جزء من سلسلة حول |
القتل |
---|
بوابة القانون |
الاغتيال مصطلح يستعمل لوصف عملية قتل منظمة ومتعمدة تستهدف شخصية مهمة ذات تأثير فكري أو سياسي أو عسكري أو قيادي أو ديني ويكون مرتكز عملية الاغتيال عادة أسباب عقائدية أو سياسية أو اقتصادية أو انتقامية تستهدف شخصاً معيناً يعتبره منظمو عملية الاغتيال عائقاً لهم في طريق انتشار أوسع لأفكارهم أو أهدافهم.
يتراوح حجم الجهة المنظمة لعملية الاغتيال من شخص واحد فقط إلى مؤسسات عملاقة وحكومات، ولايوجد إجماع على استعمال مصطلح الاغتيال فالذي يعتبره المتعاطفون مع الضحية عملية اغتيال قد يعتبره الجهة المنظمة لها عملاً بطولياً، ومما يزيد في محاولة وضع تعريف دقيق لعملية الاغتيال تعقيداً هو أن بعض عمليات الاغتيال قد يكون أسبابها ودوافعها اضطرابات نفسية للشخص القائم بمحاولة الاغتيال وليس سبباً عقائدياً أو سياسياً وأحسن مثال لهذا النوع هو اغتيال جون لينون على يد مارك ديفيد تشابمان في 21 يناير 1981 [1] ومحاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان على يد جون هنكلي جونيور في 30 مارس 1981 الذي صرح فيما بعد أنه قام بالعملية إعجابا منه بالممثلة جودي فوستر ومحاولة منه لجذب انتباهها.[2]
يستعمل مصطلح الاغتيال في بعض الأحيان في إطار أدبي لوصف حالة من الظلم والقهر وليس القتل الفعلي، كاستعمال تعبير «اغتيال الفكر» أو «اغتيال قضية» أو «اغتيال وطن» أو «اغتيال البراءة» وغيرها من التعابير المجازية.
الكلمة الإنجليزية لمصطلح الاغتيال (بالإنجليزية: Assassination) مشتقة من جماعة الدعوة الجديدة أو ما ذاع صيتهم بالحشاشين (بالإنجليزية: Hashshashin) الذين كانوا طائفة إسماعيلة نزارية نشيطة استمرت قائمة من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر وهناك الكثير من الجدل حول هذه المجموعة، فاستناداً إلى بعض المصادر فإن الرحالة الإيطالي ماركو بولو (1254 - 1324) هو أول من أطلق تسمية الحشاشين على هذه المجموعة عند زيارته لمعقلهم المشهور بقلعة ألموت (بالإنجليزية: Alamut) التي تبعد 100 كلم عن طهران.[3] وذكر إن هذه الجماعة كانوا يقومون بعمليات انتحارية واغتيالات تحت تأثير تعاطيهم الحشيش بينما يرى البعض أن في هذه القصة تلفيقاً وسوء ترجمة لاسم زعيم القلعة حسن بن صباح الملقب بشيخ الجبل،[4] بغض النظر عن هذه التناقضات التاريخية فإن هذه المجموعة قامت بعمليات اغتيال في غاية التنظيم والدقة ضد الصليبيين والعباسيين والسلاجقة،[5] واستمروا على هذا المنوال حتى قضى عليهم المغول. يعود أقدم استخدام أدبي لكلمة اغتيال بالإنجليزية Assassination إلى سنة 1605، عندما ظهرت في مسرحية مكبث لويليام شيكسبير.[6][7]
بالنسبة للكتب الدينية المقدسة فإن الاغتيال عملية قديمة قدم خلق الإنسانية ويورد البعض مثال قتل قابيل لهابيل (أبناء آدم) كأول عملية اغتيال بالإضافة إلى 7 اغتيالات مذكورة في العهد القديم ومنها على سبيل المثال:
بعيدا عن العهد القديم في الكتاب المقدس كانت مملكة اليهود في فلسطين والتي كانت تعرف بيهودا كانت تتمتع بنوع من الاستقلالية تحت حماية الإمبرطورية الفارسية ولكن هذه الحالة الشبه مستقلة انتهت في عام 63 قبل الميلاد عندما اجتاحت الجيوش الرومانية فلسطين وأصبحت مملكة يهودا تحت الحكم المباشر للرومان الذين قاموا بتنصيب القائد العسكري الروماني هيرودس ملكاً عليها عام 37 قبل الميلاد والذي قام بفرض ضرائب باهظة علي اليهود وأدت هذه التغيرات السياسية إلى ظهور مجموعة الزيلوت (بالإنجليزية: Zealot) الثوريين الرافضين للتبعية الرومانية والرافضين لدفع الضرائب ودعا الزيلوت إلى الثورة المسلحة وتحرير يهودا نهائياً من الحكم الروماني، ومن بين الزيلوت ظهر مجموعة تقوم بعمليات الاغتيال المنظمة وكانوا يعرفون باسم السيكاري (بالإنجليزية: Sicari) أي حملة الخناجر الذين كانوا يطعنون الرومانيين بالخناجر.[11]
هناك العديد من عمليات الاغتيال السياسية التي تمت في القرون التي سبقت مولد المسيح وخاصة أثناء حكم الأسر والممالك المتصارعة في الصين وهناك حالة موثقة تاريخيا في القرن الثالث قبل الميلاد عندما تمكنت أسرة تشين من ضم الممالك الصينية المجاورة لهم وهذا المد العسكري لهذه الأسرة أوقع خيفة في قلب أمير أسرة يان الذي قام بإرسال شخص اسمه «جنك كي» لاغتيال حاكم أسرة تشين الإمبراطور «شي هوانغ» ولكن عملية الاغتيال كانت فاشلة.[12]
الاغتيالات في العصور الفرعونية ومن اشهرها اغتيال الأمير الفرعوني توت عنخ آمون ومن قبله اغتيال الملك أخناتون ويعتقد أن كهنة المعابد الفرعونية لهم يد في ذلك بسبب توجهه إلى تغيير الالهة إلى الإله الواحد آتون.
ومن عمليات الاغتيال المشهورة في فترة قبل الميلاد هو عملية اغتيال فيليبوس الثاني المقدوني (382 - 336 قبل الميلاد) المثيرة للجدل على يد أحد أفراد طاقم حمايته وهناك جدل حول المسؤولية التاريخية عن الاغتيال فالبعض يعتقد أن الاغتيال كان من تدبير زوجته أوليمبياس التي كانت أميرة لمنطقة البلقان بينما يتهم البعض الآخر ابنه الإسكندر الأكبر، ويذهب البعض الآخر إلى إلقاء اللوم على الملك الفارسي داريوش الثالث.[13] كانت الاغتيالات الوسيلة الشائعة لتصفية الخصوم السياسيين أثناء تحول جمهورية روما إلى الإمبراطورية الرومانية ومنها على سبيل المثال تصفية يوليوس قيصر في سنة 44 قبل الميلاد الذي كان بداية سقوط الجمهورية وبداية انشقاق طبقي بين المتعاطفين مع قيصر من الطبقة الكادحة والوسطى ضد الطبقة الأرستقراطية التي يعتبرها البعض منظم عملية الاغتيال.[14]
