في كتابه حول سيرة رامون لول، قسّم زويمر نشاط ليول التبشيري إلى ثلاثة فروع[4] ويمكن أن نستخدم نفس الفئات الواسعة لدراسة إرسالية زويمر نفسها: التبشير، الكتابة والتوظيف.
زويمر لمس أول منعطف له في عمله حين رحل إلى الجزيرة العربية، عام 1890 للعمل مباشرة في المجتمع الإسلامي.[5] في ذلك الوقت، كانت طريقته الرئيسية للتبشير هي توزيع الكتب[6] والحوارات الشخصية.[7]
فقد جمع نماذج من المواجهة واتبع نهج أكثر الحانقين من تقديم محبة المسيح أولا، وتلك 'سمة الطلاب المتطوعين ".[8] وتشير روايات من التفاعل العفوي مع الناس له أنه كان يمتلك من الكرازة الشخصية الكثير وكان قادرا وخلاقا.[9]
أنشئ هذا المعهد وسمي باسم زويمر تخليدا لأعماله في سبيل التبشير وكان الهدف الأول والأساسي من إنشاء المعهد هو تنصير المسلمين.
ولقد أعترف بفشله الذريع حيث قال في أخطر مؤتمراته عن فشل مغامرة التنصير خلال ربع قرن، وتراجع عن دعوته فقال: إنّه لا يدعو لإدخال المسلم في المسيحية، وإنّما يدعو إلى إخراجه من الإسلام ويقول:
" لقد صرفنا من الوقت شيئاً كثيراً وأنفقنا من الذهب قناطير مقنطرة، وألّفنا ما استطعنا أن نؤلّف وخطبنا، ومع ذلك كله فإننا لم ننقل من الإسلام إلاّ عاشقاً بنى دينه الجديد على أساس الهوى، فالذي نحاوله من نقل المسلمين من دينهم هو باللعب أشبه منه بالجد...
وعندي اعتقاد أننا يجب أن نعمل حتى يصبح المسلمون غير مسلمين. إنّ عملية الهدم أسهل من البناء في كل شيء إلاّ في موضوعنا هذا، لأنّ الهدم للإسلام في نفس المسلم معناه هدم الدين على العموم."
جزء من خطاب له في مؤتمر في القدس عام 1935 موضحاً أهداف التبشير:
"...ولكن مهمة التبشير الذي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية فإن في هذا هداية لهم وتكريماً، وإنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام، ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله، وبالتالي فلا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، وبذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية، وهذا ما قمتم به خلال الأعوام المائة السالفة خير قيام، وهذا ما أهنئكم عليه، وتهنئكم عليه دول المسيحية والمسيحيون كل التهنئة. لقد قبضنا أيه الإخوان في هذه الحقبة من الدهر من ثلث القرن التاسع حتى يومنا هذا على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية.
ويقول أيضاً في المؤتمر التبشيري الذي عقد عام 1911 في لكنو بالهند:
إنّ خمسة وتسعين مليوناً على أقلّ تقدير من أتباع نبي مكّة يتمتّعون اليوم بنعمة الحكم البريطاني وكذلك يؤكّد رأيه الصريح الذي يفصح عنه بقوله: إنّ الأبواب المفتوحة التي تؤدّي فعلاً إلى الإسلام انّما هي المستعمرات التي يعيش فيها المسلمون تحت حكم مسيحي أو حكم وثني أيضاً (في أفريقيا والهند مثلاً) ويقصد بذلك انّ عملهم يجب أن يبدأ بمرحلته الثانية عندما يستعمرون هذه البلاد ولا يتركون للإسلام فرصة حياة في واقع المسلمين.
