ثورستين فيبلين | |
---|---|
(بالإنجليزية: Thorstein Bunde Veblen) | |
معلومات شخصية | |
الميلاد | 30 يوليو 1857 كولومبيا، ميزوري |
الوفاة | 3 أغسطس 1929 (72 سنة) مينلو بارك، سان ماتيو، كاليفورنيا |
مواطنة | الولايات المتحدة النرويج |
الحياة العملية | |
المدرسة الأم | جامعة جونز هوبكينز |
شهادة جامعية | دكتوراه الفلسفة |
مشرف الدكتوراه | ويليام سمنر |
طلاب الدكتوراه | هربرت جاي دافنبورت |
التلامذة المشهورون | كاثرين بيمنت ديفيز |
المهنة | اقتصادي، وعالم اجتماع، وكاتب، وأستاذ جامعي |
الحزب | الحزب الاشتراكي الأمريكي |
اللغات | الإنجليزية، والنرويجية[1] |
مجال العمل | اقتصاد |
موظف في | جامعة ميسوري، وجامعة ستانفورد، وجامعة شيكاغو |
أعمال بارزة | نظرية الطبقة المترفة |
الجوائز | |
جائزة جون أديسون بورتر (1884) |
|
التوقيع | |
تعديل مصدري - تعديل |
ثورشتاين بوند فبلن (بالإنجليزية: Thorstein Bunde Veblen)، أو تورستين بوند فيبلين (30 من يوليو 1857م - 3 من أغسطس 1929م) عالم اقتصادي واجتماعي أمريكي، وكان قائد حركة الاقتصاد المؤسسي. وبجانب عمله التقني، كان مشهورًا وبارعًا في نقد الرأسمالية كما هو موضح في أشهر كتبه نظرية الطبقة الغنية في عام 1899م.
اشتُهر فيبلين بدراسته بتاريخ الفكر الاقتصادي بعد أن دمج نظرية التطور لداروين مع نهجه المؤسسي للتحليل الاقتصادي. واستطاع أن يجمع ما بين علم الاجتماع والاقتصاد في كتابه الرائع نظرية الطبقة الغنية في عام 1899م، حيث برهن على وجود اختلاف أساسي بين إنتاجية عجلة «الصناعة» التي يديرها مهندسو تصنيع البضائع وبين تطفل «العمل التجاري» والذي يكمن هدفه الوحيد في الحصول على الأرباح للطبقة الغنية. وأوضح أن النشاط الرئيس للطبقة الغنية هو «الاستهلاك المظهري»، كما أن مساهمة هذه الطبقة في الاقتصاد لا تعد سوى نشاط مهدر لا ينتج عنه أي نوع من أنواع الإنتاجية. وفي هذا الوقت كان الاقتصاد الأمريكي غير فعال وممتلئًا بالفساد، ولذلك لم يوضح فيبرين هذا الادعاء. وكان يعتقد بأن التقدم التكنولوجي قوة دافعة للتغير الثقافي، ولكن على النقيض من المعاصرين فإنه رفض ربط التغيير بالتطور.
على الرغم من أن فيبلين كان متعاطفًا مع نظرية الملكية العامة في الصناعة، كما كان يتبنى رأيًا ضعيفًا فيما يخص العمال والحركة العمالية، وكان هناك اختلاف حول المقدار الذي تتماثل فيه وجهات نظره مع الماركسية 1 أو الاشتراكية أو اللاسلطوية. وكمثقف قيادي في عصر التقدم، قام بشن هجوم على مبدأ الإنتاج مقابل الربح، كما أثر تركيزه على الدور المهدر لمقدار الاستهلاك مقابل الحالة الاجتماعية على المفكرين والمهندسين الاشتراكيين الذين رفضوا الماركسية نقدًا في الرأسمالية. وكتب فاين في عام (1994م) بأن الاقتصاديين في هذا الوقت احتجوا على أفكاره حيث كانت هذه الأفكار بشكل بارز مجملة وغامضة وغير دقيقة، بينما اشتكى البعض الآخر بأنه شخص أحمق غريب الأطوار. استمر نقاش العلماء حول المعنى الذي كان يقصده بالضبط في مقالاته المعقدة والتهكمية والساخرة، نظرًا لاستخدامه العديد من نماذج المجتمعات البدائية ولكن كانت معظم هذه النماذج من وحي الخيال.[2]
ولد فيبلين في 30 يوليو عام 1857، في كاتو، ويسكنسن، لأبوين نرويجيين أمريكيين مهاجرَين، وهما توماس فيبلين، وكاري بوند، وهو الطفل الرابع في عائلة فيبلين المكونة من اثنا عشر طفلًا. هاجر والداه من النرويج إلى ميلواكي، ويسكنسن في 16 سبتمبر من عام 1847، مع قليل من المال، ودون أي معرفة باللغة الإنجليزية. وعلى الرغم من ظروفهما القاسية كونهما مهاجرين، إلّا أنّ معرفة توماس فيبلين بالنجارة والبناء إلى جانب مثابرة زوجته الداعمة سمحت لهما بإنشاء مزرعة للأسرة، والمعروفة حاليًا بمعلم تاريخي وطني، في نيرستراند في ولاية مينيسوتا.
