الأغواط | |
---|---|
شعار المدينة | |
خريطة الموقع |
|
اللقب | لقواط المعلوم |
تاريخ التأسيس | القرن 11 |
تقسيم إداري | |
البلد | الجزائر[1] |
عاصمة لـ | |
التقسيم الأعلى | دائرة الأغواط |
خصائص جغرافية | |
إحداثيات | 33°48′00″N 2°51′54″E / 33.8°N 2.865°E |
المساحة | 25057 كيلومتر مربع |
الارتفاع | 769 متر |
السكان | |
التعداد السكاني | 134372 (إحصاء السكان) (2008)[2] |
الكثافة السكانية | 5.362 نسمة/كم2 |
معلومات أخرى | |
التوقيت | ت ع م+01:00 |
الرمز البريدي | 03000 |
الموقع الرسمي | www.laghouat-dz.org |
الرمز الجغرافي | 2491191 |
تعديل مصدري - تعديل |
الأغواط [4] ، هي إحدى المدن المتوسطة الحجم تقع في قلب الجزائر. ضمن اقليم السهوب الوسطى شمالي الصحراء الإفريقية الكبرى. على بعد 400 كم من العاصمة الجزائر.
يبلغ عدد سكانها اليوم قرابة الـ 200 ألف نسمة.[3] و هي عاصمة ولاية الأغواط الغنية بانتاج الغاز الطبيعي الذي تمون به أوربا و التي تساهم بثلث الاقتصاد الوطني بفضل حقل حاسي رمل العملاق.
كانت المدينة منذ القدم ملجأ و ملاذا للحكام و الملوك الفارين إليها بعد سقوط ممالكهم، فكانت المدينة لا تسلم من غزوات و هجمات الحكام المنتصرين لضمها و اخضاعها و لكي لا تكون شوكة في خاصرة ممالكهم لذا نجدها عبر التاريخ تتعرض لغزوات و هجمات بين الفينة و الأخرى.
تشتهر المدينة بنخيلها الباسقات وبساتينها العتيقة من عمق التاريخ،[بحاجة لمصدر] وأول نشأتها كانت على هضبات عرفت بتزقرارين، أما بساتينها وأراضيها الفلاحية فبعضها يقع شمال تلك الهضاب، ويسمى الآن بالواحات الشمالية وبعضها الآخر يقع جنوبها ويسمى الواحات الجنوبية ويمتد خارج الواحتين سهلان كانا يستغلان في زراعة الحبوب مسمى الأول الضاية القبلية (الجنوبية) ويسمى الثاني الضاية الغربية.
عند السكان المحليين تنطق لقواط و هو لفظ مذكر يقولون لقواط المعلوم أي لقواط المعروف لأنه تاريخيا يوجد لقواط المعلوم و يوجد أيضا لقواط كسال.
يعود أصل تسميتها إلى سلسلة الجبال المحيطة بالمدينة التي تشبه شكل المنشار.[بحاجة لمصدر] وهناك قول يرجح أنها جمع كلمة الغوط والتي تعني السهل المنخفض الواسع ومجتمعُ النبات والماء.[بحاجة لمصدر]
وقول آخر يربط اسم الأغواط بقبيلة لقواط الأمازيغية، كما ذكر ابن خلدون. «(وأما لقواط) وهم فخذ من مغراوة أيضا فهم في نواحي الصحراء ما بين الزاب وجبل راشد، ولهم هنالك قصر مشهور بهم»[5] .
عرفت المدينة كواحة منذ ما قبل عهد الرومان وجد ذلك مكتوبا في قطعة فسيفساء وجدت بجيجل يذكر فيها النص المرافق أن أقصى حد للتواجد الروماني بشمال أفريقيا كان واحة الأغواط. (انظر النص المرفق عند الضغط على صورة الفسيفساء جانبا).
ترجمة النص الذي وجد مرافقا للوحة فسيفساء جيجل :
« الولايات: 153 مدينة بحرية، بالاضافة إلى أخرى في اتجاه الصحراء كالواحات المقامة عند سفح جبل الأطلس. واجه الرومان، مثل الفرنسيين، صعوبة كبيرة في اختراق المنطقة الجبلية الوسطى في منطقة القبائل؛ ولكن باحتلال جميع مداخل سلسلة الجبال، أجبروا القبايل على الاعتراف بوجودهم و بسيادة أولئك الذين سيطروا على الوديان، في النهاية حصلوا على موطئ قدم في الجبال نفسها. تم اتباع نفس السياسة، ولكن بطرق أخرى، فيما يتعلق بالصحراء. وكان الرومان قد أغلقوا بالدفاعات ممرات الأوراس لمنع غزوات البدو؛ لقد عبروا الهضاب العاليا ونزلوا في الصحراء، حيث استولوا على بعض الواحات. لقد وصلوا أبعد ما يمكن إلى الأغواط فقط ».
تتميز المدينة بطابعها العربي البدوي الأصيل الذي يعود إلى تواجد القبائل العربية، غير أن المستعمر الفرنسي قرر أن يجعلها منطقة ذات حكم عسكري فاكتفى ببناء الثكنات ولم يتدخل في المعمار كثيرا عدا منطقة الغربية.[6]
لقبت المدينة والمنطقة ككل بعدة ألقاب منها عاصمة السهوب[7] ، بوابة الصحراء، لغواط المعلوم، عروس الأطلس الصحراوي.[بحاجة لمصدر]
الأغواط هي إحدى مدن اقليم السهوب الذي يتمركز في وسط الجزائر بشمال الصحراء الكبرى و جنوب الجزائر العاصمة بحوالي 400 كلم حيث تصطف بساتينها ومبانيها على ضفة "وادي امزي. يحدها شمالا بلدية سيدي مخلوف، غربا كل من تاجموت والخنق، شرقا بلدية العسافية وجنوبا بلدية بن ناصر بن شهرة.
سيدي مخلوف | ||||
العسافية | تاجموت | |||
| ||||
بن ناصر بن شهرة | الخنق |
تقوم المدينة فوق تلين متفرعين من جبل تيزيغرارين (و هو آخر امتداد لجبال الأطلس الصحراوي) ويقسمانها قسمين: قديم وحديث، وتقوم الأحياء الحديثة فوق التل الجنوبي وفيها مباني الحكومة ومنشآت عسكرية، أما القسم القديم فيحتل التل الشمالي وما يزال يحتفظ بطابعه وأسلوب عمارته الصحراوية. وتنتشر بساتين النخيل والأشجار المثمرة في ناحية الجنوب والشرق وعلى جانبي وادي مزي الذي يدعى وادي جدي في مجراه الأسفل بنواحي بسكرة، وقد أقيمت سدود ثلاثة على هذا الوادي لري البساتين والأراضي الزراعية التي تنتج التمور والفواكه والخضر والحبوب. وتمنح البساتين الواحة منظراً فريداً لوقوعها على الشريط الذي تلتقي فيه الصحراء في الجنوب مع جبال الأطلس الصحراوي عند الطريق الذي يربط مدينة الجزائر بوسط إفريقية، ومساحة الواحة 253 هكتاراً، وهذه البساتين هي سبب تسميتها بالأغواط (جمع غوط أي المطمئن من الأرض ومجتمع النبات والماء)، وكل البساتين في الأغواط أملاك خاصة ومتداخلة تداخلاً كثيفاً، وتتخللها دروب ريفية متشابكة ومعظمها مروي بشبكة من القنوات الصغيرة تعرف بالسواقي.
إن وقوع الأغواط على ملتقى الطرق التي تتفرع نحو الغرب إلى أولاد سيدي الشيخ، وإلى الجنوب نحو مزاب وورجلان (ورقلة)، وإلى الشرق نحو الزيبان (بسكرة)، وإلى الشمال نحو وهران وقسنطينة جعل منها مركزاً تجارياً مهماً.[بحاجة لمصدر]
فيما يلي جدول المسافة بالكيلو متر بين مدينة الأغواط وبعض المدن الجزائرية:[8]
المدن | الجزائر | وهران | قسنطينة | أدرار | تمنراست | ورقلة | عنابة | تلمسان | بشار | بسكرة | تقرت |
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
الأغواط | 404 | 480 | 545 | 1020 | 1520 | 400 | 690 | 540 | 650 | 355 | 390 |
خط غرينيتش يمتد من جزر شيتلاند، عبر بريطانيا العظمى وفرنسا وإسبانيا إلى الأغواط في الجزائر.
حسب موسوعة بريتانيكا فإن مدينة الأغواط هي أول مدينة تم تحديد احداثياتها فلكيا استنادا لخط غرينيتش بل أن خط غرينيتش عندما أُستحدث لأول مرة كانت مدينة الأغواط إلى جانب مدينة لندن (غرينيتش) هما النقطتان التي يستند عليهما في تحديده.[9] ، [10]
أما موقعها الفلكي فهي تقع على خط الطول 2 درجة و52 دقيقة شرقاً وخط العرض 33 درجة و48 دقيقة شمالاً. أما ارتفاعها عن سطح البحر فيتراوح مابين 750م إلى 800م على السفوح الجنوبية للأطلس الصحراوي.
