بني عباس | |
---|---|
مدينة بني عباس
| |
خريطة البلدية
| |
الإحداثيات | 30°07′54″N 2°10′09″W / 30.131666666667°N 2.1691666666667°W |
تقسيم إداري | |
البلد | الجزائر |
ولاية | ولاية بني عباس |
دائرة | دائرة بني عباس |
عاصمة لـ | دائرة بني عباس ولاية بني عباس |
خصائص جغرافية | |
المساحة | 10٫040 كم2 (3٫876 ميل2) |
ارتفاع | 483 متر |
عدد السكان (31/12/2009[1]) | |
المجموع | 11٫416 |
الكثافة السكانية | 1٫14/كم2 (3٫0/ميل2) |
معلومات أخرى | |
منطقة زمنية | ت ع م+01:00 |
الرمز البريدي | 08002 |
رمز جيونيمز | 2504755[2] |
المدينة التوأم | سيدي غيلاس |
معرض صور بني عباس - ويكيميديا كومنز | |
تعديل مصدري - تعديل |
بني عباس مدينة سياحية وإحدى أكبر بلديات ولاية بني عباس تقع في الجنوب الغربي للجزائر تتوسط ولايتين من الشمال. مقر الولاية بشار بمسافة 250 كلم على الطريق الوطني رقم 6 وجنوبًا ولاية أدرار بمسافة 350 كلم. تعرف بجوهرة الساورة[3] · [4] وأيضاً بالواحة البيضاء[5] · .[6]
هي مركز دائرة منذ العام 1956 م، تبلغ مساحة بلدية بني عباس حوالي 10.040 كلم2 ويبلغ عدد سكانها 12000 نسمة.
يقول س. رامس في كتابه بني عباس (الصحراء الوهرانية): دراسة تاريخية، جغرافية وطبية (1941):«أربعون سنة بعد وفاة سيدي عثمان، من بعيد من الساقية الحمراء (الصحراء الغربية) يقدم المهدي بن يوسف من قبيلة بني عباس....» ويشرح أن أصل التسمية يعود لاسم قبيلة أول ساكني المنطقة.[7][8]
حتى اسم بني عباس مشتق من الاسم القديم الذي كان بني العباس. قال عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي في مخطوطه الرحلة العياشية 1662 :«ثم دخلنا قرى بني العباس...».
بنيت بني عباس على تلة صخرية على الضفة اليسرى لوادي الساورة. يحد البلدة من الشمال والشرق والغرب العرق الغربي الكبير بينما يحدها وادي الساورة من الجنوب والجنوب الغربي.[9]
بني ونيف | تاغيث | إقلي | ||
تبلبالة وإقلي | تامترت | |||
| ||||
كرزاز | كرزاز | تبلبالة |
توجد قبالة بني عباس مرتفعات على طول الناحية الغربية امتدادًا لسلسلة جبال الأطلس الصحراوي أهمها مرتفعات «هموشة» و«حدب بابا حيدة» و«مرحومة». وعلى بعد 50 كيلومترا إلى الجنوب، توجد سلاسل الوقارتة (بجانب واحة الوقارتة).[10]
بني عباس هي قلب منطقة الساورة، ووادي الساورة هو عصب الحياة الرئيسي لقصور ومدن الناحية، به يستمر وجود الإنسان والحيوان والنبات، جريان هذا الوادي أضحى نادرًا في السنين الأخيرة بسبب إنجاز سد جرف التربة وسدود مغربية على طول مجرى الوديان المغذية له (وادي قير)، الأمطار المحلية التي قلّما تهطل وبكميات قليلة أصبحت المصدر الوحيد لجريانه، كما توجد أودية أخرى عديدة منها وادي أنشال ووادي علي.
بني عباس تتمتع بمناخ صحراوي حار وجاف، سماء صافية طيلة أيام السنة مع نذرة في التساقط. أحيانا يتسبب هطول أمطار فجائية في حدوث سيول أو فيضانات بوادي الساورة.
أبرد الشهور هي ديسمبر ويناير وفبراير، حيث تكون درجة الحرارة بين واحد و 18 درجة مئوية. خلال أشهر الصيف، يمكن أن تصل درجة الحرارة إلى 45 درجة مئوية مع رطوبة تقدر بحوالي 10%.
لعبت قضية التزود بالمياه دائما دورا حيويا لأن المياه التي تتوفر عليها المدينة كانت دائما غير كافية، وتأتي في مجملها من عين سيدي عثمان (قدر تدفقها بحوالي 24 لتر/ ثانية) التي تعود ملكيتها إلى السكان الأصليين بموجب العقود العرفية. وفقا لتاريخ المدينة، قسمت مياه العين على 40 سهما يتم توارثها حتى الآن.
أسفر عقد اتفاق شفهي بين السكان والسلطات الفرنسية خلال الحقبة الاستعمارية عن نقل كمية صغيرة من المياه المستخدمة في الزراعة سابقا للاستخدامات الحضرية (المدرسة، المستشفى...) لتتضاعف هذه الكمية خصوصا بعد الاستقلال نتيجة الهجرة الريفية والأزمة الديموغرافية للمدينة. الانخفاض المتوالي في كمية المياه المستخدمة في الزراعة دفع مزارعي الواحة للاحتجاج أمام السلطات المحلية لاسترداد حقوقهم، وهذا منذ مطلع الستينات.
