جبران خليل جبران | |
---|---|
(بالعربية: جُبْران خَليل جُبْران)[1] | |
جبران خليل جبران
| |
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | جبران خليل جبران |
الميلاد | 6 يناير 1883 [2] بْشَرِّي، متصرفية جبل لبنان، سورية العثمانية (لبنان المعاصر) |
الوفاة | 10 أبريل 1931 (48 سنة) نيويورك، الولايات المتحدة |
سبب الوفاة | تشمع الكبد، وسل، وسرطان |
مكان الدفن | بشري |
الإقامة | مبنى استوديو الشارع العاشر (1911–1931)[3] |
الجنسية | عُثماني ولبناني وأمريكي |
الديانة | مسيحي ماروني |
الحياة العملية | |
الاسم الأدبي | جبران خليل جبران |
النوع | شعر، أمثال، قصة قصيرة |
الحركة الأدبية | المهجر، الرابطة القلمية |
المدرسة الأم | أكاديمية جوليان |
المهنة | شاعر، كاتب، فيلسوف، عالم روحانيات، رسّام، فنان تشكيلي، نحّات |
اللغة الأم | لهجة لبنانية |
اللغات | العربية، والأمهرية، والفرنسية[4]، والإنجليزية |
أعمال بارزة | النبي |
التيار | شعراء المهجر، ورمزية[5] |
التوقيع | |
المواقع | |
الموقع | الموقع الرسمي |
IMDB | صفحته على IMDB |
مؤلف:جبران خليل جبران - ويكي مصدر | |
بوابة الأدب | |
تعديل مصدري - تعديل |
جُبْران خليل جُبْران [6](6 يناير 1883 – 10 أبريل 1931 م) شاعر، كاتب، فيلسوف، عالم روحانيات، رسّام، فنان تشكيلي، نحّات عُثماني من أدباء وشعراء المهجر، ولد في بلدة بشري في شمال لبنان زمن متصرفية جبل لبنان، في سوريا العثمانية ونشأ فقيرًا،[7][8] كانت والدته كاميلا في الثلاثين من عمرها عندما ولدته وكان والده خليل هو زوجها الثالث.[9][10] ولم يتلق جُبران التعليم الرسمي خلال شبابه في متصرفية جبل لبنان.[11] هاجر صبيًا مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليدرُس الأدب وليبدأ مسيرتهُ الأدبية، والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية، امتاز أسلوبه بالرومانسية ويعتبر من رموز عصر نهضة الأدب العربي الحديث، وخاصةً في الشعر النثري.
كان جبران عضوًا في رابطة القلم في نيويورك، المعروفة حينها بِـ شُعراء المهجر جنبًا إلى جنب مؤلفين لبنانيين مثل الأمين الريحاني وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي.[بحاجة لمصدر] اشتهر في المهجر بكتابه النبي الذي صدر في عام 1923، وهو مثال مُبكر على «الخيال الملهم» بما في ذلك سلسلة من المقالات الفلسفية المكتوبة في النثر الشعري باللغة الإنجليزية، وحصل الكتاب على مبيعات جيدة على الرغم من الإستقبال الناقد والرائع.[12][13] عُرفَ أيضاً بالشاعر الأكثر مبيعًا بعد شكسبير ولاوزي، [13] وقد تُرجمَ كتاب النبي إلى ما يصل إلى 110 لغة [14] منها الصينية.[15]
توفي جُبران خليل جبران في نيويورك في 10 أبريل 1931 عن عمر ناهز 48 عاماً؛ بسبب مرض السِل وتَليُف الكَبِد، وقد تمنى جُبران أن يُدفن في لبنان، وتحققت أُمنيته في عام 1932، حيثُ نقلَ رُفاته إليها، ودُفنَ هُناك فيما يُعرَف الآن باسم «متحف جبران».
