الدوكسيبين (بالإنجليزية: Doxepin) دواء يستخدم لعلاج الاضطراب الاكتئابي واضطرابات القلق والشرى المزمن والأرق،[2][3] لكن لا يُفضل استخدامه على مضادات الهستامين في علاج الشرى.[2] يملك الدواء فائدةً خفيفة إلى متوسطة في علاج اضطرابات النوم،[4] ويستخدم كريمه لتدبير الحكة الناجمة عن التهاب الجلد التأتبي أو التهاب الجلد العصبي.[5]
تتضمن التأثيرات الجانبية الشائعة النعاس وجفاف الفم والإمساك والغثيان وتشوش الرؤية،[2] وقد تشمل التأثيرات الجانبية الخطيرة ارتفاع خطورة الانتحار عند من تقل أعمارهم عن 25 عامًا والهوس واحتباس البول،[2] وقد تحدث متلازمة الانقطاع إذا خُفضت الجرعة سريعًا.[2] لا يوصى باستخدام الدوكسيبين عمومًا خلال الحمل والإرضاع الطبيعي.[6][7]
يُعد الدواء من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وما تزال آلية عمله لعلاج الاكتئاب موضع جدل، فقد تعود لزيادة مستويات النورإبينفرين مع إحصار الهستامين والأسيتيل كولين والسيروتونين.[2] نال الدوكسيبين موافقة الاستخدام الطبي في الولايات المتحدة عام 1969،[2] وتتوافر منه أشكال مكافئة.[6] في عام 2017، احتل الدواء المرتبة 240 ضمن قائمة أكثر الأدوية الموصوفة في الولايات المتحدة بأكثر من مليوني وصفة طبية. [8][9]
تُستخدم حبوب الدوكسيبين لعلاج الاضطراب الاكتئابي واضطرابات القلق والشرى المزمن، وللعلاج قصير الأمد لرهاب الفراش (أحد أشكال الأرق).[2][10][3] يستخدم كريم الدوكسيبين في العلاج قصير الأمد للحكة الناجمة عن التهاب الجلد التأتبي أو التهاب الجلد العصبي.[5]
في عام 2016، أوصت الجمعية الأمريكية للأطباء بعلاج الأرق بدايةً عبر تدبير الحالات المرضية المرافقة ثم بالعلاج المعرفي السلوكي والتغييرات السلوكية وأخيرًا بالأدوية، وكان دوكسيبين من بين الأدوية الموصى بها للمساعدة قصيرة الأمد في استمرار النوم رغم ضعف الأدلة الداعمة لفعاليته.[11][12] تشابهت التوصيات السابقة مع توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب النوم لعام 2017 والتي ركزت على العلاج بالأدوية.[11] أظهرت مراجعة وكالة أبحاث الرعاية الصحية وجودتها لعام 2015 لعلاجات الأرق نتائج مماثلةً. [13]
وجدت مراجعة عام 2010 أن الدوكسيبين الموضعي مفيد لعلاج الحكة،[14] ووجدت مراجعة أخرى لعلاجات الشرى المزمن في ذات العام أن هناك أدوية أفضل حلت محله لكنه بقي علاجًا مطروحًا أحيانًا ضمن أدوية الخط الثاني.[15] تتراوح جرعات الدوكسيبين المستخدمة للنوم من 3 إلى 6 ملغ، ولكنها قد تصل إلى 25 - 50 ملغ. [16]
تتضمن مضادات الاستطباب المعروفة:[17]
يُنصح بعدم استخدام الدواء عند الحوامل والمرضعات رغم وجود أدلة تستبعد أن يتسبب بتأثيرات ضارة على التطور الجنيني.[10] لا يساعد نقص الأدلة الناتجة عن الدراسات البشرية على استبعاد الخطورة على الجنين، خاصةً أن الدواء يعبر المشيمة.[10] يفرز الدوكسيبين في حليب الثدي، وذكرت حالات من نقص التهوية عند حديثي الولادة ترافقت مع استخدام الأم لعقار الدوكسيبين. [18]
قد يختلف طيف التأثيرات الجانبية للدوكسيبين عن القائمة أدناه في بعض البلدان التي يُسمح فيها باستخدامه بجرعات متدنية (بمعنى 3 ملغ و 6 ملغ).