لحل هذه المشكلة، بادرت البلدية إلى حفر آبار لتلبية إمدادات مياه الشرب، وهو أمر لم ينجح. بعد هذا الفشل تقرر تعيين أحد هذه الآبار (غني بالكلور) لدعم مياه السقي وهو ما أثار سخط المزارعين.
يسود أراضي بني عباس نظام إيكولوجي صحراوي. على الرغم من أن الحياة النباتية والحيوانية ليست ضخمة كما هو الحال في أجزاء أخرى من الجزائر إلا أن مجموعة كبيرة ومتنوعة من النباتات والحيوانات توجد في المنطقة. الأكثر إثارة للدهشة هو تأقلمها مع الصحراء القاحلة والمناخ الجاف.
الغطاء النباتي في بني عباس في الأساس صحراوي. أثرت ندرة سقوط الأمطار على تطور الأنواع النباتية في مختلف أنواع الأراضي: الحمادة (صحراء صخرية)، الوادي والعرق (مجموعة الكثبان الرملية).
تنتشر أشجار الطلح والأعشاب البرية في الجبال والحمادة، خصوصا بالقرب من الزغامرة. بعض الأعشاب البرية بالمنطقة تعتبر نباتات طبية وتستخدم تقليدياً من قبل السكان لعلاج العديد من الأمراض. من بين هذه الأعشاب الوزوازة (باللاتينية: Santolina rosmarinifolea) والكرطوفة (باللاتينية: Santolina chamaycyparissus)[11]'[12] والشيح. الترفاس وهو نوع من الفطريات المستخدمة في المطبخ العباسي.[13]
في العرق تنمو نبتة مثبتة جيدة للرمال وهي الرتم الشائع (باللاتينية: Retama raetam).[14] النبات الغالب بالوادي هو الفنين وهو نبات مقاوم لملوحة التربة.
تم العثور على العديد من حيوانات المناطق الصحراوية في بني عباس. من بين أهم الثدييات بالمنطقة غزال دوركاس والغزال نحيل القرون أو الريم[15]، المهددة بشكل كبير بواسطة الصيد غير المنظم. قط الرمال، الضبع المخطط والفنك لوحظ في حالات نادرة.
من بين الزواحف التي توجد في المنطقة سمكة الرمال، الضب وأنواع أخرى. هناك أيضا، من بين القوارض فأر الرمل السمين، اليربوع المصري الكبير والجرد اليبي.
من بين طيور المنطقة يوجد عصفور الدوري (بوعلي) والعصفور الأندلسي (بوتكلم)[16] وبعض الجوارح مثل الباز الشمالي (الباز)[17] والصقر الوكري (صقر)[18] والبومة الصغيرة (بومة).[19]
خلال العقود الأخيرة أو حتى مئات السنين، أفيد انقراض العديد من الأنواع الحيوانية وذلك بسبب الجفاف وقلة الفرائس كما هو حال النعامة[20] · [21] والفهد على سبيل المثال.[22]
يعود تاريخ تعمير بني عباس إلى فترات ماقبل التاريخ[23] ويشهد على دلك رسومات منطقة مرحومة.[24][25][26]
النقوش الصخرية في المنطقة تعود إلى العصر الحجري الحديث وقد أجريت عليها دراسات وتحقيقات مند العام 1863 على الرغم من قلة شهرتها مقارنة بلوحات تاسيلي الصخرية.
اللوحة الإيديولوجية لمرحومة هي مشهد ذو تعقيد ملحوظ: «مصلي يحمل على رأسه قرص مغلق مربوط بحيوان ثديي ومحاط بحيوان جريح يعلوه شاب ورجل ثعباني الشكل. »
المشاركون يشكلون سلسلة مغلقة؛ صلاة المصلي تقيم صلة بين الحيوان المقدس، الصياد الذي يرمز إليه الرجل ثعباني الشكل والطريدة.[27]
القليل فقط من النصوص متوفرة حول هذه الفترة من تاريخ بني عباس إلا أن هناك بعض العناصر الأثرية وأسماء الأماكن:
ان أول من سكن منطقة بني عباس هي قبيلة بني حسان من بني معقل ودلك في قصري حارس الليل وغار الذيبة لم يدم بقائهم طويلا حيث انتقلت القبيلة إلى منطقة واد الدرع والساقية الحمراء ثم بعد دلك إلى موريتانيا وذلك خلال القرن الثاني عشر.[29]
يعود تاريخ تأسيس بني عباس الحالية إلى أسطورة سيدي عثمان المدعوا «الغريب» ومرافقه سيد النون فببركة سيدي عثمان ظهرت عين ماء عذب ساهمت في نموا النباتات والأشجار والمراعي.[30]
بعد ذلك ب 40 سنة يقدم المهدي بن يوسف من الساقية الحمراء وهو من بني عباس (أول من سكن المدينة) ليستقر رفقة علي بن مومن من قبيلة عريب الذي جلب معه النخييل من واد الدرع. أسسوا قصر أولاد مهدي الذي سكنه يوسف وسعيد أبناء المهدي بن يوسف ومحمد أبن علي بن مومن.[7]
عاشت المنطقة في سلام وازدهار للزراعة والتجارة ما جلب لها عددا كبيرا من المهاجرين من مختلف المناطق.[7]
غادر سيدي علي بن يحيى وأخوه قصر المعيز بفكيك (المغرب) مهاجرين نحو الشرق. سيدي علي بن يحيى الذي كان يرافقه بن عبد الواسع خلفي كان رجل ذو خبرة في الميدان الزراعي، استقر في بني عباس أين أسس قصر أولاد رحو الذي سكنه إبناه مولاي ورحو.[7] أخوه أسس زاوية بشروين بمنطقة قورارة.[7]
بعد فترة، يقدم موسى بن علي من تمنطيط[7] وقيل من قورارة ليستقر ببني عباس خلال القرن الرابع عشر. على الأرجح قدومه كان من تمنطيط ولكن قبيلته قبل أن تستقر بتمنطيط جاءت من قورارة.[31]
عام 1593 أستقر الانقلابي المغربي أحمد بن عبد الله بن قاصي (أبو محلي) ببني عباس. الرحالة العياشي ذكر في مخطوطه الرحلة العياشية 1662 : «... وبأحد قراها (بني عباس) كان سيدي أحمد بن عبد الله بن أبي محلى القايم فيما مضى وها هنا كان ابتداء قيامه وداره إلى الآن معروفة.»[31]
وقد سقطت مراكش في يده ليتخذها عاصمة لدولته عام 1610 م، لكن حكمه لم يدم طويلا ليسقط على يد السعديين عام 1613.
