مهرجان كان السينمائي (بالفرنسية: Festival de Cannes), هو أحد أهم المهرجانات السينمائية عبر العالم.[1][2][3] يرجع تأسيسه إلى سنة 1946. وهو يقام كل عام عادة في شهر مايو، في مدينة كان في جنوب فرنسا. يوزع المهرجان عدة جوائز أهمها جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم. مركز إقامته قصر المهرجانات في شارع لاكروازييت الشهير على سواحل خليج كان اللازوردية.
يعدّ مهرجان كان السينمائي أحد المهرجانات السينمائية الأوروبية الثلاثة الكبرى، المعروفة باسم "الثلاثة الكبرى"، مع مهرجان البندقية السينمائي في إيطاليا ومهرجان برلين السينمائي الدولي في ألمانيا، بالإضافة إلى كونه أحد المهرجانات السينمائية الدولية الخمسة الكبرى، أو "الخمسة الكبرى"، والتي تتكون من المهرجانات السينمائية الأوروبية الثلاثة الكبرى، بالإضافة إلى مهرجان تورونتو السينمائي الدولي في كندا ومهرجان صندانس السينمائي في الولايات المتحدة.[4][5][6][7]
انطلقت الدورة الأولى من المهرجان في مدينة كان الفرنسية في اليوم الأول من شهر سبتمبر عام 1939. ولم يكد المهرجان يدخل يومه الثالث حتى نشبت معركة حربية بين فرنسا وبريطانيا من جهة وبين ألمانيا من جهة أخرى، ما أدى إلى تأجيل المهرجان وتعليقه إلى أجل غير مسمى؛ نظراً لظروف الحرب الدائرة.
تطورت المناوشات الحربية الدائرة بين فرنسا وألمانيا إلى احتلال ألماني لجزء من الأراضي الفرنسية؛ ما قضى على أي أمل قريب في أن يستكمل المهرجان بدايته المتواضعة التي لم تتجاوز من العمر يومين اثنين! وكما هو معلوم تطورت تلك الحرب واستمرت لتكون ما عرف فيما بعد بالحرب العالمية الثانية التي وضعت أوزارها نهاية العام 1945.
ولم يكن من المنطقي حينها أن تطرح فكرة إعادة تفعيل مهرجان سينمائي، لذا احتاج الأمر إلى سنة ليعود بعدها المهرجان للظهور من جديد في منتصف عام 1946، الذي يشكل الانطلاقة الحقيقية لمهرجان كان السينمائي.
لم يلبث المهرجان أن أعيد إطلاقه من جديد حتى توقف في دورة عام 1948، ثم توقف مرة أخرى في دورة عام 1950 وذلك لظروف تمويلية مادية، ومنذ انطلاقة المهرجان بعد ذلك لم يحدث أن توقف سوى دورة واحدة سنة 1968.
يتميز مهرجان كان السينمائي بالحضور السينمائي الكبير والمتنوع الذي يرافقه، فلا يلتقي هذا الكم من السينمائيين من جميع أنحاء العالم في وقت واحد كما يحصل في مدينة كان خلال المهرجان.
كما أنه يتميز بالتجديد والقدرة على مواكبة الموجات الفنية الجديدة، بل ودعمها، وربما خلقها في رحم المهرجان وأروقة الدورات المقامة.
كما يتميز المهرجان كذلك بتنوع جوائزه من عام لآخر مع استقرار الجوائز الأصلية للمهرجان، وهي:
ما عدا ذلك من الجوائز، والتي تتجاوز في بعض الدورات العشرين جائزة، فهي إما تتبع للجان وجمعيات سينمائية مختصة تمنح جائزتها عبر المهرجان، أو تكون موسمية غير دورية بحيث يرافقها مناسبة سينمائية خاصة.