و الزائر لمدينة الأغواط يلاحظ وجود واضح للجبال في بانورامية المدينة إذ تفرض وجودها في المشهد اليومي للسكان.
و من البارز أيضا في جغرافية المدينة هو وادي امزي الذي يحدها شرق فاصلا بذلك اياها على منطقة برج السنوسي التي تعد منطقة فلاحية كما أنها تضم حيا سكنيا فيما يشبه القرية إذ يحسب هذا الحي كحي من أحياء الأغواط رغم أنه يبعد بحوالي 5 كم منها بسبب الواد.
.
شبه قاري يتميز بالحرارة صيفا والبرودة شتاءا مع تساقط قوي للجليد خلال شهري ديسمبر وجانفي. مع سقوط الثلوج ببعض المناطق التي تبلغ علوها عن سطح البحر 800 متر.[بحاجة لمصدر]
تتساقط الأمطار في هذه المنطقة بصفة غير منتظمة تبلغ نسبتها الوسطى (180 مم) سنويا مع حدوث جفاف حاد في بعض السنوات.
كما تهب على المدينة بين الفينة والأخرى بعض الزوابع الرملية تستفحل في سنوات الجفاف مما أدى إلى تكوين بعض الكثبان الرملية خارجها من الجهة الشمالية، وقد أزيلت في السنوات الأخيرة، وأقيمت مكانها منشآت عمرانية وإدارية، ولكن يبدو أنها آخذة في التشكل من جديد، مما يقتضي التعجيل بإنجاز الحزام الأخضر حول المدينة ولاسيما الناحية الشمالية والشمالية الغربية.
تعتمد المدينة في احتياجاتها من المياه الصالحة للشرب بكشل أساسي على المياه الجوفية المتوفرة في المنطقة بكثرة خاصة مع وجود أكبر سد جوفي في أفريقيا بمنطقة تاجموت القريبة والذي يعد إرثا استعماريا.
ورغم مرور وادي امزي بالمدينة إلا أن مياهه غير مستغلة البتة فهو يشكل خطرا حقيقيا كل شتاء لفلاحي منطقة تاونزة القريبة من جراء الفيضانات التي يتسبب فيها كلما هطل المطر لعدم وجود سدود على مجراه.
.
يرجع سكان إقليم الأغواط المحيط بوادي مزي بأصولهم إلى العرب والأمازيغ (البربر)،[بحاجة لمصدر] وقد دفعت غزوات بني هلال، التي ساندها الفاطميون وغذوها، قبائل أخرى من الأصول نفسها إلى هذا الإقليم حيث أقامت قرية تسمى «بن بوتة» كما استقر في المنطقة عشائر من عرب الدواودة وأولاد بوزيَّان.[بحاجة لمصدر]
وكانت الأغواط تتعرض لغزو سلاطين للمغرب أحياناً والعثمانيين أحياناً أخرى ثم تقاسمتها جماعتان متقاتلتان من ولاد «سرغين» ذوو الأصول البربرية وعشائر «الأحلاف» ذوو الأصول العربية إلى أن استولت عليها فرنسا عام 1852 ووحدتها ثم استردتها الجزائر عام 1962. يعمل سكانها بالتجارة والزراعة.[بحاجة لمصدر]
ومن أهم معالم مدينة الأغواط الجامع العتيق وحصن سيدي الحاج عيسى ومزاره والحي القديم وبساتين النخيل وكانت فيها زمن الاستعمار الفرنسي كاتدرائية ومقر أسقفية الصحراء. وتَـعُدُ هـذه المدينة أكثر من مائتي ألف مواطن اليوم حيث بلغ عدد سكانها ال 170.693 نسمة حسب تقديرات 2012.
وهذا الجدول[11] يبين نتائج إحصاءات مدينة الأغواط في عهد الجزائر المستقلة:
السنة | 1977 | 1987 | 1998 | 2008 | 2012 |
---|---|---|---|---|---|
عدد السكان | 42.186 | 69.435 | 106.665 | 144.747 | 170.693 |
كما تبينه بعض الرسومات الحجرية التي تعود إلى العصر الحجري الحديث الممتدة ما بين 09 إلى 06 آلاف سنة قبل الميلاد. هذه الآثار موزعة على عدد من البلديات والقرى المحيطة بالمدينة كأثار سيدي مخلوف[؟]، الحصابية، الميلق، الركوسة، الحويطة. فالمعطيات المناخية والنباتية والتضاريسية للأغواط مثلما ساهمت في تواجد الإنسان ما قبل التاريخ فقد جلبت إليها النزوحات القبلية القديمة وهذا ما تبينه البناءات الأثرية من العهد الروماني والبزنطي التي اتخذت كتحصينات وأبراج مراقبة لاقتفاء أثر بعض الحركات المناوئة لها من نوميديا أو بيونوليا (التسمية الجغرافية للجنوب في التاريخ القديم) في كل من تاجموت والحويطة.[بحاجة لمصدر]
و يذكر المؤرخون أن لهذه المدينة تاريخا عريقا يبدأ مع المعطيات الأولى لإقليم جيتوليا من العهد الروماني حتى الفتح الإسلامي، فقد سكنت هذه الربوع قبيلة مغراوة[؟] المنتمية إلى زناتة[؟]، والثي رفضت الخضوع للسلطة الرومانية والبيزنطية، ولم تعتنق المسيحية رغم الضغوطات. غير أن الوثائق التاريخية لم تحدد بالضبط متى تأسست، والراجح أن بداية الاستقرار البشري بهذا المكان[؟] تعود إلى عصور موغلة في القدم لتوفر الشروط الضرورية للحياة من مياه، وأراض فلاحية وموقع منيع، وهذا ما يدل عليه الأثر الذي تركه الأمازيغ القدماء بالجهة كالألفاظ التي ما زالت متداولة فالهضبة التي تقع عليها المدينة القديمة تسمى تزقرارين، ومن أسماء التمور المعروفة بالواحة نجد: تادالة، تيزاوت، تيمجوهرت.[بحاجة لمصدر]
ومما أورد ابن خلدون قوله: "وأما لقواط (هكذا بالقاف) وهم فخذ من مغراوة[؟].... فهم في نواحي الصحراء ما بين الزاب وجبل راشد، ولهم هناك قصر مشهور بهم فيه فريق من أعقابهم".[بحاجة لمصدر]
وهناك قول آخر يعزو نشأة هذه المدينة إلى العرب الهلالين[؟] إذ يقول إبراهيم مياسي "ويمكن ترجيح تأسيس الأغواط إلى السنوات الأولى من قدوم بني هلال سنة 1045 إلى المنطقة.[بحاجة لمصدر]
ويمكننا أن نستنتج من مجموع هذه الآراء أن مدينة الأغواط قد تكون نشأتها الأولى كتجمع سكاني صغير على يد مغراوة[؟] ولما حل بني هلال[؟] بها وسعوا عمرانها وأعطوها طابعها العربي[؟] وأصبحت بلدة تجمع ما بين الحضارة والبداوة على غرار مختلف المدن والقرى[؟] الواقعة في سهوب وصحاري الجزائر والعالم العربي[؟] عامة منذ أقدم العصور.[بحاجة لمصدر]
فقد ربط البدو الرحل علاقات حسن الجوار مع سكان المدينة بحكم القرابات والمصالح.[بحاجة لمصدر]
وكانت القاعدة المرعية هي عدم المس بالبساتين وحقول الحبوب وكذا التنادي للدفاع عن سكان القصر.[بحاجة لمصدر]
وكان التبادل التجاري بالطبع قائماً بين الحضر[؟] والبدو والرحل، إذ تقدم المدينة لهؤلاء المنتوجات الفلاحية والبضائع الاستهلاكية والمنسوجات[؟] والمصنوعات التي يحتاجونها مقابل ما يزودونها به من الحيوانات ومنتوجاتها المختلفة.[بحاجة لمصدر]
وكان كل من هؤلاء الرحل له قريب أو صديق في القصر[؟] يودع لديه مخزونه من الحبوب والصوف وغيرها من المواد، ويجد عنده الضيافة خاصة أيام الأسواق، ومنهم من اشترى أو بنى منازل للتخزين أو السكن حسب الحاجة.[بحاجة لمصدر]
وقد كان الكثير من أثرياء المدينة يمتلكون ثروة من المواشي يودعونها لدى أصدقائهم أو شركائهم الرحل لتنميتها والاتجار بها وهناك ظاهرة لها علاقة بما سبق ذكره بقيت حتى السبعينات من القرن العشرين تتمثل في أن كل أسرة في المدينة تقريبا كانت تمتلك رأسا أو أكثر من الماعز المؤصل للانتفاع بمتوجاتها وكان يتم إخراجها كل يوم للرعي خارج المدينة ضمن القطيع الذي كانوا يسمونه «الحراق» وهذا ما كان بالإضافة إلى غلة البساتين من حبوب[؟] وخضر وفواكه يمكن سكان المدينة من تحقيق قدر لا بأس به من الاكتفاء الذاتي. حتى صدر قرار بمنع ذلك في إطار العصرنة والوقاية الصحية ولحماية الأشجار والمساحات الخضراء وتفادى عرقلة القطيع لحركة المرور المتزايدة أثناء خروجه صباحا وعودته مساء في شوارع المدينة.[بحاجة لمصدر]
ويذكر المؤرخون والروايات الشعبية عن سكان الأغواط القدامى بأنهم كانوا منقسمين إلى فئتن: تسمى الأولى أولاد سرغين ويقيمون في غربي القصر[؟] وتسمى الثانية الأحلاف ويقيمون في شرقه، وعاش الطرفان متفاهمين في الأغلب من الأوقات، وتحدث بينهما بعض الخصومات والمناوشات في بعض الأحيان.[بحاجة لمصدر]
وكانا يعينان معا مجلسا لتسيير شؤون المدينة برئاسة شيخ يختار تارة من الأحلاف وتارة من أولاد سرغين، والجدير بالذكر أن المدينة استقبلت الولي الصالح سي الحاج عيسى سنة 1698م الذي التف حوله السكان واستطاع أن يضع حدا للخصومات ويجمع الشمل.[بحاجة لمصدر]
كما أجمع الطرفان في القرن الثامن عشر على تنصيب شيخ يدعى زعنون تميز بمؤهلات الزعامة لتسيير شؤون المدينة وبقي ذلك في عقبه حتى مجيء الاحتلال الفرنسي.[بحاجة لمصدر]
وتذكر الروايات التاريخية[من؟] أن الأغواط القديمة كانت تتكون من مجموعة قصور وأحياء أهمها:
قصر بن بوطة، بومندالة، نجال، سيدي ميمون، بدلة، قصبة بن فتوح.وهذا بعض التفصيل شيئا ما عن هذه القصور وهي كالآتي:
- مما لا شك فيه أن هذه القصور والقصبات كانت في البداية مستقلة تضم كل منها قبيلة أو أكثر يرأس كل منها شيخ لا يربط بينهما سوى علاقة الجوار، لكن لأسباب أمنية دفعتها للتجمع حول أكبر قصور الأغواط بن بوطة كما ذكرنا سابقا.