بدأ فيبلين تعليمه في سن الخامسة. تعلّم الإنجليزية من جيرانه، ومن المدرسة، باعتبار اللغة النرويجية هي لغته الأم. تعلم والداه أيضًا التكلم بالإنجليزية بطلاقة، على الرغم من استمرارهما بقراءة الأدب النرويجي لعائلتهما في المزرعة أغلب الوقت. نمت مزرعة الأسرة في النهاية بشكل ناجح، مما سمح لوالدي فيبلين تزويد أطفالهم بالتعليم الرسمي. تلقى فيبلين وجميع أخوته التعليم في المدارس الابتدائية على عكس معظم الأسر المهاجرة في ذلك الوقت، والتحقوا بكلية كارلتون القريبة ليكملوا تعليمهم العالي. وكانت إيميلي أخت فيبلين كما يقال الابنة الأولى لمهاجرين نرويجيين تتخرج من كلية أمريكية. وأصبح أندرو فيبلين الطفل الأكبر سنًا في العائلة في النهاية أستاذًا للفيزياء في جامعة ولاية آيوا، ووالدًا لواحد من أبرز علماء الرياضيات الأمريكيين، وهو أوزوالد فيبلين من جامعة برينستون.[3][4]
رأى العديد من المعلقين أنّ خلفية فيبلين النرويجية، وانعزاله النسبي عن المجتمع الأمريكي، كانا ضرورييَّن لفهم كتاباته. يدّعي عالم الاجتماع والمربي دايفيد ريسمان أنّ خلفيته المتمثلة بكونه صبي لأبوين مهاجرين عنت أنّ فيبلين كان مبُعدًا عن ثقافة والديه السابقة، لكن عيشه ضمن مجتمع نرويجي في أمريكا جعل منه عاجزًا عن «استيعاب وقبول الأشكال الأميركوية المتاحة» بشكل كلي. ووفقًا لجورج إم فريدريكسون فإنّ المجتمع النرويجي الذي عاش فيه فيبلين كان منعزلًا جدًا، وعندما غادره «كان بشكل ما، وكأنه يهاجر إلى أمريكا».[5][6]
في عمر السابعة عشر، في عام 1874، التحق فيبلين بكلية كارلتون القريبة، في نورثفيلد، مينيسوتا. أظهر في وقت مبكر من دراسته كل من المرارة وحس الدعابة، اللذان تميزت بهما أعماله اللاحقة. درس فيبلين الاقتصاد والفلسفة بإشراف جون بيتس كلارك، الذي أصبح رائدًا في مجال الاقتصاديات التقليدية المحدثة الجديد. كان تأثير كلارك على فيبلين كبيرًا، وعندما أدخله كلارك في الدراسة الرسمية للاقتصاد، أدرك فيبلين طبيعة الاقتصاد الافتراضي وقيوده، الذي سيبدأ بتشكيل نظرياته. طور فيبلين لاحقًا اهتمامًا في العلوم الاجتماعية، وتلقى كورسات في مجالات الفلسفة، والتاريخ الطبيعي، وفقه اللغة الكلاسيكي. كانت أعمال هربرت سبنسر في مجال الفلسفة في غاية الأهمية بالنسبة له، إذ ألهمته العديد من التصورات المسبقة في الاقتصاد الاجتماعي. على العكس، شكّلت دراساته في التاريخ الطبيعي وفقه اللغة الكلاسيكي تعامله المنهجي في تخصصات العلوم واللغة على التوالي.[7][8]
سافر فيبلين بعد تخرجه من كلية كارلتون في عام 1880 إلى الشرق لدراسة الفلسفة في جامعة جونز هوبكنز. درس في هذه الجامعة بإشراف تشارلز ساندرز بيرس. انتقل إلى جامعة ييل عندما فشل في الحصول على منحة دراسية، حيث وجد دعمًا اقتصاديًا لدراساته، وحصل على الدكتوراه في الفلسفة في عام 1884، إذ كان تخصصه الرئيسي في الفلسفة، أمّا تخصصه الثانوي في الدراسات الاجتماعية. كانت أطروحته بعنوان «الأسس الأخلاقية لعقيدة الانتقام». درس في جامعة ييل بإشراف أكاديميين معروفين مثل الفيلسوف نواه بورتر، وعالم الاجتماع ويليام سمنر.[9]