عندما أصبح قسطنطين الأول (272 - 337) المعتنق للمسيحية إمبراطور روما بدون منازع في عام 323 أصبحت المسيحية ديانة مسموحة بها حسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مرسوم ميلانو الذي نص على حيادية الإمبراطورية الرومانية تجاه العقائد الدينية منهيا بذلك عقوداً من الاضطهاد الديني.[15] وبعد وفاة قسطنطين الأول تقاسم السلطة 2 من أبنائه، قسطنطين الثاني (317 - 361) ويوليوس قونسطان (320 - 350) وبعد مقتل الثاني أصبح قسطنطين الثاني حاكم مطلق وكان أكثر تشدد من والده حول الحريات الدينية فقام بإصدار مراسيم بإغلاق كل المعابد الوثنية ومعاقبة كل من يقوم بطقس وثني، قام عامة الشعب باستغلال هذا المرسوم وبدأت عمليات نهب وسلب وتخريب واسعة النطاق للمعابد الوثنية وتلى هذا التخريب استهداف شبه منظم للزعامات الدينية الوثنية. من عمليات الاغتيال المثيرة للجدل إلى العصر الحالي هو قيام مجموعة من المتطرفين باغتيال عالمة الرياضيات والفيلسوفة والمعلمة الغنوصية هيباتيا وكان عملية الاغتيال بتوجيه من بطريرك الإسكندرية كيرلس الأول (376 - 444).[16]
وعند ظهور الإسلام وانتشار الرسالة الإسلامية حدثت مجموعة من الاغتيالات المثيرة للجدل منها:
وبعد وفاة الرسول محمد تم استهداف 3 من الخلفاء الراشدين في عمليات اغتيال ناجحة، فقد تم اغتيال عمر بن الخطاب على يد أبو لؤلؤة سنة 23 من الهجرة، وتم اغتيال عثمان بن عفان في حادثة فتنة مقتل عثمان سنة 35 من الهجرة وتم اغتيال علي بن أبي طالب على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم سنة 40 للهجرة.
في العصر الحديث إزداد دقة وحجم وتنظيم عمليات الاغتيال وتخطت أسباب الاغتيال حدود كونها نتيجة صراع داخلي بل اتخذت طابع إقليمي، ففي روسيا القيصرية تم اغتيال 5 من القياصرة في أقل من 200 سنة حيث تم اغتيال بطرس الثالث في 17 يوليو 1762 وايفان السادس في 5 يوليو 1764، وبولص الأول في 23 مارس 1801 وأسكندر الثاني في 13 مارس 1881 ونيقولا الثاني في 17 يوليو 1918 بعد الثورة البلشفية.[24] وفي الطرف الآخر من العالم يعتبر اغتيال أبراهام لينكون في 15 أبريل 1865 في مسرح فورد الأبرز في تاريخ الولايات المتحدة، حيث قام الممثل المسرحي جون ويلكس بوث بإطلاق رصاصة على رأس لينكون أثناء مشاهدته لعرض مسرحي حيث كان بووث من المناصرين لإبقاء نظام العبودية الذي ألغاه لينكون في 1 يناير 1863[25]
وبالإضافة إلى لينكون تم اغتيال 3 رؤساء أمريكيين آخرين وأولهم كان الرئيس العشرون جيمس غارفيلد في 2 يوليو 1881 بعد إطلاق تشارلز غيتو رصاصتين عليه ولم يتم العثور أبداً على الرصاصة الثانية رغم محاولات ألكسندر غراهام بيل استعمال جهازه المتواضع لكشف المعادن لمعرفة مكان استقرار الطلقة في جسم غارفيلد وبقاء الطلقة الثانية بجسمه أودت بحياته بعد 80 يوما من محاولة الاغتيال نتيجة لتسمم الدم وتوفي غارفيلد في 19 سبتمبر 1881م وكان سبب الاغتيال هو رفض غارفيلد تعيين غوتو كقنصل للولايات المتحدة في باريس.
