قسنطينة | |
---|---|
قسنطينة | |
صور من مدينة قسنطينة
| |
الموقع الجغرافي
| |
اللقب | مدينة الجسور المعلقة |
سميت باسم | قسطنطين العظيم |
تاريخ التأسيس | 202 ق.م. |
تقسيم إداري | |
البلد | الجزائر[1] |
عاصمة لـ | ولاية قسنطينة (1962–) |
التقسيم الأعلى | دائرة قسنطينة |
المسؤولون | |
رئيس المجلس الشعبي البلدي | شراف بن ساري[2] |
خصائص جغرافية | |
إحداثيات | 36°21′54″N 6°36′53″E / 36.365°N 6.6147222222222°E |
المساحة | 2288 كيلومتر مربع |
الارتفاع | 644 (م) |
السكان | |
التعداد السكاني | 448374 (إحصاء السكان) (2008)[3] 465138 (تقدير) (2012) |
معلومات أخرى | |
المدينة التوأم | |
التوقيت | CET (توقيت أوروبا الوسطى +1 غرينتش) (+1 غرينيتش) |
الرمز البريدي | 25000 |
الرمز الهاتفي | (+213) 031 |
الموقع الرسمي | الموقع الرسمي لولاية قسنطينة |
الرمز الجغرافي | 2501152 |
تعديل مصدري - تعديل |
قسنطينة هي مدينة جزائرية وثالث أكبر مدنها بعد كل من الجزائر العاصمة ووهران،[8] تسمى مدينة الجسور المعلقة وهي عاصمة الشرق الجزائري، وتعتبر من كبريات مدن الجزائر تعدادًا، يطلق عليها عدة تسميات منها «مدينة الصخر العتيق» نسبة للصخر المبني فوقه المدينة وسيرتا اسمها النوميدي، أم الحواضر باعتبار أن قسنطينة من أقدم المدن في العالم وتعاقبت عليها عدة حضارات، تتميز المدينة القديمة بكونها مبنية على صخرة من الكلس الصلب، مما أعطاها منظرًا فريدًا. قسنطينة، هي مدينة مهمة في تاريخ البحر المتوسط حيث كانت قديمًا سيرتا عاصمة نوميديا من 300 قبل الميلاد في 46 قبل الميلاد. ثم أصبحت تحت السيطرة الرومانية بعد ذلك. حصلت على اسمها الحالي منذ 313 نسبة إلى الإمبراطور قسطنطين العظيم.
للعبور من ضفة إلى أخرى شُيّد عبر العصور عدة جسور، فأصبحت قسنطينة تضم أكثر من 8 جسور بعضها تحطم لانعدام الترميم، وبعضها ما زال يصارع الزمن، لذا سميت قسنطينة مدينة الجسور المعلقة. يمر وادي الرمال على مدينة قسنطينة القديمة وتعلوه الجسور على ارتفاعات تفوق 200 متر.
نظمت مدينة قسنطينة تظاهرة عاصمة الثقافة العربية 2015، وقد انطلقت في أبريل 2015 واختتمت في 16 أبريل 2016 عرفت فيها المدينة تنظيم عدة مهرجانات وتفاعلات من طرف الوفود العربية المشاركة، أغلبها نظم بالتحفة المعمارية الجديدة قاعة أحمد باي (زينيت قسنطينة).[9]
تتموقع المدينة على التضاريس التي تتميز بطبوغرافيا وعرة للغاية، وتتميز بتداخل من الهضاب والتلال والانخفاضات والانهيارات المفاجئة للمنحدرات، مما يعطي موقعًا غير الجناس.[10]
تمتد المدينة على هضبة صخرية على ارتفاع 649 م، معزولة عن المناطق المحيطة بها بممرات عميقة حيث يسيل وادي الرمال[11] الذي يعزلها، ومن الشرق والشمال يهيمن كل من جبل الوحش وجبل سيدي مسيد على ارتفاع 300 م ومن الغرب نجد حوض الحامة.[12] اختيار هذا الموقع هو في المقام الأول هو من باب الاستراتيجية الدفاعية.[11] في المنطقة المحيطة بها، تتمتع المنطقة بأراضي خصبة.
