البصرة | |
---|---|
البصرة | |
ساحل مدينة البصرة على ضفاف شط العرب.
| |
العلم | الشعار |
خريطة مدينة البصرة سنة 2003م
| |
اللقب | الفيحاء[1]، فينيسيا الشرق[2] |
تاريخ التأسيس | 636[3] |
تقسيم إداري | |
البلد | العراق[4][5] |
عاصمة لـ | محافظة البصرة |
المحافظة | محافظة البصرة |
القضاء | قضاء البصرة |
المسؤولون | |
المحافظ | أسعد العيداني |
رئيس مجلس المحافظة | صباح حسن البزوني |
خصائص جغرافية | |
إحداثيات | 30°32′10″N 47°48′57″E / 30.536242°N 47.815819°E |
المساحة | 1085[6] كم² |
الارتفاع | 5 متر |
السكان | |
التعداد السكاني | 3142449 [7] نسمة (إحصاء 2021) |
الكثافة السكانية | 7329. نسمة/كم2 |
معلومات أخرى | |
المدينة التوأم | |
التوقيت | EET (توقيت شرق أوروبا +3 غرينيتش) |
التوقيت الصيفي | +3 غرينيتش |
اللغة الرسمية | اللغة العربية |
الرمز البريدي | 61001[8] |
الرمز الهاتفي | 00964/4 |
الموقع الرسمي | ديوان محافظة البصرة مجلس محافظة البصرة |
الرمز الجغرافي | 99532 |
معرض صور البصرة - ويكيميديا كومنز | |
تعديل مصدري - تعديل |
البَصْرَةُ مَدينة عراقية تقع في أقصى جنوب العراق على الضفة الغربية لشط العرب، وهي المركز الإداري والسياسي لمحافظة البصرة، بلغ عدد سكانها 3,142,449 نسمة حسب تقديرات عام 2021.[11] البصرة هي أيضًا الميناء الرئيسي للعراق، على الرغم من عدم وجود منفذ للمياه العميقة، والتي يتم مناولتها في ميناء أم قصر. في أبريل 2017، اعترف البرلمان العراقي بالبصرة عاصمة اقتصادية للعراق.[12]
البصرة مدينة قديمة شيدها عتبة بن غزوان في عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب لتكون أول مدينة إسلامية بناها العرب خارج شبه الجزيرة العربية،[13] وهي من المدن العربية الكبرى حيث تحتل المركز الخامس عشر من حيث عدد السكان حسب إحصائيات عام 2007.
يعود تاريخ مدينة البصرة إلى ما قبل العصور التاريخية حيث يعتقد الكثير من الباحثين على أن جنات عدن التي نزل فيها آدم أبو البشر تقع إلى الشمال من مركز المدينة بالتحديد منطقة القرنة التي تحتوي على شجرة آدم حسب الاعتقاد السائد هناك وتبعد عنها 20 كم. وقد بنيت البصرة على أنقاض معسكر للفرس في منطقة كانت تدعى الخريبة. كما أن هنالك مدينة أثرية يعتقد بعض المؤرخين أنه تم بنائها في زمن نبوخذ نصر تدعى طريدون، وادّعى آخرين إنها كانت مدينة آشورية، حيث كان لهذه المدينة سد يحميها من ارتفاع منسوب مياه البحر، فإن صح هذا فان طريدون أو تريدون تكون جنوب مدينة الزبير قرب خور الزبير في الوقت الحاضر، بينما يعتقد الرحالة جسني إن موقع طريدون هو قرب جبل سنام والذي يبعد عن جنوب مدينة الزبير بحوالي ثلاثة عشر ميل، فإذا كان ذلك صحيحاً فيجب أن يكون خور الزبير والذي هو امتداد الخليج العربي يمتد إلى جبل سنام أيام الدولة البابلية.
البصرة مدينة عراقية قديمة مشهورة شيدها عتبة بن غزوان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب سنة 14 وقيل 15هـ عند ملتقى نهري دجلة والفرات.[14] ويعرف ملتقاهما بشط العرب. وقيل أن سبب تسميتها بالبصرة هو أن عتبة بن غزوان كتب إلى الخليفة عمر يستأذنه في تمصيرها ووصفها لهُ بقولهِ: (إني أرى أرضًا كثيرة القضة في طرف البر إلى الريف ودونها مناقع فيها ماء وفيها قصباء). فقال عمر بن الخطاب: (هذه أرض بصرة قريبة من المشارب والمراعي والمحتطب). ومعنى البصرة في اللغة العربية الأرض الغليظة الصلبة ذات الحجارة الصلبة.[15]
اقتضت الضرورة التي فرضتها الفتوحات الإسلامية على العرب إنشاء مدن عسكرية أو معسكرات سكنية للجنود المحاربـين لتخدم عدة جوانب، أهمها إنه أصبح من غير المنطقي على الجندي المقاتل أن يذهب لزيارة أهله في فترات معقولة لبعد المسافة، فالمجاهد الذي قدم من اليمن أو سلطنة عمان يحتاج إلى أشهر طويلة لكي يصل إلى موطنه ويحتاج إلى نفس ذلك الوقت للعودة وهذا يعني أنهم سيضيعون نصف وقتهم وجهدهم في مثل هذه الأسفار الطويلة الشاقة، مما يحرم جبهات القتال من فترات غيابهم الطويلة، كذلك كان لا بد من إيجاد معسكرات ثابتة للتحرك منها لضرب قواعد العدو أو طرق وقوافل إمداداته، أو شن الحملات السريعة المفاجئة عليه، أو لصد هجمات العدو، أو لنجدة بقية الجبهات عند الحاجة. كذلك إيجاد مقرات بعيدة على حافة الصحراء لا يجرأ العدو من الوصول إليها لمعالجة المصابين وقضاء فترة النقاهة بعيداً عن الخطوط الأمامية الخطرة والمتحركة دائماً، كما يستطيع أن يترك بها المقاتل زوجته أو ما يحصل عليه من الغنائم كي لا تعيق حركته أثناء القتال. كل هذه الأسباب وغيرها جعلتهم يفكروا بإنشاء مثل هذه المدن.[16]
شهدت البصرة على مدى تاريخها أحداثاً تاريخية مهمة ومنها موقعة الجمل عام 35هـ.[17] كما أن لمدينة البصرة أهمية خاصة لأنها كانت أول مدينة بناها المسلمون في العراق.