كما تم اغتيال الرئيس الأمريكي الخامس والعشرون ويليام مكينلي في 6 سبتمبر 1901 على يد اللاسلطوي ليون زولغوس في نيويورك أثناء مشاهدته لعرض بعض الاختراعات الجديدة. ومن مفارقات القدر ان أحد الأجهزة الذي كان يطلع عليها هو جهاز الأشعة السينية الذي لم يفكر أحد باستعماله لمعرفة موضع استقرار الطلقة ومات مكينلي متأثراً بجراحه بعد 8 أيام في 14 سبتمبر 1901، أما زولغوس فقد تم إعدامه بالكرسي الكهربائي وكانت آخر كلماته «لقد قتلته لأنه كان عدواً للبسطاء الكادحين ولا اشعر بالأسف لقتله».[26] أما الرئيس الأخير الذي تم اغتياله فهو جون كينيدي حيث تم إطلاق النار عليه في يوم الجمعة 22 نوفمبر 1963 في الساعة 13:30 أثناء زيارة لمدينة دالاس، وبعد 10 ساعات أي في الساعة 23:30 تم اتهام لي هارفي اوزوالد باغتيال كينيدي وبعد أقل من يومين من توجيه التهمة له أطلق جاك روبي النار عليه في مركز الشرطة ونشأت بعدها الكثير من نظريات المؤامرة حول اغتياله ومزاعم بتورط وكالة المخابرات المركزية والمافيا والمخابرات السوفيتية وفيدل كاسترو ونائب الرئيس ليندون جونسون ولكن لم يتم لحد الآن إثبات أي من هذه النظريات.[27]، [28]
وفي أوروبا تسبب اغتيال الدوق النمساوي فرانز فرديناند في 28 يونيو 1914 في سراييفو إعلان النمسا الحرب على صربيا ومن ثم اندلاع الحرب العالمية الأولى، وكان منفذ العملية هو عضو في التنظيم القومي الصربي اليد السوداء ذو التطلعات القومية الهادفة إلى توحيد صربيا مع البوسنة والهرسك التي كانت تحت هيمنة النمسا آنذاك.[29] وأثناء الحرب العالمية الثانية قامت المخابرات البريطانية M16 بتدريب مجموعة من التشيكوسلوفاكيين لاغتيال القائد العسكري النازي رينهارد هايدريش وتمكنوا من نصب كمين محكم لموكبه في 27 مايو 1942 وإلقاء الرمانات على سيارته وتوفي بعد أسبوع في 4 يونيو 1942 في مستشفى بمدينة براغ حيث كان يشغل منصب وكيل الرعية وكان هذا المنصب في الواقع هو الحاكم المطلق على تشيكوسلوفاكيا الذي نصب فيه أدولف هتلر حكومة صورية من التشيكوسلوفاكيين المتعاونين مع ألمانيا النازية.[30]
بسبب الاختلافات الفكرية العميقة بين الأطراف المتصارعة في الحرب الباردة شهدت الحقبة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية تطور نوعي وكمي في الاغتيالات السياسية. ومن أبرز محاولات الاغتيال في هذه الفترة هي التي نجى منها فيدل كاسترو بأعجوبة عدة مرات وكانت كل هذه المحاولات مخططة لها من قبل وكالة المخابرات المركزية وبالتعاون مع معارضين كوبيين وكان إحدى الوسائل التي أستعملت هي استعمل سيجار تم حقنه بسموم قاتلة،[31] وهناك مزاعم أخرى في ضلوع الوكالة في محاولات لاغتيال القائد الثوري تشي جيفارا والرئيس التشيلي السابق سلفادور أليندي الذي تشير مصادر أخرى إنه مات منتحراً.[32] قام الرئيس الأمريكي جيرالد فورد في عام 1976 بإصدار قانون يمنع ضلوع الحكومة الأمريكية بكل قنواتها في عمليات الاغتيال.[33]