وعندما أخذ المؤتمرون في مؤتمر «لكنو» بالهند يتدارسون الأحوال السياسية في العالم الإسلامي، خطب زويمر قائلاً:
"إنّ الانقسام السياسي الحاضر في العالم الإسلامي دليل بالغ على عمل يد الله في التاريخ(حاشا لله)، واستثارة للديانة المسيحية (لكي تقوم بعمل) إذ إنّ ذلك يشير إلى كثرة الأبواب التي أصبحت مفتّحة في العالم الإسلامي على مصاريعها. إنّ ثلاثة أرباع العالم الإسلامي يجب أن تعتبر الآن سهلة الاقتحام على الإرساليات التبشيرية.
إنّ في الدولة العثمانية اليوم وفي غربي جزيرة العرب وفي إيران والتركستان والأفغان وطرابلس الغرب ومراكش سدوداً في وجه التبشير، ولكن هناك مائة وأربعون مليوناً من المسلمين في الهند وجاوة والصين ومصر وتونس والجزائر يمكن أن يصل إليهم التبشير المسيحي بشيء من السهولة."
وهكذا نجد زويمر يقوم بدوره الميداني ممهّداً ومنظّراً لحركة الاستعمار في الشرق، حتى وصل به الأمر أن ينصح بريطانيا العظمى أن تبدّل سياستها المهادنة في مصر تبديلاً أساسياً، وأن تشعر المصريين بقوة بريطانيا وبنعمها عليهم، وهذا بكلمة أخرى ترسيخ الاستعمار بالقوة والقهر.
ولم يهمل زويمر اُسلوب الإغراء أيضاً فقد كتب في المجلّة الاستشراقية التي يحررها «العالم الإسلامي» مقالاً عنوانه «استخدام الصدقات لاكتساب الصابئين» الذي يبحث فيه كيف أنّ الإسلام على عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - أجاز إعطاء الزكاة للمؤلّفة قلوبهم، أي اولئك الذين دخلوا في الإسلام وكانوا ذوي حاجة وذوي اتجاه مادي.
ويقصد بذلك أنّ استخدام الإحسان المادي من الأساليب المؤثّرة في طريق التبشير المسيحي وتحويل الناس نحو المسيحية.
ويمكننا القول: إن ما وضعه من خطط وبرامج تبشيرية واستعمارية ما يزال العمل بها سارياً حتى اليوم، خصوصاً من خلال مناهج التعليم والتربية والثقافة في أغلب البلاد الإسلامية.
^'كان ينجزه في ثلاثة جوانب : انه وضع نظام فلسفي أو تعليمي لإقناع غير المسيحيين بحقيقة المسيحية ، وأنه أنشأ الكليات التبشيريه ، وانه هو نفسه وذهب وعمل على تبشير... المسلمين' زويمر ، فترة الهدوء ريمون : المرحلة التبشيرية الأولى إلى المسلمين «(نيويورك : فنك وواگنال، .
^استقر في البداية في البصرة ثم انتقل مع زوجته إيمي إلى البحرين، وظلوا هناك حتى 1905. روث تكر، من القدس إلى إيريان جايا، 240.
^‘توزيع كلمة الله تأتي دائما في المقام الأول. ‘نشر كلمة الرب، جعله دائما في المقام الأول. وقد ثبتت دائما قوة وتأثير هذا الأمر.’ زويمر, ‘دعوة إلى الصلاة’, 152.
^Ruth Tucker, From Jerusalem to Irian Jaya, 239. He thought personal interaction was always the most effective mode: Samuel Zwemer, ‘Broadcasting our message’, The Moslem World 29/3 (1939): 217.
^Ruth Tucker, From Jerusalem to Irian Jaya, 241. cf. Zwemer, ‘A Call to Prayer’ in Islam and the Cross. Edited by Roger S. Greenway. Original year 1923. Phillipsburg: P&R, 2002. 147. Two methods stand out in clear contrast: the polemic and the irenic; the method of argument, debate, contrast, and comparison on the one hand, and on the other had the method of loving approach along lines of least resistance.’
^e.g. The story of the Cretan Tavern keeper and asking the fruit vendor for ‘fruit of the Spirit’. Jesse R. Wilson, ‘One of a kind’, Christian Century 84/21 (1967): 687-688.