نيكولا ساركوزي (بالفرنسية: Nicolas Sarkozy) (28 يناير 1955 -)، رئيس الجمهورية الفرنسية بالفترة من 16 مايو 2007 حتى 15 مايو 2012، والده من أصول مجرية كاثوليكية أما أمه من أصول يهودية يونانية، نشأ في باريس.[9]
هو وزير داخلية فرنسي سابق ورئيس حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية. استطاع أن يربح بالانتخابات الفرنسية بنسبة 53.2 % من أصوات الناخبين الفرنسيين وذلك بتاريخ 6 مايو 2007 ليصبح رئيسًا للجمهورية الفرنسية خلفًا للرئيس جاك شيراك. واستلم مهامه رسميًا بتاريخ 16 مايو 2007. ثم خسر في انتخابات 6 مايو 2012 أمام فرانسوا أولاند ليكون أول رئيس فرنسي لا يفوز بفترة رئاسية ثانية منذ عام 1981.
في 3 يوليو 2012، داهمت الشرطة الفرنسية مكاتب ساركوزي كجزء من تحقيق في مزاعم بأنه كان ضالعا في تمويل لحملته الانتخابية الرئاسية في 2007, بشكل غير قانوني من ليليان بيتنكور وريثة شركة مستحضرات التجميل العالمية لوريال ومثُل في قصر العدل ببوردو للإدلاء بإفادته حول القضية وتم تبرئته منها.
في 19 سبتمبر 2014، وبعد سنتين من توقفه عن الحياة السياسية، رجع نيكولا ساركوزي للسياسة ليترشح أولا لرئاسة حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية ثم يعزم للترشح لولاية ثانية لرئاسة فرنسا سنة 2017.[10][11][12][13] فاز ساركوزي برئاسة حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، ووعد بعدة إصلاحات فيه وستكون جذرية، ولذلك تم تغيير اسم الحزب إلى الجمهوريون وذلك بالرجوع لأعضاء الحزب وأنصاره بالتصويت، أين وافقوا عن تغيير الاسم بنسبة 83%. وأصبح بهذا ساركوزي أول رئيس لحزب الجمهوريون الجديد.
في أكتوبر 2019 أُحيل ساركوزي إلى القضاء الفرنسي بتهمة التمويل غير القانوني لحملته الانتخابية التي هُزم فيها في عام 2012، عرفت القضية باسم (بغماليون) وجرت ملابساتها في مارس وأبريل 2012 حيث تجاوز النفقات المسموح بها للحملة الانتخابية بأكثر من 20 مليون يورو. وقد أمر قاضي تحقيق في 2017 بإحالته مع 13 متهما إضافيين لكن أجل ذلك تقديمه للعديد من الاعتراضات.[14]
ولد في فرنسا في 28 يناير 1955 لأب أرستقراطي مجري وأم ذات أصول فرنسية كاثوليكية ويهودية يونانية تحولوا إلى المسيحية لاحقاً،[15] عُمّد ككاثوليكي ونشأ في باريس. تزوج ساركوزي مرتين وأنجب ثلاثة أبناء، الثالث من زوجته السابقة سيسيليا. وهو متخصص بالقانون التجاري ويحمل شهادة الدراسات المعمقة بالعلوم السياسية (الماجستير حسب النظام الفرنسي) Diplome d'Études Approfondies من جامعة باريس.
تزوج الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المغنية وعارضة الأزياء كارلا بروني في قصر الإليزيه صباح يوم السبت 2 فبراير 2008م في سابقة يشهدها قصر الإليزيه لأول مرة لرئيس يطلق زوجة ويتزوج من أخرى أثناء ولايته. ونقلت إذاعة أوروبا عن رئيس بلدية الدائرة الثامنة في باريس فرانسوا لوبيل قوله «لقد زوجت اثنين من ناخبي الدائرة الثامنة، يقطنان شارع 55 جادة سانت أونوريه» (وهو عنوان قصر الإليزيه الرئاسي). وهذا الزواج هو الثالث لساركوزي وكان شقورة (53 عاما) قد طلّق زوجته الثانية سيسيليا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد زواج استمر 11 عاما. وطلّق شقورة سيسيليا بعد أن حل جميع المسائل بينهما بالتراضي. ولم يكن الطلاق مستغربا لأن السيدة الأولى لفرنسا غابت مرارا عن حضور المناسبات الرسمية وحظيت سيسيليا بمشوار مهني ناجح بفضل عملها عارضة أزياء ثم وموظفة إدارية في البرلمان الفرنسي. وقالت قبل عامين إنها لا تريد أبدا أن تضطلع بالدور التقليدي للسيدة الأولى «فهو يصيبني بالملل، وأنا لست سياسية أبدا». وكان نيكولا وسيسيليا مطلقين عندما تزوجا عام 1996. وكان لكل منهما طفلان من زواج سابق. وأنجب ساركوزي من سيسيليا ولدا أسمياه لويس ويبلغ عمره الآن عشر. يعد هذا الرئيس من الذين يعيشون علنا حياتهم الخاصة خلاف أسلافه مثل جاك شيراك وفرانسوا ميتيران وشارل ديغول وغيرهم. وقد قيل خلال شهر أبريل 2011, أن زوجته كارلا بروني حامل.