هو جبران بن خليل بن ميخائيل بن سعد، من أحفاد يوسف جبران الماروني البشعلاني اللبناني، أصله من دمشق، نزح أحد أجداده إلى بعلبك ثم إلى قرية "بشعلا" في لبنان، ثم انتقل جده يوسف جبران إلى قرية بشري التي ولد بها جبران.[16]
ولد جبران في يوم السبت تاريخ 27 صفر 1300هـ الموافق 6 يناير 1883م لعائلة مسيحية مارونية، كان والده يعمل راعياً للماشية،[17][18] حتى فقد عمله لكثرة الديون المتراكمة عليه وانشغاله بلعب القمار وشرب الكحول، وكانت والدته هي «كاميليا رحمة»- ابنة الخوري اسطفان عبد القادر رحمة- التي أنجبته وعمرها 30 عاماً، لم يتلقَ جبران التعليم الرسمي، وكان يتعلم العربية والكتاب المقدس من كاهن القرية.[بحاجة لمصدر]
في عام 1891 تم إلقاء القبض على والده وسجنه بتهمة الفساد المالي وتمت مصادرة جميع ممتلكاته، والشائع المتداول عن والد جبران وطباعه أنه كان فظاً سكّيراً، يسيء معاملة أفراد أسرته ويقسو على ولده -منذ سنواته الأولى- قسوة بالغة، أما عائلته التي بقيت مشردة عاشت فترة من الوقت في منزل أحد أقاربهم، وبسبب تصرفات الوالد غير المسؤولة ابتعدت العائلة عنه، حتى بعد خروجه من السجن بعد ثلاث سنوات إلا أن العائلة هاجرت إلى الولايات المتحدة في 25 حزيران/يونيو 1895.[19]
في وقتٍ لاحق من حياته، عبّر جبران عن مشاعره تجاه والده قائلاً:
لقد أُعجبت بقوته وصدقه ونزاهته، حيث كان يتغلب على من حوله بكلمة. لقد كانت جرأته وصراحته ورفضه التنازل سبباً في إيقاعه في مشكلة في النهاية. |
لكن في الحقيقة لم يشعر جبران قط بأنه قريب من والده المزاجي، حيث كان معادياً لطبيعته الفنية ومهاراته. من ناحية أخرى كان جبران دائماً يعبّر عن مشاعره تجاه والدته بأعمق كلمات المودة والإعجاب، فقد كانت أماً محبةً ومتسامحة، تملك طموحاً لأطفالها، فهي التي أشعلت خيال جبران بالأساطير والقصص الشعبية في لبنان بالإضافة إلى قصص أخرى من الإنجيل.[20]
اضطرت العائلة الفقيرة إلى بيع أواني المنزل بغية تأمين مستلزمات السفر، وحزمت أمتعتها متوجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تحديداً مدينة بوسطن. استقرت عائلة جبران في حي الصينيين، أقدم أحياء المدينة وأضيقها.[21] دخل جبران مدرسة قريبة، بالخطأ تم تسجيل اسمه في المدرسة خليل جبران. هناك، بدأت أمه العمل خياطة متجولة، كما فتح أخوه بطرس متجراً صغيراً، أما جبران فبدأ بالذهاب للمدرسة في 30 سبتمبر 1895. وضع جبران في صف خاص بالمهاجرين للتركيز على تعليمهم الإنجليزية. بدأ جبران بالتردد إلى مؤسسة خيرية تُعطي دروساً في الرسم اسمها «دنسيون هاوس»، حيث لفتت موهبته انتباه مساعدة إجتماعية ذات نفوذ عالٍ جداً اسمها «جيسي»، التي عرفته بدورها من خلال صديق لها إلى المصور الشهير «فريد هولاند داي»، الذي كان يدير داراً للنشر في بوسطن. حيث شجع جبران ودعمه في مساعيه الإبداعية،[13] بدأ جبران بتزيين الكتب ورسم الصور الشخصية، في النهاية بدأ داي بتقديم جبران إلى أًصدقائه. في عام 1898 تم استخدام إحدى رسماته كغلاف لأحد الكتب. كان قد أثار تردد جبران إلى أوساط «داي» قلق الأسرة، وازداد الأمر سوءاً بعد أن وقع جبران في شراك زوجة تاجر في الثلاثين من عمرها، حيث قلّ اهتمامه بالتصوير والعلم، وأوشك أن ينسى مشروع العودة إلى لبنان ليتعلم العربية ويتقنها، وعندما لاحظت والدته ذلك وأنه بدأ ينجذب إلى الثقافة الغربية قرروا إرساله إلى لبنان حيث سيكون بإمكانه أن يتعلم عن تراثه الشرقي.[22]
في 1898 عند سن الخامسة عشر، عاد جبران إلى بيروت ودرس في مدرسة إعدادية مارونية ومعهد تعليم عال يدعى الحكمة، درس جبران العربية على يد الخوري يوسف الحداد. لقد شكّل انتساب جبران لهذا المعهد وإقامته في بيروت فترة خصبة جداً وحافلة في حياته، حيث تعرّف في هذه المدينة على الرسّام «حبيب سرور»، وكان من أبرز رفقائه ومساعديه النحّات يوسف الحويّك والشاعر بشارة الخوري «الأخطل الصغير». بدأ مجلة أدبية طلابية مع زميل دراسة، ثم انتخب شاعر الكلية، كان يقضي العطلة الصيفية في بلدته بشرّي ولكنه نفر من والده الذي تجاهل مواهبه، مما دفعه للانتقال للعيش مع ابن عمه.[23] وجد جبران عزاءه في الطبيعة، وصداقة أستاذ طفولته سليم الظاهر، وهناك افتتن جبران بجمال «الست حلا الظاهر» ابنة الشيخ طنّوس، وهام بها هياماً حد التوله. ومن علاقة الحب بينه وبين حلا الظاهر استوحى منها روايته (الأجنحة المتكسرة) تحت اسم سلمى كرامة بعد عشر سنوات. لقد شكّل صدور هذه الرواية عام 1912، حدثاً بارزاً في الأقطار العربية، كما أنه كان سبباً في تعارف جبران برجلين رافقاه طوال حياته: نسيب عريضة وميخائيل نعيمة.[24]
بقي في بيروت سنوات عدة قبل أن يعود إلى بوسطن في 10 مايو 1902، وقبل عودته بأسبوعين توفيت شقيقته سلطانة بالسل في سن الرابعة عشرة. وفي العام التالي توفي بطرس بنفس المرض وتوفيت أمه بسبب السرطان. وأما شقيقته ماريانا فقد عملت في متجر للخياطة.[13]
عُرف عن جبران علاقته العاطفية والفكرية بالكاتبة والأديبة مي زيادة، حيث تعارفا عبر المراسلة ولم يلتقيا أبدًا. بدأت العلاقة بينهما حين راسلته مي عقب اطلاعها على روايته الأجنحة المتكسرة عام 1912، وأبدت إعجابها بأفكاره وآراءه وناقشته فيها. استمرت علاقتهما زهاء 20 عامًا حتى توفي جبران في العام 1931.[بحاجة لمصدر]
كان جبران فنانًا بارعًا، خاصة في الرسم والألوان المائية، حيث التحق بـ«مدرسة الفنون أكاديمية جوليان»، في باريس خلال الفترة (1908 إلى 1910)، حيث اتبع أسلوب رومانسي على الواقعية الصاعدة وقتها، وأقام جبران معرضه الفني الأول لرسوماته وهو في الواحد والعشرين من عمره في عام 1904 في بوسطن في استوديو دايز (بالإنجليزية: Day's studio). وفي هذا المعرض التقى مع ماري هاسكل، وهي مديرة محترمة، حيث استمرت صداقتهما لبقية حياة جبران، وأنفقت هاسكل مبالغ كبيرة لدعم جبران وقامت بتحرير جميع كتاباته الإنجليزية.