التطور المستمر للمنطقة وازدهارها جلب لها العديد من الأعداء، من بينهم الغنانمة. فترة طويلة من الغارات دفعت العبابسة لتقديم شكوى ضد الغنانمة أمام ملك فاس. غادر جنود المخزن (المخازنية) فاس باتجاه بني عباس، في طريقهم مروا بزاوية من لا يخاف بتافيلالت أين إصطحبهم المرابط محمد بن عبد السلام.[7] لدى وصول المخزن إلى بني عباس قام بدحر الغنانمة.
العبابسة الذين كانوا يسكنون في قصور متفرقة طلبوا من محمد بن عبد السلام أن يستقر معهم لتدريس القرآن، وافق هذا الأخير بشرط أن يشيد قصر جديد موحد قوي التحصين وبقلب واحة النخيل (القصر القديم) وهو الشيء الذي وافق عليه السكان تاركين اختيار الموضع له.[7] تم بناء قصر محصن داخل واحة النخيل وذلك مطلع القرن 18.[Note 1]
بعد ذلك بقليل، يقدم طالب بلقاسم بن عبد الله من تمنطيت ليستقر ببني عباس.[7] يشكل مجموع المنحدرين من الشخصيات المذكورة بالإضافة إلى الحراطين ما يسمى بالعبابسة.
الاحتلال الفرنسي
احتلت بني عباس من قبل الفرنسيين في 1 مارس 1901، وصل إليها الجنرال ريسبورغ (ضابط قائد فرقة وهران وهي فرقة مشاة من الجيش الفرنسي وهي بدورها جزء من الفيلق 19 المتمركز بالجزائر) في اليوم الموالي.[32]
ينص قانون 30 مارس 1902 على إنشاء خمس فرق صحراوية بقيادة ضباط شؤون الأهالي. فرقة الساورة في بني عباس كانت مدعمة بستة ضباط ومئتين وإثنين من ضباط الصف والهجانة وتنقسم إلى فصيلة للقيادة وثلاثة فصائل للهجانة.[33]
في عام 1904 تم إنشاء فرقتين صحراويتين واحدة في بني عباس والأخرى في كولومبشار. وكان القصد من إنشاء هذه الفرق هو التنظيم الدفاعي للحدود الجزائرية-المغربية.[33]
إقامة شارل دو فوكو
استقر الأب شارل دو فوكو في بني عباس في أكتوبر 1901 حيث شيد بمساعدة الجنود الفرنسيين المتواجدين بالمكان «خاوة»[A 1] مكونة من غرفة للضيوف، مصلى وثلاثة هكتارات من الحدائق[A 2] التي اشتراها بمساعدة ماري دي بوندي. تم الانتهاء من بناء مصلى الكنيسة في 1 ديسمبر 1901. كانت تحكم حياة الأب شارل قاعدة صارمة: 5 ساعات للنوم، 6 ساعات من العمل اليدوي تتخللها فترات طويلة للصلاة.[B 1] مع ذلك يستغرق وقتا طويلا للاستماع إلى الفقراء والجنود الذين يأتون لرؤيته بكثافة[A 3] · .[B 2] وصف لجبريل طورديس حالته المزاجية قائلاً:«أعيش من عمل يدي، غير معروف للجميع، فقير، وأتتمتع بعمق الظلام، الصمت، الفقر وتقليد المسيح فالتقليد جزء لا يتجزأ من الحب. أيا كان المحب فهو يريد أن يقلد محبوبه، هذا هو سر حياتي. كاهن منذ شهر جوان الماضي، شعرت بداعي للانتقال باكراً إلى الخراف الضالة وللنفوس المهجورة في معظمها، لأداء واجب الحب تجاههم. أنا سعيد، جد سعيد، بالرغم من أنني لا أبحث عن السعادة في أي شيء.»[A 3]
في 9 جانفي 1902 أعتق شارل أول العبيد وسماه يوسف القلب-المقدس. كرس جزء من سنة 1902 للمراسلات مع المحافظ الرسولي للصحراء المطران غيران بخصوص كفاحه ضد العبودية في الهقار. في العام الموالي فكر في القيام برحلات إلى المغرب وتشييد أخوة به وقال أنه يود مرافقين يطلب منهم ثلاث أشياء: «أن يكونوا مستعدين أن تقطع رؤوسهم - مستعدين للموت جوعاً - طاعته على الرغم من عدم جدارته».