إن تاريخ الأغواط يصبح حقيقيا ابتداء منذ تاريخ سيدي الحاج عيسى وفي هذه الفترة الزمنية استقرت قبيلة الأرباع بالمنطقة، فيقال أن أصل الأرباع يعود إلى القحطانية[؟] اليمنية، اسمها أربعن أو أرباعن وهذا الأجذع الهمذاني يقول:
فالأرباع هي قبيلة يمنية من لخم وجذام. ويقال أن أصل الأرباع يعود إلى الهلالين[؟] الذين استقروا في الخط الشمالي من الصحراء ناحية الزيبان ببسكرة ولما واجهوا مشاكل وحروب مع القبائل[؟] كان هذا سنة 1635. هاجروا إلى جبل بوكحيل بمسعد ولاية الجلفة وأستقروا به 15 سنة، ثم توجهوا إلى الأغواط واستقروا بها، وكانوا عبارة عن 04 قبائل أو عروش بدوية هم: (العمامرة، الحجاج، أولاد صالح وأولاد زيد الذين مكثو ببسكرة) أما اليوم فيشكل الأرباع 10 (عدد) قبائل هم: الحجاج، العمامرة، الزكازكة، أولاد سيدي سليمان، الحرازلية، أولاد صالح، أولاد زيان، أولاد سيدي عطا الله، العبابدة صفران، مخاليف الصحراء. قسمت السلطات الفرنسية القبائل[؟] خوفا من امتداد ثورتهم إلى الأغواط.
- ظل هؤلاء العرب الرحل يمارسون تربية المواشي معتمدين على الترحال، كما أقاموا علاقات اجتماعية طيبة بالمصاهرة والمبادلات التجارية بينهم وبين سكان قصور منطقة الأغواط، مما سبب ازدهار المنطقة. يتفرعون لأرباع الغرابة وأرباع الشراقة لكل منها مراعيها وحسب الفصول.
استقر بعض هذه العروش على حواشي المدينة واختطوا القرى كالعبابدة بالخنق، وعرش الرحمان بقصر الحيران ومنهم من سكان المدينة.
- لقد كان للجانب الديني دورة في تأسيس المدينة، فقد استطاع سيدي الحاج عيسى أن يجمع القبائل[؟] المتناثرة والمتنافرة تحت لوائه، ويصبح بذلك مؤسس المدينة وحاميها، ومن ذلك الوقت تأسست المجموعتين: الأحلاف وأولاد سرغين.
- الأحلاف تتكون من: أولاد زيد، أولاد سكحال، أولاد سالم، أولاد خريق، أولاد بوزيان، أولاد زعنون، أولاد عبد الله، المغاربة، حجاج الأغواط سكنوا الجهة الشرقية من المدينة قصر الأحلاف حاليا زقاق الحجاج وحي الصفاح وبعض من أهل وادي مزاب.
- أولاد سرغين وهم: البدارة، الجماني، أولاد بلعيز، الفليجات سكنوا الجهة الغربية من المدينة وحاليا قصر أولاد سرغين جزء من الغربية، كل فرقة ترجع إلى أبرز الشيوخ المؤسسين للتجمعات الأولى ويتفرعون إلى فروع وعلائلات وكان على رأس كل مجموعة[؟] شيخ يترأسها، ولكل مجموعة مسجد وسوق خاص عاشا متفاهمين في أغلب الأحيان وتحدث بينهما بعض الخصومات والمناوشات.
- قال هاينريش فون مالتسان أثناء رحلته إلى شمال غرب إفريقيا سنة 1862 م واصفا الطريق اتجاه الأغواط قائلا:«كانت الأغواط منذ القديم مقسمة إلى حزبين يظل النزاع قائما بينهما... ويتكون هذان الحزبان من الأحلاف وأولاد سرغين...»
- ومن ما سكن الأغواط: أولاد سيدي الحاج عيسى بالشطيط الشرقي، أولاد يعقوب قبيلة عمورية من بني سليم، أولاد داود، الجماعات أولاد بخة من ميزاب من غرداية.تنحدر هذه العائلات من عدة سلالات وقدموا من عدة مناطق.
- أما عن الحماني، البدارة فمنحدرين من قبيلة أغواط كسال، وأولاد سكحال قدموا من أولاد زيد من الزيبان ببسكرة، الفليجات فيقال أنهم قدموا من أقصى الشرق الجزائري. أما عن أولاد خريق فقدموا من الشرق الجزائري، أولاد سالم من القرارة[؟]. أولادبوزيان فينتمون إلى حجاج الأغواط، أما المغاربة فهم من الأشراف جاءوا من الغرب الجزائري من ناحية تلمسان ومنهم أولاد عبد الله، أولاد نايل، أولاد سيدي مخلوف[؟].
- منذ سنة 1852 م أثناء فترة الاستعمارية سعت السلطات الفرنسية إلى جلب السكان البدو للأستقرار بالمدينة وأصبحت المدينة تجمع عدة سلالات المشائخ والعائلات والقبائل[؟] وأصبحت بذلك منطقة استقرار القبلي.
'
'
في هذه المرحلة من تاريخ الجزائر عموما ومن تاريخ الأغواط خصوصا عرفت المنطقة تجاذبات بين الحكام العثمانيين وسلطة السلطان المغربي، ففي عهد البايلربايات التي أسسها خير الدين بربروس في بداية القرن السادس عشر الميلادي، فقد امتدت سلطة الأيالة الجزائرية حتى الأغواط ضمن بايلك التيطري الذي نظمه حسن باشا ابن خير الدين، وعين عليه سنة 1548 م رجب باي كأول باي على التيطري وعاصمتها المدية.
و في عهد يوسف باشا (1647-1650)م قام السلطان المغربي مولاي محمد بالسيطرة على تلمسان ووجدة، ووصلت سيطرته حتى عين ماضي والأغواط، التي لم تخضع إلا لفترة مؤقتة، مما أدى إلى مجيء السلطان المغربي مولاي عبد المالك بنفسه سنة 1708 م واخضاع المدينة بعد قتال مرير.
و بحلول عام 1727 م عادت الأغواط إلى سلطة العثمانيين بعد تدخل جيوش باي المدية شعبان زناغي الذي فرض على المدينة ضريبة سنوية قدرت بسبعمائة (700) ريال.
