باشا من الحجاز و استقبلته الناس استقبال حاشد فى القاهره ، و راح لأبوه اسكندريه فلقى ان مراته خلفت عيل فسماه عباس اللى اتعرف بعد كده بـ " عباس حلمى الاول ". لكن بعد شويه عيى طوسون و مات فجاءه. فى الوقت ده كان محمدعلى فى القاهره فلما سمع ان ابنه عيان خد بعضه و راح طوالى على اسكندريه عشان يشقر عليه فلما وصل و عرف انه مات اتصاب بصدمه عصبيه جامده خلته مش قادر يتحرك لمدة تلت تيام ، و اتنقل جثمان طوسون على القاهره و اندفن فى جامع الامام الشافعى ورا جبل لمقطم فى المدافن الخديويه دلوقتى.
بعد مافاق محمد على من صدمة وفاة ابنه ابتدا يهتم بموضوع الوهابيين اكمنه كان خايف انهم يرجعو لسطوتهم ، فكتب لزعيمهم عبد الله بن سعود انه يوديله الفلوس اللى اخدها الوهابيين من الكعبه ، وانه لما يوصل مصر يبقى يجهز نفسه انه حايروح على الاستانه. لكن عبد الله رد عليه بانه مش حايقدر يروح مصر و قاله ان الفلوس دى اتفرقت فى عهد ابوه سعود و ماعادتش موجوده و بعتله هدايا ، لكن محمد على رجعله الهدايا و هدده و اتوعده وبعدين بعتله حمله عسكريه تحت قوماندية ابنه ابراهيم باشا.
فى 3 سبتمبر 1816 خرج ابراهيم باشا بحملته من القاهره و ركب النيل لغاية قنا فى الصعيد و من هناك دخل الصحرا لغاية القصير و طلع بالمراكب على ينبع و بعدين راح عالمدينه و اتربص هناك بقواته للتحضير لهجوم كبير زى مانصحه محمد على و انضمت ليه قبايل عربيه. و لما كمل استعداداته ابتدا الحرب و فضل يهاجم و يدافع لغاية ماكانت الغلبه ليه و قبض على عبد الله بن سعود زعيم الوهابيين و بعته لمحمد على فى مصر فوصل القاهره فى 17 نوفمبر 1818 و رحب بيه محمد على و سأله ايه رأيه فى ابراهيم باشا فرد عليه : " قد قام بواجباته و احنا قمنا بواجباتنا و هكذا أراد الله " ، فبعته محمد على للأتراك فى الأستانه فجرسوه لمدة تلت تيام فى شوارع استانبول و بعدين اعدموه. لما عرف اهل درعيه اللى حصل خافو وهدو المدينه و هربو فدخلها عسكر ابراهيم باشا.
السلطان العثمانى كافىء ابراهيم باشا بخلعة شرف وعينه والى على مكه ، وانعم على محمد على بلقب " خان " و ده كان لقب كبير مانالهوش اياميها من ولاة العثمانيين غير حاكم القرم.
محمد على باشا حول مصر لقوه اقليميه لحسابه الخاص و اتعامل مع مصر كتاجر احتكارى جشع ، كل حاجه فى مصر بقت ملكه الشخصى ، ارضها و تجارتها و اهلها و لحد دار سك العمله اللى صادرها و نهب موظفينها. بيقول الجبرتى عن انقضاض محمد على على افندية الضربخانه : " وطمعت نفسه فى مصادرتهم و أخذ الاموال لما يرى عليهم من التجمل فى الملابس والمراكب علشان من طبعه داء الحسد والشره والطمع والتطلع لما فى أيدى الناس و أرزاقهم".
من ناحيه تانيه طمع محمد على وصله لانه يحلم بانه ممكن يورث السلطان العثمانى اللى امبراطوريته كانت بتحتضر. محمد على لخص حلمه بكاڤالا: " انا عارف ان الامبراطوريه العثمانيه فى اتجاهها للانهيار ، و على انقاضها، حابنى مملكة عظيمه حدودها عند دجله و الفرات " ، و حاول محمد على تحقيق حلمه على حساب المصريين اللى حولهم لدفيعة ضرايب و مكوس ظالمه و حول فلاحينهم لعمال سخره و وقود لحروبه. فبعد ما شاف ان المرتزقه الألبان بتوعه ماعادوش ينفعوه ، و بعد مافشل فى استخدام السودانيين كعسكر لجيشه مالقاش قدامه غير تجنيد المصريين. فى سنة 1822 اصدر محمد على قرار بتجنيد المصريين اجبارى و اقتحم عساكره و الكشافين بتوعه القرى المصريه و خطفو الفلاحين و ربطوهم بالأغلال و القماطات و ساقوهم زى العبيد على المعسكرات لتجنيدهم بالعافيه عشان يبعتهم يحاربو و يحقكاڤالا حلمه التوسعى على جماجمهم. خطف الفلاحين كان بيبدأ بتكليف مدير كل مديريه بجمع العدد المطلوب و هو بدوره كان بيوزع العدد على القرى بتاعة المديريه فيروح العمد و المشايخ بمساعدة العساكر منقضين فجاءه على القرى و يقبضو على الفلاحين و يسوقوهم زى العبيد و المجرمين و هما مربوطين بالسلاسل و الأغلال و يودوهم بالمنظر ده لعاصمة المديريه من غير ما يميزو مابين العواجيز و الشبان و الصبيان و الأصحاء و العيانين و اللى فيهم عاهات. و كان اهاليهم و عيالهم و امهاتهم و ستاتهم بيمشو وراهم و هما بيصوتو و بينوحو. و بعد التجميع فى المديريه كانو بيودوهم بالمنظر ده على مراكز الفرز. فكرة التجنيد الاجبارى اللى فرضها محمد على مااتقبلهاش المصريين. الفلاحين المصريين بقو يعملو فى اجسامهم عاهات عن طريق حاجات زى قطع صوابعهم و حط سم فيران فى عينيهم عشان يتشركو و مايدخلوش الجيش ، لكن محمد على رد بعمل اورطه اسمها اورطة المعوقين حط فيها المتشركين عشان يورى المصريين انهم هيتجندو مهما عملو و سواء كانو معافين او معاقين. محمد على استخدم كمان الدين و رفع شعارات دينيه لتحفيز المصريين على قبول التجنيد. فى سنة 1823 هب كل الصعيد ضد استبداد محمد على و طغيانه ، و بعد الصعيد ثار المصريين فى قرى المنوفيه فراح لهم محمد على بنفسه و معاه مدافع و قمع ثورتهم بعنف و وحشيه و كسر شوكتهم هما كمان بعد ما قضى على عمر مكرم و الزعامات الشعبيه و الامرا المصرليه.