في نهاية شهر ديسمبر من عام 2009، التقى نيكولا ساركوزي بالمغنية وعارضة الأزياء السابقة كارلا بروني في حفل عشاء في منزل جاك سيغيلا. زواجهم المدني احتفلوا فيه في الثاني من شهر فبراير من عام 2008 في قصر الإليزيه من قبل عمدة منطقة باريس، وفرانسوا ليبيل، مع الشهود نيكولا Agostinelli ماتيلد عن العريس، وفريدة Khelfa Delterme للعروس.[16]
في التاسع عشر من شهر أكتوبر لعام 2011، أنجبت كارلا بروني ساركوزي ابنة تدعى جوليا. وتعتبر هذه هي المرة الأولى في تاريخ جمهورية فرنسا يصبح الرئيس والداً أثناء فترة ولايته.
يعتبر نيكولا ساركوزي منذ سنوات الرجل القوي في اليمين الحاكم الفرنسي. وهو من الداعين إلى القطيعة مع السياسات السابقة بهدف إحداث 'تغيير عميق' في البلاد. ودخل ساركوزي المتحدر من أب مجري مهاجر المعترك السياسي قبل أكثر من 30 عاماً وضع خلالها كل طاقته في خدمة طموحه السياسي للوصول إلى رئاسة الجمهورية. وكانت الخطوة الأولى بالنسبة إليه تولّيه في العام 2004 رئاسة الحزب الحاكم (الاتحاد من أجل حركة شعبية)، الذي أسّسه جاك شيراك.
ترك ساركوزي منصبه كوزير داخلية ورشّح نفسه للانتخابات الرئاسية الفرنسية في عام 2007. ويقدم هذا المحامي رغبته في 'الحديث بصدق' ومواجهة المشكلات التي يعاني منها الفرنسيون، وهذا ما يدفع خصومه إلى اتهامه بـ 'الشعبوية'. وشدد 'ساركو' كما يلقبه المقربون منه والذي يتقدم استطلاعات الرأي منذ 3 أشهر، على العمل على 'التغيير'، قبل أن يلطف هذا المفهوم لطمأنة مخاوف قسم من ناخبيه مستخدماً عبارة 'التغيير الهادئ' من أجل تبديل المشهد السياسي الفرنسي.
يأخذ عليه خصومه أنه يصطاد في مياه اليمين المتطرف، وقد أثيرت هذه الاتهامات مجدداً في ضوء طرحه استحداث 'وزارة للهجرة والهوية الوطنية'. يشدد على أن الفرنسيين يؤيدون تطرقه إلى هذه المسائل معتبراً أنه الوحيد الذي يمكنه احتواء اليمين المتطرف. يتخذ ساركوزي أحياناً مواقف مفاجئة ومتناقضة بطرحه أفكاراً بعيدة عن خطه، فيؤيد إشراك المقيمين الاجانب في الانتخابات المحلية أو يندد بـ «أرباب العمل الانذال» مع اعتناقه الليبرالي.
وأظهرت نتائج الاستفتاء المبدئية على تقدمه على منافسيه المرشحين للرئاسة. وبيوم الانتخاب ضمن المرحلة الأولى حصل على ما يقارب 30% من الأصوات حاصدا المركز الأول وتأهل بذلك إلى المرحلة الثانية من الانتخابات بمواجهة سيغولين رويال.
وبتاريخ 6 مايو ربح بانتخابات المرحلة الثانية أيضا بنسبة 53.2% من أصوات الناخبين بينما حصلت منافسته رويال على 46.8%. وأصبح بذلك رئيسا لفرنسا. بشكل عام، يعتبر ساركوزي أكثر ولاء للولايات المتحدة وإسرائيل من أغلب السياسيين الفرنسيين. واتهم ساركوزي بالوقوف وراء ترشح ابنه جون ساركوزي، لرئاسة EPAD، المؤسسة العامة لتجهيز منطقة La défense. ابنه لم يكن عمره يتجاوز حينإذ الثلاثين ولم يكن قد أنهى دراسته بعد.