عرفت الأغواط مراحل من المقاومة الشعبية للأمير عبد القادر، الأمير خالد والناصر بن شهرة. هذا الأخير، لم يكتب عنه الكثير. لكنه قاد المقاومة في الأغواط التي كانت في نظر الفرنسيين بوابة لعبور الصحراء نحو أفريقيا، ترددت فرنسا كثيرا لغزو الأغواط فبعثت في بادئ الأمر بحامية في ماي 1844م بها 1700 مقاتل اكتشف أمرها من طرف أمير المقاومة في الصحراء، الناصر بن شهرة، فأبادها عن آخرها، لقب من طرف فرنسا بالملثم أو الروجي لأنها لم تعثر له طيلة حياته على صورة حتى رحل إلى سوريا ومات هناك.[بحاجة لمصدر]
هذه الحادثة جعلت فرنسا تتفطن بخطر الصحراء فحضّرت لها حملة تأديبية سنة 1852م، يقودها كل من الجنرال بريسي والجنرال ماريموش والجنرال جوسيف برسنانتي، وكانت الأغواط يحيط بها صور طوله 3 كلم تتلوه قلاع البرج[؟] الشرقي والغربي وقلعة سيدي عبد الله، عرض الصور 1,5 م بارتفاع 4 أمتار وأربعة أبواب و800 فتحة جعلت للأغراض العسكرية داخله عدد من السكنات قدرت بـ 40 سكن وواحات نخيل يتوسطها واد الخير اختفى حاليا. كانت هناك مقاومة[؟] ناجحة من 1851م إلى 1852م لولا صراع السكان، صراع بين حميدة والسبايسي عن الجنرال ماريموش الذي اتفق معه الشيخ أحمد بن سالم على أن لا تدخل الجيوش الفرنسية إلى الأغواط مقابل دفع جزية ممثلة في ضريبة سنوية حتى 28 أوت 1844م فاندلعت المقاومة قبل الهجوم الفرنسي المباشر، هذا ما أكده الأستاذ «عطا الله طالبي» مدير متحف المجاهد[؟] بالأغواط حسب التقارير الفرنسية التي لم ترتب لغزو الأغواط. استعدت فرنسا جيدا لضرب الأغواط بقيادة بوسكارين ولادمير وماريموش وجوسيف برايسي، هذا الأخير أرسل أربع من الجنود ينذر سكان الأغواط بتسليم المدينة، فأقسموا أن يموتوا تحت أسوارها، فقتلوا جنديين من الأربعة وبتاريخ 04 ديسمبر 1852م تحالف الجنرلات الثالثة، وتم إعلان لاستنفار في شمال الجزائر لضرب الأغواط بحشود عسكرية قدرت بـ 7.375 عسكري إضافة على فرسان حمزة عميل فرنسا وسيدي الشيخ بـ 1.200 بنواحي بريان من الجنوب، وحاصروا المدينة.[بحاجة لمصدر]
الجنرال جوسيف من الشرق أمام ضريح الولي الصالح سيدي الحاج عيسى، والجنرال بريسي من رأس العيون شمالا، ومن الغرب 3.000 جندي، فانقسم الفرسان المقاومون وسقطت المدينة بتاريخ 04 ديسمبر 1852م باستشهاد ثلثي السكان «2.500 شهيد» من أصل 3.500 ساكن، وقتل الجنرال يوسكارين و10 من كبار الضباط الفرنسيين، وبقي 400 ساكن، وهجر نحو الألف. حاول الفرنسيون حرق المدينة، وإبادة البقية لولا تدخل الجنرال راندو بوجهته الإنسانية أن سكان الأغواط شجعان ودافعوا عن مدينتهم، وليسوا من الجبناء، لذلك بقي السكان على حالهم. بقيت الجثث لمدة تفوق 06 أشهر قبل دفنها حتى دفنت كلها ورمت فرنسا ما يقارب 256 جثة في آبار، وتم حرقهم أحياء حسب ما أدلى به صبحي حسان ابن المنطقة، وهو يدرس في جامع وهران علم النفس الحربي، حيث مكث في فرنسا 14 سنة مكنته للإطلاع على الأرشيف الفرنسي بخصوص احتلال الأغواط أن الجيش الفرنسي ارتكب أكبر المجازر والجرائم، وهذا بمؤلفاتهم وشهاداتهم على أنفسهم، المؤرخون الفرنسيون آنذاك يعرفون بدقة مواقع هذه المجازر. ويقول ذات المتحدث أن أول معركة وقعت، أجريت فيها تجربة لسلاح المدفعية بمادة كيمياوية في مدينة الأغواط في 04 ديسمبر 1852 على الساعة 07 صباحا بالهجوم بمدفعية بوضع مادة في ضخيرة المدفع هذه المادة هي *الكلورفوروم* تؤدي إلى تنويم الناس وشل أعضائهم بتأثيره على نشاط الدماغ، وبعد ذلك وضعهم في أكياس وحرقهم أحياءً وهم مخدرين، هذا حسب تقرير الأستاذ أوكسينال بودانوس إلى قيادة الأركان الفرنسية للماريشال فيالاتيه فيمايخص التجربة الكيماوية، والتقرير موجود لحد الآن في الأرشيف الفرنسي ما يقارب 60 صفحة كتبت سنة 1853م لذلك ما زالت المقولة الشعبية «لقواط زينة أوفسدها الزيش الفرنسي» لأن الأغواط محطة عبور القادم إليها أثناء الاحتلال الفرنسي يتأسف بمرارة لما حصل لها.[بحاجة لمصدر]
عملت الإدارة الاستعمارية على بث روح النزاع والفرقة بين القادة والزعماء من القبائل[؟] وشيوخ الزوايا[؟] مما أدى إلى زعزعة المنطقة ونشوب اضطرابات غاية في الخطورة، في الوقت الذي اشتعل فيه فتيل مقاومة الزعاطشة، وهي كلها معطيات أقنعت فرنسا بضرورة شن حملة على الأغواط انطلاق من المدية بعد أن كلفت رسميا الجنرال لادميرول L'ADMIRAULT بالمهمة في ماي 1851. وفي 03 جوان[؟] 1851 دخل الطابور الفرنسي الجلفة، واستدعى شيوخ القبائل منهم خليفة الأغواط والآغا سي الشريف بلحرش وكان القائد ينوي تعيين الناصر بن شهرة خليفة على الأغواط عوض أحمد بن سالم غير أن ابن ناصر ظل يرى في الفرنسيين غزاة طامعين ورفض خدمتهم ليلتحق بالشريف محمد بن عبد الله أحد أعلام المقاومة في الجنوب الجزائري ضد الاحتلال.[بحاجة لمصدر]
إثر عودته إلى الأغواط، كان الناصر بن شهرة قد دخل قصر البلدة، ومن جانبه أمر الحاكم العام راندون الجنرال لادميرول Paul de Ladmirault في فبراير 1852 بالسير إلى الأغواط في طابور يزيد على 1.500 جندي، وكان وصوله أسوار المدينة في 4 مارس ثم تقدم إلى غاية قصر الحيران دون مواجهة حيث ثبتّ فيها كتيبه من الجيش وفرقة من الصبايحية ليعود بعدها إلى الأغواط.و رغم ذلك بقيت الإدارة الاستعمارية متخوفة من رد الفعل الجزائري حتى أنها ارتأت استقدام وحدات إضافية من الجيش المرابط بتيارت بقيادة الجنرال ديلينيه (Déligny). و من جانبه سار محمد بن عبد الله إلى نواحي مدينة الأغواط بغرض تأديب القبائل[؟] الرافضة الالتحاق به لكنه سرعان ما تراجع إلى تاجرونة قريبا من وادي زرقون بعد أن بلغه خبر تحرك الجنرال لادميرول كما عمل على حشد المزيد من رجال القبائل[؟] والالتحاق بجيش الناصر بن شهرة من القبائل الأرباع، أولاد سيدي عطاء الله، وسعيد عتبة، مخادمة ورقلة، شعانبة متليلي، أولاد عامر بتماسين، أولاد جلاب وأهل مزاب وقد أثار هذا الحشد تخوفات الفرنسيين ولهذا أوكلت للضابط «كولينو» COLLINEAU مهمة تجميع فرق الجيش استعدادا للمواجهة كما لم ينقطع الشريف محمد بن عبد الله عن التردد على الأغواط بهدف تحسيس وتوعية سكانها فلما علم الجنرال يوسف بالأمر وظف كل الأساليب لاستمالة أهل الأغواط مقابل حياة محمد بن عبد الله لكنه فشل في ذلك وعليه قرر الحاكم العام التدخل عسكريا لضرب الأغواط وإخضاعها وقد جند لأجل ذلك خمسة طوابير يقرر أوامرها الجنرال بيليسيي (Aimable Jean Jacques Pélissier)
كانت كل هذه الاستعدادات توحي باقتراب موعد شن الحرب وبالفعل انطلقت المعارك في صبيحة يوم 3 ديسمبر، على جبهات مختلفة ترمي لإيقاع الأغواط، واستمر الهجوم في اليوم الموالي حيث استطاعت القوات الفرنسية التمركز في المواقع الحصينة، واتخاذ المسجد مقرا لغرفة العمليات، وقد أسفرت المواجهة عن مقتل الجنرال بوسكاران فخلفه العقيد «كلار» بالتنسيق مع الجنرال يوسف لتنفيذ عملية اقتحام المدينة حيث اشتد الاقتتال في مختلف الأزقة وحتى المنازل كلف الجيش الفرنسي خسائر معتبرة وأظهر المجاهدون[؟] الحنكة والقوة في مقاومتهم، بينما ركزت المدفعية على ضرب أسوار المدينة للسماح بتوغل المزيد من العسكر الفرنسي الذين احتلوا أعاليها، واستمرت المواجهة طويلا لتنتهي بسقوط الأغواط ووقوع مجازر رهيبة من جراء الأعمال الوحشية التي ارتكبت في حق السكان وعلى جماجم هؤلاء احتفل بيليسييه بالنصر حيث فرشت الزرابي[؟] الفاخرة وسط المدينة وتناول عليها غداءهو هنأ ضباطه وقام بتعيين العقيد «كلار» قائدا أعلى على الأغواط، بينما استطاع الناجون من أهل المدينة الانسحاب وعلى رأسهم الشريف محمد بن عبد الله والناصر بن شهرة ويحي بن معمر والتلي بن لكحل بعد أدركوا أن المواجهة كانت تفتقر بكثير إلى عنصر التكافؤ العسكري خاصة بالنظر إلى ثقل حصيلة الضحايا التي تجاوزت 2.500 شهيدا، ناهيك عن أعداد الجرحى الذين لم يسلموا من ملاحقة الجنود الفرنسيين لاستكمال مجازرهم وقد استمر الأمر أزيد من أسبوع والهدف من ذلك تصفية جيوب المقاومة في مختلف المناطق ومن الجانب الفرنسي سقط حوالي 60 فتيلا وعلى رأسهم الجنرال «بوسكاران» الذي دفن هناك وقائد الفيلق موران بالإضافة إلى أعداد هامة من الجرحى.