وتتميز المنطقة بمناخ قاري تتراوح درجات الحرارة فيه من الحارة إلى المعتدلة صيفا، إلى الباردة الشتاء مع تساقط لبعض الثلوج أحيانا.
البيانات المناخية لـقسنطينة | |||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
الشهر | يناير | فبراير | مارس | أبريل | مايو | يونيو | يوليو | أغسطس | سبتمبر | أكتوبر | نوفمبر | ديسمبر | المعدل السنوي |
الدرجة القصوى °م (°ف) | 23.3 (73.9) |
27.0 (80.6) |
32.1 (89.8) |
34.3 (93.7) |
39.0 (102.2) |
42.6 (108.7) |
43.5 (110.3) |
44.0 (111.2) |
41.2 (106.2) |
37.0 (98.6) |
28.0 (82.4) |
27.7 (81.9) |
44.0 (111.2) |
متوسط درجة الحرارة الكبرى °م (°ف) | 11.5 (52.7) |
13.0 (55.4) |
14.9 (58.8) |
18.2 (64.8) |
23.1 (73.6) |
28.6 (83.5) |
33.0 (91.4) |
32.7 (90.9) |
28.1 (82.6) |
22.2 (72.0) |
16.6 (61.9) |
12.3 (54.1) |
21.2 (70.1) |
المتوسط اليومي °م (°ف) | 7.1 (44.8) |
8.1 (46.6) |
9.6 (49.3) |
12.4 (54.3) |
16.6 (61.9) |
21.5 (70.7) |
25.2 (77.4) |
25.2 (77.4) |
21.4 (70.5) |
16.4 (61.5) |
11.4 (52.5) |
7.9 (46.2) |
15.2 (59.4) |
متوسط درجة الحرارة الصغرى °م (°ف) | 2.6 (36.7) |
3.1 (37.6) |
4.2 (39.6) |
6.5 (43.7) |
10.0 (50.0) |
14.3 (57.7) |
17.3 (63.1) |
17.6 (63.7) |
14.7 (58.5) |
10.5 (50.9) |
6.1 (43.0) |
3.4 (38.1) |
9.2 (48.6) |
أدنى درجة حرارة °م (°ف) | −6.0 (21.2) |
−7.6 (18.3) |
−4.0 (24.8) |
−2.2 (28.0) |
1.0 (33.8) |
4.0 (39.2) |
6.7 (44.1) |
10.0 (50.0) |
7.0 (44.6) |
2.0 (35.6) |
−4.0 (24.8) |
−5.0 (23.0) |
−7.6 (18.3) |
الهطول مم (إنش) | 66.6 (2.62) |
58.3 (2.30) |
61.8 (2.43) |
53.2 (2.09) |
41.5 (1.63) |
20.9 (0.82) |
8.9 (0.35) |
12.2 (0.48) |
36.4 (1.43) |
38.4 (1.51) |
43.5 (1.71) |
71.1 (2.80) |
512.8 (20.17) |
متوسط الأيام الممطرة (≥ 1 mm) | 7 | 5 | 5 | 6 | 4 | 4 | 0 | 2 | 4 | 5 | 6 | 5 | 53 |
متوسط الأيام المثلجة (≥ 1 cm) | 1 | 1 | 0 | 0 | 0 | 0 | 0 | 0 | 0 | 0 | 0 | 0 | 2 |
متوسط الرطوبة النسبية (%) | 79.9 | 77.3 | 73.1 | 72.6 | 68.0 | 55.8 | 48.8 | 52.9 | 65.9 | 69.3 | 75.8 | 79.7 | 68.3 |
المصدر #1: الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (فترة : 1961–1990)[13] | |||||||||||||
المصدر #2: climatebase.ru (الدرجات القصوى، الرطوبة)[14]
المصدر الثالث : Climate Zone (الأيام الممطرة والمثلجة) [15] |
تقع مدينة قسنطينة في مركز الشرق الجزائري على بعد نحو 400 كيلومتر عن الجزائر العاصمة، وتقوم المدينة القديمة على صخرة من الكلس القاسي ويشقها واد سحيق يعرف بوادي الرمال.