بعد الانتصار على الوهابيين ابتدى محمد على يفكر فى فتح السودان للتدوير على الدهب و المعادن الغاليه و الحصول على المنتجات زى الصمغ و العاج و غيرها ، فبعت عسكر على السودان تحت قوماندية ابنه التالت اللى كان اسمه اسماعيل باشا. السودان اياميها ماكانتش بلد واحده لكن كانت بتتسمى بلاد السودان و كانت بتتكون من قبايل و امارات و ممالك زى دارفور و كوردفان و غيرها. قدر اسماعيل باشا انه ياخد قريه و را قريه و منطقه ورا منطقه و يخضع قبيله ورا قبيله لغاية ماوصل للجندول الساتت و استسلمتله قبايل الشائتيه بعد مقاومه بسيطه و بقت سنار وكردوفان من املاك محمد على ، و راح اسماعيل باشا على فازوغلو وافتكر انه اكتشف دهب و بعدين ظهر الوبا و قضى على اعداد من العسكر فشيعله محمد على قوات جديده بتتكون من 3000 عسكرى بقوماندية احمد بك الدفتردار. لكن اسماعيل باشا اتقتل فى شندى بطريقه غريبه بخدعه عملها ملكها نمر بعد اسماعيل باشا ماضربه و هدده بالخازوق اذا مجابلهوش دهب. وانتقم احمد بك الدفتردار لقتله بمجزره قتل فيها اعداد كبيره و بكده اتفتحت السودان و بقت بلد واحده خاضعه لمحمد على باشا.
فى سنة 1824 السلطان العثمانى محمود التانى عين محمد على حاكم على الموره اليونان عشان يساعده ضد الثوار اليونانيين فى حرب الاستقلال اليونانيه اللى كانت دايره وقتها. ابراهيم باشا قدر يحقق انتصارات كتيره بطريقه اذهلت الاوروبين و فى 1827 اتفقت روسيا و انجلترا و فرنسا على ان اليونان مش تابعه للسلطنه العثمانيه و قررو ضرب الاسطولين المصرى و التركى فقامت معركه بحريه اتعرفت باسم معركة نافارين انتهت بهزيمة اساطيل مصر و تركيا. فى معركة نافارين خسرت مصر 30.000 بحار من ال42.000 بحار بتوع الاسطول و خسرت 19 سفينه من 31 سفينه و اعداد كبيره من الناقلات و مبالغ ضخمه دفعها الشعب المصرى لتحقيق أحلام محمد على التوسعيه. انتهت الكارثه بتوقيع معاهده سمحت للقوات المصريه بالرجوع لمصر لكن السلطان العثمانى نجح فى استنزاف تابعه محمد على و اضعافه ، فمحمد على خرج من نافارين أضعف و بامكانيات اقلو ده كان عليه. محمد على فى غضبه على السلطان العثمانى اللى ورطه قال: " السلطان ده اللى اثبت هو و رجالته انهم اغبى من الحمير ". لكن اكمن محمد على ساعد السلطان العثمانى فى الموره السلطان اهداه جزيرة كريت زى ما اهداه الحجاز لما ساعده ضد الوهابيين و بكده بقى محمد على معاه مصر و السودان و شبه الجزيره العربيه بما فيها اليمن و ابتدا يبص اتجاه الشام.