ولا تزال طبيعة علاقتهم غامضة، بينما يؤكد بعض كتاب السيرة أنهما كانا عشيقين ولكنهما لم يتزوجا بسبب اعتراض عائلة هاسكل، انخرط جبران وهاسكل لفترة وجيزة لكن جبران ألغى العلاقة، فلم ينوي أن يتزوجها حيث كان له علاقات مع نساء أخريات. ولاحقاً تزوجت هاسكل من شخص آخر، وأستمرت في دعم جبران ماليًا واستخدمت نفوذها لمتابعته ودعم حياته المهنية وأصبحت محررة له، وعرضته على الصحفية شارلوت تيلر وعلى أستاذة اللغة الفرنسية إميلي ميشيل التي أصبحت من أصدقائه المقربين.
وفي عام 1908 ذهب جبران لدراسة الفن في باريس لمدة عامين، والتقى فيها شريكه في الدراسة الفنية وصديقه الدائم يوسف حويك. قرر جبران خليل عام 1912 أن يبدأ الكتابة باللغة الإنجليزية؛ لكي لا تقتصر مجموعة قراءه على متحدثي العربية فقط. كانت أولى منشوراته بالإنجليزية مجموعة نصوص من قصة «المجنون/ the Madman» في مجلة " the seven Arts"[25]، ومنذ عام 1918 أصبحت معظم أعماله المنشورة باللغة الإنجليزية. صدر كتاب المجنون عام 1918 لشركة النشر Alfred A. Knopf بعد أن فرغ جبران من كتابته ويحتوي على أربع وثلاثين مَثَل وقصيدة في خليط بين الشعر والنثر لم يكن رائجاً آن ذاك.
في عام 1925 نُشر ديوان لشاعرة تدعى مدلين مايزن بعنوان "Hill Fragments" احتوى على خمس رسومات لجبران خليل.[25] في عام 1963 أرسل جيرالد ر. كيلي مخطوطة تتضمن خمس تمثيليات مسرحية من فصل واحد مكتوبة بالإنجليزية إلى إحدى دور النشر، إلا أنها لاقت نقداً لاذعاً بعد عرضها على أحد النقاد المختصين، ما حال دون نشرها، إلا أن اثنتين منها قد نُشرتا لدى ناشرين آخرين عام 1964.[25]
يعتبر الحب عند جبران شراكة وتناغم روحي وكينونة. أطلق بعض الباحثين على مفهوم الحب عند جبران اسمًا خاصًا ألا وهو الحب الجبراني، اذ عتبروا أن سمات الحب الجبراني مغايرة لكل ما هو عصري متصل بالحب.[26]
كان للمرأة دور كبير في حياة جبران خليل جبران، بل وتكوين شخصيته الفكرية والفنية، وقد تجلى ذلك واضحاً في جميع مؤلّفاته. إذ تعددت العلاقات الغرامية التي أقامها جبران خليل جبران أبرزها كان مع جوزفين بيبودي، وحلا الظاهر، وسلطانة ثابت، وماري هاسكل، وإميلي ميشال، وشارلوت تايلر، وماري قهوجي، وماري خوري، وجيتريد باري، وبربارة يونج، وماريتا لوسن، وهيلانة غسطين، ومي زيادة.