زيغود يوسف (بلدية) | حامة بوزيان | بن زياد | ||
الخروب | عين السمارة | |||
| ||||
الخروب | الخروب | عين السمارة |
سكيكدة | القل | جيجل | ||
قالمة | سطيف | |||
| ||||
أم البواقي | عين مليلة | باتنة |
احتل الإنسان منطقة قسنطينة في وقت مبكر جدًا ، وقد تم العثور على أدوات ما قبل التاريخ على هضبة المنصورة وفي أولاد رحمون. كان العاتري حاضرا في جبل الوحش ، في كهفي موفلون وبير. ترك كل من الإيبيرية والقبصية بعض الآثار ، لكن في العصر الحجري الحديث بشكل خاص شهدت كهوف المنطقة احتلالًا كبيرًا.
سكن البربر الباليو في نفس الأماكن خلال الألفية الأولى قبل الميلاد. وشيدت آثارًا مغليثية ، في واد الرمال[16]
بدأ تاريخ المنطقة مع الفينيقين واستيطانهم للمنطقة. وينسب تأسيس مدينة قسنطينة للتجار الفينيقيين وقد طورها الرومان لاحقا. وكان اسمها القديم هو (سيرتا) وكان القرطاجيون يسمونها (ساريم باتيم).
اشتهرت «سيرتا» الاسم القديم لقسنطينة - لأول مرة عندما اتخذها الملك النوميدي ماسينيسا ملك نوميديا عاصمة مملكته. عرفت المدينة بعدها حصار يوغرطة الذي رفض تقسيم مملكة أبيه إلى ثلاثة أقسام، بفضل دعم الرومان وبعد حصار دام خمسة أشهر اقتحم تحصينات المدينة واستولى عليها. عادت سيرتا لتحيا مجدًا جديدًا مع يوغرطة ملك نوميديا الجديد والذي استطاع أن يتفادى انقسام المملكة إلى ثلاثة ممالك.[بحاجة لمصدر]
دخلت المدينة بعدها تحت سلطة الرومان. أثناء العهد البيزنطي تمردت سنة 311 م على السلطة المركزية فاجتاحتها القوات الرومانية من جديد وأمر الإمبراطور ماكسيناس بتخريبها وتم إعادة بنائها في عهد قسطنطين.
أعاد الإمبراطور قسطنطين بنائها عام 313 م. وأخذت اسمه وحور هذا الاسم عربيا إلى قسنطينة. عرفت ابتداء من سنة 429 م غزو قبائل الوندال التي انطلقت من أواسط أوروبا وتحديدات من النمسا وألمانيا وسويسرا والتي جابهها الملك البيزنطي جيستيان في معركة حاسمة بجبال «إيدوغ» إلى الغرب من مدينة عنابة وانتصر عليها انتصارا كبيرا فتفرقت جموعها هربا بين جبال القبائل الصغرى ومنطقة قالمة.
مع دخول المسلمين إلى شمال أفريقيا عرفت المدينة نوعًا من الاستقلال فكان أهلها يتولون شؤونهم بأنفسهم حتى القرن التاسع. وفي القرن الثاني عشر عرفت المنطقة قدوم القبائل الهلالية على المقاطعة التي كانت تشمل الشرق الجزائري وبمساحة كبيرة جدا.
عادت المدينة لأبناء الوطن عن طريق الإمارات الإسلامية المحلية ومنها إمارات الأغالبة التي كانت القيروان عاصمة لها وقسنطينة باتت تابعة لها بحكم عدم توسع الفتح الإسلامي إلى العديد من أجزاء الوطن وخصوصا مناهضة عشائر الأوراس لهم والرستميون الذين توسع نفوذهم إلى الغرب منها ولم تكن المدينة سقطت تحت نفوذهم ثم الزيريون ثم الحماديون فـ الموحدون والمرابطون لفترة جد قصيرة ثم جاء دور الحفصيون الذين دامت إمارتهم أطول مدة بشرق البلاد وتونس ولم تسقط إمارتهم إلا بعد مجيء الأتراك وبعد سقوط الأندلس استوطن المدينة الأندلسيون كباقي مناطق شمال أفريقيا والجالية اليهودية كانت متواجدة منذ القدم بها وما يعرف تاريخيا أن هناك أسر يهودية قامت بإيواء أخرى أتت من الأندلس وهذا دليل على أن الجاليات اليهودية كانت تتعايش مع الفرق الأخرى في حدود التسامح الديني الذي بات مفروضا من المنتمين للحضارة الإسلامية.