محمد على اللى كان عايز يعمل امبراطوريه توصل لحد ميسوبوتاميا بعت ابراهيم باشا بجيشه على الشام ، و فى سنة 1832 حقق ابراهيم باشا انتصارات ضخمه على الجيش التركى بأقل خساير و استولى على الشام بما فيها دمشق و حمص و غزه و حيفا و يافا و عكا ، و فضل ابراهيم يحقق انتصار ورا انتصار فى الشام و فى بيلان و دمر جيش تركى فى قونيه و اسر قومندانه فى ظرف 7 ساعات و استولى عليها و استولى على كوتاهيه و قرب من دخول استانبول نفسها عاصمة الدوله العثمانيه و ما بقاش فاضل لوقوعها فى ايده غير كام يوم. ده خلى الاوروبيين اللى كانت ليهم مطامع خاصه فى المنطقه يتصابو بالذعر و استنجد السلطان العثمانلى بأعدائه الروس اللى طوالى استجابو و حركو اسطولهم للبوسفور بموافقة العثمانيين لاول مره فى التاريخ ، و لما شافت فرنسا و انجلترا الخطوه اللى عملتها روسيا اللى كانت بتنافسهم على التركه العثمانليه ضغطو على السلطان العثمانلى للاتفاق مع محمد على و فى نفس الوقت ضغطو على محمد على عشان يوقف زحف ابنه ابراهيم باشا. محمد على ادرك ان الاوروبيين مش حايسكتو و طلب من ابراهيم باشا وقف الزحف. ابراهيم كقومندان عسكرى منتصر ماعجبهوش طلب محمد على و كان شايف ان دخول الاستانه هو اللى ممكن يحقق صلح فيه منفعه سياسيه. ابراهيم باشا اللى كان بيخاطب ابوه بلقب " مولاى " حس ان أبوه خذله و فرغ انتصاره على الأتراك ، لكن بطبيعة الحال دخول الجيوش المصريه عاصمة العثمانليه كان معناه انهيار الدوله العثمانيه و محمد على كان مدرك ان لو ده حصل فحاتقوم حرب كبيره على تقسيم ممتلكات الدوله العثمانيه و حايتحول الموضع لصراع مع القوى الاوروبيه مجتمعه. محمد على بلغ ابراهيم باشا: " لو الحال وصل لكده الانجليز حايروحو على اسكندريه و الروس حايدخلو استانبول و الدوله العثمانيه حاتتقسم مابين الانجليز و الروس ". بطبيعة الحال الاوروبيين ماكانش عندهم مانع ان الدوله العثمانيه تنهار لكن مش على ايد قائد شرقى قوى بامكانيات عسكريه و اقتصاديه و حضاريه كبيره حايحل محل السلطان العثمانى الضعيف اللى بيحكم دوله بتحتضر.
نجح الاوربيين فى وقف زحف الجيش المصرى على استانبول و اتعملت " اتفاقية كوتاهيه " فى ابريل 1833 و هى اتفاقيه بيعتبرها المؤرخين هدنه مسلحه مابين محمد على و الاتراك للاستعداد لجوله عسكريه جديده. لكن اتفاقية كوتاهيه ثبتت محمد على على ولاية مصر و الحجاز و الشام و أدنه و كريت و السودان اللى بقت جزء من مصر ، و ده كان فى مقابل خروج الجيش المصرى من الاناضول. بكده بقى لمحمد على امبراطوريه مساحتها 100.000 فرسخ بيعيش فيها حوالى 7 مليون انسان و ده كان عدد كبير بأرقام أياميها.
محمد على كان راجل امى لكن كان تاجر و اتعامل مع مصر كتاجر. نقطة البدايه فى تحديثاته قامت على فكرة ان القوه الاقتصاديه هى الاساس الوحيد للقوه السياسيه. الاقتصاد القوى بالنسبه لمحمد على كان عشان يكون عنده دخل كبير يصرف بيه على حروبه التوسعيه.
محمد على باشا بقى بيملك مصر باللى فيها. لغى " نظام الالتزام " و بقت الاراضى ملكه. فى نظام الالتزام الملتزم كان بيشرف على الاراضى الزراعيه اللى الفلاحين كانو بيزرعوها لحسابهم و بيدفعو له الضرايب اللى كان بياخد منها اتعابه و بيدى بقيتها للوالى. محمد على صادر الاراضى و بقى يأجرها للفلاحين ، وضم الاراضى بتاعة الأوقاف لممتلكاته و بقى هو المسئول عن المؤسسات الخيريه و المعاهد و الجوامع اللى كان بيتصرف عليها قبل كده من الأوقاف. لكن محمد على استثنى الاراضى بتاعة الأعيان و رجالة الجيش الكبار و اعفاها من الضرايب. اتسمت الاراضى دى " ابعاديات " اكمنها استبعدت من الاراضى المصادره و ادى اهله ابعاديات كتيره اتسمت " جنالك " او " سفالك ". و فى 1813 عمل روك تحت اشراف ابنه ابراهيم باشا و المعلم غالى لمسح الاراضى الزراعيه وتحديد خراجها و فرض الضرايب ، و انشأ فى القلعه " الدفترخانه " لحفظ المستندات اللى بتخص الاراضى و ضرايبها و بكده ضمن دخل مالى كبير. بعد كده ابتكر و فرض ضرايب كانت بتزيد حسب ظروف مغامراته العسكريه و لما طالت حملته على الوهابيين فى شبه جزيرة العرب و زادت تكاليفها عمل ضرايب على " الارض الرزق " اللى قبل كده كانت معفيه. و عمل نظام اسمه " جمع عهده " و ده كان نظام بيدفع فيه الاعيان و المأمورين و رجالة الجيش الكبار ضرايب الفلاحين من جيوبهم مقدم و بعدين كانو بيحصلوها من الفلاحين بالظلم و القهر. و فرض محمد على ضريبة دخل على الدكور من سن 18 سنه حسب اللى الشخص بيملكه. الضريبه دى كانت بتتلم فى القرى بالبيت و فى المدن بالراس ، و عمل ضرايب على رووس المواشى و الاغنام و النخل و مراكب النقل. و منع الفلاحين من بيع محاصيلهم للتجار و بنا فى المديريات شون لتخزين المحاصيل و بالاخص القطن و القمح و الرز و القصب و الأفيون ، فكان بيشترى المحاصيل من الفلاحين بالرخيص بعد ما يخصم ضرايب ايرادات الارض و يبيعها للشعب و لتجار الجمله بالغالى او كان بيصدرها بأسعار عاليه و بكده بقى بيملك الارض و بيحتكر تجارة المحاصيل و قدر يجمع مبالغ ضخمه لتمويل جيشه و الصناعات الحربيه اللى بقت هى كمان ملكه. من الفلوس دى بنا اساطيل تجاريه فى البحر الاحمر و البحر المتوسط ، و بعد ماجدد و وسع مينا اسكندريه و قضى على القراصنه فى البحر الاحمر و مهد الطرق البريه للقوافل التجاريه زاد النشاط التجارى مابين اوروبا و الهند عن طريق مصر بدل راس الرجا الصالح فى جنوب افريقيا فزاد دخله كمان و كمان.