كان سقوط الأغواط بمثابة انتصار لفرنسا وقد اعتبرته خطوة هامة للتوسع في عمق الصحراء الجزائرية وإخضاعها، فضلا عن أنه يرمي إلى:
منذ بداية هذا القرن ومع قدوم بعض المصلحين إليها كصحفي والأديب عمر بن قدور صاحب مجلة الفاروق ومحمد العاصمي ودحمان بن الساسي، وقيام بعض من مصلحي هذه المدينة بإنشاء جمعية خيرية سنة 1920 سهرت على افتتاح مدرسة للتعليم، حيث فتحت سنة 1922 تحت تسيير سعيد الزهراوي ثم الشيخ العلامة والفقيه والمؤرخ والأديب مبارك الميلي.
حيث كان من حظ هذه المدينة أن جاء إليها ومن آثاره في الأغواط تأليفه لكتاب الجزائر في القديم والحديث وكذلك مؤلفات أخرى وتكوينه لجيل واصل مسيرته الإصلاحية كالشيخ أبو بكر الحاج عيسى والشيخ أحمد قصيبة والشيخ عبد القادر كراش المدعو الحاج جلول والشيخ الحسين بن زاهية والشيخ عطاء الله كزواي والشهيد الشيخ أحمد شطة.
هذا الجيل بدوره كان أعضاؤه منشطين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالمنطقة وواصلوا مشوار التعليم فيه حيث تخرج على أيديهم مئات الشباب المتشبعين بالروح الوطنية والثقافية العربية الإسلامية، فكانوا من الأوائل الذين أنشأوا فريق الكشافة الإسلامية على المستوى الوطني (فوج الرجاء) بالإضافة إلى عدد من النوادي الثقافية والفرق الموسيقية والرياضية العاملة في إطار الحركات الوطنية.
تشتهر مدينة الأغواط بعدة أنواع موسيقية أبرزها :
تشكل الأغواط حسب رأي أبرز النقاد الفنيين في الجزائر مدرسة رابعة [16] لهذا الفن العريق بعد مدرسة الصنعة بالعاصمة ومدرسة الغرناطي (الحوزي) بتلمسان ومدرسة المالوف بقسنطينة. ويعد الراحل الري مالك[17] أحد اعمدة هذا الفن في الجزائر يمثل هذا الفن في مدينة الأغواط عدة جمعيات ابرزها جمعية المزهرية وجمعية الثريا والجوق الفني لمدينة الأغواط. [18] [19] [20] [21]
هي موسيقى روحية صوفية تنتشر بمنطقة الأغواط وتعم كافة أرجاء منطقة شمال إفريقيا، تعتمد على الغايطة (الزرنة) والبندير وهناك نوع يستعمل البندير فقط وهي ذات ايقاع أخاذ إذ تحمل الكثير من الأحاسيس لا ضير أنها تستعمل في الأفراح والوعدات.[22]،[23]
- بالإضافة إلى أنواع أخرى عديدة كالنايلي والراي والراب والموسيقى العصرية. [24] [25] [26] [27] [28] [29]
.
- فن الترميل أو الرسم بالرمل هو فن ينتمي إلى الفنون التشكيلية، وتعد مدينة الأغواط مهداً لهذا الفن في الجزائر وفي العالم على السواء. فقد كان ظهور هذا الفن بمدينة الأغواط منذ أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي (1979 - 1980) على يد السيد الطاهر جديد الذي يعتبر الأب الروحي لهذا الفن، ثم بدأ هذا الفن في الانتشار.[31]
- المسرح في الأغواط بدايته مع الانسان الأول الذي سكن المنطقة و ترك نقوشه الصخرية عبر سلسلة الأطلس الصحراوي، و اهم لوحة تعكس الفعل المسرحي تلك اللوحة الموجودة في منطقة البريدية و التي اكتشفها المهتم بالتاريخ في المنطقة الاستاذ جلول حاكمي و الذي اهدها بدوره الى الفنان المسرحي هارون الكيلاني و الذي لفتت انتباهه ذات معرض أقامه الباحث في مدينة وادي سوف، يقول هارون الكيلاني في مداخلته التي قدمها في المسرح الوطني الجزائري: ( أن اللوحة التي اكتشفها حاكمي جلول تشبه كثيرا لوحة الشمان الموجودة في كهوف جنوب فرنسا و التي يعتبرها المختصون أنها اللوحة المرجعية لتاريخ المسرح العالمي )و يضيف هارون الكيلاني أن اللوحة الموجودة في فرنسا هي رسم و ليس نقش لذلك لوحة الأغواط هي الأقدم .
- في منتصف القرن السابع عشر استقر بمدينة الأغواط الشريفين محمد بن الطاهر و العيهار بن محمد بن الطاهر و كان من حملة المرجعية القادرية في الأغواط و كان محمد بن الطاهر راويا و مداح قوي بصوته و بمحموله التاريخي عن السيرة النبوية و سير بعض الشخصيات العربية و الأندلسية و كان يعتبر أول حكواتي في المنطقة .
- مرحلة الخمسينيات و حسب كتاب البرفسور بشير بديار حول الفنان الري مالك أو الجودي محمد فهو أول مسرح واضح في المدينة و الذي كان يقدم اعمال فكاهية كان يكتبها و يقدمها للاذاعة رفقة اليهودية الفنانة ميما، كما كان قد شكل فرقته المسرحية المكونة من المهاجرين الجزائريين للتعريف بالقضية الوطنية و الثورية و الفرقة كان يمولها ملك المغرب محمد الخامس، كما استطاع أن يبعث أول ارهاصات تكوين فرق المسرح بالأغواط كيف لا و هو صديق كل من كاتب ياسين و محي الدين بشتارزي و الكثير من أهل الأدب خاصة مفدي زكرياء .، يعتبر الري مالك من أوائل الكوريغرافيين في الجزائر حيث صمم رقصة البارود التي تروي سقوط مدينة الأغواط في يد الفرنصيص .و كان من الذين قدمو اسكتشات في المسرح هم ( السنوسي، باشا، بيريز، النوار و بوسعيد و غيرهم )
- مرحلة السبعينيات كانت مع الاستاذ احميدة مراد و الذي أسس في سنة 1978 فرقة للمسرح تابعة للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، تأثر احميدة مراد عند انتقاله الى مدينة وهران لأجل تربص تقني مع شركة سونلغاز و هند زيارته لمستغانم شاهد المسرح فقرر أن ينشء فرقته و التي كان من بينها كل من ( بشير بديار، بورزق عرابي، علي روقاب، بدرينة، حسن ليناني )
- مرحلة الثنانينات أعاد احميدة مراد تشكيل فرقة اخرى بمناسبة افتتاح أول مركز ثقافي في الأغواط و كان ضمن الفرقة كل من ( النوي قويدر، بن صفي الدين عمار، مخلوفي مخلوف، طاهر ديدي و هارون الكيلاني ) التحق بعد ذلك كل من ( غربي محمد، بن علية عبد القادر، زنيخري إسماعيل، سويسي سمير، حمني حمني، التخي محمد، نورالدين الحاج عيسى، حمامة مسعودة ) ، بعد مرور الجزائر بمرحلة 1988 و احداث أكتوبر أسس هارون الكيلاني فرقته و التحق بالمركز الثقافي بالشطيط و كان في الفرقة الأعضاء ( نحوي محمد، لوقاني بلعلمي، حكيم بدران، بن مويزة مداني، بخاوة أحمد، ميزورة بلقاسم، لجرب علال، باخة الطاهر، بوحميدة محمد، و الزاوي مبروك ) و تم الاحتفاظ بالتسمية الفرقة ( الرمال الذهبية )
أسس بعدها احميدة مراد فرقة اخرى باسم فرقة الابطال مع ( حاجي يحي، زايد عبد الرحيم، عبداللاوي محمد، باهي عيسى، شتوح لخضر )
- تم تغير تسمية الفرقة من الرمال الذهبية الى جمعية مسرح الأغواط لتكون أول جمعية متخصصة في المسرح في الجنوب الجزائري سنة 1990 بقيادة هارون الكيلاني و كان من بين اعضاءها ( نحوي محمد، لوقاني بلعلمي، حكيم بدران، بن مويزة مداني، بخاوة أحمد، ميزورة بلقاسم، لجرب علال، باخة الطاهر، بوحميدة محمد، و الزاوي مبروك، علال معامير، خليفة بلخضر، سويسي سمير، باخة الطاهر، لشخم رضا، تجاني بهيز، جاب الله النذير، عمار ذهبي، تخي مداني، حمدي خالد، مداني الكاف، ليناني عباس، طاهر علاوي، بوخلخال توفيق، بن صديق نورالدين، جبلي وسيلة، جبور سامية، قيوى مصطفى، لمين شطي، عمار معامير، باخة صفي الدين، رشيد رقطي، بن عمر التجاني ، )و واصل افراد الفرقة أعمالهم