وما يجدر ذكره هو تواجد اليهود الذي لم يكن مقتصرا على الفارين بعد سقوط الأندلس التي كانوا يعيشون فيها بسلام في ظل الحكم الإسلامي، وثم طردهم من قبل ملوك النصارى الكاثوليك الكنيسة الكاثوليكية في روما التي كانت هي مرجع الطائفة الكاثولكية بحكم تواجد مقر البابا بها وبعد سقوط آخر حكام الأندلس.
ومنذ القرن الثالث عشر انتقلت المدينة إلى حوزة الحفصيين وبقيت في أيديهم حتى سيطرة الدولة العثمانية على شمال أفريقيا والمشرق العربي.
لم تسجل أي مناوشات قتالية بين الأتراك وحكام قسنطينة بل تم تسليم مفاتيح المدينة إلى القائد التركي صالح رايس من دون صعوبات تذكر والسبب يعود في ذلك لقوة وظهور الأيالة على تفهم لـمدينة تقطنها عائلات تدين بالولاء لكل من لا يمس مصالحها إضافة إلى أن سلطة آل عثمان كانت تتمتع بحظوة كبيرة لدى الأهالي وخصوصا زمن طرد الإسبان من بجاية وجيجل وتحطيم قلعة بينون التي كانت على مقربة من مدينة الجزائر مئات الأمتار والتي تقوم عليها حاضرا الأميرالية العسكرية الجزائرية بعد توسيعها وترميمها من قبل فرنسا إضافة إلى وجود شبه تنازع بين عائلتين هما عائلة بن عبد المؤمن التي تعود أصولها لعرب الصحراء وعائلة أولاد صاولة التي تعود أصولها إلى عشيرة الشابية التي كانت تقطن الشريط الحدودي بين الجزائر وتونس وكانتا تدينان بالولاء للسلطان الحفصي بـ تونس وهذا ما سهّل المهمة. وكان هذا بخريف سنة 1568 م.
تم اختيار قسنطينة لتكون عاصمة بايليك الشرق زمن عهد الباشاوات ومنها تداول حكمها بما يزيد عن 42 بايا منهم بايات قليلون أعطوا لها دورها ونهضتها وآخرون زجوا في متاهات كان ثمنها أهاليها وهذا للطابع العسكري الذي كان عليه باياتها المنتمون إلى انكشايون وأتراك ويولداش وموالي من أجناس مختلفة. ونحن نذكر البعض منهم لإنجازاتهم كـ صالح باي (1771-1792 م.) الذي قام بتهيئة المدينة وأعطائها طابعها المميز. ومن أهم أعماله بناء جامع ومدرسة الكتانية. ومدرسة سيدي الأخضر والتي عني فيها بتدريس اللغة العربية وأصول المذهب المالكي والحنفي. كما قام بإنشاء حي خاص لليهود بعد أن كانوا متوزعين في أنحاء المدينة.
سنة 1830 م، ومع احتلال الجزائر العاصمة من طرف الفرنسيين رفض بايلك قسنطينة الاعتراف بسلطة الفرنسيين على أي شبر من الجزائر فقاد أحمد باي وغيره من المقاومين الجزائريين الحملتين واستطاع أن يرد الفرنسيين لمرتين في سنتين متواليتين في معارك للاستيلاء على المدينة التي كانت تمثل بوابة الشرق. عامي 1836 و1837، استطاعت الحملة الفرنسية بقيادة دامرمون عن طريق خيانة من أحد سكان المدينة اليهود (حيث استطاع الفرنسيون من التسلل إلى المدينة عبر معابر سرية توصل إلى وسط المدينة)، وعن طريق المدفعية أيضًا من إحداث ثغرة في جدار المدينة. ثم حدث الاقتحام، واصطدم الجنود الفرنسيون بالمقاومة الشرسة للأهالي واضطروا لمواصلة القتال في الشوارع والبيوت. انتهت المعركة أخيرًا بمقتل العديد من الأهالي، واستقرار المحتلّين في المدينة بعد عدة سنوات من المحاولات الفاشلة. استطاع الباي العثماني الحاج أحمد الفرار إلى الجنوب وقد عسكر بمنطقة «أم الصنب» إلى القريب من مدينة ياتنة التي لم تؤسس بعد ومنها راح يناوئ العشائر على الانضمام اليه لاسترجاع ملكه الذي فقد منه. أما خليفته بن عيسى فقد استشهد عند أحد الأسوار وهذا ما رواه ابنه فيما بعد.