حاول محمد على باشا تحديث مصر فى مجالات مختلفه و قدر بسياساته الاصلاحية فى مجالات كتيره انه يكون دولة عصرية على النظام الاوروبى و جاب خبرا من فرنسا و ايطاليا علشان يساعدوه فى انه يبنى اقتصاد قوى و حديث. ركز محمد على على تطوير مصر فى كذا مجال فى نفس الوقت.
محمد على عمل انقلاب فى الرى و الزراعه اللى ممكن اعتباره زى الانقلاب التكنولوجى و الصناعى اللى حصل فى اوروبا، فى محاولة للحاق بالتغيرات التاريخيه الضخمه اللى كانت بتحصل فى اوروبا. لكن نقطة الضعف فى فكرة محمد على هى انه كان عايز يخضع القوه السياسيه المنبثقه من التحديثات الاقتصاديه لأغراض عسكريه ان هدفه الرئيسى كان بنا جيش جامد ممكن تمويله و تموينه من اقتصاد قوى، وده سبب انهيار التطوير الاقتصادى لما القوى الأوروبيه اجبرته على تقليص الجيش المصرى.
نظام محمد على الاقتصادى عينه كانت على السوق العالميه فأنتج محاصيل زراعيه للتصدير بتدر عائد مالى كبير، "اقتصاد التصدير" ده كان تحول ضخم فى الاقتصاد المصرى و بيعتبر أهم ملامح سياسته الاقتصاديه، و فى نفس الوقت محمد على اتبنى مبدأ اكتفاء مصر الذاتى و اعتمادها على نفسها لضمان استقلالها و فى نفس الوقت بروزها كقوه دوليه. لكن ده سبب احتكار الدوله للانتاج الزراعى و الصناعى و التجارى الخارجى ب ان محمد على بقى الزارع و الصانع و التاجر.
النظام الاقتصادى المصرى الجديد جمع لاول مره تلت ابعاد رئيسيه و هى: الزراعه الكثيفه اللى بتدر مكاسب كبيره من تصديرها، و الصناعه الحديثه القايمه على اسس اوروبيه عصريه، و التجاره الخارجيه اللى بتربط مابين الزراعه و الصناعه من جهه و السوق العالميه فى الغرب من جهه. بالشكل ده اقتصاد مصر مابقاش احادى و بقى مرتبط بالاقتصاد الراسمالى العالمى.[11]
اكمن مصر من اقدم البلاد اللى عرفت الزراعه فى العالم و ليها اهميه و شهره و ارتباط كبير بالزراعه ركز محمد على على مجال الزراعه و تطويرها فى مصر ، فاهتم بشق الترع و القناطر. الترع و القناطر دى كان بيسخر فيها الفلاحين المصريين زى العبيد و بيتقال ان ترعة المحموديه مدفون تحت طينها هياكل 20.000 فلاح مصرى من اللى استعبدهم محمد على ببلاش لتحقيق مشاريعه.
و عشان ينفذ سياساته فى تطوير الاقتصاد الزراعى احتقر فلاحين مصر و احتكر كل الاراضى الزراعيه ، و من اشهر قصص النجاح فى المجال الزراعى هى ازاى قدر يدخل زراعة القطن طويل التيلة و بعد كدة يبيعه للانجليز بتمن غالى اللى وفرله سيولة مادية للصرف على مشاريعه التانيه.
التطوير الزراعى ابتدا بالزراعه الكثيفه عن طريق ادخال الرى الصيفى الدايم و الزراعه المستمره بدل الرى و الزراعه الموسميه (الحوليه) و بكده زادت الاراضى المزروعه من اتنين مليون فدان سنة 1805 لحوالى اربعه مليون فدان سنة 1840. مرحلة الزراعة الحديثه اللى دشنها محمد على بتحويل الرى الحوضى للرى الدايم كانت انقلاب زراعى فى مصر. معظم الأراضى اللى اتضافت دى كانت فى الدلتا و كانت قايمه على الزراعه الدايمه. و من ناحيه تانيه محمد على دخل زراعة الدره الشامى، و نوع المركب المحصولى عن طريق زراعة محاصيل صيفيه. اهم المحاصيل دى كان القطن و بعده القصب و كانت البدايه بالقطن طويل التيله و نط انتاج القطن من اقل من 50 الف فدان سنة 1820 ل213 فدان سنة 1845. و النقطه المهمه ان ده ماحصلش على حساب المنتجات الزراعيه التانيه اللى كانت موجوده قبل كده. اتحول اقتصاد مصر من السوق المحلى و الأسواق اللى فى المنطقه العربيه لأسواق اوروبا ففى سنة 1845 زى صدرت مصر لاوروبا 345 قنطار قطن مقابل 80 الف قنطار راحوا للمصانع المصريه.[11]
اللى عايز يتعلم حاجه و يجيدها لازم يتعلمها على ايدين اساتذتها. اوروبا سادت العالم بالحريه الفكريه و العلم Science ، و عشان كده اتوجه محمد على لاوروبا ففتح مدارس على الطرق الاوروبيه و عين فيها مدرسين اوروبيين و بعت طلبه مصريين لتلقى العلم فى اوروبا. محمد على مع انه كان امى لكن عوض نقصه ده بتعليم المصريين و نقل مصر من بلد متخلفه عايشه فى ظلمات الجهل و الخرافات لبلد حديثه فيها مهندسين و دكاتره و علما و كتاب و فنانين. محمد على بكل تأكيد هو ابو النهضه المصريه و النهضه اللى قدر يحققها فى وقت بيعتبر قياسى قامت على التعليم الحديث.