كانت جوزفين بيبودي الحب الأول في في حياة جبران، حيث التقى بها عندما كان ب من العمر 15 عامًا في معرض للرسم في بوسطن في عام 1898. كانت جوزفين أكبر بكثير من جبران. أرسل لها رسمًا من خلال معلمه مرفق بعبارة:
إلى العزيزة المجهولة جوزفين بيبودي |
وقد ساهمت رعايتها له والاهتمام به في تخفيف ألمه والتقدم في حياته المهنية، اذ بدأ هذا الحب يترك انعكاساته على لوحات جبران.[27]
تعرف جبران على حلا الظاهر بعد عودته لبيروت عام 1898. وهام بها هيامًا بلغ حدّ التولّه.[28] وبدءا يلتقيان بالسر حتى اكتشف شقيق حلا، اسكندر علاقتهما ومنعهما من الاجتماع مجدداً، وبلغه رفض العائلة له. وبعد أسابيع قليلة من الفراق والحرمان، طلب جبران من حلا الهروب معه. لكنها رفضت قائلة:
إذا قطفت ثمرة نيئة من شجرة، فسوف تؤذي كلًا من الثمرة والشجرة |
تعرّف عليها جبران في بيروت بمدرسة الحكمة، إذ رافقت نسيبة له في زيارة إليه. كانت سلطانة أرملة تبلغ الثانية والعشرين من العمر وهو في السابعة عشرة. دامت العلاقة بينهما أربعة أشهر تبادلا خلالها الكتب والرسائل. ولكنه وجد فيهم إجيازاً وبرودة. توفيت بعد أربعة أشهر من تعارفهما. تلقّى من أخيها بعيد وفاتها، وشاحًا حريريًّا وبعض المجوهرات، فضلاً عن سبع عشرة رسالة مقفلة كتبتها من قبل ولم تجرؤ على مصارحته بحبّها. باح جبران بسرّها ألى ماري هاسكل في 4 أيار 1908. ولما عرفت ميشلين بسرّه، في اليوم التالي، طلبت منه أن يضع رسماً لها ففعل. وعلّقت ميشلين على الرسم بأنّه جعلها تعرف سبب رسم جبران للعينين النجلاوتين في رسومه.
ميشلين فرنسية الأصل، ومعلمة في مدرسة ماري هاسكيل وصديقتها. تعارفا عندما زار جبران مدرسة هاسكل، خلال إقامة معرض رسومه الأول هناك، وكانت في العشرين من عمرها. أحبها وأحبته، غير أن حبهما تحول، بعد سنتين تقريبًا من تعارفهما، إلى علاقة مضطربة وغامضة. تزوجت المحامي الأميركي لامار هاردي في 14 تشرين الأول 1914، ورزقت أطفالا. بقيت بعد زواجها على صلة طيبة به. توفيت عام ۱۹۳۱ بعد أشهر من وفاة جبران.
في عام 1904 أقام جبران معرضه الفني الأول لرسوماته، في محترف المصور فريد هولند داي. خلال هذا المعرض التقى جبران بـ ماري هاسكيل، مديرة مدرسة «هاسكيل-دين» للبنات في بوسطن، ابنة الحادية والثلاثين وشكّل الاثنان صداقة استمرت لبقية حياة جبران. رعت جيران وأحاطته بعطفها، وكانت له خير سند مادياً ومعنوياً. لم يكتم عنها أمرا واحدا، وقلما أخفى عنها سرا من أسراره. أطلعها على جميع أعماله واستشارها في ما عقد العزم على القيام به. كان لها الرأي المسموع في ما أبدته وما أسدته من من نصح. واستشاراته لها تراوحت بين الأمور المادية العادية، والشؤون المالية الكبرى. أمدّته بدعمها المالي وأرسلته على نفقتها إلى باريس. راجعت جميع ما نشرد باللغة الإنكليزية، مقالات وكتبًا، قبل صدوره.
ماري خوري كانت متزوجة، ومن المرجح أنه وقع في حبها خلال السنوات الأولى من إقامته في نيويورك. ولعلها هي المقصودة في رسالته إلى هاسكل عام 1994، والتي يشير فيها إلى امرأة أغوته وهامت بحبه هياما شديدا. كانت تساعد جبران وتستضيفُه في صالونها الأَدبي وتقدِّمه إِلى الحلقة الفكرية والفنية الأَميركية في المدينة. كان يرتاح في التردُّد إِليها، ويأْنس إِلى ضيافتها. قال إنه كتب إليها أكثر من مئتي رسالة.[29]
تَعارف مي وجبران عبر الرسائل عِندما كَتبت مَي زيادة مَقالة تُعبّر فيها عَن رأيها بِقصيدة جبران خليل جبران «المواكب»، حَيثُ كانت مي مُعجبة بِأفكاره وآراءه، ثُمَ كَتبت لَه رِسالة تُعبّر فيها عَن رأيها أيضاً بِقصة «الأجنحة المتكسرة» الّتي نَشرها في المهجر عام 1912م حيث كتبت لَهُ:
إنّنا لا نَتفق في مَوضوع الزّواج يا جُبران. أنا أحترمُ أفكارَك وأجلُ مَبادئك، لِأنني أعرِفُك صادِقاً في تَعزيزها، مُخلصاً في الدِّفاع عَنها، وكُلُها تَرمي إلى مَقاصِدَ شَريفة. وأُشاركك أيضاً في المَبدأ الأساسيّ القائِل بِحرية المَرأة، فكالرجل يَجبُ أن تَكون المرأة مُطلقة الحُريّة في انتِخاب زَوجها من بَين الشُّبان، تابِعة بذلك مُيولَها وإلهاماتِها الشّخصية، لا مَكيفة حَياتها في القالِب الّذي اختارَهُ لَها الجيرانُ والمَعارف.." |
عِندما أقيم احتفالٌ كَبير لِلشاعر «خليل مطران» في القاهرة وطَلَب مَنشئ الهِلال «جرجي زيدان» مِن جبران أن يُرسلَ كَلمته، طلبَ زيدان مِن مَي زيادة أن تَقرأ نَص جبران في ذلك الحَفل نِيابةً عَنه، وفي عام 1914م بَدأت العَلاقة التّراسُلية بَينهما، وتَوثقت العَلاقة بَينهُما شيئاً فشيئاً فَتدرّجت مِن التّحفظ إلى التّودد إلى الإعجاب ومِن ثُم الصّداقة حَتى وَصل الأمرُ إلى الحب في عام 1919م. عَلى الرُّغم مِن ذلك إلا أنّ كِلاهما كانَ يَخشى التّصريح بِحبه لِلآخر، فَيلجأ إلى التّلميح فَلم يُخاطبا بَعضهُما بالّطريقة المَألوفة بَينَ العُشاق، فجبران لَم يَكن يُسمي الأشياءَ والمَشاعِر بأسمائِها إنمّا كانَ يَرمِز إليها فَعبّر عَن حُبه لِمي بِقوله:[30]
أنت تحيين فيّ، وأنا أحيا فيكِ"، ووصف علاقتهما أيضاً بقوله: " الدّقيقة، والقويّة، والغَريبة" وأنّها "أصلَبُ وأبقى، بِما لا يُقاس مِن الرّوابِط الدّموية والجَنينيّة حتى والأخلاقية |
عَلى الرُّغم مِن ارتباط جُبران بالعديدِ مِن النّساء، إلّا أنَّ مي كانَت صَديقَته وحَبيبته وَلطالَما عَبّرعَن إعجابِه بِكتابَتها وبِذوقِها وثَقافتها عَبر رَسائِله إلَيها، وَأخبَرها بِما لَم يُخبرغَيرها بِه، طُفولَته وأحلامَه وكِتاباته، أحبّ فيها أيضاً حُبها لَهُ فَقد كانَ جبران الحُب الوَحيد في حَياة مي، وعَلى الرّغم مِن هذا الحُب الكَبير بَينهما إلّا أنَّ أحداً لَم يَلتقي بِالآخر ويُقال أيضاً أنّهُما تَجنبا لِقاءَ بَعضهما، واستمرّا فَقط بِكتابةِ الرّسائل لِبعضِهما، واستمرت المُراسلة بَينهما ما يُقارب العشرين عاماً، وانتَهت بِوفاة جبران خليل جبران في نيويورك عام 1931م، ما شَكّل صَدمة كَبيرة لمي وعاشَت بَقية حياتها وَحيدة.[31] تُعد رَسائلهما أحَد أهَم الأعمال في فن المراسلة، حَيثُ قامَ جبران خليل جبران بِتأليف كِتاب يَضم جَميع رَسائِلُه لَها وعَددُها 37 رسالة بعنوان «الشعلة الزرقاء».وهذه بَعضُ المُقتَطفات مِنها:
اكتشفت هذه المرأة في حياة جبران من الأديب الأردني إبراهيم ناصر سويدان، وخصص لها فصلا في كتاب له أصدره في لوس أنجلوس تحت عنوان: «جبران كما أعرفه»، لمناسبة الذكرى السبعين لرحيل جبران. كان لقائها الأول في مكتب «الهدى» في نيويورك، في نهاية اجتماع دُعي إليه مع مجموعة من وجهاء المهاجرين لبحث أوضاع المجاعة في لبنان أثناء الحرب العالمية الأولى. في نهاية الأجتماع دعاها إلى زيارته. في هذا اللقاء أحبت هيلانة جبران، وأحبها هو كذلك. وبعد تعارفهما أصبحت تزوره في محترفه، ويذهبان معا في زيارات خاصة هامة، تبادلا الرسائل العاطفية، وحاولت أستدراجه للزواج لكنها لم تنجح.
انت يا هيلانة ميّالة إلى الشكوى حينما لا يكون هناك من سبب إلى الشكوى. فتتأففين من الظلام مع أنك جالسة في نور الشمس. الله يساعدني على السيدات اللطيفات المغنجات الشاكيات المشككات |
.