في 27 ماي 1903 زار المطران غيران شارل دو فوكو في بني عباس.[A 4] بحث شارل عن رفيق من أجل التنصير وطلب الذهاب جنوباً لتحضير لذلك.[A 5] اهتم القائد فرونسوا هنري لابيرين بمرافقة شارل دو فوكو وحاول أن يستقدمه معه في جولته التموينية نحو الجنوب.[A 6] · [F 1] أظهر شارل قبولاً كبيراً وذلك لما أبداه فرونسوا هنري لابيرين من استخدام أساليب أقل عنفا بكثير من سابقيه.[F 2] في 18 جوان 1903 طلب شارل من المطران غيران الإذن بمرافقة لابيرين ولكن تمرد القبائل ضد الوجود الاستعماري جعل هذا الأمر مستحيل. بعد علمه باندلاع هذا الصراع، انتقل شارل في 2 سبتمبر 1903 إلى الجنوب لانقاذ جرحى القتال في معركتي تاغيت والمونغار.[F 3] عاد شارل وكتب مقدمة قصيرة للتعليم المسيحي سماها الإنجيل مقدماً لفقراء الصحراء الزنوج. في وقت لاحق طلب منه فرونسوا هنري لابيرين مرافقته في جولته التموينية الموالية نحو الجنوب، كتب له الأب هنري هوفلين:«إذهب حيث تدفعك الروح».[A 7]
13 جانفي 1904 ذهب شارل في رحلة تموينية باتجاه الجنوب نحو الهقار[F 3] · .[B 3] في 1 فيفري 1904 وصل شارل ورفاقه إلى واحة أدرار حيث انضموا إلى القائد لابيرين[F 4] لتستمر الجولة باتجاه أقبلي. دون شارل جميع المواقع المحتملة للاستقرار.[F 3] قام بجمع معلومات عن لغة الطوارق وذلك بالتقرب من سكان جنوب الصحراء الوسطى[A 8] وبدأ ترجمة الإنجيل من أجل التمكن من تقديمه للطوارق.[B 4]
اكتشف شارل موقف بعض العسكريين الاستعماريين الذين خيبوا أمله[A 8] · [B 5] · .[B 6] عند محاذات الحدود الجزائرية التي كانت في طور الاستقرار توجب على الرحلة التموينية العودة باتجاه تيط[A 9] التي تمنى شارل الاستقرار بها لكن القائد لابيرين رفض ذلك. انتهت الجولة في سبتمبر إلى عين صالح. التحق شارل بالمطران غيران في 22 سبتمبر 1904 وعاد إلى بني عباس في 24 جانفي 1905.[A 10]
قرر الجنرال لوي هوبير گونزالف ليوطي المعين في الجزائر والمفتون بشارل دو فوكو زيارة هذا الأخير في بني عباس بتاريخ 28 جانفي 1905[A 11] ومن هذا اللقاء نشأت صداقة متبادلة[F 5] وإعجاب ليوطي بشارل.[B 7] كتب شارل خلال هذه الفترة تأملات في الأناجيل المقدسة.[B 7] في أفريل 1905 توسل القائد لابيرين شارل دو فوكو للذهاب معه في جولة إلى الهقار. بعد طلب نصيحة من المطران غيران والأب هوفلين شارك من جديدة في الجولات التموينية[F 6] · .[A 12] انطلق في 8 جوان 1905 مواصلاً حياته التعبدية مع تعلم طاماهاك في نفس الوقت. يوم 25 جوان 1905 التقى الأمنوكال (شيخ القبيلة) موسى اغ أمستان والذي قرر التحالف مع الفرنسيين.[B 8] اكتشف شارل دوفوكو وموسى اغ أمستان بعضهما وقدر بعضهما البعض ونشأ عن لقائهما صداقة قوية.[F 7] سمح الطوارق لشارل دو فوكو بالاستيطان في الهقار[A 13] وهو ما ذهب من أجله شارل إلى تمنراست.[A 14]
حركة التحرر الوطنية
كانت بني عباس في منطقة الساورة مركزاً مهماً للحركة الوطنية ففي عام 1921 هاجر سعدون المولود في بني عباس إلى فرنسا حيث إنضم إلى حزب نجم شمال إفريقيا ليعين في 2 جويلية 1926 عضواً باللجنة المركزية للحزب.[34]
منذ أواخر الثلاثينات كانت بني عباس منفى للعديد من الشخصيات السياسية والتاريخية الجزائرية من أمثال فرحات عباس، محمد ممشاوي[35]، عبد القادر الياجوري والشيخ سليمان بوجناح وبن علي بوقرط وغيرهم الكثير.