بعد الاحتلال العثمانى لمصر سنة 1517 انحدر التعليم فى مصر و اختفى الكتاب و العلما. لما مسك محمد على ولاية مصر كان التعليم فى مصر مقتصر على الكتاتيب. كان فيه كتاتيب للمسلمين و كتاتيب للمسيحيين بيتعلم فيها الاطفال مبادىءالدين و القرايه و الكتابه و الحساب. كتاتيب المسلمين كانت مفتاح دخول الازهر للمحظوظين اللى عندهم قدره على الهجره على القاهره. الازهر نفسه كان يادوبك بيعلم قشور علوم الدين و اللغه العربى عن طريق شروح و تعليقات على كتب الأسلاف و ماكانش فيه فى مصر حركة تأليف و ابداع زى ما كان الحال فى العصر المملوكى قبل 1517. محمد على اختار من الازهر العناصر القادره على استوعاب العلوم الحديثه بالمعنى الأوروبى Science. اول حاجه فكر فيها محمد على كان انشاء مدرسه لتعليم الهندسه ، و ده بيبين انه كان راجل عملى بيبص لبنا مصر و تعميرها. فى سنة 1816 انشأ محمد على مدرسة الهندسه فى حوش السرايا فى القلعه و اتسمت " مهندسخانه " و اشرف عليها حسن افندى بمشاركة راجل تركى اسمه روح الدين افندى و مدرسين اوروبيين. محمد على زود المدرسه بالادوات الهندسيه الاوروبيه. و فى 1834 فتح مهندسخانه جديده فى بولاق تحت اشراف أرتين افندى و بعده الارمنلى يوسف هاككيان افندى اللى دخل زراعة السفندى فى مصر و اتسمى على اسمه " يوسفندى ". المشرفين دول كانو من خريجين البعثات العلميه اللى بعتها محمد على على اوروبا عشان يتعلمو العلم الحديث. بعد يوسف هاككيان اشرف على المهندسخانه على باشا مبارك و اتخرج من المدرسه دى مهندسين كتار شاركو فى بنا القناطر و السدود و غيرها. بعد المهندسخانه فتح محمد على مدرسة الطب سنة 1837 و كان مقرها فى ابو زعبل اكمن المستشفى العسكريه كانت هنا. مدرسة الطب خرجت دكاتره للجيش و بعدين خرجت دكاتره لعلاج عامة الناس. فى الاول دخل المدرسه 100 طالب من الازهر و كانت الدراسه تحت اشراف كلوت بك اللى جاب مدرسين فرنساويين فى التشريح و الجراحه و الامراض الباطنيه و الصيدله و غيرها ، و جاب كمان مدرسين فرنساويين لتعليم الطلبه اللغه الفرنساوى عشان يقدرو يفهمو الدروس و يروحو بعثات على فرنسا. بعد ما اتخرجت اول دفعه بعد خمس سنين اتوزع الدكاتره على المستشفيات و معسكرات الجيش ، و من اللى اتفوقو اتعين تمانيه معيدين فى المدرسه و اتبعت اتناشر على فرنسا للتبحر اكتر فى علم الطب. بعد كده اتضافت مدرسه للصيدله و مدرسه للدايات و الولاده و جاب محمد على سودانيات و حبشيات اتعلمو مصرى و فن التوليد و اتضافت للمدرسه مدرسه لأمراض النسا.
بعد كده فتح محمد على مدارس عليا تانيه كان منها : مدرسة الألسن فى الأزبكيه ، مدرسة المعادن فى مصر القديمه ، مدرسة المحاسبه فى السيده زينب ، مدرسة الفنون و الصنايع ، مدرسة الزراعه فى دبوره ، مدرسة الطب البيطرى ، المدرسه التجهيزيه ( الثانويه ) فى ابو زعبل ، المدرسه التجهيزيه فى اسكندريه.