أصبحت البصرة ضمن الحكم الأموي بعد عقد الصلح بين الحسن بن علي ومعاوية وعين أول والي آموي هو حمران بن أبان عام 660م، ودخلت البصرة عام 75هـ في ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي بعد القضاء على الدولة الزبيرية وقتل مصعب. وفي سنة 101هـ دخلها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة. واستمرت الأحداث تتوالى على البصرة بمرور الزمن. وكانت في تلك الحروب والتقلبات قد خربت وأنشئت في مكان يبعد عن مركزها الأول 14 كيلومتراً إلى الشمال الغربي. وكان إنشاؤها في القرن الرابع عشر الميلادي.
تولى أبو العباس السفاح الخلافة في عام 132هـ (749م). وكانت مهمته بناء الدولة العباسية، فكان عليه أن يثبت أقدام العباسيين في الخلافة ويوطد أركانهم وقد نجح في ذلك في السنوات القليلة التي قضاها في الحكم. ومن الطبيعي أن يبدأ الخليفة الجديد بتشديد القبضة على كل الولايات التي كانت تابعة إلى الحكم الاموي سابقاً بما فيها ولاية البصرة. عهد الخليفة أبو العباس في العام الذي تولى فيه الخلافة ولاية البصرة إلى القائد العباسي سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب. وأثناء ولايته اجتمع في البصرة بعض رجالات الدولة الأموية ومؤيديهم من بينهم بعض الولاة الاموين السابقين على ولاية خراسان وفارس وغيرها، الذين فروا امام زحف الجيش العباسي. وكانت أعدادهم كبيرة بحيث بلغ عددهم ما يقارب أربعة آلاف رجل. ولقد اضطر الوالي الجديد ابن معاوية إلى محاربتهم، وذكر أنه دارت معارك ضارية بين الجانبين دامت سبعة إيام وانتهت بهزيمة الأمويين. وقتل خلالها اثني عشر ألف نسمة.[18]
خلال الحكم العباسي شهدت البصرة معركة كبيرة قادها الثوار الزنج كانت ثورة بارزة على الخلافة العباسية في منتصف القرن التاسع الميلادي، تمركزت حول مدينة البصرة، جنوب العراق اليوم، وامتدت لأكثر من 14 عاما (869 - 883م) قبل أن تنجح الدولة العباسية في هزيمتها، ويعتقد أن الحركة بدأت بزنوج من شرق افريقيا استعبدوا وجيء بهم إلى تلك المنطقة، وامتدت لتضم العديد من المستعبدين والأحرار في مناطق عدة من الإمبراطورية الإسلامية. فكان الزنج قد ثاروا على المالكين وأسسوا حكومة لهم كان مقرها مدينة المختارة (جنوب البصرة)، وهددت الدولة العباسية حتى جندت كل إمكاناتها لتسحقها، فكانت أطول ثورات العصر العباسي وأخطرها.[19] وكانت البصرة في الماضي من أشهر المدن وأكثرها أدباً وعلماً وتجارة وعزاً وأجلها شأناً وأبهجها مركزاً ولا سيما في أيام العباسيين الذين زادوا في عمارتها وشادوا فيها الأبنية الجميلة من صروح ومقاصير ومساجد. وكانت بعد بغداد في الأهمية والذكر. وكانت مركز التجارة بين العراق والبلاد الأخرى.
عُرفت البصرة أيضاً بدورها الكبير الذي أدته في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية. فقد كانت مساجدها ومدارسها تعج بحركة العلماء والفقهاء والأدباء. وخرج منها فطاحل علماء المسلمين وكبار فقهائهم. واشتهرت بأئمة المعتزلة. وظهرت فيها في القرن الرابع للهجرة مدرسة شهيرة ذاع صيتها في الآفاق، وعرف أصحاب هذه المدرسة بإخوان الصفا. انظر: إخوان الصفا. ودعيت البصرة قبة الإسلام. وكانت البصرة تناظر الكوفة في المذاهب العربية وهو أمر مشهور في كتب النحاة. ولذلك كانتا أشهر من أن تذكرا في صحة العربية وثقتها. وقال بعضهم حيثما وجد اختلاف بين البصريين والكوفيين، فمذهب البصريين أصح من جهة اللفظ ومذهب الكوفيين أصح من جهة المعنى.
كل ذهب وفضة الأرض لا يبلغ ثمن نخلة في البصرة ... هارون الرشيد. |
—أنظر :مقدمة ابن خلدون[20][21] |
بعد سقوط الدولة العباسية ودخول المغول إلى بغداد، أصبحت البصرة تقع تحت سيطرة الإمبراطوية المغولية تراجعت أهميتها الثقافية والعلمية لكنها بقيت ميناء رئيسي للتجارة بين مختلف أرجاء العالم وخصوصا بلاد الشرق كانت البصرة الحديثة في عهد الملك غازان الإيلخاني المغولي تابعة لبغداد، ترسل إليها الحكام من قبل الحاكم العام المقيم ببغداد، وظلت على تلك الحال حتى مات هذا السلطان وتولى الملك ابنه السلطان محمد خدابنده ، ثم تولى بعده ابنه السلطان أبو سعيد بهادرخان في سنة 715ه، وفي أيامه كان على البصرة أميراً ركن الدين الفارسي التوريزي. فلما مات أبو سعيد تولى السلطنة أرباغاوون، وثار حاكم العراق ببغداد علي بادشاه فنادى بسلطنة موسى خان أحد أفراد الأسرة المالكة، فقامت الفتن والحروب بين التتريين، فتغلب على بعض البلاد الفراتية المماليك ملوك مصر والشام، وتغلبت قبائل العرب على البصرة والكوفة وعلى أكثر البلاد الواقعة على حافة البادية وحافة سواد العراق، وانتهت فتنة التتريين بقتل أرباغاوون، وصار الملك إلى موسى خان، فقُتِلَ بعد بضعة أشهر، فعادت الحروب بين أفراد العائلة المالكة، وبقيت البلاد العراقية فوضى، فحمل الشيخ حسن الكبير الجلائري التتري بجيش جرار، وكان أميراً على التتر الرحل المبثوثين في آسيا الصغرى، فالتقى بحاكم العراق موسى خان، وبعد حروب انتصر عليه وقتله، ثم سار إلى العراق فاستولى عليه وأسس الدولة الجلائرية في العراق.[22]