- عند عودة هارون الكيلاني من الخدمة العسكرية سنة 1996 استعاد جمعية مسرح الأغواط و اعاد تأسيسها من جديد رفقة كل من ( كوديشة محمد، عمر كوديشة، نسناس طارق، إسماعيل عروس، جامد حبيب، مختل بشير، رحمون إبراهيم، قيوى أحمد، ناصر بالوافي، ميلود بن حمزة، زروق نكاع، قادة الشانة، و الأطفال : وليد بن سعدة، مصطفى صفراني، لمين قوال، يوسف سحيري، عبد المالك عروس، سعيان مقنين، عويسي مصطفى، بن دهقان عيسى، طيبوني نعيمة، جاب الله شارلو ،
-سنه 1998 يؤسس احميدة مرادجمعية تحت اسم جمعية الانصاف رفقة ( عيسى باهي، مبروك الزاوي، حكيم بدران، بن الصديق، لقاني بلعلمي، كاف مداني، عباس ليناني، نبيلة، و زبار ليلى ) التي اختفت بعد سنتين من التواجد
- يواصل هارون الكيلاني عمله مع جمعية مسرح الأغواط و تم تأسيس فرقة عيون علولة لمسرح الطفل كما تأسست جمعية اخرى لمسرح الطفل تحت قيادة علال معامير باسم جمعية أفاق الجنوب لمسرح الأطفال و جمعيات أخرى مثل جمعية برطال بالخنق و جمعية الشروق بأفلو و القناع الذهبي بحاسي الرمل ثم بدأت تتشكل جمعيات من منتصف الالفينيات مثل جمعية أفاق الجزائر، الأصيل، و الناقوس و غيرها .[32]
- الأغواط: المسرح الجهوي ...آمال لبعث أبي الفنون بالجهة
.
من المآثر المتوارثة إلى عهد قريب أن الفلاحين وسكان المدينة كانوا محققون شبه اكتفاء ذاتي، ولم يكن إنتاجهم موجها في الأساس إلى التسويق، وإنما للاستهلاك، وكان كل من له بستان يعود ببعض إنتاجه على معارفه وأقاربه وجيرانه والمحرومين وأفضل ما يتهادون به البواكير التي يسمونها «الفال» وفي جو من التواد والتكافل الاجتماعي المستمد من القيم الإسلامية الراسخة في هذه الديار. ومنها ما اشتهر باسم «التويزة» وهي حملات تعاونية تطوعية يشترك فيها مجموعة من السكان لإنجاز مشروع ما صغير أو كبير، ومن أمثلتها خروج الفلاحين بمعداتهم إلى موقع السد الذي ترتوي منه المدينة لإعادة إقامته كلما داهمته السيول العارمة وأزالت حاجزه، وتتكرر العملية ربما عدة مرات في السنة بحسب السيول، ويحاولون ألا يستغرق أكثر من يوم لئلا تنقطع المياه عن المدينة، ونفس الشيء لإصلاح السواقي وتنظيفها. وكذلك اشتراك السكان في إنجاز المباني سواء كانت عامة كالمساجد أو المدرسة الحرة التابعة لجمعية العلماء التي بنيت بالتبرعات والتويزة، أو خاصة كمساكن المواطنين.
وكذلك في الأشغال الفلاحية الموسمية لضخامتها واستعجالها لجني التمور وبعض الثمار الوفيرة، وتقليب الأرض وبذرها وفي الحصاد... في أجواء من الحماس والإنشاد. وللنسوة أيضا في أعمال النسيج وفي المناسبات حملات تويزة.
وما من مناسبة أو احتفال إلا ويكون حاضرا فيها الطعام الشهير بالأغواط الكسكس الذي غلب عليه لأهميته وانتشاره تسمية «الطعام». وطعام «كسكس» الأغواط يمتاز بتركيبته ومذاقه عما هو معروف عن هذه الأكلة في المدن الأخرى.[33][34][35]
وهناك أكلات أخرى كثيرا ما تحضر في المناسبات الاحتفالية منتشرة في هذه المدينة والمناطق السهبية المجاورة ولا زالت متداولة رغم تأثير كل من الأطعمة ذات المنشأ الغربي والمشرقي في السنوات الأخيرة.وهذه أشهرها : المصوَّر، الشوى، المردود، التشيشة:(تشيشة عادية بالمرق واللحم، تشيشة فريك كسابقتها غير أنه يستعمل فيها الفريك وهو القمح الأخضر المنزوع في فصل الربيع ويرحى ويدشش، تشيشة مفلقة وهي تشيشة مطبوخة في الماء والملح أي بدون مرق)و التشيشة أو بالأحرى دشيشة تنتج عن رحي القمح الصلب يّقال دشش أي قطعه إلى قطع متناهية في الصغر لا ترقى لتكون طحينا فهي الدرجة ما قبل الطحين مباشرة ويستعمل لطحنها مطاحن حجرية من عهد ما قبل الرومان تسمى الرحى، من هنا نستخلص معنى تشيشة هي الشوربة بالمرق ودشيشة هي المادة الأولية التي تصنع منها وهي القمح المدشش وهنك ِكلة أخرى من فصيلتها يطلق عليها الشربة تستعمل فيها السباقيتي الصغيرة أو سباغيتي مجزئة لقطع صغيرة طبعا بالمرق والللحم أو الدجاج.
هي مأكولات لا ترتقي لمصاف أطباق يمكن اعتبارها من المُحلّيات مثل:
و مما عرف به سكان الأغواط وعلى غرار المدن الإسلامية العريقة احتفاؤهم بالعديد من المناسبات ذات الطابع الديني والتاريخي بطريقة متميزة من حيث التحضير الذي ينطلق أياما قبل حلولها ومن حيث الطقوس والمظاهر الاحتفالية بها وأهمها:
الأحياء يستغلونها طوال الشهر في التجمع لتناول ما يجلبونه من بيتهم من أطعمة الإفطار المتنوعة في نوع التكافل وفي جو من المرح وحرص الكل حتى بعض المفرطين على أداء صلاة التراويح بالمساجد. أما بخصوص الأطفال فهناك عادة متفردة كانت تتمثل في قيامهم ببناء مصاطب في والأخوة. وكل طفل أو بنت يتخلف عن المشاركة يصبح عرضة للسخرية من خلال أهازيج محفوظة يرددها زملاؤه، إلا أن هذه العادة الحميدة والطريقة قد تلاشت الآن.
ومع كل ما ذكر من طرائق الاحتفال والإنفاق إلا إنها كانت بعيدة عما نعهده الآن من غلو وإسراف وتبذير وبذخ مبالغ فيه.
.
بما أن مدينة الأغواط منذ نشأتها الأولى كمركز حضاري واقع في قلب السهوب وقائم في أرض فلاحية مما جعلها تجمع ما بين الحضارة والبداوة، وبالنظر إلى أن الإنسان منذالقدم يسعى إلى التلاؤم والتكيف والتفاعل مع بيئته أخذا وعطاء يستمد منها المواد الأولية يصوغها وفق أشكال هندسية وفنية ليحقق بها أغراضا عملية، ويعبر بهاعن مشاعره الإنسانية وتطلعاته الفنية والروحانية فسكان مدينة الأغواط بالطبع لا يخرجون عن هذه القاعدة الحضارية، إذ نجدهم في مختلف إنتاجهم ومصنوعاتهم الأصيلة يعتمدون في الأساس على الخامات المحلية التي توفرها لهم بيئتهم وأرضهم، سواء تعلق الأمر بالمواد الفلاحية أو الحيوانية فقد كانت أشجارهم ونخيلهم تمدهم بخامات يصنعونها لسد حاجاتهم في أشكال وأدوات متنوعة، فمنها يصنعون سقوف البيوت وألواح الأبواب ومعدات النسيج[؟] كأجزاء الأنوال (المناسج) على اختلافها وأدوات الفلاحية، كما كانت تربة أرضهم وحجارتها تمدهم بالخامات الأولية لصناعة قوالب البناء[؟] والآجر ولصناعة الجبس والجير بواسطة أفران كانت مقامة على أطراف المدينة إلى وقت قريب أما الحيوانات التي تحفل بها السهوب المحيطة فتوفر لهم خامات الصناعات الجلدية والنسيجية المختلفة. وأما الصناعات المعدنية فإن موادها الأولية تجلب من مناطق توفرها لصناعة المواد الحديدية والنحاسية والحلي. وإذا ما أردنا تصنيف الصناعات التقليدية والحرفية المعروفة في مدينة الأغواط فإننا نورد منها ما يلي:
وتنقسم إلى المنسوجات الخاصة باللباس ومن أهمها البرانس التي تصنع من الصوف أو الوبر. كما أن أنواعا منها تجمع ما بين الصوف والحرير أو من الحرير فقط وهو ما يسمى (البرنوس الحريري) بتشكيلات مختلفة تتفنن فيها النساجة الأغواطية.