بعد فتح المدارس العليا انتشرت المدارس الابتدائيه فى مدن مصر و بقى فيها 24 مدرسه عليا و خصوصيه و 47 مدرسه ابتدائيه. بعد كده ابتدا محمد على يبعت الطلبه على اوروبا لتلقى العلم على ايدين اساتذته عشان يقدر الجيل الجديد من المصريين المتعلمين انهم يتخصصو فى مجالات العلم و المعرفه اللى كانت بتتدرس فى اوروبا و لما يرجعو مصر ينقلو اللى اتعلموه لغيرهم فتستقل مصر علمى و ما تحتاجش تستورد مدرسين اجانب طول الوقت. مع ان اول بعثه راحت على ايطاليا ، لكن محمد على اتحول بعد كده لفرنسا و معظم البعثات المصريه راحت على فرنسا. محمد على عين مسيو جومار رئيس للبعثات المصريه فى فرنسا و غيرها ، و مسيو جومار ده كان من ضمن علما الحمله الفرنساويه و شارك فى تأليف كتاب " فى وصف مصر ". البعثه الاولانيه اللى راحت على ايطاليا سنة 1813 كانت لدراسة فنون العسكريه و بنا السفن و الطباعه و الهندسه و غيرها ، و من اللى انضمو للبعثه دى كان نقولا مسابكى افندى اللى راح ميلانو عشان يتعلم فن سبك حروف الطباعه و لما رجع مصر ادار المطبعه الاميريه فى بولاق. من 1819 ابتدا محمد على يتجه لفرنسا و كان مهتم شخصيا بالمبعوثين و بيتابع اخبارهم و سلوكهم بنفسه و كان بيكتب لهم جوابات و بيديهم نصايح و ارشادات زى الاب . بعثة فرنسا الاولانيه فى صيف 1826 كان فيها 40 طالب مسلمين و مسيحيين و كان فيها 3 شيوخ هما الشيخ احمد العطار اللى اتخصص فى علم الميكانيكا و الشيخ محمد الدشطوطى اللى اتخصص فى الطب و الجراحه و التشريح و التالت كان اشهر مبعوث مصرى و هو الشيخ رفاعه رافع الطهطاوى اللى راح كامام و واعظ دينى للبعثه و رجع مصر كمصلح تنويرى معاه افكار جديده كانت هى الاساس اللى قامت عليه النهضه المصريه الحديثه فى الفكر و السياسه و انظمة الحكم الدستوريه و بقى من أهم رموز التنوير فى تاريخ مصر الحديث. و ده كان حال المصريين اياميها لحد لو كانو شيوخ دين ، فرغم الجهالات اللى كانت سايده فى مصر اياميها عكاڤالام كانت منفتحه ومتفتحه و اتقبلو بسهوله حاجات كانت غايبه عنهم بسبب الجهالات اللى كانت محاوطاهم و مااعتبروش العلم الحديث و التطور كفر. الكل كان مهتم بنقل مصر للعصر الحديث مش ترجيعها لعصر الاسلاف اللى عاشو فى مجتمعات بدائيه.
من الأمثله المبهره اللى خرجت من بعثات محمد على كان ابراهيم باشا النبراوى دكتور محمد على باشا الخصوصى و فاميليات مصر اللى كان من ضمن البعثه الاولانيه اللى راحت فرنسا. ابراهيم النبراوى كان فى الاصل ابن فلاح فقير بيزرع بطيخ فى قرية نبروه و بعد ماخلص الكتاب حاول يساعد ابوه ببيع بطيخه فى حى الجماليه فى القاهره لكن فشل. دخل الازهر و بعده سافر فرنسا مع البعثه التعليميه و لما رجع مصر اتعين مدرس فى مدرسة الطب و بعدين بقى وكيل المدرسه بعد استقالة كلوت بك و بقى اكبر دكاترة مصر.
محمد على بعت كمان اسطوات عشان يتعلمو الصنايع و الفنون التطبيقيه. فى سنة 1823 بعت 15 واحد على اوروبا تحت اشراف أدهم بك كان منهم 4 راحو انجلترا عشان يتعلمو تعدين الفحم و غيرهم عشان يتدربو فى ورش صناعة الحرير. فى اول يناير 1830 وصلت اوروبا بعثه مصريه بتتكون من 58 تلميذ عشان يتعلمو فنون الماكينات ( الصنايع ) راح منهم 34 على فرنسا و 4 راحو النمسا و 20 راحو انجلترا. التلاميذ دول اتعلمو كمان حاجات اضافيه زى الرياضيات و الرسم و اللغات.
المدرسين و الطلبه فى المدارس اللى فتحها محمد على و فى البعثات التعليميه اللى بعتها على اوروبا كان فيهم مسلمين و مسيحيين و اعداد من المصريين اللى كانو من اصول اجنبيه زى الأتراك و الأرمن و غيرهم و ده اكمن محمد على ماكانش مهتم بالتمييز الدينى او العرقى و كان بيعتبر كل سكان مصر رعيته و عمل قوانين فيها مساواه ما بين الافراد و بتأمن حريتهم المدنيه و الشخصيه على اساس المواطنه مش على اساس الدين و العرق. المواطن الصالح فى دولة محمد على ماكانش المواطن المسلم او المسيحى لكن كان المواطن اللى ممكن يفيد مصر. محمد على ماكانش بيعانى من التعصب الدينى و كان صدره واسع مع غيرالمسلمين و كان بيأدى طقوس الدين من غير مبالغه و من غير مايؤمن بالخرافات و الخزعبلات.