شهد العراق صراعاً دامياً بين الأقوام الغازية منذ سقوط الدولة العباسية عام 1253م، حيث تعاقب على احتلاله أقواماً مختلفة أغلبها قبائل جبلية وصفت بالشراسة والقسوة، كما أنها كانت على درجة كبيرة من التخلف، كما هو الحال مع التتر واحتلالهم بغداد وتدمير حضارة قد دامت 400 سنة أثناء الحكم العباسي. ومن هذه القبائل أيضاً قراقويونلو التي رفعت الخروف الأسود شعاراً لها، وأخرى رفعت الخروف الأبيض شعاراً لها كما في الآق قويونلو. وآخيراً استطاع الشاه إسماعيل الصفوي السيطرة على العراق والبصرة أيضاً وأصبحت البصرة مركز الصراع بين الدولة العثمانية والصفوية حتى استقر الوضع تحت سيطرة العثمانيين بعد اتفاق بينهما.[23]
في العهد العثماني، أصبحت البصرة عاصمة لولاية البصرة، وشهدت في القرن الثامن عشر نشاطاً واسعاً للتجار مع الأوربيين، لاسيما الإنگليز والفرنسيين والهولنديين، كما شهدت المدينة تطورات مهمة بعد فتح قناة السويس في عام 1869، إذ ازدادت تجارة العراق الخارجية كثيراً مع الدول الغربية. وبلغ عدد سكان منطقة الميناء وحدها نحو 20 ألف نسمة. وقد شهدت فترة الحكم العثماني للبصرة ظهور إمارة المنتفك التي أزعجت العثمانيين إلى أن عقدت اتفاق معهم. وكذلك تعرضت البصرة إلى حصار من قبل الدولة الزندية والتي أدت إلى هزيمة العثمانيين.[24]
بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى شنت القوات البريطانية حملة على العراق عرفت باسم حملة بلاد الرافدين وبعد معركة البصرة دخلت القوات البريطانية في 23 تشرين الثاني عام 1914م إلى المدينة. وقد صارت البصرة قاعدة لتجهيز القوات البريطانية في العراق، وكان أهم تطور حدث في المدينة هو بناء ميناء حديث ومحطة قطار في منطقة المْعقَلْ، وأدت هاتان المؤسستان إلى زيادة الأهمية التجارية لمدينة البصرة بدرجة كبيرة، إضافة إلى توسع المدينة باتجاه الشمال لأول مرة.[25]
عندما حصل العراق على الاستقلال عام 1921م، حدثت بعض التطورات العمرانية المهمة في المدينة، فشُيّد المستشفى العام في جنوب غربي المدينة عام 1924م، وتأسس مطار البصرة الدولي شمالي الميناء عام 1936، وفي عام 1932م تم تجهيز المدينة بالمياه العذبة والكهرباء، إضافة إلى أنواع مختلفة من استعمالات الأرض السكنية والتجارية والصناعية والخدمية وارتفع عدد سكانها ليصل إلى نحو 220 الف نسمة عام 1957م.[26]
بعد سقوط الحكم الملكي وتأسيس جمهورية العراق تأسست جامعة البصرة عام 1964 وهي ثاني أهم جامعة في العراق. وبحلول عام 1977 ارتفع عدد سكانها إلى ذروته السكانية ليقدر بنحو 1.5 مليون نسمة. لكنه تراجع إلى ذروته أيضا بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية لتتحول البصرة إلى أكبر موقع عسكري ومن أهم الأهداف العسكرية خصوصا بعد سقوط الفاو بيد القوات الإيرانية. وخلال عملية تحرير الكويت تعرضت البصرة إلى أعنف عمليات القصف الجوي الذي شنته القوات الأمريكية استهدفت فيه البنى التحتية والمواقع العسكرية مما أدّى إلى حدوث أضرار مادية لا تزال آثارها موجودة حتى الآن.
بعد انسحاب الجيش العراقي من الكويت عجّت مدينة البصرة بآلاف العراقيين من مختلف المناطق والذين قصدوا هذه المدينة للاستفسار ومعرفة مصير أبنائهم من الجنود والضباط في الجيش بعد انسحاب القوات العراقية من الكويت وكانت الأجواء في البصرة مشحونة ضد النظام والسلطة وسط دخان حرائق آبار النفط التي أضرمتها القوات العراقية في آبار النفط الكويتية، وكان الناس ينتظرون مايحفزهم على الانتفاضة ضد النظام فكان قيام أحد الجنود العراقيين بإطلاق النار على تمثال صدام حسين في ساحة سعد في المدينة في يوم 1 آذار 1991 كافياً لحدوث انتفاضة شعبية كبيرة فخرج سكان المدينة إلى الشوارع وهم يهتفون ضد النظام وخرج بعض الشباب وهم يعلنون سقوط نظام صدام حسين مما زاد من الهيجان الشعبي فتوجهت مجاميع كبيرة نحو مراكز الشرطة والمباني الحكومية ومعسكرات الجيش وإخراج من كان فيها من السجناء والإستيلاء على مخابئ الأسلحة الصغيرة، وحدثت اشتباكات بين القوات العراقية والثوار في المدينة وامتدت الانتفاضة في اليوم التالي إلى المناطق والقرى القريبة من البصرة. وبحلول 4 مارس تمكنت قوات الجيش الموالية لنظام صدام حسين من كسب اليد العليا في المعركة وبدأت بهجوم وحشي مضاد تميز بالقتل التعسفي للمدنيين وأطلقت الدبابات الحكومية النار على المباني والمدنيين وانخرط عناصر الحرس الجمهوري في مجازر ضد السكان المدنيين.[27]
في عام 1999م حدثت في مدينة البصرة وبعض مدن جنوب العراق انتفاضة جديدة جاءت على خلفية اغتيال السيد محمد صادق الصدر أدّت إلى حدوث نزاع مسلح بين المدنيين والحكومة خلال الانتفاضة ففي مساء يوم 17 مارس في البصرة قامت مجاميع مسلحة كبيرة من أعضاء المعارضة بالهجوم على مراكز الشرطة ومكاتب حزب البعث في المدينة حتى أنهم تمكنوا من الإستيلاء على عدد كبير منها وفي صباح 18 مارس توقفت المعارك أُعلن وقف أطلاق النار والانسحاب من موقع الاشتباك وقد أسفرت أعمال العنف والاشتباكات عن مقتل عدد كبير من أعضاء قوات فدائيي صدام وحزب البعث وأجهزة الأمن الأخرى المرابطة في المدينة وفي المجموع فإن أكثر من 100 شخص قد لقوا حتفهم في الاشتباكات.[28]
في حرب الخليج الثالثة في مارس عام 2003م، سقطت مدينة البصرة والمناطق المجاورة لها بعد بضعة أسابيع فقط في أيدي قوات التحالف الدولي المهاجمة بعد معركة غير متكافئة سقط على إثرها 395 جندياً عراقياً و11 جندياً من قوات التحالف وإصابة آخرون بجروح.[29][30]
خلال حرب العراق أصبحت مدينة البصرة أحد أكبر معاقل التيار الصدري الذي يقوده مقتدى الصدر، حيث جرت في شوارعها عدة مواجهات بين عناصر من الجيش البريطاني وعناصر من جيش المهدي.