وتمر عملية فرز الأفلام المرشحة لهذه الجوائز عبر مرشحات فنية دقيقة، حيث يتزايد عدد الأفلام المقدمة للمهرجان سنويًّا عن ألفي فيلم بقليل. وتقوم لجان مشاهدة متخصصة بفرزها والوصول بها إلى اثنين وعشرين فيلماً متنافساً فقط، يشترط فيها أن تعرض في المهرجان عرضاً عالميًّا أولًا.
ولا يقتصر دور مهرجان كان السينمائي على استضافة وعرض الأفلام المرشحة، بل يتجاوز ذلك بكثير من خلال إقامته لعديد من الفعاليات السينمائية المتزايدة كل عام، والتي تضمن عرض عدد كبير من الأفلام السينمائية من خلال تظاهرات عدة من أبرزها:
يضاف إلى ما سبق ذكره من فعاليات وعروض سينمائية، كثير من الفعاليات السينمائية التي تصاحب المهرجان خلال فترة إقامته، ما يجعله وبجدارة العرس السينمائي الأبرز حول العالم، والذي ينتظره جمهور السينما بفارغ الصبر كل عام.
في مايو 2018، شاركت السعودية، لأول مرة، في مهرجان كان السينمائي بدورته 71. حيث شاركت بتقديم مجموعة من الأفلام القصيرة، وقدمت تسعة أفلام قصيرة. لاقت هذه المشاركة تفاعلًا وإعجابًا، حيث صرح المدير الفني لمهرجان كان السينمائي الدولي تيري فريمو "يسرني أن ألمس الالتزام القوي لدى المجلس السعودي للأفلام، بتطوير المواهب في مجال صناعة السينما، ومشاركة القصص والخبرات السعودية مع العالم".[8]
في مايو 2021، قدمت السعودية مبادرات عديدة في مهرجان "كان" السينمائي، حيث أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، عن تلقيهم دعمًا ماليًّا، يُقدَّر بـ 4 ملايين دولار من هيئة الأفلام لدعم صانعي الأفلام العرب، كما أعلن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء" عن إنتاج فيلمين جديدين "بحر الرمال" و"طريق الوادي"، بشراكة بين سينمائيين سعوديين وعرب.[9]
في مايو 2022، قدمت السعودية جلسة بعنوان "واقع السينما العربية "، شارك فيها المنتج المصري محمد حفظي، والمنتج والمخرج السعودي أيمن خوجة، والمخرج التونسي لطفي ناثان، كما تم تقديم "فيلم العلا" الذي سلّط الضوء على إمكانات السعودية، بوصفها مركزًا عالميًّا لصناعة الأفلام. تم تقديم ثلاثة أفلام من هوليوود، تم تصويرها في السعودية، هي:[10]
في مايو2023، تم تقديم جلسات حوارية بعنوان "قطاع السينما في المملكة"، و"صور في السعودية"، و"الطاولة المستديرة". كما تم تقديم فيلم "جين دو باري" في المهرجان، شاركت السعودية في إنتاجه، بالمشاركة مع منتجين فرنسيين.[11]
في مايو 2024، تم اختيار فيلم المخرج السعودي توفيق الزايدي "نورة" للعرض في مهرجان كان ضمن مسابقة "نظرة ما" وبهذا يصبح أول فيلم سعودي يتم اختياره في المسابقات الرسمية للمهرجان. أنتج الفيلم بدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة السعودية تحت برنامج "ضوء لدعم الأفلام"، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، بالإضافة إلى فيلم العُلا. حيث صّور الفيلم في قرية في العلا شمال غرب السعودية والذي تدور أحداثه في التسعينات الميلادية حول شخصين يجدان بعضهما ويكتشفان صوت الفن والإبداع بداخلهما.[12][13][14][15]
سبعة مخرجين تحصلوا على جائزة السعفة الذهبية أكثر من مرة وهم:
{{استشهاد ويب}}
: |archive-date=
/ |archive-url=
timestamp mismatch (مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: |archive-date=
/ |archive-url=
timestamp mismatch (مساعدة)