فى معركة نافارين ضاع جزء كبير من الأسطول المصرى. لكن بعد ماخلصت حرب الموره ابتدا محمد على يعيد بنا الاسطول المصرى و يوسع مينا اسكندريه فجاب كراكات من اوروبا عشان يعمق بيها المينا عشان تقدر السفن الحربيه الكبيره انها ترسى فيها بدل ما بترسى فى عرض البحر. و بنا فنار راس التين بعلو 60 متر تحت اشراف المهندس مظهر باشا. محمد على ابتدا فى سنة 1826 انشا دار صناعه ( ترسانه ) لصناعة السفن و تصليحها و خلصت سنة 1829 و ملاها بالادوات والماكينات اللازمه لصناعة السفن و كان فيها 5 قزاقات ( مزلقنات لصناعة السفن ) و ورش و مخازن. و فى سنة 1831 جاب من طولون فى فرنسا مهندس كبير اسمه سيرزى و عينه باشمهندس على الترسانه و اداله رتبة البكويه، و بالتعاون مع الحاج عمر مهندس الترسانه القديمه عمق سيرزى البحر من ناحية الترسانه الجديده فبقت قادره على استقبال السفن الحربيه الكبيره. و امر محمد على بحفر حوض فى الترسانه و بقت الجنازير و السلاسل بتستخدم فى ربط السفن بدل الحبال. محمد على اخد تصريح من السلطان العثمانى بتقطيع اشجار فى الأناضول و نقلها لاسكندريه لاستخدام خشبها فى صناعة السفن و بعت على الاناضول عمال و صنايعيه تحت اشراف الحاج حسن بك نجار باش دار الصناعه و واحداسمه السيد احمد ، و بكده بقى فى اسكندريه خشب كافى لمشروعه. و جاب شبان مصريين من كل نواحى مصر عشان يعلمهم صناعة السفن و استخدام الماكينات و وزعهم على الورش و خلى كل مجموعه تتخصص بحاجه ، و بالطريقه دى فى زمن بسيط بقى فى مصر عدد كبير من السفن الحربيه عوضت السفن اللى غرقت فى نفارين ، وبقت صناعة السفن فى اسكندريه من الجوده و المتانه بتضارع السفن الاوروبيه. عدد اللى كانو بيشتغلو فى دارالصناعه وصل ل8000 مهندس و صنايعى اتعلمو على ايدين الاوروبيين و بكده استغنت مصر عن استيراد السفن من بلاد بره.
محمد على فتح مدرسه فيها 12.000 طالب من نواحى مصر و سكنهم فى منطقه فى شمال شرق حى راس التين و عملهم نماذج لسفن عشان يتعلمو فن استخدام الشراعات تحت اشراف مسيو بيسون بك و بعد ماخلصو تدريبهم وزعهم على السفن الحربيه. استمر محمد على فى تحسين المدرسه البحريه و بعت ظباط على فرنسا و انجلترا عشان يخدمو فى اساطيلهم و يكتسبو خبرات و كلفهم محمد على بترجمة القوانين و الانظمه المستعمله فى البحريه الفرنساويه و الانجليزيه ، و بعد ما خلصو تدريبهم رجعو على مصر و اشتغلو على السفن المصريه. فى الصيف كانت المراكب المصريه بتخرج لعرض البحر لعمل مناورات و تدريبات بتستمر تلت تشهر.
السفن المصريه فى عهد محمد على كانت من كذا نوع و كل سفينه كان ليها اسم زى " المنصوره " و " اسكندريه " و غيرها : 11 قباق ، 6 فرقاطات ، 10 قرويت ، 4 ابريق ، 3 جوليت ، 1 فرقاطه بخاريه. مع السفن دى كان فيه كمان 3 بواخر معروفه باسم " بوابير " و سفن اميريه للنقل التجارى. السفن الحربيه كان على ضهرها 1875 مدفع و عدد ظباطها و بحارتها كان 16806. مشروع التوسيعات و اعادة بنا الاسطول كلف 377553 جنيه.
محمد على بالامكانيات اللى حققها عن طريق توسعاته العسكريه و اقتصاده القوى و تحديث التعليم فى مصر بقى ليه امبراطوريه واضحه المعالم. وده سبب اشكال للاوروبيين كمان من الناحيه الاقتصاديه انه بقى بينافسهم فى تصريف المنتجات فى الوقت اللى هما فيه محتاجه اسواق خارجيه لبيع منتجاتهم اللى زادت بالثوره الصناعيه ، و بقى هدف الاوروبيين المهم هو ان محمد على يفتح السوق المصريه لتصريف المنتجات الاوروبيه. فى اغسطس 1838 عمل الاوروبيين اتفاقيه تسمح بفتح السوق المصريه لكن محمد على رفض الاتفاقيه ، فادوله سنه مهله لكن فضل قافل السوق ، فعملو عليه حصار اقتصادى لكن برضه ماجابش نتيجه ، فطلبو منه انه مايستعملش العمله العثمانيه فماهمهوش و ضرب فلوس فى مصر. و فى مايو 1838 محمد على استدعى قناصل اوروبا فى قصر راس التين فى اسكندريه و بلغهم انه ناوى يستقل عن الدوله العثمانيه. الحكومات الاوروبيه حست بخطورة الموضوع اللى ممكن يغير موازين القوه فعملو اجتماعات كتيره فى العواصم الاوروبيه لحط خطط لتحجيمه. وزير خارجية بريطانيا " لورد بالمرستون " شاف ان استقلال محمد على عن الدوله العثمانيه حايتبعه قيام حركات استقلاليه فى الشام و بغداد ممكن توصل لانهيار الدوله العثمانيه و بالتالى ممتلكات بريطانيا فى الهند حاتبقى فى مهب الريح و ان روسيا طوالى حاتزحف فى اتجاه الجنوب و حاتقوم حرب كبيره فى اوروبا. بالنسبه للعثمانيين استقلال محمد على بحكم مصر كان مسألة حياه او موت.