يماثل الدوكسيبين مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات الأخرى في سميته الشديدة في حالات الجرعة الزائدة.[20] تتضمن الأعراض الخفيفة النعاس والذهول وتشوّش الرؤية وجفاف الفم المفرط. تشمل التأثيرات الجانبية الأخطر كلًا من التثبيط التنفسي وانخفاض ضغط الدم والغيبوبة والاختلاجات واضطرابات النظم القلبية وتسرع القلب.
تشمل الأعراض الأخرى المحتملة للجرعة الزائدة من الدوكسيبين احتباس البول وتناقص الحركية المعوية (العلوص الشللي) وفرط الحرارة (أو انخفاضها) وارتفاع ضغط الدم وتوسّع الحدقات واشتداد المنعكسات. تُعالج الجرعة الزائدة غالبًا بالدعم الجهازي وتدبير الأعراض، ويمكن أن يشمل التدبير غسيل المعدة لإنقاص امتصاص الدوكسيبين.[10] يُنصح أيضًا بتطبيق إجراءات داعمة للوقاية من الاستنشاق التنفسي.[10] قد تكون العوامل المضادة لاضطرابات النظم خيارًا مناسبًا لعلاج اضطرابات النظم القلبية الناجمة عن جرعة زائدة من الدواء،[10] وقد يُعاكس التسريب الوريدي البطيء للفيزوستيغمين بعض تأثيراتها السامة مثل التأثيرات المضادة للكولين. لا يوصى بالديال الدموي بسبب ميل الدواء المرتفع للارتباط مع البروتينات. يُنصح بمراقبة تخطيط القلب لعدة أيام بعد الجرعة الزائدة بسبب إمكانية حدوث شذوذات في التوصيل الكهربائي القلبي. [10]
يجب تجنب استخدام الدوكسيبين خلال 14 يومًا من استخدام مثبط أكسيداز أحادي الأمين مثل الفينيلزين بسبب إمكانية حدوث نوبة فرط ضغط الدم أو تطور متلازمة السيروتونين، ولا يوصى باستخدامه عند من يتناولون مثبطات سيتوكروم 2 دي 6 الفعالة مثل فلوكسيتين وباروكسيتين وسيرترالين ودولوكسيتين وبوبروبيون وكينيدين بسبب احتمال تراكمه عند نقص النشاط التحفيزي لسيتوكروم 2 دي 6.
لا يُنصح باستخدام محرّضات الإنزيم الكبدي مثل الكاربامازيبين والفينيتوين والباربتيورات عند المرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل دوكسيبين لأنه قد يسرع استقلابه.[17][17][21] قد تتفاقم تأثيرات العوامل المقلّدة للودي عند مشاركتها مع مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل الدوكسيبين، وقد يزيد هذا المركب أيضًا من التأثيرات الجانبية للعوامل المضادة للكولين مثل البنزاتروبين والأتروبين والهيوسين (سكوبولامين). ترافق استخدام تولازاميد مع الدوكسيبين بنقص سكر الدم الشديد لدى مرضى السكري من النمط الثاني. قد يؤثر السيميتيدين على امتصاص الدوكسيبين، وقد يفاقم استهلاك الكحول بعض تأثيرات الدواء المثبطة للجهاز العصبي المركزي.[17] يمكن أن يخفف الدوكسيبين من تاثيرات العوامل الخافضة لضغط الدم، وقد يسبب العلاج المشترك مع مثبطات الجهاز العصبي المركزي مثل البنزوديازيبينات تثبيطًا إضافيًا للجهاز العصبي المركزي.[10] قد يزيد العلاج المشترك مع هرمونات الغدة الدرقية أيضًا من احتمال تطور تفاعلات عكسية. [10]