بعد تخرجه من جامعة ييل في عام 1884، بقي فيبلين عاطلًا عن العمل لمدة سبع سنوات. لم يتمكن من الحصول على منصب في الجامعة على الرغم من امتلاكه رسائل توصية قوية. من المحتمل أنّ البحث الذي تضمنته أطروحته حول «الأسس الأخلاقية لعقيدة الانتقام» عام 1884 اعتُبر غير مرغوبٍ. لكن لم يكن من الممكن البحث أكثر في هذا الاحتمال لأنّ أطروحة فيبلين فُقدت من جامعة ييل منذ عام 1935. وكان من الواضح أنّ الباحث العلمي الوحيد الذي درس أطروحته هو جوزيف دورفمان، في كتابه عام 1934 تحت اسم ثورستين فيبلين وأمريكته. ويقول دورفمان أنّ الأطروحة التي نصح بها عالم الاجتماع التطوري ويليام سمنر، تدرس الفكر التطوري لهربرت سبنسر، بالإضافة إلى الفلسفة الأخلاقية لكانت. خمّن بعض المؤرخين أيضًا أنّ هذا الفشل في الحصول على عمل جزئي كان بسبب التحيز ضد النرويجيين، بينما عزا آخرون هذا إلى حقيقة أنّ معظم الجامعات والإداريين يعتبرونه غير متعلم للمسيحية بشكل كافٍ. كان معظم الأكاديميين في ذلك الوقت يحملون درجات اللاهوت، وهذا ما لم يكن فيبلين يمتلكه. لم يساعد فيبلين أيضًا تعريفه بشكل علني على أنه لاأدري، وكان هذا غير شائع أبدًا في ذلك الوقت. عاد فيبلين إلى مزرعة أسرته نتيجة لذلك، وبقي فيها مدعيًا أنه يتعافى من الملاريا. قضى تلك السنوات يتعافى ويقرأ بشراهة. يُشتبه أنّ هذه الصعوبات في بداية حياته المهنية ألهمته لاحقًا في أجزاء من كتابه التعليم العالي في أمريكا «1918»، الذي ادعى فيه أنّ الجامعات ضحّت بالقيم الأكاديمية الحقيقية لصالح مصلحتها الشخصية وربحيتها. [10][11][12]
في عام 1891، غادر فيبلين المزرعة عائدًا إلى كلية الدراسات العليا ليدرس الاقتصاد في جامعة كورنيل، بإشراف الأستاذ في الاقتصاد جيمس لورنس لافلين. أصبح فيبلين زميلًا في جامعة شيكاغو عام 1892 بمساعدة الأستاذ لافلين الذي كان ينتقل إلى هذه الجامعة. قام بالكثير من أعمال التحرير المقترنة بمجلة الاقتصاد السياسي أثناء فترة بقائه في الجامعة، وهي واحدة من المجلات الاكاديمية العديدة التي أُسست في ذلك الوقت في جامعة شيكاغو. استخدم فيبلين المجلة لينشر كتاباته. بدأت كتاباته بالظهور في مجلاتٍ أخرى أيضًا، مثل مجلة علم الاجتماع الأمريكية، وهي مجلة أخرى في الجامعة. بينما كان غالبًا شخصية ثانوية في جامعة شيكاغو، إلّا أنه درّس عدد من الصفوف فيها.
في عام 1899، نشر فيبلين كتابه الأول الأكثر شهرة، بعنوان نظرية الطبقة الغنية. لم يُحسّن هذا منصب فيبلين في جامعة شيكاغو على الفور. طلب ترقية بعد أن انتهى من كتابه الأول، إلّا أن هذا قد رُفض.
نظر طلاب فيبلين في جامعة شيكاغو إلى تدريسه أنه «مروّع». واعتبر طلاب ستانفورد أنّ أسلوب تدريسه «ممل». لكن كان من الممكن أن يُعذر على طريقة تدريسه أكثر من بعض العلاقات الشخصية. فقد أهان المشاعر الفيكتورية بعلاقاته خارج الزواج أثناء وجوده في جامعة شيكاغو. وفي ستانفورد عام 1909، تعرّض فيبلين للسخرية مرة أخرى كونه زير نساء وزوج غير مخلص. أُجبر على الاستقالة من منصبه نتيجة لهذا، وهذا ما جعل من الصعب أن يجد منصب أكاديمي آخر. تدّعي إحدى القصص أنّه طُرد من ستانفورد بعد أن أرسلت له جين ستانفورد برقية من باريس تستنكر فيها دعم فيبلين للعاملين الصينيين الذين يحملون الأمتعة في كاليفورنيا.[13][14]