بتاريخ 27 فبراير قُتل أول جنود القوات البريطانية بعد عملية السندباد وذلك خلال عودة رتل للقوات البريطانية من فندق شط العرب [31]
تعرضت قاعدة المطار بشكل مستمر إلى القصف بقذائف الهاون والقصف الصاروخي من قبل عناصر جيش المهدي. فيما نالت قاعدة قصر البصرة الحصة الأكبر من القتال والقصف المستمر خلال العملية
استغلت المناطق المحيطة بالقاعدتين البريطانيتين والتي تمثلت بمساحات شاسعة مفتوحة ومستنقعات وأراضي زراعية ومباني مهجورة من قبل عناصر جيش المهدي والذين عرفو الأرض أكثر من البريطانيين بسبب انتمائهم إليها بالأصل واستثمرو ذلك بشن القصف بالصواريخ وقذائف الهاون على القاعدتين والتخفي سريعا عن أنظار طائرات التحالف وقواته.[32]
في الفترة بين يونيو وأغسطس أكثر من 300 صاروخ وقذيفة ضربت قاعدة المطار. استثمر جيش المهدي الهجمات بالأسلحة القناصة وكذلك العبوات الناسفة في التعرض لعناصر ودوريات قوات التحالف التي تخرج من قواعدها. شملت الهجمات بالعبوات الناسفة والكمائن قوافل المؤونة المسؤولة عن نقل المواد الغذائية والوقود والذخائر التي كانت تنتقل من قاعدة المطار إلى قاعدة قصر البصرة. مما دفع قوات التحالف للجوء إلى نقل المؤونة عبر طائرات الهليكوبتر التي لم تكن تستطع اكمال المهمة في أغلب الأحيان بسبب مخاطر إصابتها من قبل عناصر جيش المهدي خلال عملها. كما استهدف مسلحي جيش المهدي قوة سلاح الجو الملكي البريطاني المتمركزة في قاعدة البصرة الجوية في الشعيبة بالهجمات الصاروخية بشكل متكرر وتشير مصادر بريطانية إلى شنه أكثر من 800 هجمة صاروخية على القاعدة خلال تلك الفترة [33] كما استهدف مسلحيه الدوريات الراجلة للمشاة كما في معركة سوق الواكي التي أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الجنود البريطانيين ضمن الفوج الأول لسلاح الجو الملكي المكلف بحماية القاعدة [34][35]
بتاريخ 25 مايو 2007 أعلنت القوات البريطانية مقتل قائد جيش المهدي في البصرة وسام عبد الحسين الوائلي «أبو قادر» واثنين من مساعديه سلام خريبط وأسعد فاخر وذلك في عملية مشتركة بين القوات الخاصة العراقية والقوات البريطانية،[بحاجة لمصدر] وصعّد جيش المهدي من عمليات انتقامية استهدفت قوات التحالف في البصرة على إثر ذلك [36][37]
في عام 2008 شنّت الحكومة العراقية عملية عسكرية أطلقت برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي والذي أشرف عليها إشرافاً تاماً بعد مطالبات شعبية لهُ بالتدخل في وقف النزاع المسلح بالمدينة واستعادتها من ميليشيات جيش المهدي، وقد بدأت هذه العملية في يوم الثلاثاء 25 مارس عام 2008 وانتهت العملية بعد إعلان مقتدى الصدر إنهاء المظاهر المسلحة في المدينة.[38]
سميت بالبصرة كما يقول الجوهري[39] والأخفش نسبةً إلى الموضع الذي بنيت فيه ويتكون من حجارة رخوة بيضاء اللون.[40] وقال ذو الرمة يصف إبلاً شربتْ ماءاً:
وقال عذافر :
وقال الطرماح بن الحكيم:
وساق ياقوت الحموي مجموعة من الآراء في معنى اسم البصرة في كتابه معجم البلدان فمنها قول ابن الأعرابي أن البصرة حجارة صلاب، أما رأي ابن الأنباري وقطرب فهو أن البصرة هي الأرض الغليظة التي فيها حجارة تقلع وتقطع حوافر الدواب[41] أما يعقوب سركيس فيشير إلى أن الاسم سرياني يعني القنوات أو باصرا (محل الأكواخ).[42] وقيل إنها سميت بصرة لأنها كانت تقع على مرتفع من الأرض، فمن يقف بذلك الموقع يستطيع أن يبصر ما حوله.
تقع مدينة البصرة على الضفة الغربية لنهر شط العرب، الذي يتكون من التقاء نهري دجلة والفرات، ويصب في الخليج العربي، وتبعد البصرة عن هذا المصب مسافة 110 كم، وتقع على دائرة عرض 30 درجة و30 دقيقة شمالاً، وخط طول 47 درجة و50 دقيقة شرقاً. تقع المدينة في وسط محافظة البصرة، وتحدها عدة مدن وأقضية منها أقضية المدينة والقرنة وشط العرب من الشمال والجنوب ومن الجنوب الغربي مدينة الزبير وأبو الخصيب والفاو.