سقطت مدينة قسنطينة عاصمة بايلك الشرق بتاريخ 13 أكتوبر 1837 تضم جامعة الأمير عبد القادر التي أُنشئت عام 1984 لتكون أزهر شمال إفريقيا قسما لمقارنة الأديان، يتخصص فيه الطلبة بدراسة الأديان السماوية، الإسلام والمسيحية واليهودية، إضافة إلى الطوائف والملل الدينية المختلفة. ولأن المقاييس العلمية والمعايير البيداغوجية في الجامعات تفرض أن يتم دراسة الأديان ومقارنتها، من خلال التحكم في اللغة التي كتبت بها الكتب السماوية ونصوصها وبينها الديانة اليهودية التي كتبت توراتها باللغة العبرية، وجدت إدارة الجامعة نفسها مجبرة على الخضوع لهذه المقاييس والتفكير بجدية في تدريس اللغة العبرية تمهيدا لفتح قسم متخصص في تدريس اللغات الشرقية القديمة كالعبرية واللاتينية والفارسية. ورغم المبررات العلمية والأهداف البيداغوجية التي التزمت بها الجامعة، وجد بعض الغلاة في الأمر فرصة للطعن في الجامعة الإسلامية وتوجيه اتهامات إلى إدارتها شبيهة بتلك التي أطلقت على الجامعة خلال الأزمة الأمنية يوم شبهت بمحضن للإرهابيين وصارت التهمة الدعوة إلى التطبيع والتهويد وإعادة الفوران إلى جرح قديم وغائر بين سكان قسنطينة المسلمين واليهود الذين كانت المدينة تحتضن أكبر جالية لهم في الجزائر وتتوفر على عدد كبير من معابدهم وكنائسهم ومدارس لتدريس لغتهم العبرية. ويرتبط هذا الجرح بالفتنة والأحداث الدامية التي عرفتها مدينة قسنطينة عام 1934 بين المسلمين واليهود بعد إقدام أحد اليهود واسمه الياهو خليفي في الخامس من أوت 1934 على إطلاق النار على المصلين في جامع سيدي الأخضر الذي كان يؤم فيه الشيخ ابن باديس المصلين، مما أدى إلى اندلاع أحداث عنف أدت إلى مقتل عشرين يهوديا ومسلمين اثنين وكادت الأحداث أن تتطور لولا تدخل الشيخ عبد الحميد ابن باديس الذي وقف خلال الأحداث وقفة رجولية وتاريخية. منذ ذلك التاريخ، زادت حدة العداء بين اليهود الذين اختاروا صف فرنسا وبين الجزائريين عامة ولدى سكان قسنطينة على وجه الخصوص الذين ما زال كبار السن منهم يتذكرون تفاصيل أحداث 1934 والمؤامرات اليهودية على المسلمين والجزائريين قبل الثورة وبعدها، كما يتمثلون محلات اليهود وحاراتهم، معابدهم الدينية ومدارسهم حتى فترة ما قبل الاستقلال. وعندما شرع اليهود في الهجرة من الجزائر بسبب تخوفاتهم من ردة الفعل العنيفة للجزائريين ضدهم عقب الاستقلال، خلّفوا وراءهم الآلاف من الكتب والمخطوطات والمؤلفات المكتوبة باللغة العبرية، عدد كبير منها يرتبط بتاريخ الجزائر، ويتضمن فصولا كثيرة عن مراحل تاريخية سابقة منذ هجرة اليهود إلى الجزائر من الأندلس وفلسطين. وقد وجد الكثير من الجزائريين الذين شغلوا السكنات والفيلات التي كان يقيم فيها اليهود مئات الكتب متعلقة بهم مكتوبة باللغة العبرية تم حرق بعضها وإهمال البعض الآخر، لكن هذه المخطوطات والكتب لم يتم حتى الآن تحقيقها أو الاستفادة منها بسبب عدم وجود من يمكنه ترجمتها أو تحليل مضمونها على الأقل والاستفادة التاريخية منها.