وكذلك القندورة التي تصنع من نفس الخامات، وهناك القشابية (الجلابة) التي تصنع من الصوف غالبا. ويخص الأطفال بألبسة مزركشة كانت تدعى الزقدونة أو الزرقوطة. وإلى منسوجات منزلية، وقد اشتهرت الأغواط قديما بنماذج منها:
وهناك أنواع أخرى من المنسوجات الأقل حجما من مخدات وحقائب... وكلها محلاة بالألوان والأشكال، غير أنه منذ الخمسينات أخذت تلك المنسوجات العريقة تتراجع لحساب أنواع أخرى مستوردة من داخل الجزائر أو خارجها كتلك الزرابي[؟] ذات المنشأ الشرقي الفارسي.
وقد كانت بالأغواط إلى عهد قريب عده ورش للحدادة تعمل بطرق ووسائل تقلديه قبل ظهور الحدادين المعاصرين المعتمدين على الكهرباء وأدواتها وإنجاز مصنوعاتهم المختلفة عن المصنوعات الحرفية القديمة.
كما نذكر أن بعض الصانعين امتهنوا صناعه بعض الأسلحة وإصلاحها بصفة أخص الخياطة: وقد كانت قبل أنتشار الملابس الجاهزة حرفة رائجة لكثرة الطلب عليها سواء لخياطة الثياب المنسوجة يدويا أو المنسوجة صناعيا فقد كانت الشوارع والرواقات تعج بدكاكين الخياطين الذين كانوا ذوي مهارة في تفصيل الملابس التقليدية المختلفة، وفيهم من مهر بعد الاحتلال الفرنسي في التفصيل والخياطة وفق الطرز الأوربية، ولم يبق من هؤلاء إلا نفر قليل.
صناعة الأحذية للرجال والنساء منها ما كان يسمى الريحية والصباط والنعالة والبلغة والصنديلة والتزمة (الجزمة) والتماق والبست (جورب جلدي للفرسان) وكانت تصنع بكيفيات ومستويات مختلفة. ومنها صناعة المجبود أي الجلد المطرز بالخيوط الذهبية والفضية، وغالبا ما يستخدم في غطاء السروج وفي علب البارود (العبار) ومحافظ النقود وغيرها من تلك الصناعات الرفيعة التي اندثرت مع الأسف منذ أواخر الخمسينات، بعد أن كان بالأغواط شارع هام يسمى زقاق الشراكة (صناع المنتوجات الجلدية) خاص بهم. والأمل معقود على بعض البوادر والمبادرات التي تظهر من بعض الشباب التواقين إلى إحياء هذه الحرف إذا ما وجدوا التشجيع والمساعدة.
و إذا ما عرجنا في عجالة على اللباس التقليدي الأصيل فإننا نجده غير مختلف كثيرا عما هو سائد في المدن العريقة، ولاسيما في المنطقة السهبية والصحراوية.
فبالنسبة للرجل: هناك البرنوس والقشابية «الجلابة» والقندورة و السروال العربي والبدعية «الصدرية» والقميص والعمامة التي تختلف أحجامها والتي تقلصت عبر الزمن.
أما ما يمكن ذكره بخصوص لباس المرأة فهناك ما يسمى «بالقنبوز» الذي هو حجاب[؟] سابغ لا يبرز إلا عينا واحدة وكان يتخذ من القماش الأزرق ثم الأبيض وله نظائر قديمة مثل مدن أخرى كتلمسان «حجاب الفتاشة» وهناك الفستان والحولي، والوقاية والخمري...
إلا أن هذه الألبسة التقليدية تكاد تنقرض الآن لحساب ألبسة عصرية مستحدثة ومستوردة، مما يقتضي إنشاء متحف محلي للمصنوعات والألبسة التقليدية والحلي من شأنه خدمة التاريخ ورصيد التطورات والتغيرات الاجتماعية وتكوين رصيد حضاري يمكن اتخاذه كمرجع يستفاد منه في الدراسات واستلهامه في الإبداعات الجديد.
.
إن مدينة الأغواط مدينة عريقة تمتد جذورها إلي القرون الوسطى. فمن الطبيعي أن نجد بها أحياء قديمة كزقاق الحجاج والضلعة وسيدي يانس والغربية والصفاح بالإضافة إلى ساحتها الشهيرة «رحبة الزيتون» وجنان البايلك.
و من جهة أخرى حالها كحال جميع مدن العالم التي تشهد تنمية وتوسع في العمران فإننا نجد بها أحياء حديثة هذه الأحياء استحدثت منذ أقل من نصف قرن كحي الواحات الشمالية، الوئام... إلخ، وهنالك قرية برج السنوسي التي تعد امتداداَ طبيعيا للمدينة في الضفة الشرقية لوادي امزي.
هذا بالإضافة إلى بعض الأحياء التي أنشأت خلال القرنين 18 و 19 م كالمعمورة والمقام والشطيط والمقطع الظهراوي والمقطع القبلي .[41] ، [42] ، [43]
هي في الغالب أحياء حديثة النشأة ونقصد بالجهة الشمالية : شمال هضبة تيزقرارين التي تمتد من الجنوب الغربي نحو الشمال الشرقي. وبالتالي كل الأحياء التي تقع شمال تلك الهضبة تسمى الجهة الشمالية حتى وان لم تكن كذلك في الواقع وهذه قائمة تلك الأحياء :
|
|
|
هي في الغالب أحياء قديمة النشأة وهي تقع جنوب هضبة تيزقرارين وهي قليلة المساحة مقارنة بالأحياء الشمالية لضيق المساحة فهي محصورة بين وادي امزي جنوبا والهضبة التي تحدها من الشمال والغرب. و هذه قائمة بأهم هاته الأحياء والأزقة :
|
|
|
يتألف من حيين فرعيين: ما يعرف بالقرية في الجهة الجنوبية الشرقية وحي بني الذاتي في الجهة الغربية يفصل بينهما بعض البساتين والشعاب.
تنظم بين الفينة والأخرى دورات كروية، بالخصوص في كرة القدم [46]
تعرف الأغواط على غرار عديد المدن الجزائرية بمساجدها العتيقة وهذه عينة:
و يعد رمزا للمدينة بطابعه المعماري المميز.[47]
ظلت مدينة الأغواط بحكم موقعها الجغرافي ومكانتها العلمية والسياسية محطة لتفاعلات أغلب الطرق الصوفية، ومن أبرزها وجودا في هذه المدينة نذكر: القادرية، الناصرية ’ التيجانية ’ السنوسية ’ الشاذلية، العزوزية.
أ- الطريقة القادرية: إنها أول طريقة صوفية ظهرت كما هو معروف في العالم الإسلامي، وسميت بالقادرية نسبة إلى مؤسسها الشيخ محي الدين بن محمد عبد القادر الجيلالي.
ويمكن القول بأن هذه الطريقة قديمة الوجود في مدينة الأغواط غير أننا نجهل اسم أول من أدخلها إلى هذه المدينة وفي أي تاريخ بالتحديد من أبرز روادها :
كما نشير إلى أن هذه الطريقة قد ساهمت أيما مساهمة في بعث النهضة التربوية وذلك لعلاقتها الوطيدة بالشيخ عبد العزي زبن الهاشمي الذي يؤول إليه الفضل في استقدام الشيخ الزبيري للتدريس في مدينة الأغواط.
ب- الطريقة الناصرية: هي إحدى فروع الطريقة الشاذلية. تنسب إلى مؤسستها الشيخ سيدي محمد بن ناصر المغربي وهو والد الشيخ أحمد بن ناصر صاحب الرحلة الناصرية.
ج- الطريقة التيجانية: نسبة إلى الشيخ سيدي أحمد التجاني (1737م - 1815م) امتد تأثير هذه الطريقة الصوفية بسرعة إلى مدينة الأغواط بفعل موقعها الجغرافي المتلخم لبلدة عين ماضي مهد الزاوية التيجانية وكذا تنقلات الشيخ سيدي أحمد التيجاني نفسه إلى هذه المدينة (الأغواط) ليفقد أتباعه هناك أو مراسلاتهم بعد ذلك من مدينة فاس وفير ذلك من المؤثرات الأخرى.[48]
من أبرز أعلام هذه الطريقة بالاغــــــواط. [49]
ويذكر الشيخ سكيرج في معرض حديثه عن ولدي الشيخ سحنون بلحاج السيدين محمد وأحمد أنه عثر على رسالة بعث بها السيد محمود التونسي إلى الشيخ سيدي أحمد التيجاني بطلب منه طمأنة أصحابه في كل من الأغواط وتاجموت والأرباع وأولاد السايح وغيرهم.