أسس جبران خليل جبران الرابطة القلمية في نيويورك عام 1920م مع كلِّ من ميخائيل نعيمة، عبد المسيح حداد، ونسيب عريضة، إيليا أبو ماضي، ورشيد أيوب، وندرة حداد، ثمّ انضم إليها فيما بعد أحمد زكي أبو شادي.[32] كانت جريدة السائح تتولى مهمة نشر أخبارها وأشعارها، وقد اتخذ شعراء الرابطة من كتاب (الغربال) لميخائيل نعيمة دستوراً للرابطة ولمذهبهم الشعري، وقد ظهر فيه التأثر بالرومانسية الغربية التي أصبحت سمة من سمات الشعر العربي الحديث، ويظهر هذا التأثر جلياً من خلال المعايير التي وضعها ميخائيل نعيمة للشعر وقرنها بحاجات الإنسان النفسية وهي: الحاجة إلى الإفصاح، والحاجة إلى الحقيقة، والحاجة إلى الجمال، والحاجة إلى الموسيقى، وجعل ميخائيل هذه المقاييس هي مقياس جودة الشعر، وقد امتثل أعضاء هذه الرابطة لها، وأخذوا على عاتقهم أمر التجديد في الشعر العربي، فقاموا بحملة عنيفة ضد الدين، واللغة، والتقاليد، ونادوا بالتحرر من اللغة التقليدية في الشعر، وبالرومانسية، والتصوف، والتأمل في أسرار الحياة والوجود، وقد سعى أعضاء الرابطة لأن يكون أدبهم حراً من كل قيد.[33]
كان جبران معجبًا كبيرًا بالشاعر والكاتب فرنسيس مراش،[34][35] بعد أن درس أعماله في مدرسة الحكمة في بيروت.[36] وفقًا للمستشرق شموئيل موريه، فإن أعمال جبران تعكس صدى «مراش» وتعكس العديد من أفكاره،[37] وقد ذكر سهيل بشروي وجو جنكينز كيف ترك «مفهوم ماراش للحب العالمي» انطباع عميق في جبران على وجه الخصوص،[36] وأن جبران غالبًا ما استخدم اللغة الرسمية والمصطلحات الروحية في شعره؛ كما تكشف إحدى قصائده في كتاب النبي:[38]
ولكن دعونا نوجد مسافات في جماعكم ودع رياح السماوات ترقص بينكما. نحب بعضنا بعضًا ولكن لا تجعل رباط الحب: فليكن بحرًا متحركًا بين شواطئ نفوسك. |
انتهج جبران في كتاباته اتجاهان، أحدهما يأخذ بالقوة ويثور على عقائد الدين، والآخر يتتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة النقية، ويفصح عن الاتجاهين معًا قصيدته «المواكب» التي غنتها المطربة اللبنانية فيروز باسم «أعطني الناي وغنّي».[39]
تفاعل جبران مع قضايا عصره، وكان من أهمها التبعية العربية للدولة العثمانية والتي حاربها في كتبه ورسائله. وبالنظر إلى خلفيته المسيحية، فقد حرص جبران على توضيح موقفه بكونه ليس ضِدًا للإسلام الذي يحترمه ويتمنى عودة مجده، بل هو ضد تسييس الدين سواء الإسلامي أو المسيحي.
بهذا الصدد، كتب جبران في مقال وصفه بأنه رسالة «إلى المسلمين من شاعر مسيحي»:[40]
امتلك جبران أسلوبًا أدبيًا تميز به كثيرًا عن غيره من شعراء وأدباء عصره، حيث كان أسلوبًا مبتكرًا وجديدًا غير مألوفًا وصفه البعض بالغموض. وصف أسلوبه مجموعة من زملائه في المجال الأدبي مثلُ مي زيادة وصلاح لبكي وغيرهم الكثير. وصفت مي زيادة أسلوبه قائلةً:[41]
يلخص الجملة والمعنى رسمًا على هامش القرطاس، أو يشرحه في صورة عجيبة |
أما صلاح لبكي قال عنه واصفًا لأسلوبه الأدبي:[41]
تنكب عن المألوف من الجناس والمجاز، ومحاولة لتحميل الكلمات فوق ما تعودت جملة من المعاني، ولتجريدها من التفاهة والفضول |
قال عنه علي الطنطاوي في كتاب صور وخواطر في نداءه إلى أدباء مصر في سنة 1943:
خسر الايمان والرجولة والفضائل كلها وربح شهرة عريضة، وترك صفحات فيها كلام جميل يلذ قارئه، ولكنه يسلبه ايمانه من قلبه ويقوّض بيته على رأسه |
لم يلتزم جبران بلونٍ أدبي وحيد، فكتب في جميع الألوان الأدبية، حيث نظَمَ الشعرَ وألَّفَ الروايةَ والقصةَ القصيرة، وكتَبَ كذلك المقالةَ التي تميزت بتنوع موضوعاتُها ما بينَ الاجتماعي، والسياسيِّ والفكريِّ والفلسفي. كان من الذين أبدعوا في فن الرسالة، فترك مجموعة من الرسالات التي تعج بالأساليب الأدبية والمواضيع المتنوعة.[43] أما بالنسبة للموضوعات والأهداف التي كانت يدور حولها أدب جبران فهي متنوعة، جزءٌ منها يدعو إلى القوة والتأثير في الدين والعقيدة والعادات، أمّا الجزء الآخر فكان يتّبع الأهواء والميول وحبّ الحياة.