ولد ساركوزي في باريس، وهو ابن بال إستفان إرن ساركوزي دي ناجي بوكسا، (من مواليد 5 مايو 1928)، وهو أرستقراطي مجري بروتستانتي، وأندريه جين «دادو» مالاه (12 أكتوبر 1925 – 12 ديسمبر 2017)، اعتنق والده اليهودي اليوناني الكاثوليكية للزواج من جدة ساركوزي الفرنسية الكاثوليكية. تزوجا في كنيسة سان فرانسوا دي سال، الدائرة السابعة عشرة في باريس، في 8 فبراير 1950، وانفصلا في عام 1959.[17]
خلال طفولة ساركوزي، أسس والده وكالته الإعلانية الخاصة وأصبح ثريًا. عاشت العائلة في منزل فخم يملكه جد ساركوزي لأمه، بينيديكت مالاه، في الدائرة السابعة عشرة في باريس. انتقلت العائلة في وقت لاحق إلى نويي سور سين، واحدة من أغنى البلديات في منطقة إيل دو فرانس غرب باريس مباشرةً. ووفقًا لساركوزي، كان جده الديغولي أكثر تأثيرًا عليه من والده، الذي نادرًا ما رآه. نشأ ساركوزي كاثوليكيًا.
قال ساركوزي إن تخلي والده عنه شكل الكثير مما هو عليه اليوم. كما قال إنه شعر في سنواته الأولى بالنقص فيما يتعلق بزملائه الأكثر ثراءً وطولًا. قال في وقت لاحق «ما جعلني ما أنا عليه الآن هو كمية الإهانات التي عانيت منها خلال طفولتي».[18]
التحق ساركوزي بمدرسة ليسيه شابال، وهي مدرسة عامة متوسطة وثانوية تحظى بتقدير كبير في الدائرة الثامنة في باريس، حيث فشل في دراسته السادسة. ثم أرسلته عائلته إلى مدرسة كورس سانت لويس دي مونسو، وهي مدرسة كاثوليكية خاصة في الدائرة السابعة عشرة، حيث قيل إنه كان طالبًا متوسطًا، ولكن مع ذلك حصل على البكالوريا في عام 1973.
التحق ساركوزي بجامعة باريس 10، حيث تخرج بدرجة الماجستير في القانون الخاص، وبعد ذلك، حصل على شهادة الدراسات المعمقة (دي إي إيه) في قانون الأعمال. كانت جامعة باريس 10 نقطة انطلاق للحركة الطلابية لأحداث مايو 68 التي كانت ما تزال حصنًا للطلاب اليساريين. وسرعان ما انضم ساركوزي، الذي وصف بأنه طالب هادئ، إلى المنظمة الطلابية اليمينية، التي كان نشيطًا فيها. أكمل خدمته العسكرية كعامل نظافة بدوام جزئي في القوات الجوية.
بعد تخرجه من الجامعة، التحق ساركوزي بمعهد الدراسات السياسية بباري، حيث درس بين عامي 1979 و1981، لكنه لم يتخرج بسبب عدم إتقانه للغة الإنجليزية.
فيما بعد أصبح ساركوزي محاميًا متخصصًا في قانون الأعمال والأسرة وكان أحد محامي سيلڤيو برلسكوني الفرنسيين.[19]
تزوج ساركوزي من زوجته الأولى ماري دومينيك كوليولي في 23 سبتمبر 1982، كان والدها صيدلانيًا من فيكو (قرية تقع شمال أجاكسيو، كورسيكا)، وكان عمها أشيل بيريتي، عمدة نويي سور سين من عام 1947 إلى عام 1983 والمرشد السياسي لساركوزي. أنجبا ولدين، بيير (مواليد 1985)، يعمل الآن منتجًا لموسيقى الهيب هوب، وجان (مواليد 1986) يعمل الآن سياسيًا محليًا في مدينة نويي سور سين حيث بدأ ساركوزي حياته السياسية الخاصة. كان أفضل رجل في عهد ساركوزي هو السياسي اليميني البارز شارل باسكوا، الذي أصبح فيما بعد معارضًا سياسيًا. تطلق الثنائي في عام 1996، بعد انفصالهما لعدة سنوات.[20]
بصفته عمدة نويي سور سين، التقى ساركوزي بعارضة الأزياء السابقة والمديرة التنفيذية للعلاقات العامة سيسيليا سيجانير ألبينيز (حفيدة الملحن إسحاق ألبينيز وأباها مولدوفي). في عام 1988، تركت زوجها من أجل ساركوزي، وتطلقا بعد عام واحد. تزوجت هي وساركوزي في أكتوبر 1996، وشهد على زواجهما مارتن بويج وبرنار أرنو. ولهما ابن واحد، لويس، وُلد في 23 أبريل 1997.[21]