في نفس الوقت كانت هيئة أمن الدولة السوفيتي أو ما كان يعرف بالحروف المختصرة كي جي بي نشطة جداً في اغتيال المعارضين الذين كانوا لاجئين في دول أخرى ومن الأمثلة التقليدية على ذلك هو اغتيال الروائي والمسرحي البلغاري غوركي ماركوف (1929م - 1978م) الذي لجأ إلى بريطانيا وعمل كصحفي ومراسل لهيئة الإذاعة البريطانية وقام بتوجيه انتقادات شديدة لحكومة بلغاريا الشيوعية وبعد محاولتين فاشلتين تم اغتياله بنجاح في لندن في 7 سبتمبر 1978.[34]
وعلى الرغم من انتهاء الحرب الباردة وبالرغم من إصدار جيرالد فورد القرار رقم 12333 القاضي بمنع الاغتيالات إلا أن هناك مؤشرات على استمرار تجنيد وتدريب منفذي الاغتيالات في الولايات المتحدة وروسيا. ففي مدينة كولومبيا الواقعة في ولاية جورجيا يوجد مؤسسة العالم الغربي الأمنية (بالإنجليزية: Western Hemisphere Institute for Security Cooperation) وهي مؤسسة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية ومهمتها تدريب الهيئات الأمنية والعسكرية لدول أمريكا الجنوبية[35] ويتخرج حوالي 1000 طالب سنوياً من هذه المؤسسة وهناك الكثير من الجدل حول الأغراض الحقيقية لهذه المؤسسة ففي عام 1999 اعترض الكونغرس الأمريكي على استعمال المؤسسة كتاب منهجي عن طرق التعذيب في المنهج الدراسي للمعهد[36] وقيام هذه المؤسسة بتدريب جهاز الأمن في دول هي على اللائحة العالمية لإساءتها لحقوق الإنسان، ويسمى هذه المؤسسة من قبل المعارضين بمدرسة الاغتيالات.[37] ونفس الاتهام موجه إلى روسيا على استمرارها على تكتيكات المخابرات السوفيتية السابقة فيما يخص الاغتيالات وخاصة في الشيشان.
يغص تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي بعمليات اغتيال نفذتها إسرائيل ضد خصومها. لعل من أشهرها عمليات الاغتيال التي أعقبت عملية ميونخ.
وتعتبر عملية ميونخ التي قامت بها أفراد من منظمة أيلول الأسود بأنها من أهم الهجمات الإرهابية في العصر الحديث، وأنها دفعت بالقضية الفلسطينية تحت الأضواء العالمية لافتة الانتباه لعقود من الصراع في الشرق الأوسط. حيث قام أفراد من منظمة أيلول الأسود أثناء دورة الأولمبياد الصيفية المقامة في ميونخ بألمانيا عام 1972 باحتجاز أفراد من الفريق الأولمبي الإسرائيلي كرهائن، مطالبين بإطلاق سراح 234 معتقل في السجون الإسرائيلية بالإضافة إلى إطلاق سراح الألمانيين أندرياس بادر وأولريكي ماري ماينهوف أعضاء حركة الجيش الأحمر الألمانية اليسارية الإرهابية، وقد قام المختطفون برمي أحد الرياضيين من الشرفة لإقناع السلطات الإسرائيلية والألمانية الرافضة للمفاوضات بجديتهم وقامت قوة من الشرطة الألمانية بمحاولة إنقاذ فاشلة لكن الأمر انتهى بمقتل 11 رياضي إسرائيلي وقتل 5 من المختطفين الثمانية. وقد قامت إسرائيل باستغلال العملية لتنفيذ سلسلة من عمليات الاغتيال بحق العديد من القيادات الفلسطينية زاعمة وجود علاقة لهم بعملية ميونخ.
واغتيل رئيس الوزراء الأردني وصفي التل في 28 نوفمبر 1971. بينما كان ذاهب لحضور اجتماع في فندق الشيراتون في القاهرة مع وزراء عرب. كانت قبل زيارته لمصر قد حدثت مصادمات بين السلطات الأردنية ومنظمة التحرير الفلسطينية فيما عرف بأيلول الأسود وتعرف أيضًا بفترة الأحداث المؤسفة. فتم قتله للانتقام منه
قامت إسرائيل بالعديد من عمليات الاغتيال بحق قيادات فلسطينية في لبنان أثناء الحرب الأهلية اللبنانية وفي تونس والعديد من الدول الأوروبية.
وخلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية قامت إسرائيل باستخدام العديد من الوسائل القتالية وعلى رأسها القصف الجوي والمدفعي لتصفية العديد من السياسيين والنشطاء والمقاومين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وكان من أبرز ضحايا تلك الاغتيالات قادة الجبهة الشعبية (أبو علي مصطفى) وحركة حماس (أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وصلاح شحادة وإبراهيم المقادمة ومحمود المبحوح) فضلاً عن وجود شكوك لدى الكثيرين حول تورط إسرائيل في موت ياسر عرفات.
وفيما يلي بعض من أشهر الاغتيالات المتعلقة بالصراع العربي - الإسرائيلي:
هناك عدد كبير من الرؤساء الأفارقة الذين تم اغتيالهم في القرن العشرين كنتيجة لعدم الاستقرار الذي تتعرض له الكثير من البلدان في القارة، ومن هؤلاء: عبد الرشيد علي شارماركي (1919م - 1969م) رئيس الصومال في 15 أكتوبر 1969م على يد شرطي واعقب الاغتيال انقلاب عسكري انتهى بوصول محمد سياد بري (1919 - 1995) للحكم، فرانكويس تومبالبي رئيس تشاد (1918 - 1975) في 13 أبريل 1975 في انقلاب عسكري نتيجة لسلسلة من الاعتقالات التي قام بها الرئيس لقيادات بارزة في الجيش، ريتشارد راتسيماندرافا (1931 - 1975) في 11 فبراير 1975 الذي كان رئيس مدغشقر لمدة 6 أيام فقط، مورتالا محمد (1938 - 1976) رئيس نيجيريا في 13 فبراير 1976 في محاولة انقلاب فاشلة، ماريان نغوابي (1938 - 1977) رئيس جمهورية الكونغو في 18 مارس 1977 وكان نغوابي هو الرئيس الذي أعلن قيام أول دولة ماركسية أفريقية، أحمد عبد الله عبد الرحمن (1919 - 1989) رئيس جزر القمر في 28 نوفمبر 1989 في انقلاب عسكري، وغيرهم.
إن عدد الحكام الآسيوييين من رؤساء وأباطرة وملوك وسلاطين الذين تمّ اغتيالهم عبر العصور أكثر من أن يُحصى، وخصوصا الحكام القدماء، خصوصا وأن معظمهم قد يكون قتل بسبب رغبة أخرى ن في الحلول مكانهم، فقد اغتيل إمبراطور اليابان الثاني والثلاثين سوشون (587م- 592م) نتيجة تدبير للهيمنة على السلطة من قبل اسرة سوجا [41]، وكذلك اغتيل شاه إيران، نادر شاه في 2 يونيو 1747 ويعتقد أنه كان لقائده العسكري أحمد شاه الدراني يدا في الاغتيال.[42] وفي لبنان اغتيل الأمير فخر الدين الأول، أمير الشوف، من قبل والي دمشق العثماني عام 1544 بناءً على تحريض من خصومه في الحزب اليمني الذين قالوا أنه يناوئ سياسة الدولة العثمانية، وكذلك قُتل الأمير بشير الأول في صفد عام 1706، ويُقال أن أقارب الأمير حيدر، الذي كان بشير وصيّا عليه، دسّوا له السم رغبة منهم أن يتولى الأمير الأصيل مركز الإمارة بعد بلوغه سن الرشد.[43] وفي أفغانستان اغتيل محمد نادر شاه (1880 - 1933) ملك البلاد، في 8 نوفمبر 1933 في كابول على يد شاب صغير كانت لعائلته عداوات قديمة مع الملك.