فى صيف 1839 عدا الجيش العثمانى نهر الفرات فى شمال سوريا بقيادة حافظ باشا و اصطدم بالجيش المصرى بقيادة ابراهيم باشا فى معركة نزيب ، و انتصر ابراهيم باشا و دمر الجبش العثمانى للمره التانيه. قبل اخبار هزيمة العثمانليه فى معركة نزيب ماتوصل الاستانه اتوفى السلطان محمود التانى. ادميرال الاسطول التركى اخد اسطوله على اسكندريه و سلمه بالكامل لمحمد على و بقى الموضوع كارثى بالنسبه للأتراك و بطبيعة الحال للقوى الاوروبيه اللى كانت خايفه من اختلال موازين القوه، فبعد ما خلصو من نابوليون بونابرت طلع لهم محمد على. محمد على اتفاوض مع الاتراك على اساس انه يحتفظ بالشام و ينسحب من اراضيهم فى الاناضول و الاتراك فى الظروف دى كانو مبدئى موافقين على الاقتراح ده لكن الاوروبيين رفضو الكلام ده و بلغو الاتراك انهم مايتفاوضوش مع محمد على من غير وساطتهم. بريطانيا و فرنسا و روسيا اللى عمرهم ماكانو على وفاق مع بعض اتحدو ضد محمد على و اتفقو على ضربه. الاوروبيين حركو اساطيلهم و حاصرو السواحل المصريه و الشام ونزلت قوات انجليزيه و نمساويه فى الشام بغرض تخويف محمد على مش للاشتباك بجيشه ، فغرض الاوروبيين كان احتواء محمد على مش تدميره. من الوقت ده مطلب محمد على الاساسى بقى الاستقلال بمصر و ضم السودان و الشام و الجزيره العربيه لملكه.
من الافكار الغريبه اللى جت فى دماغ محمد على و هو عنده 77 سنه انه يهد الهرم الاكبر فى الجيزه عشان يستعمل حجارته فى بنا القناطر الخيريه. لكن اكتشف ان فراعنة مصر كانو اكبر من انه يهد اعظم اثارهم و اعجوبتهم الكبرى اللى وقف تحتها اعظم ملوك و اباطرة العالم عبر التاريخ. اكتشف محمد على انه مش فى قدرته هد الهرم و ان اسهل له و اوفر له انه يجيب الحجاره بالسخره من محاجر جبال طرا و المعصره و المقطم.
انتهى حلم محمد على التوسعى بتحالف دول اوروبا ضده لصالح تركيا و ارغموه على انه ينسحب من الاماكن اللى استولى عليها فى اسيا فى مقابل انهم ضمنو له من السلطان العثمانى ان مصر تكون ليه و لولاده من بعده عن طريق فرمانين ادهومله فى 13 فبراير 1841 ، فقنع بكده اكمن ماكانش فيه قدامه غير كده. طوالى قفل معظم المدارس و المصانع اللى كان فتحهم لخدمة احتياجاته العسكريه و زار السودان المنطقه اللى اتبقتله بره مصر. و لما اخترعت اوروبا المراكب البخاريه و السكه الحديد اشترى لنفسه مركب بخارى كان بيسافر بيها فى النيل لكن لما حاول ينتفع بالسكه الحديد و هى اختراع انجليزى عارضته فرنسا فخاف منها و ساب المشروع. بعدين دعاه السلطان العثمانى لزيارة الاستانه عشان يهديه وسام الصداره العظمى فسافر تركيا و بعد ما زار الاستانه راح على كاڤالا المدينه الصغيره اللى اتولد و قضى فيها طفولته واستقبلوه اهلها استقبال كبير و بعدها رجع على مصر و عيى فنصحوه الدكاتره بانه يروح يغير جو فى مالطا فراح ومعاه ارتين بك يوسفيان ، لكن تغيير الجو ماجابش نتيجه و رجع مصر عيان اكتر و بيعانى كمان من ذهول عقلى. فى الظروف دى ابنه ابراهيم باشا مسك الولايه و سافر على الاستانه عشان السلطان يسلمه مصر رسمى لكن بعد مارجع بكام يوم اتوفى فمسك الولايه عباس حلمى الاول اللى بيعتبر من اسواء حكام مصر على مر التاريخ. محمد على فى الفتره دى كان منزوى عن العالم و هو ذاهل و مش دريان باللى بيحصل حواليه فكان بيقضى وقته مابين سراية راس التين فى اسكندريه و قصره فى شبرا فى القاهره.
فى صيف 1849 محمد على ساب القاهره لأخر مره فى حياته و راح على اسكندريه و هناك اتوفى فى سراية راس التين فى 2 اغسطس 1849 بعد ما اتولى حكم مصر لحوالى 48 سنه. اتحط جثمان محمد على فى وسط صاله واسعه فى القصر و استقبل اصغر ولاده محمد سعيد باشا المعزيين من القناصل و الأكابر و بعدها اتنقل جثمانه للقاهره و اتدفن فى الجامع الرخامى اللى بناه فى حرم قلعة الجبل.
الوثايق بتقول ان محمد على باشا اتجوز 29 ست رسمى لكن فيه مؤرخين بيقولو انه اتجوز عدد اكبر من كده بكتير. اياميها كانو الستات اللى بيتجوزهم الوالى رسمى او شرعى بيتسمو " زوجات الوالى " الباقيين كانو بيتسمو " مستولدات ". محمد على خلف 35 فى كاڤالا و مصر منهم 17 ولد و 13 بنت ، أصغر الولاد كان محمد سعيد باشا. من ستاته المتسجلين :
- | حكم: 17 مايو 1805 - 1 سبتمبر 1848 | ابراهيم باشا |