توجد بولاية قسنطينة عدة معالم وآثار أهمها:
مقابر مدينة سيرتا على تنوع حسب الفترات فلكل فترة مقابرها وهياكلها ونصبها. مقابر قبل ظهو الفنيقيين كانت بإنفاق الدببة وعند ظهور الفنيقيين وتأسيسها باتت بـ (كدية العاتي) التي تحتل اليوم مكانها (سانت جان) و (الكدية القديمة)و (نهج فلوري). وفي العهد الروماني ومع إنشاء جسر باب القنطرة زمن الإمبراطور انتونين تحولت إلى ضاحية جبل سيدي مسيد إلى غاية كاف الريح. وعند الفتح الإسلامي عاودت كدية العاتي مهدا لها إلى غاية التواجد الفرنسي الذي راح يقسمها إلى قسمين. القسم العلوي انطلاقا من (نهج تونس) إلى غاية منحدرات سفوح الكدية الغربية كانت مخصصة للأهالي والجهة السفلية منها مخصصة للمعمرين أما مقابر الجالية اليهودية فكانت بالسفح الشرقي لجبل سيدي مسيد إلى القريب من (المستشفى الجامعي) أما عن «نصب الأموات» فقد قامت بانشائه فرنسا تخليدا لمن سقطوا بالحرب العالمية الأولى.
أما القبور المكتشفة ب«أنفاق الدببة» فكانت لعصور ما قبل التاريخ والتي اكتشفت بناحية «بكيرة» فتعود إلى قرية كانت هناك للأهالي لا يقطنها غيرهم وهم العمال والمسخرون لخدمة الرض، كما توجد مقابر أخرى بمنطقة «الخروب» بالمواقع
المسماة «خلوة سيدي بو حجر» قشقاش، وكاف تاسنغة ببنوارة وتعود كلها إلى مرحلة ما قبل التاريخ.
ولا تزال آثار الحضارات التي تعاقبت على «تيديس» شاهدة إلى اليوم بدءا بعصور التاريخ، فالحضارة البونيقية، الحضارة الرومانية، الحضارة البيزنطية إلى الحضارة الإسلامية.
ويتجلى عصر ما قبل التاريخ في مجموعة من القبور تسمى «دولمن» ومعناها«المناضد الصخرية»، وكذا مقبرة قديمة تقع على منحدر الجانب الشمالي وتجمع عددًا من المباني الأثرية الدائرية المتأثرة بطريقة الدفن الجماعي والتي تسمى «بازناس» وتدل النصب والشواهد الموجودة على العصر البونيقي، فيما يتجلى الطابع الروماني في المناهج المتعلقة بنظام تخطيط المدن.
طغت على قسنطينة صبغتها الثقافية والدينية منذ القدم، وتكرس هذا المظهر بعد استقرار الإسلام بها، فعرفت عملية بناء المساجد بها سيرورة دائمة، وسنسرد أسماء أهم هذه المساجد كما يلي:
كما تزخر المدينة بعدد آخر من المساجد من بينها :
كانت المدينة محصنة بسور تتخله سبعة أبواب، وبعضهم يقول ستة، تغلق جميعها في المساء وهي:
لقد كانت هذه الأبواب تقوم بوظيفة التحصين للمدينة ضد الغرباء وبدأت تختفي بالتدريج إلى أن أزال الاحتلال الفرنسي أثارها كلية.
نظرًا لتضاريس المدينة الوعرة وأخدود وادي الرمال العميق الذي يشقها، أقيمت عليها سبعة جسور لتسهيل حركة التنقل، واشتهرت بعد ذلك قسنطينة باسم مدينة الجسور المعلقة، وهي:
يمتد من مرتفعات «حي المنصورة» وصولا إلى «حي جنان الزيتون» وقد خصص له غلاف مالي 250 مليون دينار جزائري.