البيانات المناخية لـلبصرة | |||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
الشهر | يناير | فبراير | مارس | أبريل | مايو | يونيو | يوليو | أغسطس | سبتمبر | أكتوبر | نوفمبر | ديسمبر | المعدل السنوي |
الدرجة القصوى °م (°ف) | 34 (93) |
29 (84) |
39 (102) |
42 (108) |
48 (118) |
51 (124) |
54 (129) |
51 (124) |
49 (120) |
43 (109) |
37 (99) |
30 (86) |
54 (129) |
متوسط درجة الحرارة الكبرى °م (°ف) | 17.7 (63.9) |
20.0 (68.0) |
24.5 (76.1) |
30.6 (87.1) |
36.8 (98.2) |
39.7 (103.5) |
41.3 (106.3) |
41.8 (107.2) |
39.9 (103.8) |
34.9 (94.8) |
27.1 (80.8) |
20.3 (68.5) |
31.2 (88.2) |
المتوسط اليومي °م (°ف) | 12.2 (54.0) |
14.2 (57.6) |
18.3 (64.9) |
23.9 (75.0) |
30.2 (86.4) |
32.9 (91.2) |
34.3 (93.7) |
33.9 (93.0) |
31.2 (88.2) |
26.4 (79.5) |
20.4 (68.7) |
14.5 (58.1) |
24.4 (75.9) |
متوسط درجة الحرارة الصغرى °م (°ف) | 6.8 (44.2) |
8.4 (47.1) |
12.2 (54.0) |
17.2 (63.0) |
23.6 (74.5) |
26.2 (79.2) |
27.4 (81.3) |
26.1 (79.0) |
22.6 (72.7) |
18.0 (64.4) |
13.7 (56.7) |
8.7 (47.7) |
17.6 (63.7) |
أدنى درجة حرارة °م (°ف) | −1 (30) |
−5 (23) |
3 (37) |
8 (46) |
16 (61) |
16 (61) |
18 (64) |
21 (70) |
9 (48) |
12 (54) |
3 (37) |
−6 (21) |
−6 (21) |
الهطول مم (إنش) | 31 (1.2) |
21 (0.8) |
19 (0.7) |
17 (0.7) |
5 (0.2) |
0 (0) |
0 (0) |
0 (0) |
0 (0) |
3 (0.1) |
23 (0.9) |
33 (1.3) |
152 (5.9) |
متوسط الأيام الممطرة | 6 | 5 | 5 | 4 | 2 | 0 | 0 | 0 | 0 | 1 | 4 | 5 | 32 |
ساعات سطوع الشمس الشهرية | 186 | 198 | 217 | 248 | 279 | 330 | 341 | 310 | 300 | 279 | 210 | 186 | 3٬084 |
ساعات سطوع الشمس اليومية | 6 | 7 | 7 | 8 | 9 | 11 | 11 | 10 | 10 | 9 | 7 | 6 | 8 |
المصدر #1: Climate-Data.org[43] | |||||||||||||
المصدر #2: Weather2Travel for rainy days and sunshine[44] |
يتّصف مناخ البصرة بأنه صحراوي حار، يمتاز بمدى حراري كبير، فإذا كان المعدل السنوي لدرجات الحرارة يبلغ 24 درجة مئوية، فإن معدل شهر يوليو يصل إلى 34 درجة مئوية، وينخفض في شهر يناير إلى 12 درجة مئوية، ويرتفع معدل درجات الحرارة العظمى في أغسطس إلى 41 درجة مئوية، ويهبط معدل الدرجات الصغرى إلى 7 درجات مئوية في يناير. والأمطار قليلة في البصرة، إذ لا يتجاوز مجموعها السنوي 140 مم، وهي فصلية تبدأ في شهر أكتوبر بمعدل شهري يقل عن 1 مم، يصل إلى 29 مم في ديسمبر، ثم يهبط إلى 7.8 مم في مايو، بعدها ينقطع المطر من يونيو إلى سبتمبر. ويبلغ المعدل السنوي للرطوبة النسبية في المدينة 60%، وترتفع هذه النسبة في الشتاء لتصل إلى 78٪ في يناير، وتنخفض في الصيف إلى 48٪ في شهر أغسطس.
تخترق المدينة شبكة من الجداول والقنوات، تمتد من شط العرب نحو الداخل، وقد كانت في السابق تقوم بوظيفة الري والبزل، إضافة إلى صلاحية الكثير منها للملاحة النهرية، وبعد أن توسعت المدينة تحولت هذه القنوات إلى وظيفة سياحية، وقد تم تطويرها وتنظيمها وجعلها أكثر كفاية لهذه الوظيفة في حملة إعمار المدينة في عام 1989م بعد انتهاء الحرب. حيث تقع المدينة ضمن منطقة بساتين النخيل التي تشكل شريطاً يبلغ معدل عرضه نحو 7 كم، يمتد على جانبي شط العرب، وهو أكبر نطاق للنخيل في العراق، وتكوّن هذه البساتين الحدود الجنوبية للمدينة، وتمتد إلى غربها وجنوبها الغربي أراض منخفضة ملحية. يرسم شط العرب الحدود الشرقية للمدينة، والمجرى القديم لنهر الفرات يشكل حدودها الشمالية، أما في غرب المدينة فيمتد شط البصرة، وفي جنوبها نهر السَّراجي، وبهذه الصورة التي يندر تكرارها في مدن أخرى، فالبصرة مدينة محاطة بالمجاري المائية من جهاتها الأربع، فهي بحق بندقية العراق، وحركة المد والجزر التي تحدث يومياً تضفي جمالاً على مجاري المياه التي تتخلل المدينة وتحيط بها، وتجعلها تنبض بالحياة.
تنقسم مدينة البصرة إلى عدد من الأحياء السكنية النظامية وأحياء التجاوز والطابو الزراعي، يبلغ عدد أحياء البصرة النظامية 47 حياً.
تعتبر اللغة العربية في البصرة هي اللغة الرسمية في المدينة ويتحدثها جميع سكانها ولهم لهجة خاصة تعرف باللهجة البصراوية وهي لهجة تتميز بها المدينة عن باقي مدن العراق وهي أقرب إلى اللهجة الخليجية من العراقية وذلك بسبب موقعها بين الدول الخليجية المحيطة بالعراق خصوصًا الكويت.
تعتنق الغالبيَّة العُظمى من سُكَّان البصرة الإسلام دينًا [46]، وهي من أكبر المدن في العراق[47][48]
يعتنق أقليَّة من سكان البصرة أديانًا أخرى، وفي مُقدمتها المسيحيَّة، وأغلبهم من أرمن وآشوريين يتبعون الكنيسة الأرمنيَّة الأرثوذكسيَّة وكنيسة المشرق الآشوريَّة. يُشكّلُ الأرمن والآشوريين أقليَّة قليلة العدد في البصرة على الرغم من أنّهم من أقدم الجماعات والطوائف التي قطنت المنطقة، ومع أنَّ أعدادهم شهدت زيادةً ملحوظة عِقب المذابح التي طالتهم أواخر العهد العثماني وأرغمت قسم كبير منهم على النزوح إلى العراق، غير أنَّهم بقوا أقلية صغيرة.[49]
وكان هُناك سابقا جالية يهوديَّة كبيرة بالمدينة أيضًا، لكن أغلب اليهود قد هاجرو إلى إسرائيل بعد حادثة الفرهود ولم يبقَ منهم أي عددٌ.