كان جبران من أحد الأدباء العرب القليلين الذين كانوا لهم إنجازات باللغتين العربية والإنجليزية. حيث حقق نجاحًا كبيرًا في التأليف باللغة الإنجليزية، وأصدر عدداً من الكتب وصل إلى الثمانية، وذلك خلال ثمانية أعوام.[41] تميز أسلوب جبران الأدبي بسلاسة الألفاظ، والبساطة في التعبير، وتوظيف كلّ الصيغ والأساليب اللغويّة، والإكثار من استخدام الاستعارات والمجازات.[41] ولعل أهم ما يميز أعمال جبران الأدبية الإبداع في فن التصوير، فنجد الكثير من الصور الفنية الجميلة الخيالية المليئة بالمعاني والعبارات العميقة تتغطى على أعماله الأدبية؛ لأنه فنان ورسام كان في البداية يصور الفكرة ثم يبدع في صياغتها.[44] اعتمد جبران في أعماله الأدبية أسلوبين: الأول يتميز بالقوة والثورة على العقائد والعادات والدعوة إلى الحرية، والثاني امتاز بحب الاستمتاع بالحياة والدعوة إلى اتباع الميول.[44]
أما بالنسبة لجبران الشاعر فإنه لم يتبع الأسلوب الشعري التقليدي المحافظ المعروف في زمن العشرينات، فأسلوبه الشعري يُلاحظ منه تأثره بالثقافة والأدب الغربي، كانت قصائده تطرح مجموعة من الأفكار، اذ عكس فيها الظلم والعبودية في المجتمع ودعا إلى الحرية والتمرد والقضاء على العادات التي تقضي على حقوق الإنسان وتكبله من التمتع بالحياة. وكان للرومانسية نصيبٌ في أشعاره، قصائد جبران كانت تدور حول أكثر من موضوع كالوقوف على الأطلال، والوصف، والحكمة، والتقرير.[45]
تبلغ أعماله الفنية أكثر من سبعمائة عمل فني، وتتضمن صوراً لأصدقائه ويليام بتلر ييتس وكارل يونغ وأوغوست رودان، [12] وكانت لوحات جبران موضوع حلقة سبتمبر 2008 من مسلسل PBS TV Detectives، وقد جمعت رسومه من خلال المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة.
ترجمت مؤلفاته إلى عشرات اللغات، ومن مؤلفاته التي ترجمت إلى الصينية رمل وزبد، والنبي، ودمعة وابتسامة، والمواكب، والأجنحة المتكسرة، وفي عام 1994، نشرت دار الشعب بمقاطعة قانسو المجموعة الكاملة لأعمال جبران، في ثلاث مجلدات كبيرة بالصينية.[15]
المؤلَّف | سنة الصدور (م) | المرجع |
---|---|---|
المجنون | أول كتب جبران الإنجليزية صدر عام 1900م | [46] |
المواكب | 1900م | [47] |
عرائس المروج | 1905م | |
الأرواح المتمردة | 1908م | [48] |
الأجنحة المتكسرة | 1912م | [49] |
دمعة وابتسامة | 1914م | [50] |
المواكب | 1919م | |
العواصف | 1920م | [50] |
البدائع والطرائف | 1923م | [50] |
آلهة الأرض | 1931م | [51] |
الشعلة الزرقاء | 1979م | [52] |
بلاغة العرب | 1985م | [53] |
جبران خليل جبران - الرسائل | 1994م | [54] |
أرباب الأرض | صدر الكتاب الأصلي باللغة الإنجليزية عام 1998م | [55] |
رسائل جبران | 1998م،1931م | [56] |
مختارات من رسائل جبران خليل جبران | 1998م | [57] |
عيسى بن الإنسان | 1999م | [58] |
لعازر وحبيبته - المكفوف (مسرحيتان) | 2001م | [59] |
العواطف | 2002م | [60] |
الشعلة الزرقاء: رسائل حب إلى مي زيادة | صدر الكتاب الأصلي باللغة الإنجليزية عام 2004م | [61] |
روائع جبران | 2005م | [62] |
التائه - آلهة الأرض | صدر الكتاب الأصلي باللغة الإنجليزية عام 1933م، 2006م | [63] |
مناجاة أرواح | 2007م | [64] |
آلهة الأرض والسابق | 2009م | [65] |
عرائس المروج | 2011م | [66] |
المجموعة الكاملة لمؤلفات جبران خليل جبران | 2011م | [67] |
المواكب والمجنون | 2011م | [68] |
جبران خليل جبران (الأعمال العربية الكاملة) | 2013م | [69] |
موسوعة جبران خليل جبران المعربة | 2015م | [70] |
يسوع ابن الإنسان | صدر الكتاب الأصلي باللغة الإنجليزية عام 1928م، 2018م | [71] |
حديقة النبي | صدر الكتاب الأصلي باللغة الإنجليزية عام 2018م | [72] |
العواصف | 2020م | [73] |
النبي | صدر الكتاب الأصلي باللغة الإنجليزية عام 1923م
صدرت الترجمة عام 1932م |
[74][75] |
رَمْلٌ وزَبَدٌ | صدر الكتاب الأصلي باللغة الإنجليزية عام 1926م
صدرت الترجمة عام 1926م |
[76] |
آلهة الأرض | صدر الكتاب الأصلي باللغة الإنجليزية عام 1931م
صدرت الترجمة عام 1932م |
[46] |
السابق | صدر الكتاب الأصلي باللغة الإنجليزية عام 1920م
صدرت الترجمة عام 1920م |
[76] |
الديوان | سنة الصدور (م) | المرجع |
---|---|---|
ديوان جبران خليل جبران: زعيم شعراء المهجر | 2009م | [77] |
ديوان جبران | 2009م | [78] |
ديوان جبران خليل جبران | 2015م | [79] |
الرواية | سنة الصدور (م) | المرجع |
---|---|---|
رواية دمعة وابتسامة | 1914م | [80] |
في كتاب جبران خليل جبران الذي ألفه اسكندر نجار باللغة الفرنسية في باريس سنة 2003، نفى الكاتب أكثر من شائعة عن جبران ومنها:
توفي جبران خليل جبران في مستشفى بنيويورك في يوم الجمعة تاريخ 10 أبريل 1931 الموافق 22 ذو القعدة 1349هـ وهو عن عمر 48 عامًا.[18] كان سبب الوفاة هو تليف الكبد والسل. وكانت أمنية جبران أن يُدفن في لبنان، وقد تحققت له ذلك في 1932. دُفن جبران في صومعته القديمة بدير مار سركيس (القديس سيرج) في لبنان، الذي تحول إلى متحف عُرف لاحقًا باسم متحف جبران.