د- الطريقة الدرقاوية (الشاذلية): طريقة صوفية تفرعت عن الشاذلية، بدأ في نشر تعاليمها في مدينة الأغواط الشيخ سيدي موسى بن حسن المصري حين حواه بها سنة 1929م تردد على حلقاته العديد من فقهاء وأعيان وعامة هذه المدينة نذكر منهم المشايخ قازي بن البوزياني وأحمد بلحاج بوهله ومحمد وغيرهم.
ومن أشهر أعلام هذه الطريقة التي صارت تدعى فيما بعد ب (الموساوية) نسبة إلى مؤسسها الشيخ سيدي موسى والذين تركوا بصمات معتبرة في المجالين والديني عموما نذكر :
هـ - الطريقة السنوسية: نسبة إلى محمد بن علي السنوسي (1787م - 1859م)المولود بالقرب من مدينة مستغانم، تناقل العديد من مؤرخي الطرق الصوفية أن الشيخ السنوسي مر بجنوب الجزائر بغية التعرف على أشهر مقاديم الزوايا[؟] هناك التي تتميز بأهمية موقعها بوصفها ملتقى القوافل الآتية من السودان الغربي يلقي دروسا في الشريعة واللغة العربية ثم ارتحل عنها (أي الأغواط) إلى بلدة مسعد.
و- الطريقة العزوزية: طريقة صوفية تفرعت عن الطريقة الرحمانية. وتنسب إلى الشيخ محمد بن عزوز المولود بالبرج قرب مدينة بسكرة. خلف الشيخ سيدي محمد بن عزوز أولاد نذكر منهم: الشيخ لحسن الذي كان خليفة للأمير عبد القادر في منطقة الزيبان والشيخ مصطفى العدو اللدود للفرنسيين منذ سنة 1849م وإليه يعزى تأسيس الزاوية الرحمانية ب نفطة والتي كانت مأوى لللاجئين والمطرودين من الجزائريين. أما الشيخ المبروك فقد انسحب إلى مدينة الأغواط وأسس بها الطريقة العزوزية (الرحمانية) منذ خمسينيات القرن التاسع عشر بعدما ضايقه الفرنسيون في منطقة «الزيبان» وقد ساهمت هذه الطريقة مساهمة معتبرة في المجالين الديني والاجتماعي كقيامها بتحفيظ القرآن الكريم وإيواء الفقراء والمحتاجين. تولى رئاسة هذه الطريقة بعد الشيخ سيدي المبروك ابنه الشيخ سيدي الأزهري حوالي 1503م والذي تذكر مآثره قيامه باستخدام الشيخ محمد العاصي للتدريس بمدينة الأغواط.[51]
ما زال هذا القطاع متخلفا جدا في الولاية رغم الأهمية البالغة التي يكتسيها في جلب السياح الأجانب والفنادق الموجودة لاترقى لتطلعات الزائر فأحسن هذه الفنادق لا تتعدى درجة تصنيفه ال3 نجوم، لهذا تكمل الولاية سلسلة من الفنادق من فئة 4 نجوم سيتم افتتاحها قريبًا.
نذكر أدناه عددا من الفنادق الموجودة حاليا:
رغم أن هذه المنطقة تزخر بمؤهلات طبيعية متنوعة حيث أنك تجد الجبال والوديان والهضاب والسهول والكثبان الرملية والضايات والغابات والسهوب كل ذلك في مساحة صغيرة ومحدودة بالإضافة إلى تقلب المناخ فالأغواط معروفة بتقلب مناخها.إذ يسميها البعض مدينة الفصول الأربعة وهذه خاصية نادرة حيث أنك تعيش في يوم واحد أكثر من فصلين وهذا عائد لتنوع التضاريس، لكن السياحة غائبة عن المنطقة وذلك لعدم الاهتمام بهذا القطاع.
كما أنها تشتهر بمائها المعدني الصالح للشرب والذي يعرف بماء الميلق والذي يعبر عن الاستثمار الأجنبي الناجح بالمنطقة حيث تسير المصنع شركة أسبانية.
ويقع هذا البرج في موقع استراتيجي فريد من نوعه، فقد بني في أعلى مكان على مستوى المدينة وبهندسة عمرانية ذات طابع صحراوي. كما يسمى برج تيزقرارين أو حصن بوسكارين، نسبة إلى الجنرال الذي تم اغتياله داخل البرج بعد تسلل أحد مقاومي أهالي المنطقة. وقد تم إنشاء برج تيزقرارين لاستخدامه كقاعدة عسكرية للتخطيط، وتوجيه الجيوش الفرنسية نحو استعمار مناطق أخرى من الجزائر.
يحتوي هذا الهيكل على أربعة أجنحة، وساحة واسعة تحوي قبر الجنرال بوسكاران، بالإضافة إلى سراديب خاصة لتعذيب المجاهدين لازالت شاهدة على فترات زمنية عصيبة مرت به، ومن خارج البرج يوجد طريق خاص للعربات المجرورة، التي تصل وسط مدينة الأغواط بأعالي البرج، بالإضافة إلى طريق مزود بالدرج خاص بالجنود الفرنسيين، وفي سنة 1958 قام المستعمر الفرنسي ببناء صهريج ماء كبير على أيدي جنود ألمان، معتقلين بهذه الثكنة بغية تزويد سكان المدينة بالمياه الصالحة للشرب.
وفي السنوات الأخيرة من الاستعمار تم تحويل البرج من ثكنة عسكرية إلى مستشفى عسكري متخصص في معالجة أمراض الربو والحساسية لمعالجة الجنود، ومع نيل الجزائر لاستقلالها تم استغلال هذا البرج بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي الفريد، من طرف عدة مصالح إدارية وأمنية، ليتم استرجاعه سنة 2011 ويكون معلما سياحيا، يفتح أبوابه لكل الزوار الذين يدفعهم الفضول لاكتشاف هذا الصرح السياحي المتميز. [52]
تتميز برية شمال أفريقيا عموما ومنطقة السهوب خصوصا بتنوع هام للحيوانات والطيور والأعشاب عكس مايضن بأن هذه المنطقة جزئ من الصحراء الكبرى فهي قاحلة ومن هذه الحيوانات والطيور نذكر بلهجة أهل الأغواط:
ليس لمدينة الأغواط اتفاقية توأمة مع أي مدينة بعد:
جسور الأغواط | |||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جسر وادي امزي : يربط بين الأغواط المدينة ومنطقة راس العيون بالدخلة. | |||||||||||||
جسر سيدي حكوم : يربط بين وسط المدينة وحي برج السنوسي. |
|
|
هنالك نظرة مستقبلية و دراسات من أبناء الأغواط الغيورين على النهوض بمنطقتهم من أجل الريادة و لعب دور فعال على الصعيدين الوطني و العالمي. منها وضع حاجز مائي على مجرى وادي امزي بمنطقة السليسلة جنوب المدينة ليكون صالح للملاحة السياحية على مسافة 50 كم من قصر الحيران جنوابا حتى بلدية واد مزي شمالا، لكي تصبح تضاهي في النهضة العمرانية دول جمهوريات وسط آسيا الاسلامية.
يبقى على المسؤلين المحلين التفكير في جلب مشاريع مثل خطوط الترامواي و التيليفيريك خصوصا أن المدينة مؤهلة لذلك سواءًا ماديًا بحكم أن الولاية غنية و تسهام بثلث الاقتصاد الوطني بفضل ثروة الغاز أو من ناحية الطوبولوجية بوجود الجبل الفاصل بين حيي المعمورة و الصادقية لهذا يمكن ربط أحياء الجهة الشمالية كالواحات و الوئام بأحياء الجهة الجنوبية كقصر البزائم و الصادقية بخطوط التيليفيريك أو المصاعد الهوائية.
وهذا لتسهيل حركة عمال الشركات الدولية التي تنشط بالمنطقة و التي تعمل في مجال التنقيب عن الغاز والنفط و إنجاز مشاريع محطات الطاقات المتجددة المختلفة.
هذه الحديقة المركزية التي تتوسط المدينة و التي تتربع على مساحة 24 هكتاراً تعد المتنفس الوحيد للعائلات الأغواطية تستحق أن تكون بمواصفات دولية على غرار نضيراتها بالمدن الكبرى.
هي مدينة من المنتظر أن تقام خلف الجبل الأحمر الذي يحد مدينة الأغواط من جهة الشمال الغربي، بانشاء هذه المدينة الجديدة و التي ستكون جزءا من مدينة الأغواط الكبرى ...ستتقلص المسافة نحو مدن الغرب بحوالي 20 كم.
تنشأ المدينة على السفح الشمالي للجبل و يحدها من الشمال وادي امزي، ستظم العديد من الأحياء الراقية توجد بها محطة القطار و الملعب العالمي الجديد.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في: |تاريخ=
(مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)