في نهاية عام 1947 قدم الشيخ التوهامي (مناضل بحزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية[36]) من بشار إلى بني عباس من أجل تأسيس مكتب لحزبه السياسي. لم يتردد العبابسة الذين إحتكوا بالشخصيات المنفية عندهم من الالتحاق بالحركة. استمر المكتب المكون من تهامي الطيب، طرابلسي بوفلجة، عبد الله بن الشيخ وبن علال عبد الرحمان في العمل حتى عام 1954 وهو التاريخ الذي تحول فيه أغلب المناضلين إلى حزب جبهة التحرير الوطني. شارك العبابسة في ثورة التحرير الوطنية.[37]
في 11 نوفمبر 1955 تكتشف السلطة الفرنسية أسماء الأشخاص الضالعين في النضال، تم سجن الأعضاء في بني عباس في حين نقل المسؤولون إلى بشار حيث حوكموا من ثم نقلوا إلى سجن سركاجي. بعد إطلاق سراح الاعضاء استمروا في النضال مع عثماني زيان سكرتير محمد يعقوب وطرابلسي بوفلجة الذي نجى من الاعتقال.[37]
بعد تطبيق فرنسا لسياسة المحتشد في بني عباس وسياسة الترهيب في بعض القصور المجاورة، قام شيكيمي مبروك بتفجير قنبلة وسط مجموعة من الجنود الفرنسيين كانتقام من سياسة فرنسا بالمنطقة. تم توقيفه وإعدامه دقائق فيما بعد.[37] نتيجة لذلك فر منتسبوا الجيش الفرنسي من أبناء المنطقة للالتحاق بجيش التحرير الوطني وذلك في مجموعتين، الأولى بقيادة علا بن الهاشمي والتي تمكنت من الفرار مع كمية من السلاح والذخيرة. المجموعة الثانية بقيادة سلام علي تم توقيفها في بشار.[37] تمت إعادة تنظيم القاعدة العسكرية لجيش التحرير الوطني في حاسي علي بقيادة الحاج شبير والذي فر بدوره من الجيش الفرنسي[37] · .[38]
أكتوبر 1957 طرد سكان القصر القديم من قبل القوات الفرنسية بسبب أنشطة المجاهدين. توجب على السكان بناء قصر جديد.[39]
بعد 1960 عرفت المدينة عدة زيارات لمحمد شريف مساعدية الذي كلف رفقة ضباط آخرين تحت قيادة عبد العزيز بوتفليقة الملقب آنذاك ب السي عبد القادر المالي بفتح جبهة مالي من أجل تنفيذ عمليات عسكرية ضد مصالح فرنسا ومكافحة إستراتيجية فصل الصحراء عن باقي الجزائر[40] · .[41]
شارك أعضاء جيش التحرير الوطني من أبناء المنطقة في العديد من المعارك ضد فرنسا وقدموا الكثير من الشهداء، نذكر منهم: تهامي الطيب، بلقاسم امحمد، مازوزي الشيخ، بلغيت حميدة، حمدي أحمد وأخرون كثير.
الحركة العلمية
بدأ الجيولوجي الفرنسي-الروسي نيكولاس منشيكوف (حوالي 1900 - 1992[42]) أبحاثه في المنطقة خلال عشرينات القرن العشرين. تم أنشاء مركز بحوث الصحراء (C.R.S) عام 1942 والذي أصبح منشيكوف مديراً له[43] لعدة سنوات.
عام 1946 قام مكتب البحث عن البترول (B.R.P) بالتعاون مع الحكومة العامة للجزائر بإنشاء الشركة الوطنية للبحث واستغلال النفط في الجزائر ومقرها الرئيسي في حيدرة بالجزائر العاصمة. مع إنشاء هذه الشركة بدأت الأبحاث الجيولوجية عام 1948 بالتعاون مع شركة البترول الفرنسية في منطقة بني عباس، تيميمون وعين صالح ولكن دون جدوى.
عام 1972 إدارة مركز بحوث الصحراء الذي أسسه المركز الوطني لبحوث الصحراء (C.N.R.S) حالياً (المركز الوطني للأبحاث في المناطق الجافة) تم نقلها من السلطات الفرنسية إلى السلطات الجزائرية وهو يتبع منذ ذلك الوقت لجامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين (باب الزوار-الجزائر)
بعد الاستقلال
رافق إعلان استقلال الجزائر في 5 جويلية 1962 رفع العلم الجزائري في بني عباس مع الإبقاء على القوات الفرنسية في المدينة وفقا لاتفاقيات إيفيان ووقف إطلاق النار[44] · .[45] تأسست مندوبية للمجاهدين في بني عباس كان علا بن الهاشمي مسؤولها السياسي رفقة مسؤولين عسكريين.[37]
بين عامي 1961 و 1965، سجلت وكالة الصحراء نشاطها متممتاً نشاط (O.C.R.S) وقامت بإنشاء 1.000 كلم إضافية من الطرق خاصة في المقاطع بني عباس-أدرار، تقرت-الواد وعين أمناس-العادب.[46]
في أكتوبر 1962 استقر في بشار فوج المشاة الخارجية الثاني المتاح لقيادة المواقع العسكرية في الصحراء (السلاح النووي والتجهيزات الفضائية بحماقير).[44]
الإدارة السياسية للمدينة كانت جزائرية وتم تعيين بن سعيد مختار كأول عمدة لها، استمر في منصبه حتى عام 1967 وهو تاريخ تنظيم أول انتخابات للمجالس الشعبية البلدية.
في عام 1963، تم إنشاء سرية في بني عباس وأخرى في تبلبالة انطلاقاً من فوج بشار.[44] في عام 1967 أخلت فرنسا أربع منشآت عسكرية فرنسية ظلت نشطة في الصحراء بعد الاستقلال باستثناء B2-الناموس، بعد هذا تم سحب القوات المتمركزة في بني عباس كذلك.
حتى عام 1971 حكمت المدينة من قبل محمد معمر[47] العروف محليا ب با معمر لتواضعه وقربه من الناس.
من 1976 إلى 1981 وتحت حكم قاسمية بوجمعة المشهور ب المنتصر[48] · [49] (توفي 8 جوان 2009) شهدت المدينة بناء جسر عند مدخلها وتشغيل الهوائيات لاستقبال البرامج التلفزيونية.