أوصى جبران أن تكتب هذه الكلمة على قبره بعد وفاته:
أنا حي مثلك، وأنا واقف الآن إلى جانبك؛ فاغمض عينيك والتفت؛ تراني أمامك |
كُتبت حول جبران مئات الدراسات والبحوث والكتب، يمكن الإشارة منها إلى:
على الرغم من المكانة المرموقة التي حظي بها جبران خلال حياته، إلا أنه لم يُكرم تكريماً يليق به إلا بعد وفاته. شُيّدت العديد من الأماكن والنصب التذكارية على شرف جبران خليل جبران كمتحف جبران في بشري، نصب جبران التذكاري في بوسطن[90]، حديقة جبران خليل جبران في بيروت[91]، حديقة خليل جبران التذكارية في واشنطن[90]، أكاديمية خليل جبران الدولية في بروكلن[92] ومدرسة خليل جبران الإبتدائية في يونكيرس، نيويورك.
تكريماً لجبران خليل جبران الذي آمن بقدسية الحرية الفردية والمبادئ الإنسانية، والذي أعتزّ بتراثه العربي واحترام الحريات في المجتمع الأمريكي على حدٍ سواء، تُقدم مؤسسة المعهد العربي الأمريكي جائزة جبران خليل جبران للروح الإنسانية منذ عام 1999 سنوياً للأفراد والمؤسسات التي تعمل دعماً للإندماج والإنفتاح الثقافي بين الأقليات العرقية والدينية.[93]
عُرف سابقاً باسم دير مار سركيس، موجود في دير مار سركيس في بلدة بشري، هو متحف مخصص للتعريف بالفيلسوف والرسام والشاعر والكاتب اللبناني جبران خليل جبران. تأسس المتحف عام 1935. يضم المتحف 440 لوحة بالإضافة إلى رسومات ومخطوطات أصلية للفيلسوف اللبناني، كما يحتوي على أدواته الحرفية التي استعملها خلال حياته في نيويورك. في الأصل كان هذا المتحف مغارة للرهبان الباحثين عن مأوى في القرن السابع، حيث أصبحت محبسة مار سركيس (القديس سركيس) مقبرة جبران خليل جبران، وتحولت فيما بعد إلى متحف له.[100][101]
يتكون المتحف من ثلاثة طوابق ومجموع 16 غرفة، من بينها تم إضافة مدخل وغرفة إدارية، منها يلج الزائر إلى غرف متعدّدة. الغرفة العلوية مقسمة إلى طابقين. في إحدى الغرف مجموعة من أغراضه، لوحة لجبران لـ «رودين»، والغرفة الأخرى عبارة عن ينبوع ماء يتدفق من الصخور، ولوحة لجبران تعود للعام 1909 بين رفاقه الفنانين في محترف أحد الفنانين الصوفيين بيار مرسال برونو، وفيلمين وثائقيين لهاسكل وجبران عندما كانا صغيرين.[102]
تحتوي الغرف أيضًا على العديد من لوحاته الأصلية، ومخطوطاته، وبعض ممتلكاته الشخصية مثل الساعات وفرشاة الرسم ومجموعة أعماله الأولى عندما كان طالبًا في مدرسة بشري. ومن المعروضات لوحة لجبران بريشة الحويك، والحويك بريشة فروخ، وخزانتان منفصلتان هما مكتبته التي تحتوي على كتبه. ويؤدي درج ضيق منحوت في الصخر بشكل حلزوني إلى قاعة واسعة، وعلى اليمين في منتصف القاعة يوجد كهف به نعش جبران، وفي زاوية الصالة سريره الذي وُصِف بالقصير تعبيراً عن طول صاحبه، ومكتبه، وبعض أغراضه ومنها المرسم.[102]
أما عند مدخل الصالة فهناك عبارة مُنارَة بالكهرباء، وفي هذه الصالة ينتهي المتحف:[102]
I am alive like you, and I am standing beside you |
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
<ref>
والإغلاق </ref>
للمرجع chinainarabic.org
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة=
(مساعدة)
{{استشهاد بخبر}}
: تحقق من التاريخ في: |تاريخ=
(مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في: |تاريخ=
(مساعدة)
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link)
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=
، |تاريخ=
، و|تاريخ أرشيف=
(مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=
و|تاريخ أرشيف=
(مساعدة)