بين عامي 2002 و 2005، غالبًا ما ظهر الزوجان معًا في المناسبات العامة، حيث كانت سيسيليا ساركوزي تعمل كمساعدة رئيسية لزوجها. ولكن في 25 مايو 2005، كشفت صحيفة لوماتان السويسرية أنها تركت ساركوزي من أجل المواطن الفرنسي المغربي ريتشارد أتياس، رئيس بابليسي في نيويورك. وكانت هناك اتهامات أخرى ذات طابع خاص في لوماتان، ما دفع ساركوزي لرفع دعوى قضائية ضد الصحيفة. وفي غضون ذلك، قيل إنه كان على علاقة مع صحفية من صحيفة لوفيغارو، آن فولدا.[22]
انفصل ساركوزي وسيسيليا في نهاية المطاف في 15 أكتوبر عام 2007، بعد وقت قصير من انتخابه رئيسًا.[23]
بعد أقل من شهر من انفصاله عن سيسيليا، التقى ساركوزي بالمغنية الإيطالية الأصل، وكاتبة الأغاني، وعارضة الأزياء السابقة كارلا بروني في حفل عشاء، وسرعان ما دخل معها في علاقة. تزوجا في 2 فبراير 2008 في قصر الإليزيه في باريس.[24]
للزوجين ابنة، جوليا، ولدت في 19 أكتوبر 2011. كانت هذه هي المرة الأولى التي ينجب فيها رئيس فرنسي طفلًا علنًا أثناء وجوده في منصبه.[25]
تدخل ساكوزي في الثورة الليبية بعد أن اُنتقد لعدم دعمه للثورتين التونسية، والمصرية، حيث طالب باستقالة العقيد معمر القذافي. وفي 10 مارس 2011، استقبل مبعوثي المجلس الوطني الانتقالي الليبي، ووعدهم بفرض منطقة حظر جوي على طائرات القذافي. وفي 17 مارس 2011، صدر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 إيفاءاً للوعد الفرنسي القاضي بفرض هذه المنطقة. وفي 19 مارس 2011، قام سلاح الجو الفرنسي بأولى ضربات قوات التحالف قوات القذافي.[26][27][28]
فاز الاشتراكي فرنسوا أولاند بالانتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت الأحد 6/ 5 ليصبح بذلك الرئيس السَّابع في الجمهورية الخامسة لمدة خمس سنوات.
يعتبر هولاند الرئيس اليساري الثاني بعد فرانسوا ميتران الذي حكم فرنسا ما بين 1981 و 1995. وأشارت تقديرات أربع مؤسسات استطلاع رأي الناخبين عند صناديق الاقتراع إلى فوز هولاند بما نسبته 52 في المئة بينما حصل ساركوزي على 48%. بهذه الهزيمة يكون الرئيس نيكولا ساركوزي آخر القادة الأوروبيين الذين أطاحت بهم الأزمة الاقتصادية بعد اليونان وإسبانيا وإيطاليا.
في 1 يوليو 2014، أوقف القضاء الفرنسي نيكولا ساركوزي صباح الثلاثاء على ذمة التحقيق وذلك في إطار تحقيق حول تهمة استغلال النفوذ، وتم إطلاق سراحه بعد ذلك وتمّت تبرئته.[29][30]
في أبريل، 2013، فتح القضاء الفرنسي تحقيقًا حول تلقي نيكولاي ساركوزي تمويلًا غير مشروع لحملته الانتخابية، المبلغ موضع التحقيق هو 50 مليون يورو. كان مصدر هذه التهم زياد تقي الدين، وهو رجل أعمال لبناني قال أنه لديه وثائق تثبت الاتهام. كما قال سيف الإسلام القذافي في مقابلة مع يورونيوز أن ليبيا قدمت تمويلًا لحملة ساركوزي الرئاسية. نفى ساركوزي الاتهامات وتوعد بمقاضاة موقع ميديابارت الذي نشر وثيقة تشير إلى استعداد ليبيا لتقديم تمويل للحملة الانتخابية.
تمت تبرئة ساركوزي بعد ذلك
{{استشهاد ويب}}
: |url=
بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title=
غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: |url=
بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title=
غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
{{استشهاد}}
: الوسيط غير المعروف |agency=
تم تجاهله (مساعدة)