تضم بني عباس ما مجموعه 2,392 منزلا، منها 1,716 مسكون وهو ما يعطي نسبة إشغال تقدر بـ 6.3 نسمة لكل مبنى مسكون.[50] ما يقرب 90% من سكان بني عباس مربوطون بشبكة مياه الشرب[51] و 90% أيضا مربوطون بنظام الصرف الصحي.[52] في الصافات يوجد أقدم مسجد في المدينة الجديدة ويرجع تاريخه إلى العام 1957 (مسجد القصر يعود للقرن السابع عشر).
الأحياء التاريخية (الصفات، التلايات، السويقيات) تجمع بين العمارة الإسلامية والمحلية، الهضبة مع مبانيها وواجهة الوادي تمثل العمارة الفرنسية والحديثة.
مقر الدائرة ومنزل سيتروين المشرفين على الهضبة يمثلان العمارة الفرنسية من الحقبة الاستعمارية، مقر مركز البحوث بالمناطق الجافة والمستوصف القديم وحي المستعمرين (المسمى الكرطي) هم شكل لنفس النمط المعماري.
حافظت الأحياء التقليدية على نمطها المعماري التقليدي، بالرغم من أن مساحة المباني تغيرت إلا أن مواد وطريقة البناء بقيت نفسها حتى وقت متأخر،[39] وذلك عندما أدخلت مواد جديدة مثل الأسمنت والطوب.
تم بناء حي السويقيات القريب من قبل اليهود اللذين سكنوه منذ بداية القرن العشرين إلى فجر استقلال الجزائر، هؤلاء اليهود المجلوبون من قبل السلطات الفرنسية التي منحتهم بموجب مرسوم 24 أكتوبر 1870 الجنسية الفرنسية لـ 37,000 من يهود الجزائر.
كان انسجام الأديان هو القاعدة في بني عباس إذ توجد العديد من أماكن العبادة في المدينة المخصصة للإسلام والمسيحية على حد سواء، أقدم مبنى ديني هو مسجد القصر القديم والذي يعود تاريخه إلى بداية القرن السابع عشر تليه كنيسة الأب شارل دو فوكو (1901).[53]
جميع المباني الدينية الأخرى هي مساجد أو مدارس قرآنية تأسست بعد اخلاء القصر قديم في عام 1957، هناك 5 مساجد عاملة وثلاثة أخرى تحت الإنشاء.[54]
يوجد في بني عباس العشرات من قبور الأولياء،[55] لكن اثنين فقط لديهما أضرحة.
هناك واليان لجميع العبابسة:
الضريحين الموجودين بالمدينة يعودان إلى:
هذه قائمة الأولياء على حسب القبائل:
مقبرة سيدي عثمان هو الاسم الشائع لمقبرتين في نفس الوقت، فهو يشير إلى مكان الدفن بالمدينة الحالية ومكان دفن الولي سيدي عثمان الغريب الذي يعتبر أقدم موقع دفن في المدينة (لا يوجد أي معلومات متوافرة عن أماكن دفن بني حسن).
هناك العديد من المقابر القديمة التي يعود تاريخ تأسيسها إلى ما قبل القصر القديم:
ببني عباس مقابر لدفن الأشخاص من مختلف الأديان الإبراهيمية:
هناك أيضا مقبرة جديدة مخصصة لشهداء ثورة التحرير الجزائرية عند مدخل المدينة على الجانب الأيسر من الطريق.
متحف بني عباس[58] يقع في مركز الأبحاث الصحراوية، تم إنشائه بفضل ثراء هذه المنطقة التي تحتوي على كنوز هامة في دائرة نصف قطرها 50 كيلومترا بأشكال جيولوجية ونباتات وحيوانات مختلفة.
يحتوي المتحف على سبعة أقسام تركز على بني عباس ومنطقتها:
الأغاني التقليدية المحلية ببني عباس كالماية والحضرة والمصحوبة بإيقاع الطارة والقلال تغني الشعر العربي المحلي بفولكلور وإيقاعات مختلفة:
إسقبلت بني عباس العديد من المهرجانات والأحداث:
مهرجان ليالي الساورة هو شراكة بين جمعيتين: هلال الساورة الجزائرية وليالي المزج الفرنسية[69] والتي ترمي إلى تنظيم مهرجان دولي للموسيقى كل سنة ببني عباس، النسخة الأولى منه كانت في ديسمبر 2003/جانفي 2004[70] · .[71]
ينظم كل سنة في بني عباس احتفال المولد النبوي[72] وهي مناسبة استعراض مواليد السنة الفارطة ورقصات البارود بالبنادق القديمة في ذكرى السلام بين القبائل وتأسيس قصر واحة النخيل.[73] · [74]
يستخدم العبابسة كما كل المسلمين التقويم القمري لتحديد المناسبات الدينية والمحلية (عيد الفطر، العيد الكبير، عاشوراء، عرفة...) لكن من خلال إعطاء كل شهر تسمية خاصة كما هو مبين أدناه:[73]
إسم الشهر القمري | الإسم المحلي ببني عباس |
---|---|
محرم | عاشور |
صفر | تابع عاشور |
ربيع الأول | المولود |
ربيع الثاني | تابعو لول |
جمادى الأول | تابعو الجاوج |
جمادى الثاني | تابعو التالت |
رجب | شهر الله |
شعبان | شعبان |
رمضان | رمضان |
شوال | العيد الصغير |
ذو القعدة | بين الأعياد |
ذو الحجة | العيد لكبير |
توجد قاعة سينما واحدة ببني عباس وهي تابعة للبلدية.[75]
يوجد في بني عباس مستشفى (مستشفى محمد يعقوب المدني) وهو واحد من أصل أربعة فقط بولاية بشار، عيادة متعددة الخدمات وغرفة للرعاية الصحية، جناح للولادة بالإضافة إلى خمس صيدليات واحدة منها حكومية وأربعة خاصة.[76]
تضم بني عباس ثمان مدارس ابتدائية[77]، إكماليتين وثانوية تحمل اسم الطبيب وعالم النبات المسلم ابن البيطار، مركز للتكوين المهني وأقسام للتكوين شبه الطبي. لا تضم المدينة مراكز للتعليم العالي.