تعتبر الرحبة ذلك المكان الواسع الذي يستعمل لأغراض تجارية، حيث تباع فيها مختلف السلع والبضائع كالملابس، الأقمشة وغيرها. عرفت قسنطينة قديما عدة رحبات منها ما يزال قائما حتى اليوم ومنها ما تحول إلى مباني وطرقات ك"رحبة الزرع" التي كانت تتوسط المدينة وتقام فيها عدة نشاطات تجارية كبيع الحبوب، التمور والزيوت، ومن الرحبات المعروفة في قسنطينة قديما نذكر "رحبة الشبرليين"، "سوق الخرازين"، س"سوق العطارين"، "سوق الصاغة"، و"سوق الصباغين" وغيرها. وحاليا لا تزال بعض الرحبات موجودة مثل " "رحبة الصوف" التي تحولت اليوم إلى سوق لبيع الخضر والفواكه والأواني وبعض الأغراض المنزلية، أما "رحبة الجمال" التي يذكر المؤرخون أنها كانت مبركا للقوافل التي تأتي من مختلف الأنحاء محملة بالبضائع، فقد أصبحت اليوم سوقًا لبيع الملابس ومكانًا مفضلًا للمطاعم الشعبية الشهية بوجباتها، وهناك"سوق العصر" الذي كان قبلا يسمى "سوق الجمعة" ويشتهر بتنوع خضره وفواكهه وباللحوم والأقمشة وعادة ما تكون أسعار هذا السوق معتدلة مقارنة مع بقية الأسواق.
ومن أهم أسواق المدينة أيضا في الوقت الحالي نذكر:
تمتلك فسنطينة وسائل نقل وفيرة للنقل الحضري وشبه الحضري الذي يغطي المدينة ولكنه لا يفبي بطلبات المستخذمين لخطوطها مما أدى إلى التفكير باستحداث خطوط ترامواي وهو المشروع الذي بدأ العمل فيه في ترامواي قسنطينة (بدأ التشغيل الرسمي لترامواي قسنطينة يوم 4 جويلية 2013 من قبل وزير النقل الجزائري عمار تو ولكن لا تزال التمديدات، وتم وضعه في الخدمة العمومية في اليوم الموالي.
وتعتبر ولاية قسنطينة ثالث ولاية تحظى بنظام الترامواي الحديث في الجزائر منذ الاستقلال ومحطة انطلاقه من ملعب رمضان بن عبد المالك إلى غاية محطة قادري براهيم وهي آخر محطة بالمدينة الجديدة علي منجلي ولا تزال التمديدات في علي منجلي. كما تمتلك تيلفيريك حيث يربط حي بلقاسم ططاش بحي الأمير عبد القادر مرورا بالمستشفى الجامعي عبد الحميد بن باديس على علو 707 م ويضم هذا الخط 33 عربة بطاقة استيعاب تصل إلى أكثر من 1200 مسافر في الساعة بالاتجاه الواحد ويمكن تغطية الرحلة في ظرف 08 دقائق ويضمن الخدمة مائة ألف نسمة كما يخدم زوار المستشفى الجامعي المقدر بـ 10.000 زائر يوميا وهذا ما أدى إلى خلق ديناميكية جديدة لاستكشاف المناظر السياحية لـ قسنطينة.
تمتلك مدينة قسنطينة محطتين لنقل المسافرين عبر طرق اصلحت لتربطها بسائر المدن شرقا وغربا ومما زاد في حركة التنقل بصورة جد كبيرة ومعتبرة مشروع الطريق السريع الذي يربط الجزائر من الشرق إلى الغرب.
كما يربط قسنطينة خط سكة مزدوج بين محطة قسنطينة وجيجل وسكيكدة وعنابة ومنه إلى سوق اهراس فالجمهورية التونسية وإلى الغرب يربط بين الجزائر العاصمة والمدن الهامة الأخرى كـسطيف والبويرة وغيرها. كما أن هناك اتجاه آخر يربطها بالجنوب مرورا بـ باتنة وبسكرة إلى غاية مدينة تقرت. ومن عين توتة يتفرع عنه خط الهضاب العليا الذي يربط أهم المدن الداخلية من الشرق إلى الغرب. وهذا ما سهل من مهمة الإنماء الاقتصادي واستقرار السكان واستصلاح الآراضي وخلق بؤر حضرية كانت إلى الأمس القريب عبارة عن قبائل رحل.