ومن الرؤساء الآسيويين الذي تم اغتيالهم في القرن العشرين: مجيب الرحمن رئيس بنغلاديش في 15 أغسطس 1975 في انقلاب عسكري، محمد داوود خان (1909 - 1978) رئيس أفغانستان في 28 أبريل 1978 في كابل في الانقلاب الماركسي الذي قاده الحزب الديمقراطي لخلق أفغانستان، محمد ضياء الحق رئيس جمهورية پاكستان الإسلامية في 17 أغسطس 1988 في انفجار طائرته العسكرية بعد إقلاعها من مطار بهاولبور متجهة إلى مطار روالپندي، وغيرهم.
ترجع فكرة اغتيال قائد عسكري أو الاغتيال لأسباب عسكرية بحتة إلى عهود سحيقة حيث يوجد في كتاب الأمير لنيكولو مكيافيلي[44] وكتاب فن الحرب لسون وو[45] مؤشرات واضحة وصريحة حول أهمية دور قائد عسكري معين في الروح المعنوية لجنوده وكيف أن مقتل قائد واحد في بعض الأحيان كفيل بكسر شوكة جيش عملاق، ولكن البعض الآخر يرى أن اغتيال القائد العسكري هو سلاح ذو حدين فقد يكون لمقتله رفع للروح القتالية لجنوده المطالبين بالانتقام أو يكون في مقتله احتمالية لتقليل فرص السلام عن طريق فتح المجال لقيادات أقل مركزية ونفوذ ومحورية.
يورد البعض مقتل ملك السويد غوستاف الثاني أدولف الذي كان قائد الجيش السويدي البروتستانتي في الخطوط الأمامية في معركة قرب ساكسن-أنهالت ضد الإمبراطورية البيزنطية الكاثوليكية في نوفمبر 1632 وبالرغم من أنه لم يغتل بل وقع قتيلاً أثناء المعركة إلا أن قتله كان عامل مهم حسب المؤرخيين في انتصار الجيش السويدي في تلك المعركة[46] ولكن التيار المقتنع بأهمية اغتيال أو مقتل القادة العسكريين يوردون بعض الأمثلة التاريخية الأخرى ومنها التأثير السلبي على معنويات الجيش الياباني بعد اغتيال القائد العام للقوات البحرية اليابانية أثناء الحرب العالمية الثانية إيسوروكو ياماموتو في عملية استهداف منظمة من قبل الاستخبارات العسكرية الأمريكية التي استطاعت التقاط الإشارات اللاسلكية اليابانية وعلمت بأن القائد المذكور سيقوم برحلة لتفقد القطعات البحرية اليابانية فقامت طائرة حربية أمريكية بإسقاط الطائرة التي كان يستقلها.[47]
عندما يتم الاغتيال عن طريق وسيط أو شخص أو مجموعة تم توظيفهم أو توكيل مهمة الاغتيال إليهم فإن الشخص الذي يقوم بعملية الاغتيال يكون هدفه الرئيسي هو استلام المبلغ أو المزايا الاقتصادية المتعلقة بقيامهم بعملية الاغتيال. ومن أشهر الوسطاء في التاريخ هم المافيا. في عام 1994 طفى على السطح ولأول مرة مصطلح غريب ومثير للجدل إلا وهو بورصة الاغتيال على يد مهندس الحاسوب تيموثي ماي (بالإنجليزية: Timothy C. May) الذي تحدث عن بورصة نظرية يضع فيه شخص ما توقعاته عن يوم اغتيال شخص معين ويراهن بمبلغ معين عن طريق الإنترنت ويشارك في هذا الرهان مجموعة من مستخدمي الإنترنت ويكون الفائز هو الذي توقع التاريخ الدقيق لاغتيال الشخص.[48][49]
الاغتيالات السياسية ظاهرة قديمة وشائعة جدا ولاتكاد أي فترة تاريخية أو بقعة جغرافية تخلو من هذه الظاهرة، وهناك حوادث اغتيال سياسية سلطت عليها الأضواء وهناك حوادث أخرى لم تلق اهتمام كبير من قبل الإعلام. ومن الأمثلة على الاغتيالات السياسية في الشرق الأوسط التي لم تحض باهتمام كبير هي الاغتيالات التالية:
عملية الاغتيال عادة تتم بعد تخطيط وتحضير ويتراوح مدى تعقيد خطة الاغتيال من بسيطة إلى غاية في التعقيد نسبة إلى مدى صعوبة الوصول إلى الشخص المستهدف. كانت اغتيالات العصر القديم بدائية في تخطيطها وتنفيذها وكان الاغتيال يتم على الأغلب بواسطة العصا أو الهراوة أو طعنة الخنجر ولكن حتى الهراوة القديمة قدم الإنسانية تم تطويرها في العصر الحديث بتحويلها إلى هراوات قادرة على أحداث صعقات كهربائية والتي تسببت في مقتل 73 شخصا من عام 1999 إلى 2004[55] بالنسبة للطعن بالخنجر فقد تم اغتيال العديد من القادة المهمين في التاريخ باستعمال هذه الطريقة البسيطة ومنهم يوليوس قيصر ونيرون[56] وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب. وكانت هذه الطرق البدائية فعالة بسبب عدم وجود حماية محكمة ومتطورة لهؤلاء القادة وكان من السهولة الوصول إليهم والاحتكاك بهم بصورة مباشرة، لكن مع التطور أصبح وصول المحكوم إلى الحاكم أكثر صعوبة مما أدى إلى تخطيط أكثر تعقيداً لعملية الاغتيال.
ومع ازدياد الحماية للاشخاص المهمين أصبح وسيلة اختراق ذلك الطوق أهم خطوة في الوصول إلى الهدف وأصبح استعمال السموم الوسيلة المفضلة في هذه المرحلة التاريخية ومن أشهر الذين تم اغتيالهم بهذه الطريقة:
ومن محاولات الاغتيال الحديثة باستعمال السم هو محاولة اغتيال خالد مشعل قائد الجناح السياسي لحركة حماس من قبل الموساد الإسرائيلي، ولكن المخابرات الأردنية اكتشفت محاولة الاغتيال وقامت بالقاء القبض على اثنين من عناصر الموساد المتورطين، وطالب الملك الحسين بن طلال من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المصل المضاد للمادة السامة التي حقن بها خالد مشعل.[57]
ومع اختراع الأسلحة النارية أصبح الطوق الأمني البشري غير كافياً بمنع اغتيال الشخصيات المهمة وأصبح بمقدور منفذ العملية الاستهداف من بعيد والفرار بعد تنفيذه للعملية. ومن محاولات الاغتيال القديمة والموثقة عن طريق استعمال المواد المتفجرة هي المحاولة الفاشلة من قبل المتعاطفين مع الكاثوليك لاغتيال الملك جيمس الأول وعائلته ومعظم الأرستقراطيين البروتستانت دفعة واحدة عن طريق تفجير البرلمان البريطاني في 5 نوفمبر 1605 ولايزال يوم 5 نوفمبر يوماً يحتفل به الكثيرين في بريطانيا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا وكندا.[58]
تطور الأمر تدريجياً إلى استعمال بنادق القنص والسيارات المفخخة ومن أشهر من تم اغتيالهم بواسطة القناص هو جون كينيدي، أما السيارات المفخخة فقد تم استعمالها بكثافة في أيرلندا الشمالية من قبل الجيش الجمهوري الأيرلندي وفي الشرق الأوسط تم استعمال السيارات المفخخة على نطاق واسع لأول مرة من قبل حزب الله أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، كما تم استعمال السيارات المفخخة من قبل نمور التاميل في سريلانكا وبعض فصائل المقاومة العراقية بعد غزو العراق عام 2003.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
{{استشهاد ويب}}
: |archive-date=
/ |archive-url=
timestamp mismatch (مساعدة)