7.3 ٪ من السكان حصلوا على تعليم جامعي و24.0 ٪ أخرى أكملوا تعليمهم الثانوي.[78] معدل الإلمام بالقراءة والكتابة عموما هو 86.0٪، 91.6٪ بين الذكور (ثاني أعلى معدل في الولاية) و80.4٪ بين الإناث.[79]
المركز الوطني للأبحاث في المناطق الجافة هو محطة البحث الوحيدة بالمدينة وتضم متحفاً (جيولوجيا، علم الحيوان، ما قبل التاريخ...)، حديقة حيوان وحديقة نباتات ومخبر للأبحاث في البيولوجيا.
المطبخ في بني عباس هو مزيج غني من ثقافات مختلفة وقد تأثر كثيراً بعادات الطبخ المغربية بالإضافة إلى غناه بالخصوصيات المحلية تميزها أطباق تقليدية متنوعة جدا مثل:
بدأ تأسيس الجمعيات ببني عباس مع إقرار قانون 4 ديسمبر 1990 وهي أكثر من 60 جمعية ناشطة في مختلف جوانب الحياة نذكر من بين الجمعيات:
سكان بني عباس كما هو مبين في تاريخها عبارة عن خليط من قبائل مختلفة والتي قدمت من مناطق متباينة. هذه الميزة لا تزال مستمرة حتى اليوم حيث يمكن تمييز أربع مجموعات عرقية رئيسية تعيش في وئام هي:
مع مطلع القرن العشرين كان عدد سكان بني عباس أقل من ألف نسمة ولكن مباشرة بعد الاستقلال تزايد عدد سكان المدينة بشكل كبير.
السنة | 1866 | 1906 | 1941 | 1998 | 2001 | 2005 | 2009 |
---|---|---|---|---|---|---|---|
عدد السكان | 600[82] | 620[83] | 10٬152 | 12٬000 | 11٬450[84] | 11٬416 |
يقسم سكان بني عباس حاليّا إلى ثلاث مجتمعات حسب اللغة المنطوقة:[85]
في الحياة اليومية يستعمل العبابسة عموما لهجة عربية عامية (الكبوري) قريبة من اللغة العربية الفصحى في مفرداتها والتي احتفظت بالكثير من الكلمات والصيغ النحوية البربرية واستخدمت بعض الكلمات من اللغة الفرنسية.
مباشرة عقب الاحتلال الفرنسي للمنطقة وفي إطار الأقاليم الجنوبية أصبحت بني عباس بلدية أهلية ضمن مقاطعة عين الصفراء التي كانت توجد بين 1901 و1957[87] · [88] · [89] · .[90] ألحقت تندوف إثر سقوطها بيد الفرنسيين بالبلدية الأهلية لبني عباس حتى عام 1935.
بعد تعويض الأقاليم الجنوبية بالأقاليم الفرنسية بالصحراء عام 1957 أدرجت بني عباس كدائرة بإقليم الساورة الذي كان مركز ولايته ببشار.[91]
مع فجر استقلال الجزائر بني عباس كانت دائرة بإقليم الساورة مع كل من بشار، أدرار، الأبيض سيدي الشيخ، تيميمون وتندوف وهذا حتى عام 1974 أين أصدر التقسيم الإداري الجديد الذي قسم الإقليم إلى ولايتين: أدرار وتضم دائرة تيميمون وبشار وتضم ما تبقى من الدوائر.
بعد التقسيم الإداري الجديد لعام 1984 أعطيت تندوف والبيض رتبة ولاية، بقيت بني عباس دائرة حتى عام 2009 حيث أدرجت ضمن قائمة الولايات المنتدبة.
قبل استقلال الجزائر حكم مركز بني عباس:
قائمة رؤساء بلديات بني عباس | |||
---|---|---|---|
بن سعيد مختار | |||
طرابلسي محمد | |||
عبد اللطيف عبد اللطيف | |||
علا محمد | |||
كبير بشير | |||
بلعباس محمد | |||
مومن (بوخبزة) أحمد | |||
بوحادة عبد الله | |||
بن موسى عبد القادر | |||
عبد الجبار محمد | |||
كبير نجيب[84] | |||
بوحادة عبد الله (المرة الثانية)[96] | |||
مطوش الهاشمي |
تمارس ببني عباس عدة نشاطات اقتصادية أكبرها السياحة والنشاط التجاري إضافة إلى نشاطات أخرى منها: النشاط الصناعي، النشاط الزراعي، ورشات ومقاولات البناء ونشاط الصناعات التقليدية
السياحة هي أهم قطاع اقتصادي للمدينة إذ يمكننا تمييز عدة إمكانيات سياحية هي:[97]
كما سبق الذكر بني عباس تظم العديد من القصور وهي بترتيب إنشائها كالتالي:
تتوفر المدينة على هياكل إيواء متواضعة مقارنة بما توفره من إمكانات سياحية ضخمة، لكن حتى هذه الهياكل لا تسجل حجوزات كبيرة إلا في فترات ومواسم الذروة السياحية (رأس السنة الميلادي، المولد النبوي...) ونذكر منها:
بالإضافة إلى النشاطات التجارية في وسط المدينة والشوارع الرئيسية توجد ببني عباس منطقتين صناعيتين:
باستثناء محطة توليد الطاقة الكهربائية والتي تقدر قوتها بـ 4 × 5 ميغاواط (2008)[102]، لا يوجد بالمدينة أي قاعدة صناعية وبالتالي تصل معدلات البطالة إلى 60 ٪ من السكان في سن العمل.[103]
زودة محطة الطاقة ببني عباس كل المدن والقرى الممتدة من إقلي إلى بنت الشرك بالكهرباء حتى عام 2010 وهو التاريخ الذي أصبحت فيه محطة إنتاج الطاقة الكهربائية بشروين تزود الشطر من كرزاز حتى بنت الشرك وذلك من أجل تخفيف الضغط على محطة بني عباس. يقدر معدل الكهربة بـ 95 ٪. يوجد كذلك محطتين للتزويد بالوقود واحدة في مدخل المدينة والأخرى بمفترق الطرق 15 كلم.