يبلغ عدد سكان مدينة قسنطينة حوالي 440 ألف نسمة حسب إحصاء 2008 وهي أكبر مدن الشرق الجزائري. أصول الغالبية الساحقة منهم من خارج المدينة والذين استوطنوها كنازحين قادمين من مختلف أنحاء البلاد وخاصة من المناطق المجاورة جراء فرار الكثير من سكان الأرياف ووالمناطق الجبلية من أراضيهم بسبب الاستهداف الذي طالهم أثناء فترة الاحتلال فضلا عن سعي الكثير إلى تحسين مستوى المعيشة. وقد كانت أكبر موجة للنازحين تلك التي قدمت من المناطق الشمالية للمدينة ويتعلق الأمر بما يعرف بـقبائل الحضرة بالإضافة إلى النازحين الشاوية الذين قدموا من جهة الجنوبية للمدينة... ورغم ذلك تبقى هذه المسميات نادرة الرواج بين سكان المدينة اللذين تأقلموا مع حياة وثقافة الحضر التي يندر فيها استخدام مثل هذه المصطلحات القبلية. ويعتبر البلدية من أهم المكونات البشرية المتواجدة في المدينة حيث يشير هذا المسمى إلى سكان المدينة الأصليين، غير أن كلمة «بلدي» أصبحت مطية لكل من يريد إثبات أحقيته في الانتساب إلى المدينة، رغم أن عدد البلديين الحقيقيين قد تضائل بشكل كبير بفعل انتقالهم إلى مدن أخرى داخل وخارج البلاد. تعد قسنطينة إحدى أكثر المدن الجزائرية تمدنا حيث تتجاوز نسبة التمدن فيها الـ 90 في المئة . لكن هذه النسبة المرتفعة لا تعني أبدا تحسنا في مستوى المعيشة ولا حتى تحسنا في المظهر الجمالي للمدينة. فهناك مساحات كبيرة لا زالت عبارة عن مبان فوضوية لا تراعي المعايير المثلى للحياة الحضرية التي أتى من أجلها معظم النازحين.
يعتبر المطبخ القسنطني[19] من أغنى وأثرى المطابخ في الجزائر يتم تناول مأكولته بشكل خاص خلال شهر رمضان [20] مثل :طاجين الحلو، طبق مصنوع من الخوخ يضاف إليه اللوز واللحوم مع رشها بالسكر المكرر ، الجاري بالشعيرية في الصلصة البيضاء ، الجاري الفريك ، الشوربة المصنوعة من المجفف ، قمح محمص ومكسر؛ شبح الصفرة وكفتة وحميس وبوراك يوجد بالمدينة مجموعة متنوعة من الكسكس مثل المزيات ، الكسكس بالحنطة السوداء ،الكسكس الأبيض بدون خضروات ، مع اللحم والزلابية ... يمكننا أيضًا أن نذكر العديد من أطباق المعكرونة التي نشأت من قسنطينة ، مثل التريدا ، التليتلي ، الشخشوخة
المعجنات المحلية متنوعة أيضا دعونا نذكر الجوزية [21] والبقلاوة والغربية وبورك الرنة والبراج ومكرود المقلة ،تتكون الحلوى من فواكه موسمية ومهلبية ، مصنوعة من الحليب ، كريمة الأرز ، السكر وماء الورد
هذه المدينة قامت بالتوأمة مع :
|
لقد كانت قسنطينة «عاصمة الثقافة العربية الإسلامية» في 2015
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
{{استشهاد ويب}}
: |archive-date=
/ |archive-url=
timestamp mismatch (مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: استعمال الخط المائل أو الغليظ غير مسموح: |ناشر=
(مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=
و|تاريخ=
(مساعدة)
{{استشهاد ويب}}
: روابط خارجية في |موقع=
(مساعدة)