كما يعيش في البصرة أقلية من الصابئة المندائيين ويبلغ عددهم في البصرة نحو أربعة آلاف نسمة[50] واعدادهم بتراجع مستمر بسبب الهجرة.[51]
العام | السكان |
---|---|
1934 | 56٫000[52] |
1947 | 101٫535[47] |
1957 | 164٫905[53] |
1965 | 301٫950[54] |
1977 | 452٫102[55] |
1987 | 702,105[56] |
2000 | 1٫169٫056 |
2007 | 1٫912٫533[57] |
2014 | 1٫500٫000[58] |
حسب تقديرات عام 1935 بلغ عدد سكان مدينة البصرة 56000 نسمة، بينما وصل عدد سكانها في عام 1987 إلى نحو 702105. أما في تقديرات آخرى بلغ عدد سكان مدينة البصرة عام 2000م حوالي 1.1 مليون نسمة[59] بينما إرتفع إلى 1.9 نسمة في عام 2007م.[57][60] وفي تقديرات آخرى يتراوح عدد سكان مدينة البصرة من 1.5 مليون إلى 2.1 مليون نسمة في عام 2017.[61][58]
تتكون مدينة البصرة من شبكة كبيرة من الخطوط السريعة والطرق الرئيسية والثانوية تغطي جميع أنحاء المدينة. وترتبط بمطار البصرة الدولي عبر طريق سريع يمتد إلى جهة الشمال منها. كما ترتبط بمدن العراق الأخرى وبمدن الجوار عبر عدد من الطرق السريعة، الذي يربط عدد من الدول العربية مرورًا ببغداد، فضلاً عن الطريق الإستراتيجي الممتد من مدينة زاخو في الشمال مروراً بالبصرة وإلى الفاو[؟]. وتُعد الطرق التالية من أهم وأشهر الشوارع الرئيسية الداخلية في المدينة: شارع الكويت، الاستقلال، الجزائر، أبي الأسود الدؤلي، شارع الطيران، الراشد، الوطن، النضال، الساحل، 14 تموز، شارع دينار، وغيرها. كما يمر بالمدينة عدد من السكك الحديدية التي تربط شمال العراق بجنوبه، فهناك خط سكك حديد البصرة –بغداد – الموصل، وخط سكك حديد بغداد – البصرة.[62]
وقد تأثرت البنية التحتية في البصرة أسوةً بباقي مدن وقرى العراق، بشكل كبير نتيجة للحروب التي خاضتها البلاد في العقود الأخيرة، والحصار الإقتصادي الذي فُرض عليه لمدة 13 عام.[63] ثم تلى ذلك الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، والإدارة السيئة للموارد بعده، والذان أثرا سلبا بشكل كبير على ما تبقى من بنية تحتية.[64]
تنقسم مدينة البصرة إلى عدد من الأحياء السكنية النظامية وأحياء التجاوز والطابو الزراعي، يبلغ عدد أحياء البصرة النظامية 47 حياً ومن أشهر هذه الأحياء.
المعقل | البراضعية | العشار | الجمهورية | الأبلة |
الجنينة | التحسينية | الجزائر | الرسالة | الحكيمية |
القبلة | دور النفط | مناوي باشا | كرمة علي | الطليعة |
مناوي لجم | خمسة ميل | بريهة | الطويسة | الأصمعي |
الخضراء | المعلمين | الحجاج | الكوت | الطويلة |
العباسية | الأحرار | البكر | الساحات | القاسم |
الحيانية (الحسين) | الجزيرة | الخليج العربي | الكفاءات | الاندلس |
الفرات | الجامعة | الرافدين | حي الوحدة | النجيبية |
تُعتبر الحافلات والمركبات الصغيرة الوسائل الرئيسية للتنقل داخل مدينة البصرة. ويوجد من هذه الحافلات ما هو عام تابع للمنشأة العامة للنقل، ومنها ماهو خاص. أما بالنسبة للمركبات فتُستخدم سيارات الأجرة والسيارات الخاصة.
كما يُعد النقل النهري عبر شط العرب ومياه الخليج من الوسائل الشائعة أيضًا لدى البصريين قبل الخمسينيات، حيث تختصر القوارب الكثير من الوقت والمسافات، وقد تراجعت بشكل كبير خاصة بعد الحروب التي خاضها العراق بالإضافة إلى الوضع الأمني السيئ الذي تلى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، والذي نتج عنه إغلاق بعض من الطرق والجسور الرئيسية في المدينة، ووضع نقاط تفتيش وجدارن كونكريتية حالت دون وصول المواطنين إلى العديد من الأماكن عبر المركبات بصورة طبيعية، وأدت إلى اختناقات مرورية كبيرة. ويُسمح لهذه القوارب في التنقل داخل شط العرب.
سكك الحديد
قد تشكلت أول إدارة للسكك الحديد في العراق في أيلول من عام 1916م وكانت آنذاك تحت سيطرة الجيش البريطاني. ثم انتقلت إلى إدارة مدنية بريطانية عام 1920م ثم إلى تحولت إلى إدارة مدنية عراقية يوم 16 نيسان/أبريل 1936م. وكانت أول رحلة تم تسييرها كانت من بغداد إلى سميكة الدجيل إلى الجنوب من مدينة سامراء عام 1914م. تقوم الشركة حالياً بتسيير رحلات للقطار بين بغداد والبصرة حيث سير أول قطار بينهما عام 1920م. وقد تم تشغيل أول قطار على الخط القياسي في العراق بين بغداد والبصرة عام 1967م.[65]
تضرر قطاع سكك الحديد في العراق بفعل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وما أعقبه من عمليات تدمير، حيث لم يعد صالحًا للاستخدام من القاطرات سوى عدد قليل. كما أن الوضع الأمني الغير مستقر أدى إلى توقف الرحلات بشكل نهائي في فترات معينة.
تميز النمط المعماري البصري عن غيره من المدن بتناغم متناسق بين الناحية الوظيفية والناحية الجمالية للدور السكنية. وقد راعت العمارة عند تشييد الدور في البصرة اهتماما كبير بسبب الظروف المناخية المحيطة بالمدينة وأحياءها ومحلاتها، وجعل النوافذ المطلة على الخارج قليلة الفتحات ومقاربة لنوافذ الجانب الآخر من الدور، وجعل الفسحات المكشوفة متجهة لوسط الدار ليوفر بذلك جوًا مظللاً منورًا قدر الإمكان مراعيًا الظروف الاجتماعية السائدة حينذاك. وقد أكثر من استخدام الخشب في البناء للحد من تقلبات درجة الحرارة في داخل الدار.
من الجدير بالذكر أن البصرة شهدت في نهاية العشرينات من القرن العشرين نمطًا انتقاليًا بين النمط المعماري القديم والنمط الذي ساد فيما بعد نتيجة التقدم الذي حصل بعد احتلال العراق عام 1916م.
تعتبر البصرة من أكبر وأهم مدن الشرق الأوسط وقد بلغت قمة الازدهار في عدة عصور فكانت أسواقها تعج بالعديد من البضائع مختلفة المنشأ والاهداف والانواع. ولا تزال البصرة اليوم مزدهرة باسواقها الكبيرة والواسعة في مساحتها والممتعة للغاية. هذه الاسواق لها ممرات معقدة ومتشابكة في ما بينها وكذلك الاكشاك المكشوفة المتنوعة ومن أشهر هذه الأسواق هي: سوق الجمعة[؟]، وسوق العشار، وسوق الصيادلة، وسوق الخضارة، وسوق السمك، وسوق خمسة ميل.[66]
المساجد
الكنائس
البصرة مدينة اقتصادية كبيرة، يعد النفط هو المصدر الرئيسي للاقتصاد ليس لمدينة البصرة وحدها بل للعراق بأكملة حيث تعتبر البصرة عاصمة العراق الاقتصادية، لذلك يعتمد اقتصادها إلى حد كبير على صناعة النفط، ما يجعل العراق لديه رابع أكبر احتياطي للنفط في العالم يقدر ب 115 مليار برميل. وتقع بعض أكبر حقول النفط في العراق في فيها، ومعظم صادراتها من محطة بترول البصرة، ويقع مقر شركة نفط الجنوب في المدينة.