زودت المنطقة الآن بغاز المدينة إلا أن مشروع بقيمة 17 مليار دينار جزائري تم إطلاقه سنة 2010 لإنشاء خط أنابيب بطول أكثر من 300 كم لإيصال غاز المدينة إلى دوائر بني عباس، بشار، قنادسة، عبادلة، تاغيت وبني ونيف[104]
يوجد بالمدينة مصنع للمشروبات الغازية كان يعمل كمؤسسة عمومية خلال سنوات الثمانينات ثم كمؤسسة خاصة بين 1998 و2001 إلا أنه الآن غير ناشط.
لا توفر واحة بني عباس بهكتاراتها الأربعين[103] الأمن الغذائي لسكان المدينة البالغين حوالي 12 ألف نسمة، لا سيما أن معظم القطع الأرضية قد هجرت بسبب الميراث (القطع الأرضية بعد تقاسمها من قبل الورثة تصبح صغيرة جداً)، نقص المياه وارتفاع ربحية العمل في قطاعات أخرى. من أهم منتجات الواحة من التمور الحميرة ذات المذاق الجميل والشهرة عند سكان المنطقة.
تقدر الأراضي الصالحة للزراعة بـ 415 هكتارا، موزعة على عدة مواقع أكبرها محيط جويفة بمساحة تقدر ب 120 هكتار 5% فقط منها مكهربة،[103] عين الساقية، واروروت، الزغامرة، مرحومة.. إلخ. هناك أكثر من 250 فلاح تخلى أكثرهم عن حقولهم بسبب ندرة المياه.[9][103]
تأثرت واحة بني عباس للمرة الأولى بالبيوض عام 1908[105]، وهو مرض ظهر في جنوب المغرب عام 1870.[105] تم عزل سلالة من المغزلاوية حادة الأبواغ عام 1998 بأرض واحة بني عباس.[106]
إقليم بني عباس يحتوي على العديد من المعادن مثل الرمل[107] الصالح لإنتاج الطوب والحجر الجيري والزجاج المجوف. المعادن الأخرى تتركز أساسا في المناطق الجبلية بالوقارتة حيث أظهرت صور فضائية لسلاسل الوقارتة مناطق تعدين هامة تحتوي على مناجم للذهب والفضة والنحاس والحديد ومنغنيز والباريوم والزرنيخ والتنجستن والسترونتيوم وخليط من الرصاص الممزوج بالزنك.[108]
يجتاز بلدية بني عباس الطريق الوطني رقم 6 المسمى طريق الواحات والذي يربط مدينة سيق في شمال غرب الجزائر بقرية تيمياوين في أقصى جنوب البلاد على الحدود مع مالي مروراً ببشار وأدرار.
تضمن محطة المسافرين كل حاجيات السكان للتنقل وذلك بخطوط محلية للحافلات بإتجاه مدن بشار وإقلي والواتة وكرزاز وأولاد خضير وخط واحد خارج الولاية بإتجاه أدرار.
هناك طول إجمالي من الطرق يبلغ 127 كيلومتر (79 ميل) في البلدية[109] ومحطتين لخدمة الوقود،[110] بعد افتتاح طريق جديد بين بني عباس والواتة والذي كلف 30.033.900 دج أي حوالي 300.000 يورو تم فك العزلة عن الكثير من المناطق والقرى.[111]
تتوفر بني عباس أيضاً على مهبط طائرات[112] يعود للحقبة الإستعمارية وقد تم ترميمه مؤخراً، ربط بني عباس ببشار بالسكة الحديدة هو مشروع قيد الدراسة.[113]
أهم الرياضات الممارسة في بني عباس هي كرة القدم وكرة اليد وألعاب القوى، رياضات أقل شعبية تمارس أيضاً مثل التزحلق على الرمال وكرة الطائرة والسباحة.
تمتلك بني عباس فريق لكرة القدم منذ أواخر الخمسينات وهو من بين اقدم الأندية بالمنطقة لكنه لم يقدم الشيء الكثير بسبب نقص الوسائل المالية.
أكثر الرياضيين شهرة والذين تعود أصولهم إلى بني عباس هم:
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=
(مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
{{استشهاد بكتاب}}
: استشهاد فارغ! (مساعدة){{استشهاد بكتاب}}
: استشهاد فارغ! (مساعدة)