في البصرة اليوم عدد كبير من المؤسسات الصناعية الصغيرة التي يقل عدد العاملين فيها عن 10 أشخاص، وعدد قليل من المؤسسات الكبيرة التي يزيد عدد العاملين فيها عن هذا الرقم. وتتوزع المؤسسات الصناعية في أرجاء المدينة، مع تركز واضح لها في بعض المناطق والشوارع، لاسيما المنطقة التجارية المركزية في العشار، وهناك منطقة صناعية رئيسية تقع في القسم الجنوبي الغربي من المدينة، خُصصت لمختلف المؤسسات الصناعية، وتحتل مشاغل تصليح السيارات النسبة الأكبر منها. ويتركز النشاط الاقتصادي الصناعي الكبير في البصرة حول صناعة البتروكيماويات، التي تشمل شركة الأسمدة الجنوبية والشركة الحكومية للصناعات البتروكيماوية.
تقع البصرة في منطقة زراعية خصبة، يزرع فيها العديد من المنتجات الرئيسية بما في ذلك الأرز[؟] والذرة، الشعير، الدخن، القمح، بالأضافة إلى وجود الثروة الحيوانية. وقد كانت مدينة البصرة لفترة طويلة معروفة بالجودة العالية للزراعة. عرفت البصرة في الستينيات من القرن الماضي بتسويقها للسكر، وهي حقيقة أحصت بشكل كبير في قانون العقود الإنجليزية بعد حالة الأضرار التي لحقت بها عام 1969م.[67]
سُمِع الأصمعي مراراً يردد : ” سمعت هارون الرشيد يقول : نظرنا فاذا كل ذهب وفضة على وجه الأرض لا يبلعان ثمن نخيل البصرة “. هذا بعض ما وجدناه في التراث القديم حيث كان ذلك في غابر الزمان وسالف الأيام ولكن الحديث يجرنا إلى الماضي القريب نسبياً، حينما بدأ انتشار تلك الثمر في بلدان تقرأ عنه في الكتب الدينية ولا تعرف عنها الا القليل ولم تذوق لذة طعمها وحلاوته.
فمثلا نجد ” انجهولت ” أحد الرحالة الأوروبيين يذكر عنها عند حلوله البصرة في نوفمبر 1866 : ” أن بدأ بارسال كمية من التمور إلى أوروبا “. لكن ” فوتنيه ” القنصل الفرنسي في البصرة عام 1833 يقول : ” ترسوا كل سنة في نهر البصرة (شط العرب) نحو مائة وخمسين بغلة (سفينة شراعية) منها للعرب ومنها من تحمل العلم الإنجليزي لتنقل التمر، وهو عماد الثروة الرئيس للبصرة في العقد الأول للقرن التاسع عشر “.
ولكن بعد افتتاح قناة السويس عام 1896 ابتدأ تصدير التمور بانتظام إلى أمريكا حيث تبحر بواخر محملة بتمور البصرة في منتصف شهر سبتمبر كل عام بعد موسم جني المحصول. وكان متوسط ما تنقله حوالي ستين طناً ويمكن تخمين محموع كمية ما يصدر بنحو اثنا عشر طن تبلغ قيمتها مليونيين من الفرنكات أي ما يقابل 80 ألف باون ذهب إنكليزي، مما يعني أن قيمة الكارة (وحدة من أوزان التمور في البصرة تعادل 2794 كيلوغرام) تبلغ خمسة وعشرين باون ذهب.[68]
تُعد التجارة في مدينة البصرة الوظيفة الأساسية للمدينة، فهي تعتبر الميناء الرئيسي للعراق بأكمله، وبدور المركز الإقليمي الذي يخدم محافظة البصرة ومحافظات أخرى لاسيما الجنوبية منها. ويقدر عدد المؤسسات التجارية فيها بأكثر من 15 ألف مؤسسة، تتوزع في مختلف أنحاء المدينة، وتأتي المنطقة التجارية المركزية في العشار، في المقدمة من حيث المساحة وعدد المؤسسات ونوعها ومجال نفوذها.
تتولّى وزارة الصحة العراقية مُهمَّة الإشراف على المُستشفيات الحكوميَّة في مدينة البصرة ومنطقتها الحضاريَّة، وتأمين الخدمات الطبيَّة للسُكَّان. كذلك هُناك عددٌ من المُستشفيات والمستوصفات الخاصَّة داخل المدينة تؤمّن قسم كبير من العناية الصحيَّة للناس، ومن أبرزها؛
أشارت الإحصاءات في العام الدراسي 1998م و1999م، على صعيد المؤسسات التعليمية، إلى أن المدينة تضم نحو 34 روضة أطفال، و252 مدرسة ابتدائية، و145 مدرسة متوسطة وثانوية، و10مدارس مهنية. وفي المدينة جامعة البصرة، التي تعد ثالث أهم جامعة في العراق، تأسست في عام 1964م وتتألف من 10 كليات مختلفة.
تمتاز البصرة بوجود عدة معالم سياحية وأثرية مثل المتاحف التي تعرض فيها الآثار المختلفة من جواهر وعملات وصروح وتماثيل من عصور ما قبل التاريخ حتى القرن السابع عشر الميلادي. ومن شواهدها الأبدية الآثار المعمارية التي تتمثل في بقايا شناشيل البصرة ودار الأمارة ومنارة الخطوة الأثرية وقصر طالب النقيب وتحتوي المدينة أيضا على مساجد تاريخية عديدة منها: جامع الخطوة والذي كان يسمى بالجامع الكبير، وجامع الكواز في وسط المدينة، وجامع المقام، وجامع كردلان التأريخي في قرية كردلان، وجامع السيد علي الموسوي وجامع الكرناوي وجامع العباس، وتعاني المباني التراثية في البصرة حاليا من الإهمال والتعدي عليها، خاصة بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م.
كما تحوي المدينة عدد من المناطق الترفيهية والسياحية، مثل مدينة ألعاب البصرة، ومدينة العاب الكرمة، وجزيرة السندباد، وشارع الكورنيش، وفندق البصرة الدولي، وغيرها. هذا بالإضافة إلى عدد من المطاعم السياحية التي تقع على ضفاف شط العرب.
كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في مدينة البصرة كما هو الحال في باقي مدن العراق، فقد تأسس أول نادٍ في المدينة عام 1932م، هو نادي الميناء الرياضي يعتبر أحد أفضل الأندية العراقية، وهو الممثل الشرعي لكرة البصرة، حيث يقدم الكثير من اللاعبين إلى المنتخبات الوطنية، وقد أنشأت الحكومة العراقية مدينة البصرة الرياضية واحدة من أهم وأكبر المدن الرياضية في العراق والشرق الأوسط وتحتوي المدينة على ملعب جذع النخلة الاولمبي الذي يتسع لأكثر من 65 الف متفرج.[84]
مسجد البصرة القديم
وهو أول وأهم مسجد في الإسلام خارج مكة والمدينة المنورة شيد في عهد الخليفة عمر من قبل عتبة بن غزوان والي البصرة كان في بداياته مبني من أجذاع النخيل لكنه تدمر بالحريق الكبير وأعيد بنائه من اللبن والطين من ثم تم اعادة البناء في خلافة عمر بن عبد العزيز وفي زمن الخلافة العباسية سقطت جدرانه وتدمر البناء من جراء الفيضان الكبير الذي اصاب البصرة وقلت أهميته بعد انتقال أهل البصرة من الموقع القديم إلى الموقع الجديد، ولقد شهد هذا المسجد مراحل مهمة من تأريخ الإسلام والمسلمين وتأريخ العراق، منها زيارة علي بن أبي طالب وعائشة له بعد موقعة الجمل، وخطبة زياد بن أبيه التي سميت بالخطبة البتراء، ومجزرة الحجاج[؟] التي راح ضحيتها مجموعة من معارضيه في البصرة، وثورة الزنج. وهو كذلك أول مدرسة للفقه[؟]، وعلم الحديث ثم علم الأصول والفلسفة. ولقد درس في هذا المسجد الصحابي عبد الله بن عباس المسمى بحبر الأمة، والزاهد الحسن البصري، وواصل بن عطاء. وفيه أول دعوة لاعتماد العقل كطريق لاستنباط الأحكام الشرعية. |
|
جامع الكواز
من الجوامع القديمة في البصرة، حيث بناه الشيخ ساري بن الشيخ حسن الضاعن العباسي بثلاثة أيام وقد بناه من القصب عام 920 هـ/1514م، وبعد ذلك تم ترميم الجامع وبني بالحجارة في عهد الشيخ ساري العبد السلام العباسي عام 930 هـ/1523م، ويقع في البصرة القديمة وتحديدا في محلة المشراق وقام ببناءه أبناء أسرة آل باشا من أعيان الأسر البصرية العريقة. |
|
جامع المقام
وهو أحد مساجد البصرة أسسه وبناه الحاج محمد الششتري، عام 1167 هـ/1754م، منذ عهد الدولة العثمانية، ويقع في منطقة المقام على ضفة نهر العشار، وتحيط به الشوارع من جميع جهاته. |
|
فندق البصرة الدولي
فندق البصرة الدولي أو الشيراتون (سابقا) هو أكبر وافخم فندق في جنوب العراق باحتوائه على 200 غرفة وسبعة سويتات رئاسية وخمسة مطاعم وحوض سباحة خارجي ونادي رياضي وخدمات مصرفية وحدائق وقاعة مؤتمرات فخمة. أعيد افتتاحه عام 2010 بعد اعادة تأهيله بكلفة 55 مليون دولار بعد أن تم تدميره عام 2003 أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق. ويقع الفندق على ضفاف شط العرب وعلى شارع كورنيش البصرة. |
|
فندق بصرة تايمز سكوير
بصرة تايمز سكوير هو مشروع يتضمن مجمع تجاري وفندق ذو خمس نجوم يحتوي على 600 غرفة وبرج سكني ومكتبي بني على مساحة تصل إلى 31000 م2 وبكلفة تقدر بحوالي 162 مليون دولار، ولقد افتتح جزئيا كمجمع تجاري في 31 ديسمبر 2015م. |
|
جزيرة السندباد
جزيرة السندباد هي من المناطق السياحية الرائعة في مدينة البصرة جزيرة تقع في وسط شط العرب مقابل فندق شط العرب في المعقل وترتبط بضفتي الشط عن طريق جسر السندباد. |
|
فندق مناوي باشا
هو أحد أشهر الفنادق السياحية في مدينة البصرة تم بناءه عام 2009م، يحتوي على 5 طوابق و136 غرفة نوم وقاعة رياضية وصالات وحدائق وتبلغ المساحة الكلية للفندق نحو 2400 م2. وتمت توسعة الفندق بكلفة تصل إلى 15 مليون دولار. |
|
شناشيل البصرة
الشناشيل هي أحد المعالم المعمارية في مدينة البصرة والعراق ومن أجمل الأبنية التأريخية التي لا تزال أثارها باقية حيث يرجع تاريخ هذه الأبنية إلى عشرينات القرن الماضي[؟]، وبعضها يرجع إلى الحقبة العباسية والعثمانية وبعضها قد تم أنشاؤها بدايات العصر الحديث، وقيل أن الشناشيل كلمة فارسية مكونة من مقطعين"شاه شينين" وقد بنيت بطريقة كلاسيكية فريدة من نوعها.[86] |
|
قشلة البصرة
هو مبنى حكومي وأحد معالم مدينة البصرة التاريخية والأثرية تأسس من قبل الدولة العثمانية في ولاية البصرة في منطقة العشار ويحتوي المبنى على ساعة القشلة، وتسمى السراي أي مقر الحكومة في البصرة وهي مقر والي البصرة العثماني. |
|
ساعة سورين
هي ساعة أثرية تعتبر من معالم مدينة البصرة التاريخية والأثرية حيث يعود تاريخ بناءها إلى بداية القرن العشرين وتحديدا سنة 1906 وتراجعت أهميتها بعد الاحتلال الأنكليزي للعراق عام 1916م. |
|
شجرة آدم
شجرة آدم وهي شجرة يعتقد أهل المنطقة أنها نبتت في المكان الذي هبط فيه آدم إلى الأرض وصلى فيه نبي الله إبراهيم الخليل. وذلك ليس ناشئا من المعتقدات الإسلامية، بل يرتاد هذا المكان الكثير من اليهود والنصارى الأجانب ويبدو أنه يشكل أحد الأماكن المقدسة لديهم. |
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
{{استشهاد ويب}}
: |url=
بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title=
غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: |url=
بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title=
غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
{{استشهاد ويب}}
: |archive-date=
/ |archive-url=
timestamp mismatch (مساعدة)
في كومنز صور وملفات عن: البصرة |